الطاغية أو “الديكتاتور” وفق تعريف كل من أرسطو وأفلاطون تعني الشخص الذي يحكم دون اللجوء إلى القانون، مستخدماً في حكمه كل الأساليب المتطرفة والمتوحشة ضد كلٍ من شعبه وضد الآخرين، في حين يمكن تقسيم أنواع حكم الطغاة وفق ثلاثة نماذج سياسية واضحة، الأول هو حكم الفرد الواحد والذي يسمى كذلك بالأوتوقراطية في حين النموذج الثاني هو حكم الأقلية ويسمى الأوليغارشية بينما النموذج الثالث هو حكم الأغلبية أو طغيان الأكثرية.
الآن وبعد أن بدأنا حديثنا بهذه السطور التعريفية الضرورية سأبحر معكم في تفاصيل ما تضمنه عمل وثائقي صدر مؤخراً تحت عنوان “كيف تصبح طاغية-How to Become a Tyrant” وهو عمل يمكن مشاهدته عبر منصة نتفلكس وأنصح جميع المهتمين بهذا الموضوع على مشاهدته نظراً لما يتضمنه من تفاصيل مفيدة من التاريخ الحديث حول تصرفات وملامح حكم عدد من أشهر طغاة العصر بما فيهم ستالين و هتلر وعيدي أمين وصدام حسين ومعمر القذافي، والتي من خلال التكتيكات التي استخدموها تمكنوا من الحكم لسنوات وعقود بالحديد والنار حتى أصبحت تصرفاتهم تلك دليلاً مرجعياً يمكن اعتماده لتحول أي زعيم أو سياسي لطاغية إن هو التزم بالتطبيق الحرفي لتلك التصرفات.
ما يهمني في هذا السياق وأنا أسرد لكم هذه التفاصيل هو أن تساعدنا نحن كمتابعين في التنبه وقراءة الواقع السياسي للزعامات والسياسيين حول العالم في الحاضر والماضي والمستقبل بحيث تصبح لدينا القدرة على فهم تصرفاتهم وتقدير ما إذا كان ذلك الزعيم أو ذاك يمضي بإتجاه خلق واقع طغياني خاص به، أو ربما هو تحول بالفعل لطاغية دون أن نكون قد انتبهنا أو إستوعبنا ذلك .
الطاغية في مسعاه لتثبيت أقدامه كحاكم مطلق يجب ان يكون في البداية لديه الإيمان القوي بالذات بحيث يكون على ثقة في نفسه قبل كل شئ وذلك بأنه قادر على أن يصبح حاكم مطلق، لا تكفي الأماني والأحلام بل يجب أن يكون مؤمن إيمان كامل بقدراته على أن يكون الحاكم الأوحد والمنقذ الهمام.
عادة ما يبدأ هذا الشخص بتحديد مهمة احتكاره للسلطة بشكل واضح وأن يصبغ عليها صبغة القداسة أو التميز الإنساني، بعد ذلك فهو سيعمل على استغلال حالة الغضب التي يعيشها الشعب إن كانت إقتصادية أو إجتماعية أو وطنية ويبدأ في تصدير نفسه باعتباره من الشخص الذي يملك الحل لكل تلك المشاكل، كل ذلك من أجل خلق الأتباع الذين بطبيعتهم ينجذبون للزعماء الذين يتحدثون عن هموم الناس ويقدمون الوعود حتى إن كان ذلك في تلك المرحلة مجرد كلام للاستهلاك الدعائي.
الطاغية في مرحلة الإعداد يكون دائماً قريب من الناس يظهر معهم و يتصرف كما يتصرفون ليظهر للشعب أنه منهم، في وقت يكون خلفه ماكينه من المسوقين الذين يحولون إسمه وهويته السياسية لعلامة مشهورة وناجحة بحيث تصبح النموذج الذي يحاول الجميع التحلي به ومحاكاته، فمن زعيم سياسي يتحول لظاهرة شعبية فالنجم الجماهيري الأول.
