يجب أن نعترف بأن العالم اليوم لم يعد كما كان و لن يعود كما كان ، و عليه يجب أن نتوقف عن التعاطي مع المتغيرات بطريقة تتجاهل هذه الحقيقة التي على الرغم من ما قد تعنيه من تبدل الأمور و إنقلاب الموازين و إنكشاف الأوجه الحقيقية لعالم
كنا نعتقد أنه مثالي أو ربما أوهمنا أنه كذلك و هي إعترافات ضرورية ما دام العرب يرغبون في أن يقوموا بدوره الديني و الإنساني.
النظام في سوريا اليوم هو إمتداد لما عاشه منذ إنطلاق ما سمي بالحركة التصحيحة من حيث كونه حالة بوليسية لا تنام و سيكولوجية شك و عنف لا تعرف البديل، و سادية في النظر للأخر و إعتباره تهديد يجب إنهاءه، و هي أوجه أصبحت ماثلة للعيان يوم بعد يوم و بعد ال٢٠ الف شهيد و التي رغم فداحة الجدم لم تتمكن من تحريك العالم بإتجاه إنسانيته التي طالما تغنى بها و التي كشفت لنا الأيام بأنها أكذوبة نظام سياسي عالمي لا يقل وقاحة عن سوداوية نظام الأسد و شبيحته القتله.
مجزرة الحولة ثم التريمسة لم تحرك العالم سوى بالكلام، و طرد الدبلوماسيين و محاولة تطبيق عقوبات ليست إلا صرخة شجب لا تغني و لا تسمن من جوع و جولات عنان و مؤتمرات إيجاد الحلول أشبه بزيارات المحامين للقاتل لسؤاله هل فعلا هو مذنب، و روسيا و بجانبها التنين الصيني اللتان تساندان الأسد لازالتا تنتظران الحصول على القيمة المالية و الإعتراف الدولي بدورهما كبعبع تماما كما أمريكا الصامته و التي كلما دارت الأيام نكتشف كم هو النفاق السياسي صناعة أمريكية بإمتياز.
في عالم لم يعد كما كان أصبحت إيران القوى الكرتونية في المنطقة و تركيا العثمانية أمل العرب في عودة مجد غاب أو ربما مجد لم يكن قط عربيا إلا في كتب التراث، في وقت فضل العرب أن تكون قضاياهم تتمحور حول إخواني و فلول في مصر و سني و شيعي في البحرين و قاعدي و قبلي في اليمن، و ما بينهم في السعودية من تستطيح للهم الوطني في نقاشات أتباع الليبرالية الهشه و التيار الديني الرافض للآخر.
إنه عار سياسي على الدول العربية و الأمم التي تنادي بالتحضر و حقوق الإنسان أن يظل القتل اليومي لأشقائنا في سوريا أمر واقع يجب التعامل معه سياسيا و إشكال لابد من معالجته دبلوماسيا، على الرغم من وجود جهود عربية في السعودية و قطر و بعض الغيورين على أرواح أشقائنا المتمثله بجمع التبرعات الشعبية و المساندة العلنية للشعب الشقيق و جيشه الحر إلا أن ذلك كله يبدو أنه لن يؤدي إلا بعلاج مرحلي و تسكين الألم الذي أصبح ينخر في جسد وطن سوري قد قطعه التجاهل الدولي إلى أوصال.
لم يكن خافيا أبدا أن النظام السوري هو نظام فاشي و بوليسي إلا أن الأعراف العربية و الدبلوماسية كانت دائما هي المحرك و الضابط في التعامل مع تلك القلة من أرباب المخابرات و التشكك السادي،إلا أن المحزن في الأمر اليوم أن نجد دولا عربية و أحزاب سياسيا لاتزال تقف بجانب القاتل و تدافع عنه بإستماته، و هو موقف يمكننا إستيعابه على المستوى الدولي من قبل الصين و روسيا و اللتان تنتظران قيمة التضحية برأس الأسد إلا أن إستمرار تلك الجماعات التي تدعي العروبة و الإسلام و الدول التي تسمي نفسها شقيقه من الوقوف بجانب الشبيحة و ترديد أكذوبة أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا مؤامرة صهيونية لتفتيت صمود الأسد الهمام في مسعاه و زبانيته لتحرير فلسطين هو الدليل القاطع بأن تحرير فلسطين كانت و لازالت الشماعة التي يتلاعب بها الإنتهازيون و الحجة التي أصبحت مكشوفه و الذريعة التي قتل من أجلها آلاف العرب عبر عقود و إفسدت أنظمة و أتخمت جيوب سياسيين مرتشين.
الطريق لتحرير الشعب السوري لا يمر من فلسطين و وحدة الأمة العربية لن تتحقق بتسيد أنظمة بوليسية و أحزاب طائفية و جماعات تصلي بإتجاه قم و مشهد، و الجماعات الدينية التي تعتقد بأن أمتهم ستنهض من خلال طمس ملامحها القطرية ليسوا إلا إنقلابيين و إنتهازيين يسعون للسلطة و هي تعلم أنها لن تتمكن من تحقيق أي فرج لذلك الشعب الذي يموت كل يوم، فقد إعتدنا أن نجدهم ينتظرون في المقاعد الخلفية حتى يزول الضباب فينقضوا ليغنموا بالغنائم، و الشعب السوري الحبيب سيبقى ينتظر تبرعا من هنا و شجبا من هناك و كل ما يملكه هو صوت صارخ في وجه القاتل و قلب داعي في أن ينتصر بواسل الجيش السوري الحر.
تحرير سوريا لا يمر من هناك
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to tell you that I’m beginner to blogging and site-building and certainly enjoyed your web site. Probably I’m likely to bookmark your blog post . You surely come with fantastic articles and reviews. With thanks for sharing your web page.
رائع جدا وجميل الموضوع وهام ومفيد بارك الله فيك بالتوفيق باذن الله …