نجوم إحتفالية البدر في الميزان .. و الغسلان “شاهد شاف كل حاجة”

نشرت مجلة زهرة الخليج الإماراتية لقاء صحفي معي في عدد هذا الإسبوع ١٧٠٣ تركز الحديث حول رأيي في الإحتفالية التي نظمتها مدينة الدوحة تكريما للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن و التي أطلق عليها إسم “الموعد الثاني” و بكل ما تضمنته الأيام الثلاثة من فعاليات و مشاركات و أسماء و حوارات.
فيما يلي نص اللقاء و الذي نشر في خمسة صفحات متضمنة صورا لي مع الأمير بدر من فعاليات سابقة و صور للفناني املشاركين في الإحتفالية إضافة لصور خاصة عن الإحتفالية إلتقطتها كاميرتي و التي تعد من الصور القليلة التي خرجت للجمهور عن الإحتفالية.

و من ما جاء في المقدمة:
بحثا عن الإيجابة حول مدى تأثير غياب نجوم الغناء السعودي عن حفل تكريم البدر و على غرار شهد شاهد من أهلهم إلتقينا الكاتب و الإعلامي و الزميل السعودي ياسر بن عبدالعزيز الغسلان و الذي يجيد ثلاثة لغات هي العربية و الإنجليزية و الإيطالية و عمل في وسائل إعلام عديدة منها صحيفتي عكاظ و الرياض قبل أن يتولى منصب مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط ثم يغادها ليطلق موقع المفكرة الإعلامية و يتفرغ للتأليف و الكتابة عدا عن موقعة الرفيع الراهن في إحدى الشركات في قطر، ليعلق لنا الغسلان لكونه حضر إحتفالية البدر و يرصد تكريماته في الدوحة التي بدأت بحفل روتانا و تلاه حفل صوت الخليج و إنتهاء بحفل سفارة خادم الحرمين الشريفين. فماذا يقول ياسر الغسلان.

ياسر: كيف شاهدت الأمير البدر في إحتفالية التكريم التي أقيمت لأجله مؤخرا في الدوحة?
-لم يكن الموعد الثاني الذي جمعني بالشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن ذا مذاق مختلف عن لقائي الأول به منذ نحو عامين حينما إلتقيته في مزرعته في مدينة المزاحمية القريبة من العاصمة السعودية الرياض، لقائي الثاني هذا تلون بذات المحيا المريح على ضفاف دوحة قطر و في الحفل الخاص الذي أقامته قناة روتانا خليجية إحتفاء بالأمير و إحتفالا بنجاح مسلسل “توق” و الذي كتبه البدر في سابقه ربما هي الأولى لأمير عربي في هذا الفن الكتابي الذي لازال يعد جديدا على كتاب المملكة العربية السعودية.
منذ أيام أمسية “ومض” التي تشرفت بالعمل على تنظيمها في الرياض مع ثلة من المبدعين و المبدعات و الأمير بدر يتزايد إعجابي به كشخص و إنسان في المقام الأول، فبدر الشاعر قبل كل شئ هو بدر الشاعر للجميع و هو كذلك لكل إنسان يملك ذائقة. كما أن بدر الأمير هو بدر الأمير بكل ما تحمله الأمارة من وجاهه إجتماعية، بينما بدر الإنسان هو ذلك البدر الذي يظهر في حالة التجرد من المسميات و الأوصاف و يبقى كيانا بقيمة و معنى صنعت منه الأمير بأخلاقة و الشاعر بمشاعره و العبقري بمجموع صفاته الفريدة.

*ياسر: لكونك كاتبا و متذوقا و متابعا للساحتين الفنية و الأدبية في الخليج، و مع تقديرنا و إحترامنا للبدر، و لكن هناك من قد تساءل: لماذا البدر تحديدا يكرم و في هذا التوقيت
-بصراحة عندما علمت بأن إذاعة صوت الخليج تنوي تكريم الأمير بدر بن عبدالمحسن في حفل فني كبير يقام في الدوحة تسائلت كسعودي عن السبب الذي يكرم شاعر سعودي في دولة خليجية و سرعان ما كان الجواب أمامي، فقد كان التكريم للبدر لما يمثله من قيمه إبداعية و شخصية كارزماتية و مكانة أدبية لا علاقة لها بالجنسية و المكان، و قد كان لطبيعة من حضروا التكريم و الذي تأخر بضعت أشهر خير دليل على أن البدر ليس بإبداعة حكرا على السعودية بل هو أيقونة فنية شعرية إبداعية عربية من المحيط للخليج.

