يبدو أن أحد ملامح الفوضى الخلاقة التي سعت لخلقها إدارة بوش الأبن في منطقة الشرق الأوسط بعد أحداث سبتمبر قد وصلت إلى الحدود الأمريكية، فتشتيت المنطقة الشرق الأوسطية من خلال تنشيط عوامل التفرقة الطائفية والعرقية من أجل زيارة التفتيت و بالتالي إعادة رسم خارطة المنطقة ليسهل معها السيطرة على المكونات الجديدة التي ستظهر والتي وفق النظرية الكوندوليسية نسبة لكوندوليزا رايس ستكون من صناعة الآلة السياسية والدعاية والمالية الأمريكية.
المواجهات العنصرية التي شهدتها ولاية فيرجينا مؤخرا بين اليمين الأبيض المتطرف الرافض لباقي مكونات المجتمع و بين المعارضين للنهج العنصري والمؤمنين بأن أمريكا حق لجميع مكوناته العرقية والدينية قدمت للمجتمع الأمريكي والعالم مثال لقبح مبدأ التفتيت و الفوضى وإن كانت تحت لواء يحميه الدستور الأمريكي، فالتشرذم الذي لحق بالعالم العربي والناتج عن تلك النظرية التي وقع فيها كثر في منطقتنا أصبح سلاح إرتد على الإدارة الأمريكية الحالية والتي تجد صعوبة منذ يومها الأول في إثبات قدرتها على توحيد الصف الأمريكي تجاه القضايا الداخلية والخارجية حتى أن الرئيس ترامب اليوم يواجه إضافة لعداء الإعلام له موقفا متصلبا من العديد من الأسماء المؤثرة في الكونغرس ومجلس الشيوخ الذين يتصدون لأي قانون يحاول تمريره أو موقف سياسي يعمل على تبنيه.
الإعلام الأمريكي والعالمي بشكل عام إستطاع أن يحول تصريحات ترامب المتساهله مع اليمين فيما يخص مواجهات فرجينيا والتي أوقعت قتيل وعدد من الجرحى وأدى إلى تتالي المظاهرات في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة إستطاع أن يحمل ويجد التبرير المنطقي لأن يصبح ترامب ذاته هو المتسبب بها، فنشرت مجلات التايمز والنيويوركر والإيكونوميست و الديرشبيغل أغلفه تصور وتدين به ترامب بإعتباره الصوت والسند والداعم لجماعات اليمين المتطرف، وعلى الرغم من أن ترامب وربما كجزء من محاولة التبرأ من هذه التهمة أقال مستشاره الإستراتيجي (ستيف بانون) المعروف بتوجهاته اليمينة وعدائه للأجانب إلا أنه ورغم ذلك بقي خطابه وبعض قراراته ملتصقة في نظر الإعلام وجزء كبير من المجتمع الامريكي بصورة العنصري الذي يعمل على إعادة هيمنة العرق الأبيض في أمريكا على حساب باقي الأقليات التي تكون النسيج الأمريكي الإجتماعي والسياسي.
لا شك أن أمريكا ومنذ أن قدم ترامب تعيش حالة من الغليان السياسي مابين إدارة تنفيذية غير مستقرة بسبب تزايد عدد الإقالات التي يشهدها تنفذيوا البيت الأبيض وبين تعثر إكتمال تعيين العديد من المسئولين في الإدارة بشكل عام، إلى جانب الضغوطات المتزايدة في ملف إتهامات ترامب و أعضاء في إدارته بالتآمر مع روسيا في الإنتخابات التي أتت به في 2016 وعجز الإدارة تقديم بديل مقبول لبرنامج الرعاية الصحية المعروف بـ(أوباما كير)، كلها تأتي في وقت يستمر الإعلام اليساري والليبرالي في النهش بجسد الإدارة صبح مساء ساعيا وراء ذلك كما يقول المحللون لتقديم الادلة والإثباتات من أجل الدفع بمسائلة برلمانية تطيح بترامب وإدارته وتدفعه للإستقالة.
هذه الفوضى السياسية تجعل من الضرورة أن تقوم حكومات المنطقة بالتفكير جيدا في الخيارات القادمة، فحالة اللا إستقرار حقيقية و إمكانية تبدل الأمور في إدارة ترامب واردة حتى لو لم تكن من خلال الإسقاط به فسيكون الإحتمال الأقرب هو الحد من سلطاته وإجباره على التنازل لخصومة في لعبة السياسة وتغليب المصالح الإنتخابية، وهو ما سيؤدي بمن حقق نجاحات خلال السبع أشهر الأولى من إدارة ترامب إلى إعادة ترتيب الأوراق و السعي نحو تحالفات أكثر قدرة على الديمومة خصوصا مع حليف أمريكي من مميزاته وعيوبه أنه متقلب المواقف لا يفهم إلا لغة المصالح والشد و الجذب.
الموقع الرسمي يتبع مركز الدعوة الإسلامية الذي أسسه فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى، لنشر تعاليم القرآن والسنة والدعوة والتعليم وإرسال الدعاة للدعوة إلى الله في العالم
https://www.arabicdawateislami.net
جيد هذا المقال يا اخي .
https://madani.co/2I6CYmQ
المطر نعمة ورحمة من الله تعالى على عباده ليشربوا ويأكلوا ويتطهروا به، ويجب على كل المسلم أن يعرف قدر هذه النعمة العظيمة، ويجتهد في شكرها، ولكن بعض الناس قد يعتبره نقمة لا نعمة.فهذا البرنامج نموذج نافع لتربيتهم، قدم من خلاله فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى نصائح وإرشادات مهمة حول المطر وفوائده العديدة”
انا لا اري ترمب قوياً بل نحن الضعفاء
مقال مفيد شكرا لكم