ستجد في محيط هذا الزعيم في مرحلة التشكل عدد من الأسماء و الشخصيات التي تتحلى بشكل أساسي بالجاذبية وإن كانت مصطنعة، يقوم الطاغية بإختيارهم بعناية ويكون العامل الأساسي لاختيارهم هو قدرتهم على أداء واجباتهم بالشكل الصحيح ومهما كان المطلوب منهم، إضافة للولاء المطلق للزعيم مهما كانت الظروف.
وعندما يصل السياسي الطامح لتكوين وتحقيق كل هذه النقاط السابقة الذكر يقوم بتوجيه ضربته القاصمة في الوقت المناسب، فالطاغية الذكي ليس ذلك الذي يستعجل الوصول للحكم المطلق بل هو ذلك الذي يتأكد من إكتمال المكونات كلها ومدرك للظروف المحيطة بشكل واضح، بحيث يتحقق له النجاح و تحقيق الانفراد عندما يضرب ضربته القاصمة دون أن يكون هناك أي مقاومة أو قوى قادرة على إيقافه.
ولكن بعد أن يحقق الطاغية مبتغاه و يصبح هو الحاكم المطلق يصبح أمامه تحدي أكبر وهو كيف له أن يحافظ على البقاء كحاكم مطلق وطاغية، فالوصول للحكم كما يقول أسهر من الحفاظ عليه، وهنا يبدأ الطاغية بتنفيذ عدد من الإجراءات التي تكفل له ضمان عدم الاختلال أو فقدان القدرة على السيطرة، فيبدأ الديكتاتور بإثبات تفوقه وقوته وجبروته بشكل واضح للجميع، إما من خلال الإعتقالات أو القتل الممنهج والمقصود منه إخافة الشعب أو من خلال تصفية المنافسين السياسيين والاقتصاديين من خلال تجريدهم من كل مقومات القوة التي يملكونها، أن الطاغية يعلم أنه إن لم يقم بذلك فإنه سيصبح هدف لهؤلاء المنافسين، فإن لم يقتل يعلم أنه سيُقتل.
بعد أن يكون الطاغية قد قام بتصفية كل المنافسين يبدأ في خلق بيئة تمكنه من أن تكون أعينه وآذانه في كل مكان، لذلك ستجده يخلق مجتمع تجسسي تعمل فيه الأجهزة الأمنية على ملاحقة كل المعارضيين أو الذين يبدون تحفظات على الطريقة التي يحكم فيها الطاغية وذلك في داخل البلاد وفي خارجها.
و لضمان استمرار الحال على وضعه المسيطر سيتجه الطاغية لشراء ولاءات المؤثرين، وسيقوم بتعيين المقربين والموالين له في المؤسسات و الجهات المختلفة التي تدر المال للدولة وذلك لضمان أن يكون إستغلال مال الدولة من خلال هؤلاء الذين يدينون له بالولاء، إضافة إلى إن الطاغية سيقوم بفرض الضرائب المختلفة وذلك بهدف ضمان وجود المداخيل المالية التي يحتاجها من أجل تنفيذ خططه المختلفة و التي في بعدها السياسي تتعلق بشراء ولاءات الدول والكيانات والإعلام في الخارج من أجل الترويج للطاغية دولياً باعتباره زعيم دولة لوجوده انعكاسات إيجابية على العالم.
التاريخ و التجربة أثبتت أنه من الصعب معرفة كيف يفكر الطاغية أو ماذا يخطط، وذلك لأنه دائما سيعتمد على إستخدام أسلوب التلاعب في نفسيات وأعصاب الشعب من خلال زرع الخوف فيهم، فيصبح قادر على السيطرة على عقولهم وعلى ضمائرهم ويصبح الشعب خاضعاً لنمط معين من الحياة يدور حول تغليب السلامة الشخصية والبعد عن أي تجاوز قد يوقعه في مشاكل مع النظام.
