المينافستو الذي كان قد تغيَر، كبرت و تغيرت بفعل العمر و التجربة، تغيرت بعض القناعات و الأحلام و الآمال و تبدلت النظرة للحياة و المحيط و الأنا، اليوم أكتب لا لكي أصرخ كما كنت عندما إستيقظت ذاك العهد متأخرا بل أكتب محاولا أن أجسد للزمان فكرا يقلقلني في حين و أملا يدفني للحلم في مابقي في روحي في حين آخر.
الكلمة ستبقى صديقي الأول و ربما الأخير، فمن خلالها أجد إنعتاقي من كل ما يكبل هذا العقل القلق من كل شئ، و حالة السؤال المحيرة التي تلازمني منذ أن وجت أن الإجابات المعلبة لا تقدم ولا تأخر، بل تزيدني تأزما و حرمانا من ذلك الوشاح العقلي الذي نسميه حقيقة.
طالما غازلتني الصفحات البيضاء محاولة إسترضائي، و طالما وجدتها تحدي لا يقبل التراجع عنه، لا أستطيع الرضوخ لمحدودية العقل و في ذات الوقت لا أقبل أن تغلبني مقولات تجحف ما يمكن للإنسان أن يكتشفه.
سأكتب هنا بعض جنوني الذي لازال و سيبقى يلازمني، و سأسرد بين جنبات هذا الفضاء شئ من عصارة الأنا و كثير من لذائذ الإنسان بمرارته و حلاوته، ستجد أني أشبهك أحيانا و ربما في أحيان أخرى ستقول “دعني اهرب من هذا الكائن الغريب”