*وما الإلتقاطات التي رصدتها في الحفل الروتاني التكريمي للبدر في الدوحة؟
-في كواليس الحفل الروتاني كان معظم حديثي مرتكزا مع نجل الأمير بدر “خالد” و الذي يحمل من والده جمال الروح في تجلي واضح بأن من كان معدنه أصيل لا ينجب إلا ما هو أصيل، تحدثنا على الأصدقاء المشتركين و عن دراسته في بريطانيا و عن تجربتي الحالية في الدوحة بعد أن إنتقلت إليها مطلع هذا العام، و عن مسلسل توق و ما يعنيه لوالده خصوصا و قد كان عملا إستمر في التكوين لأكثر من ٨ سنوات، أعلم شخصيا أنه كتب و عدل مرارا و تكرار، فالبدر إنسان عاشق للكمال و متأزم بطبعة من مجرد التفكير بأن ينتج عملا عاديا، و قد كان عملا أخرجه شوقي الماجري بطريقة يمكن وصفه بأنه “هاري بوتر” البادية.

*رصدناك في ذلك الحفل تتحاور مع البدر ..
-(يطاقعني) سمعت البدر يناديني و قد كنت منهمكا في حديثي مع إبنه خالد فإلتفت إليه و سمعت يقول ” أشكرك على مقالك عن توق، فهي كلمات جميلة أشكرك عليها” في الحقيقة في تلك اللحظة شعرت و كأني طفل يسمع كلمة ثناء من أستاذه، فتلعثمت غير مدرك عن الكيفية التي يجب أن أجيب بها على مهندس الكلمة بعد أن أثنى على بضع من كلماتي، فعبرت له عن سعادتي الغامرة لكونه قرأ المقال و سعادتي المضاعفة في أنه أثنى عليها و إلتفت لإبنه خالد و كأني بي أقول أمسكني لكي لا أقع من شدة الفرح.

* ما الأحاديث و النقاشات التي كنت شاهدا عليها في ذلك التكريم؟
سمعت الأمير بدر يطرح على حضور الأمسية الروتانية سؤالة: هل تؤيدون أن يكون هناك “توق ٢”لقا و هو سؤال إتضح أنه ناتج عن محاولة من عراب قناة روتانا خليجية تركي الشبانه إقناع الأمير بكتابة الجزء الثاني من المسلسل لعرضة في العام القادم، و قد كان الحوار الذي أداره الشبانه بروح أخوية فكاهية في معظمها مزيج من التأييد و الإعتراض بشدة و الوقوف بين الموقفين و هو المكان الذي وجدت نفسي أقفه.

*ماذا كان رأي مخرج توق و بعض نجومه و المثقفين الذين كانوا حينها حاضرين؟
-المخرج شوقي الماجري كان بشكل عام متحفظ على إعادة التجربة و الروائي الكبير عبدة خال طالب الأمير بترك الرواية للضعفاء من أمثاله “حسب وصفه” مما دعى الأمير بدر للرد على الروائي الكبير بمحاولة تبيان أنه هو كذلك عايش المعناة حيث روى للحضور قصة تدلل على طبيعة حياة الأمراء عندما كان صغيرا و التي كانت مزيج من المعاناة كباقي أبناء الوطن و المسئولية بإعتباره أحد أبناء العائلة الحاكمة، و قد وقف كل من الشاعر عبدالله الصيخان و الشاعرة سهام الشعاع موقف المؤيدين ليبقى البدر وفيا فقط لبلاط الشعر و أن لا تسرقه الرواية عنهم.
كريستين شويري و التي قامت بدور هيلين في مسلسل “توق” كانت ضد إعادة التجربة و الدكتور فهد العرابي الحارثي كذلك ، و هي إعتراضات ربطت أن يكون الجزء الثاني في حال تقرر إنتاجه أفضل من الأول في حين كان المؤيدون للإنتاج يستشهدون بنجاح التجربة الأولى بإعتبرها كفيلة بنجاح مضاعف للجزء الثاني و منطلقين بثقتهم بإبداع البدر و حبهم له مع عدم إخفاء البعض أن سبب حرصهم على ذلك مرده تحقيق مضمون للربح المالي إنتاجيا و إعلانيا.