وفي وقت قد يعتقد البعض أن الطاغية سيتعامل مع الموالين له و أقاربه بتمييز يحميهم من العقاب، ستجده سيضرب بيد من حديد أقرب المقربين له، وذلك لكي يرسل رسالة للشعب بكامله أن لا أحد محمي من العقاب أمامي، فإن كنت انا الزعيم مستعداً لأن أعاقب قريب لي فإنه بإمكاني أن أبطش بكل سهولة بالبعيد عني.
وفي أجواء كهذه من البطش والطغيان فإن الطاغية يعلم تماماً أنه معرض للتمرد الداخلي وهيجان الجموع، لذلك فإنه سيستخدم عدد من التكتيكات التي أثبتت تجارب الطغاة أنها ناجعة وإن لحين، فستجده يعمل بكل أجهزته على إنكار كل الجرائم المنسوبة إليه، وسيعمل على تغطية كل تجاوزاته و جرائمه بالكذب في المقام الأول دون إهمال أهمية فرض الرقابة الكاملة على كل ما ينشر و يذاع و يقال.
وفي الوقت الذي سيتزايد فيه الضغط حول الجرائم التي اقترفها الطاغية سيقوم بشكل مؤكد بتحميل اللوم على أطراف أخرى إما من خلال لومها بارتكابها الجريمة أو بسبب إهمالها أو فسادها في حال كان الغضب الشعبي حول الأوضاع الإقتصادية في البلاد أو في حالات أخرى يقوم الطاغية بتغيير إنتباه الشعب بتوجيه اللوم على عدو خارجي أو دولة معادية بإعتبارها السبب في ما حدث.
الطاغية لا يعترف بالقانون الذي يحاسبه لذلك ستجده يطوع القانون لصالحه و يحوله من وسيلة تراقب تصرفاته إلى سلاح في يده يستخدمه لتصفية الخصوم والمعارضين و لفرض العقوبات المالية على طبقات أو شرائح يمكن الاستفادة من ما تملك، كما ستجد الطاغية في ظل هذه الظروف سيستخدم الاعتقال والتعذيب وليس القتل، فالإعتقال والتعذيب في أحيان معينة قادر على اخافة وضبط الشعب أكثر من القتل، أما في تلك الحالة التي تصل فيها الحالة الداخلية لمستوى من التوتر الكبير فإن الطاغية من شبه المؤكد في سبيل توحيد الصفوف وإخماد الهيجان الداخلي سيقوم بشن حرب خارجية على دولة جارة مستخدماً لتبرير ذلك أي ذريعة، وذلك من أجل ضمان فرض الأحكام العرفية من جانب ومن جانب آخر بهدف زراعة تهمة الخيانة في العقل الجمعي للشعب تجاه أي مواطن يقوم بالاعتراض على الطاغية في وقت تمر فيه البلاد في حرب مع عدو خارجي.
من أهم مواصفات حكم الطاغية أن الواقع الذي تراه يروجه تعلم جيداً أنه غير حقيقي، فهو يقوم منذ أن يصل للحكم على خلق حقيقة بديلة وواقع جديد لا يشبه الواقع المعاش، فستجده في البدء يقوم بإعادة كتابة التاريخ بالشكل الذي يناسب أجندته، فيشيطن ما اعتبر في الماضي من مقومات الفخر مثلاً ويحول دون خجل الأسود إلى أبيض و الأبيض إلى أسود، وبدلا من أن يستخدم الحقيقة التي يعرفها الجميع يقوم بإستبدال ذلك بالدعاية الموجهة التي تخدم خطابه السياسي، في وقت يقوم على فرض الرقابة على كل مصادر المعلومات والأخبار و الأراء التي تعارضه واصفاً إياها بالعداء أو بالعمالة، إلى جانب العمل بشكل مكثف على محاربة وشيطنة الفردانية وكل ملامح التفرد الشخصي والتفكير المستقل.
