المقال منشور بجريدة البلاد السعودية
صدر خلال الإسبوع المنصرم قائمتين مهمتين لفهم الواقع الحالي لكيفية تحرك و تفاعل قطاع الإعلام بوسائله المختلفه التقليدية منها و الجديدة و بمحركاته الأصيلة المهنية منها و التجارية و بأخلاقياته المتداخله المسلم بها و
المتعايش معها، القائمة الأولى هي تلك التي أصدرتها مجلة فوربز العربية و كشفت فيها ترتيب اكثر 100 شخصية عربية حضورا على شبكة التواصل الإجتماعي (تويتر)، بينما القائمة الثانية و التي أُعِدَّت بمساعدة شركة أبحاث التسويق “ايبسوس” والموقع الإلكتروني “زاوية دوت كوم” رتبت فيها أقوى ٥٠ شخصيات عربية في قطاع الإعلام و الإعلان.
صدور هاتين القائمتين في إسبوع واحد و بفارق أيام عن بعضهما أثار لدي بعض التساؤلات خصوصا و أني قريب من هذا القطاع و متابع له إما لكوني مشارك متحمس للشبكات الإجتماعية و تويتر تحديدا و أما من خلال عملي السابق في الصحافة المكتوبة و كل ما يتعلق بها من إعلان و مؤسسات إعلامية و هي المادة التي تشرفت أيضا بتدريسها في جامعة الملك سعود منذ نحو عامين.
لعل البعض سيجد في ملاحظاتي روحا تشكيكية حيال المنهجية التي إتبعتها تلك الدراسة أو تلك، في حين قد يجدها البعض الآخر أنها مجرد محاولة لفهم الديناميكية التي تتحرك بها و منها و من أجلها هذه القوائم و كيفية تمويلها و حقيقة الأجندة التي من أجلها صدرت و إنتشرت و إشتهرت، إضافة لمحاولة تسليط الضوء على بعض الحقائق التي قد لا تعجب البعض و لكنها من المؤكد ستعجب الكثيرين.
سأبدأ بقائمة فوربز لأنها في تقديري أقرب للتصديق من قائمة الشخصيات الخمسين و ذلك لإعتبارات عديدة لعل أهمها أنها تعتمد على الحياد التام المبني على أرقام معلنه لعدد المتابعين و بالتالي فإن الإستنتاج بأن ذلك الإسم أو ذاك له حضور ليس تضخيم أو تطبيل أو مبالغة بل واقع حقيقي مجرد.
بالمرور السريع على الأسماء التي تضمنتها هذه القائمه تستطيع أن تصل لقناعة ثابته حول حقيقة مقولة إنتهاء عصر قادة الرأي من الأكاديميين و السياسيين و المثقفين و “الهوامير” و بزوغ فجر قادة الرأي من الجمهور و أصحاب الحضور و الفكر المتحرك، فبسعون ألف متابع إحتل الإماراتي سلطان سعود القاسمي رأس القائمة، سلطان و الذي إلتقيته مؤخرا في منتدى الإعلام العربي في دبي كان وسط الحضور حيانها أشبه بنجم سينمائي أو مسئول رسمي يحاول الجميع التقرب منه و التحدث إليه و التصوير معه، كل ذلك لأنه إستطاع أن ينقل بتغريداته صوت الإعلام العربي بمائة و أربعون حرف للعالم بلغة العالم “الإنجليزية” محققا في ذلك ما عجز عنه الإعلام العربي في تحقيقه في سنوات عديدة حاول فيها تكرار إرسال رسالة عربية بلغة لا يفهما حتى العربي ذاته من كثرت تكرارها و رتابتها و إبتعادها عن الحقيقة و الواقع.
الأسماء العشرة الأولى إحتلتها ثلاثة دول عربية إضافة للإمارات هي السعودية إسمان هما د.سلمان العودة و الإعلامي تركي الدخيل و الكويت أربعة أسماء هي ثامر الدخيل و الشيخ نبيل العوضي و مشاري بويابس و المحامي أحمد المليفي و مصر ثلاث أسماء هي عمر واكد و وائل عباس و شريف هاشم.
و تضمنت القائمة ٢٥ أسم سعودي جلها من الشباب و كلها من غير الرسميين، و رغم ذلك تعد اليوم من أهم الأسماء التي تلعب دور كبير في تسليط الضوء على عدد من القضايا الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية، و تعمل بشكل جاد و هزلي في أحيان على تحريك النقاش بإتجاه إيجاد الحلول و تنمية ملكة التفكير لدى الجمهور المتلقي، هذه الأسماء و غيرها هي التي في تقديري من يمكن إعتبارهم قادة الرأي الواقعي لذلك وجب هنا تسميتهم إسما إسما لكي نتذكر بعد سنوات من الآن من كانوا في أعين البعض اليوم مجرد مغردين و من سيكون لهم حينها شأن كبير.
مساعد الرشيد و الإعلامي علي الظفيري و الكوميدي فهد البتيري و الإعلامي خالد المطرفي و المدون عصام الزامل و عبدالعزيز الشعلان و الكاتب محمد الرطيان و الدكتور محمد الحضيف و “الكارتونست” مالك نجر و المدون فؤاد الفرحان و عاصم الغامدي و محمد باحارث و أ.د.عبد الكريم بكّار و علي العمري و بندر عبدالله و المدونة ايمان النفجان و الإعلامي سليمان الهتلان و خالد عبدالرحمن و المدون خالد الناصرو المدون صالح الزيد و المحامي وليد أبو الخير و المدون محمد السيف و ابراهيم السحبياني كلها أسماء سعودية شكلت ربع قائمة صحيحة و حيادية بلغة الأرقام و لها مني كل تحية.