*أنت .. ما رأيك في سؤال البدر، لاسيما أنك كتبت مقالا جميلا عن توق ؟
-كان من الواضح بالنسبة لي أن البدر طرح السؤال ليؤكد لنفسه أن تجربته هذه كانت تستحق المغامرة لا بحثا عن المديح، و أن النجاح الذي تحقق يكفي له أن يطوي به هذه الصفحة و هو متربع بحب الجمهور على القمة كما يحب أن يكون دائما، و كأني به و ربما قالها كذلك بأن “الحمدلله أنها عدت بنجاح” خصوصا و هو مبدع يحسب الف حساب لأي خطوة في مسيرته الإبداعية لأنه حقق الكثير في حياته و لم يراهن قط و لن يراهن قط بأي خطوة قد تضعه في موقع الخاسر بعد أن أفنى عمره يبني نجاحا تلو نجاح.
اللقاء الفني الروتاني إستمر لساعة متأخرة شارك فيه الجميع إما بالإستماع أو بالمشاركة بالرأي حتى أن جاء دور الشعراء الذين لونوا المكان بقيمة الأدب الرفيع فبدأت بقصيدة مليئه بالرمزية و بأداء تمثيلي كما هي العادة من الشاعرة السورية سهام الشعشاع ثم المبدع عبدالله الصيخان يلقي بأحدى قنابله الشعرية على الملئ و أخير غزلية تثلج صدر العاشقين من المبدع المختلف ناصر السبيعي.

*تزامن إحتفالية البدر في اليوم ذاته مع القضاء على العقيد الليبي معمر القذافي..
هذا صحيح، ففي الوقت الذي كنا نتجمع كمدعويين لإحتفالية “الموعد الثاني” و التي أقيمت في الحي الثقافي “كتارا” في مدينة الدوحة بلغنى كما غيري خبر إعتقال ثم قتل القذافي و هو الخبر الذي لم يسمح أي من الحضور أدباء و إعلاميين و فنانين أن يكون محور نقاش المكان، فقد كنا جميعا تواقين للذهاب لذلك العرس الفني الجميل البعيد عن معاني الألم و الذي طال إنتظاره ليأخذنا جميعا كعشاق للفن الأصيل و الأدب الراقي لمستويات من النيرفانا الفنية ربما فريدة قد لا تتكرر مرة أخرى.
في الطريق إلى دار الأوبرا القطرية، حيث الجميع على موعد تكريم البدر، ما الأجواء؟
-الزميل الإعلامي و الشاعر ناصر السبيعي كان جليسي لتلك الدقائق التي سبقت توجهنا لمقر إحتفالية تكريم البدر، و بين مجلة المختلف و البدر تاريخ طويل كل منهما كان للأخر سند و بينهما كان ناصر الإعلامي و الشاعر خير شاهد لتلك العلاقة التي جعلت من البدر قريبا للقراء و زائرا شبه دائم على مائدة الذائقة الشعرية لجيل من الشباب منذ أكثر من ٢٠ عاما.
في السيارة التي أقلتني لمقر الحفل كانت رحلتي مع شاعر كبير أخر و أحد شاعرين شاركا في تكريم البدر في أمسية “ومض” و هو نايف صقر، و الذي يعشق البدر كما نعشه و يتابع نوره كما نتابع، فنايف الشاعر مثل باقي المغرمين بالبدر يعي القيمة الإنسانية لهذا الشاعر الكبير و سبق مع زميلة مساعد الرشيدي بأن أصبحا أول شاعرين كبيرين لا يتحرجان من إلقاء شعر لشاعر كبير آخر في تصرف لا شك في أنه لا يصدر إلا من الكبار و ذلك عندما ألقى نايف و مساعد قصائد مختارة للأمير بدر في أمسية “ومض” و التي أقيمت في الرياض لصالح جمعية أيتام الرياض “إنسان”
في ردهة قاعة الإحتفال و أثناء الإنتظار للدخول لمكان الحفل الموسيقي كان حوارا على الهامش مع سالم الهندي حول ما تضمنه لقائنا الأخير قبل بضع سنوات حينما إلتقيته في مكتبه في مدينة الرياض، و حديث أخر مع رئيس تحرير “زهرة الخليج” الزميل الدكتور طلال طعمة و الذي وصف و بلكنته اللبنانية الجميلة جمال المكان و روعة الموجودين و القيمة الفنية الكبيرة التي زينت الأجواء برونق الحاضرين، بينما وقفت في الزاوية المقابلة لنا الممثلة اللبنانية التي أدت دور توق و جومانا بوعيد و ميساء مغربي و نادين بدير و هالة الناصر.