وكما قلنا سابقاً فإن الطاغية من أجل أن يرسم لنفسه صورة ناصعة سيقوم على جذب المؤثرين في الإعلام والأدب والرياضة والفن وغيره من أجل استغلالهم في الترويج له، وذلك من خلال شراء ولائهم بحيث يصبحون مع مرور الوقت وكلاء الطاغية الذين يدافعون عنه في الخارج، ويكون شراء ولائهم هذا أما من خلال الإغراء بالمال او الابتزاز او التقريب وإدماجهم في محيط الطاغية.
في سياق هذه الحقيقة الوهمية التي يخلقها الطاغية ستجده يعمل بشكل مكثف على تحطيم القيم المقدسة في المجتمع، واستبدال المقدس الإجتماعي بقدسية الطاغية الإنساني، بحيث يتم إستبدال الدين أو العرف الذي يحكم المجتمع إلى دغماء وطنية جديدة من خلال الترويج المكثف لأعيادها ومظاهرها المختلفة، فتكون المحصلة النهائية في هذه الحقيقة الجديدة هي مرجعية وطن الزعيم بدلاً من الدين المقدس.
وامام هذا الواقع الوهمي الجديد ربما يصمد المجتمع العلمي بأدواته وعلمائه الذين يصعب في أحيان كثيرة إقناعهم دون دليل، لذلك سيقوم الطاغية باستهدافهم من خلال إفساد المجتمع العلمي الذي يعارضه بطرق متعددة، إما من خلال الملاحقة أو من خلال دعم علماء مؤيدين للطاغية للرد عليهم أو من خلال اخافتهم وتحييدهم وعلومهم بشكل يصبح أي شئ يصدر عنهم في نظر النظام والشعب مخالف لخط الطاغية وخيانه يعاقب عليها القانون.
من أجل أن يسيطر الطاغية على الذهنية التواقه للإجابات فإنه سيعمل على خلق وبث نظريات المؤامرة المختلفة والتي يتم تصميمها بالشكل الذي يخدم الطاغية و سياساته وخطابه، كما ستجده في سبيل خلق الشقاق بين خصومه في المجتمع أو من يشكك فيه سيعمد على ضربهم ببعض بكل الطرق الممكنة، ليصل بالطاغية الحال بأن يعلن عبر أجهزته أن لا حقيقة في هذا الكون إلا الحقيقة التي تقولها الدولة.
هناك طغاة يسعون لحكم دول ولكنهم في ذات الوقت يكتفون بحكمها دون أن يكون بمقدورهم تحويلها بالكامل للشكل الذي تصبح الدولة فيه إنعكاساً للحاكم، إلا أن هناك طغاة تصل نرجسيتهم لمستوى يصبح هدفهم بناء دولة على هيئتهم من خلال خلق مجتمع جديد كلياً.
هذه الحالة يمكن قراءتها من خلال تصرفات الطاغية الذي يحكمها، فيصبح الطاغية هو القانون و القانون يصبح هو الطاغية، فيقوم ببناء أسطورته الشخصية كحاكم للبلاد من خلال الإعلان عن المشاريع الحالمة، في وقت يتم تعليم الأطفال في المدارس بالتلقين وليس بالتفكير الناقد أو التحليل، ومن أجل كسب المكونات الأقل حظاً إقتصادياً وإجتماعياً كالنساء مثلاً فإن الطاغية سيعمل على تمكينهن لأهداف دعائية بحيث يمكن استغلالهن أمام الإعلام والجمهور لكسب التأييد والتعاطف.