قائمة الشخصيات الخمسين الأقوى وفق ما نشرته وسائل الإعلام أوضحت بأن المنهجية في تحديد بزوغ نجم هؤلاء الأشخاص في تلك الصناعة تم تحديده لعدة أسباب تتمحور حول القدرة على إنجاز بعض الأمور في هذا المجال وفرض السلطة على الآخرين والاحترام و أن “السبب الأول يتحكم فيه بشكل كبير حجم الشركة، والمبالغ المالية التي تتحكم فيها، ففي نهاية الأمر، هذه صناعة من نوعية الصناعات التي يتم دفعها تجارياً، أما السلطة فتنبع من الوظيفة التي يشغلها الفرد داخل الشركة، بينما يستمد الاحترام من مناطق عديدة، لكن يمكن قياسه من خلال الطريقة التي يتعامل بها الآخرون مع الفرد”.
في الحقيقة لست على قناعة بأن ذلك التوضيح قد أوضح أي شئ أو وضع أسس علمية رقمية محايده في التصنيف و لكن رغم ذلك فإني رأيي حيال دقة هذه الدراسة يكمن من خلال تسليط الضوء بعض المفارقات التي لم أتمكن تماما من فهما، أولها مثلا أن وضاح خنفر مدير عام قناة الجزيرة التي ربما أصبحت أشهر علامة تجارية عربية حول العالم لم يتمكن إلا من تحقيق المركز ٤٣ رغم أنه إحتل هذا العام وفق تصنيف اجرته مجلة arabianbuisness المرتبة السادسة في قائمة أكثر الشخصيات العربية تأثيرا في العالم العربي، متقدما على الشيخ وليد آل أبراهيم في تلك القائمة و الذي إحتل وفق تصنيف قائمة الخمسين المرتبة الأولى،هذا يجعلنا نتسائل عن كيف يمكن للفرد في قائمة أن يكون له التأثير الأكبر في مجتمعاته أو في المجتمعات التي يعيشون فيها و لا يكون له القدرة على الإنجاز وفرض السلطة على الآخرين والاحترام؟.
الغريب في أمر هذه القائمة أيضا أني وجدت إسمان يعملان في مؤسسة إعلامية واحدة هي “روتانا” هما فهد السكيت الرئيس التنفيذي لشركة روتانا القابضة و نزار ناقرو رئيس شركة روتانا للخدمات الإعلامية و لم أجد إسم الأمير الوليد بن طلال و الذي من المعلوم أنه مهندس و مصمم و مدير هذه العلامة الإعلامية التجارية بكل تفاصيلها الفنية و التجارية و الإستثمارية، و لعل السبب في ذلك كما يراه البعض مقصودا و ذلك من أجل الهرب من الحرج الذي قد ينشأ حين يأتي إختيار متسيد القائمة و الذي إن لم تكن مؤسسة إعلامية بعينها فإن مصالح شركة التسويق الشقيقة لشركة الأبحاث التي أجرت الدراسة قد تتضرر كثيرا، و هو الأمر المؤكد حدوثه في حال كان الأمير الوليد طرفا في السباق خصوصا و أنه الرقم الصعب في المشهد الإعلامي و الذي كفرد لا يقبل إلا بالريادة موقعا.
إحتلت شركة زين المرتبة ٢١ من خلال الدكتور عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة زين و الإتصالات السعودية المرتبة ٤٢ من خلال محمد العساف مدير الاتصالات والتسويق متقدما على الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي خالد الكاف الذي إحتل المركز ٤٤، و لا أعلم إن كانت المقارنة عادلة و لها أساس مهني أو علمي و ذلك في وضع رئيس عمليات و مدير تسويق و رئيس تنفيذي لشركات في ذات القطاع؟!
في ظل هذا العالم الذي أصبح يعشق فكرة التصنيف و الترتيب و التمييز ما بين تسميات و توصيفات سياسية و أخرى دينية و مذهبية و سياسية لا غرابة في أن نجد تزايد مثل هذه القوائم و التي تحاول أن تصنف الأفضل و الأميز و الأقدر و الأقوى، و كل أملي أن تكون قرائتنا لمثل هذه القوائم بعين المحلل و المفكر و لا أقول المشكك و الرافض، فكم من مرة سمعنا عن أفضل دواء و أجمل لباس و أشهى طعام لنكتشف فيما بعد أننا وقعنا في شباك خدعة كبيرة إسمها مصالح تجارية و تسويقية.
I think this is one of the most vital info for me. And i am glad reading your article. But want to remark on few general things, The site style is wonderful, the articles is really great : D. Good job, cheers
I just want to tell you that I am very new to weblog and honestly loved this blog. Very likely I’m want to bookmark your website . You amazingly have great posts. Thanks a lot for sharing your web page.
رااائع موووت .. بجد موقع حلو جداا
مدونة أكثر من رائعة .. بالتوفيق الدائم ان شاء الله