* شارك ١١ مطربا و مطربة بغناء قصائد البدر في دار الأوبرا القطرية ليلة التكريم، فإذا آردنا أن نضع هؤلاء في ميزان لنقيم حجم عطائهم تلك الليلة و الأفضل بينهم أداء من خلال ما شاهدته و سمعته، ماذا تقول؟ و لنبدأ بالمطربة آمال ماهر.
– أمل ماهر و التي كانت و لازالت صوتا رائعا بإمكانه أن يغني لستة ساعات متواصلة و هو ما قاله لي أحد الدبلوماسيين القطريين الكبار و الذي قال كذلك بأن “عبدالوهاب” لو كان حيا اليوم و أشرف على تسجيل لأمل ماهر ربما لصرخ غاضبا لكون هذه النحيلة لم تتعب قبله.


كان أدائها جميلا في الأغنية الثانية التي أدتها ” مكاتيبي” و لكن في تقديري أفتقدت في الأغنيتين للحضور و التفاعل الجماهيري، فقد وقفت على المسرح كأول المشاركين و غنت أغنية الموعد الموعد الثاني و لكن كان بإمكانها أن تأديها بشكل أفضل و أن تعطي الأغنية الجهد الذي تستحقه بإعتبارها الأغنية العنوان و الفاتحة الأولى لتلك الأمسية الفنية الحلم.

* وماذا عن برنس الغناء العربي ماجد المهندس؟
– “يطري عليه الوله” و “العمر واحد” هي الأغنيتين التين غناها ماجد المهندس و بأداء أوركسترالي جميل تدلل إلى حد كبير أن هذا الفنان العراقي الأصل لديه خامة صوتية و حضور مسرحي و شخصية متماسكة تجعل منه كاظم ساهر المستقبل و سعدون جابر العصر الإنترنتي، فهو مزيج من الصوت الحنون مع كاريزما مشبعه كما تظهر من الحنان و العطاء الفني.

*نوال الكويتية؟
-سيدة الغناء الخليجي نوال غنت “عيني ولهانة” و أبدعت، فعندما تقف نوال على المسرح و تبدأ في الإلتفات يمينا و شمالا لا يسعك إلا أن تشعر بأن فنا من الزمن الجميل هو ما سيتجلى على المسامع، و قد كانت كما هي دائما الفنانة التي مهما كبرت سنا يزيد صوتها جمالا و أدائها توازنا بحيث لا تتغير القيمة الجمالية الناتجة من غنائها الآن عن ما كانت عليه عندما قالت ” يوه يا هوه شد الهوى حبلي”.