الطاغية الذي على هذه الشاكلة لن تجده يكتفي بالعمل من أجل قيادة بلاده، بل ستجده يعمل على تصدير نموذجه للدول المحيطة أو في العالم بشكل عام، فهو يهدف بأن يكون الزعيم الأوحد الذي تبنى الدول على شاكلته، إلا أن هذا الزعيم في الوقت الذي سيواجه فيه مصاعب جمة قد تدفعه للسقوط ستجده أكثر الطغاة قدرة على المناورة و اللعب بلعبة السياسة و البراغماتية بهدف البقاء.
كل طاغية يحكم يحلم في تخليد حكمه للأبد من خلال إبن وريث، ولتحقيق ذلك فإن عمل الطاغية سيحتاج لجهد كبير ولتميز نادر، إلا أن نماذج التاريخ تبين لنا أن الطغاة الذين نجحوا في ذلك استخدموا عدد من الطرق لتحقيق مبتغاهم هذا، فهم في البدء يقومون بعزل بلادهم عن العالم والاعتماد على مبدأ الاكتفاء الذاتي لكي لا يصبح لديهم الحاجة لأي مساعدة أو دعم أو علاقة خارجية، ثم فإنهم يبقون الحكم في داخل الأسرة فلا يورثون الحكم ولا يؤهلون أحد من المقربين بحيث يكون لديه القدرة على الحكم من بعد الطاغية سوى الوريث الذي اختاره، ومن أجل أن يظهر بشكل قوي أمام شعبه فإنه سيعتمد على اختطاف الناس واخضاعهم للعمل لحسابهم، و ستقوم أجهزته السياسية والأمنية و الدعائية مع الوقت على التأكيد بحق الطاغية الإلهي في الحكم وتكرار تلك المقولة دون ملل أو كلل، إلى جانب أن الطغاة من هذه النوعية ستجد أن الخطاب الدعائي الذي يتمركز حول شخصيته دائماً ما يتمحور حول أنه شخصية أسطورية خارقة منذ الطفولة.
ولكي يسيطر الطاغية على الشعب سيعتمد على انهاكه وإشغاله في لقمة عيشه من خلال تجويعه وجعله في حاجة دائمة، وذلك لكي لا يفكر في أي شئ سوى معيشته، ولكي يتمكن هذا الطاغية من الإمساك بالدولة إلى الأبد فإنه سيسعى لامتلاك قنبلة نووية.
مرحباً بك أخ عبدالله
لعلك لو شاهدت العمل الوثائقي الذي شرت له لأتضح لك التفاصيل الدقيقة التي وضعتهم ضمن الطغاة.
ملاحظة بخصوص جملتك الأخيرة، الطغاة لا يخلفون فائدة بعد زوالهم، فقط دمار في نفوس الشعوب وفي مقدرات أوطانهم.
صدام حسين والقذافي لا اراهم يستحقون ان يوضعوا جنبا الى جنب مع باقي الطغاة ، فأساليبهم وطرقهم وانظمتهم كانت بطرق الشوارع البدائية في ادارة اي شيء ، بالطبع زرعوا الخوف والرعب من ذكر اسماءهم وذلك بسبب غنى وموارد الدول العربية ولو توقف الامر على ذكائهم لما استطاعت عقولهم اللامعة ان تشّغل جهة امنية واحدة من دون ملايين الاموال لذلك
فهم لم يكونوا مدفوعين بإرادة القوة او متبنين لفكر معين او طموحات كبيرة ورؤى توسعية تساهم في زيادة قوتهم وفرض سيطرتهم فهم اغبى من ذلك انما كان مرجعهم وكل خطوة قاموا بها لأجل مصالحهم الشخصية المادية فقط ، وفي ظني انهم لو قرؤوا هذه المقالة لما فهموا منها شيئاً
فهم مجرد اولاد سيئين لم يتلقوا التعليم الجيد وربتهم الشوارع استطاعوا حكم البلاد العربية بسبب ضعفها وتدخل الدول الاجنبية في شؤونها
ف ياليتهم كانوا طغاة أقوياء حقيقيين لكانت الدول العربية على الاقل استفادت منهم بعد زوالهم