قراءة مقارنة لقائمة فوربس للشخصيات الأكثر نفوذا دوليا لعام ٢٠١٤

صدرت مؤخرا قائمة فوربس لأكثر الشخصيات تأثيرا على المسرح الدولي لعام ٢٠١٤ ،و ككل عام تضمنت القائمة عدد من الشخصيات السياسية و الدينية و الإقتصادية و المشتغلة في مجال العمل الخيري.

القائمة و المدرجة في أسفل هذه التدوينة تميزت أو لنقل تكونت من عدد من المفارقات و المعلومات التي يمكن قرائتها بشكل يمكن أن يعطي تفسير لمجريات الحراك الدولي في كافة مجالاته، فتصدرت القائمة تسعة عشر شخصية رئيسية ضمت ٩ شخصيات سياسية و ٧ شخصيات تعمل في مجال الأعمال و الإقتصاد و إسمان من الشخصيات الدينية و إسما واحدا يعمل في مجال العمل الخيري
فنجد أن الأسم الأكثر نفوذا دوليا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متقدما على الرئيس الأمريكي الذي أتى ثانيا في التصنيف في مؤشر يدلل على الدور المتصاعد لروسيا و قيادتها في التأثير على المشهد الدولي و السياسي على وجه التحديد، في حين أتى الرئيس الصيني ثالثا متقدما على بابا الكنيسه الكاثوليكية فرانسيس الذي أتى رابعا.
كما أتى الملك عبدالله عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية في المرتبة الحادية عشر بإعتباره القائد العربي الوحيد في القائمة متقدما على المرشد الروحي لإيران منافس المملكة الرئيسي في المنطقة و الذي حل في المرتبة التاسعة عشر و الأخيرة، في توصيف يمكن قرائته بأن المملكة لازالت تؤثر بشكل أكبر من إيران و التي تعمل خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط سياسيا و عسكريا.
من الملفت في الترتيب الذي يقع فيه الملك عبدالله هو أنه يتأخر بمرتبه واحدة فقط على رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون و متقدم بمرتبة عن أغنى رجل في العالم وورن بافيت و لكنه في ذات الوقت متأخر بمراتب عديدة عن قيادات إقتصادية دولية  مثل رئيسة البنك الفدرالي الأمريكي جينيت يلين و رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراقي و مؤسسي شركة غوغل سيرجي برين و لاري بيج و لكنه متقدم على شخصيات سياسية مهمة دوليا مثل رئيس وزراء الصين لي كيجيان و الرئيس الهندي ناريندا مودي و الفرنسي فرانسوا هولاند.
مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس أتى في مرتبة متقدمة جدا بإعتباره رجل النشاطات الخيرية و ليس بإعتباره رجل أعمال و إقتصاد فحل في المرتبة السابعة متقدمه بمراتب عديدة عن منافسيه الأغنياء مثل وورن بافيت و كارولوس سليم الذي أتى في المرتبة الرابعة عشر، كما أن مؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع أمازون الشهير أتى في المرتبة السادسة عشر متقدما على جيمي ديامون رئيس اشهر و أعرق المصارف الأمريكية جي بي مورغن تشيس.
القائمة تضمنت ٧ من حامل الجنسية الأمريكية مما يضعها في طليعة الجنسيات المؤثرة دوليا إلى جانب شخصيتين من الصين ، فيما توزعت باقي المراتب على جنسيات أخرى متعددة، كما خلت القائمة من أي شخصية من القارة الأفريقية أو أستراليا، في حين تضمنت القائمة خمسة شخصيات من القارة الأسيوية و خمسة من القارة الأوروبية و واحد من أمريكا الوسطى و سبعة من أمريكا الشمالية.
القائمة تضمن إمرأتين فقط هما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و التي أتت في المرتبة الخامسة كأكثر الشخصيات الأوروبية نفوذا و جينيت ييلن رئيسة البنك الفدرالي الأمريكي.
من اللافت كذلك أن هناك ٤ شخصيات في القائمة ممن يعمل أو عمل في مجال تقنية المعلومات و منتجاتها، هم بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت و مؤسسي موقع غوغل سيرجي برين و لاري بيج و مؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع أمازون.