*الصوت القطري فهد الكبيسي؟
-حقيقة هي المرة الأولى التي أحضر فيها حفلا للفنان القطري فهد الكبيسي، و كم كانت مفاجئتي كبيرة، فهو في تقديري السفير الحقيقي و الأول للأغنية القطرية مع إحترامي لأسماء سبقته، فإضافة لكونه يقدم نفسه كفنان متكامل من حيث الشكل فهو كذلك من حيث المضمون يتعامل مع ما يقدمه بإحترافية كبيرة و قيامة بغناء إغنية “عن كل نجم ظهر” بشكل مميز و إغنية ” أترامى” و التي أنهي الحفل فيها بشكل أكثر من رائع خصوصا و هي من الأغاني المفضله كما أعلم لكثير من المقربين للأمير و للأمير ذاته و هي أغنية تعد من أجمل ما لحن الفنان البحريني خالد الشيخ على مر تاريخه الفني.

*المطربة اليمنية بلقيس؟
-بالنسبة لي فإن أجمل صوت شارك في الحفل و الذي ترك فيني تأثير على مستويات عديدة هي الفنان “بلقيس أحمد فتحي” و التي غنت للبدر “هِم” و الأسباب عديدة منها أن حضورها على المسرح يوازي بثقته حضور أسماء كثيرة شاركت معها فهي و منذ اللحظة التي طلت فيها على الجمهور في تلك الليلة و هي تحدق في وجوه الناس بثقة لم أشاهدتها في مطرب شاب أبدا، كما أن تلذذها باللحن كان جليا و هي تميل برأسها بوقار يمينا و شمالا و كأنها تستمع للحن من “الفالس” أو موسيقى موزارت و ستراوس.
ليس غريبا أن يكون تأثير هذه الفنانة الشابة كبيرا بهذا الحد على كثير من الحضور و الذين إتفقوا على أنها كانت أجمل ما في الحفل، فهي إبنة نابغة فنية عربية هو أحمد فتحي و الذي لم يخدمه الإعلام العربي التواق “للهشك بشك” فقط لأنه فنان يحترم قيمة الإبداع و يتعامل معه بإعتباره منتجا ثقافيا يرتقي بالجمهور لمستويات تليق به كإنسان بعقل و ذائقة سليمة.
لم أعتد على البحث بشكل شغوف على أغنية معنية منذ زمن بعيد إلا أني بعد أن سمعت بلقيس تغني“انت و قلبي تفاهموا” وجدت نفسي أتجه مباشرة للإنترنت محاولا بجهد أن أجدها، إلا أني أكتشفت بعد أن سألت الأمير خالد بن بدر عن الأغنية كونه كان حلي الأخير إكتشفت أنها المرة الأولى التي تغنى فيها هذه الأغنية التي صاغ كلماتها بطبيعة الحالي البدر و لحنها نابغة الموسيقى العربيةالفنان اليمني الكبير أحمد فتحي.

*ماذا عن قيصر الغناء كاظم الساهر؟
-كاظم الساهر أو القيصر كان حاضراً و غنى ” آه يا صاحبي” و “ناي” و هي المرة الأولى التي أحضر لكاظم منذ أكثر من ١٤ سنة عندما حضرت له حينها حفلا كبيرا في دمشق، و مثل الكبار الذين ليس لديهم شئ ليثبتوه كان حضوره رغم أن القليل الذي يقدمونه يعد مميزا و فريدا هكذا جاءت مشاركة كاظم، فلم تكن رغم أدائه الجميل شئ يبقى في الذاكرة له، و كأنه شارك كرفع عتب أو أداء واجب أو حضور لأجل التاريخ.

*النجم التونسي صابر الرباعي؟
ـ لا خلاف في أن صابر الرباعي و الذي تغنى بأغنيتين هما ” من زعلك” و ” لكل قصة حب” يبقى من أجمل الأصوات العربية إلا أن صابر الإنسان بالنسبة لي لم يعد كما كان قبل تلك أمسية ” الموعد الثاني” نعم بقي صوت و لكن يفتقد لمعاني التواضع التي جعلت من الشعب التونسي العظيم رائد الثورات العربية و مرجعها، فلم يقبل الفنان الرباعي أن يجلس في المسرح إلا في الصفوف الأمامية و بقي واقفا كتعبير إعتراض حتى ظهر الكبير بأخلاقه و فنه “فهد الكبيسي” و ترك له مكانه في بادرة تثبت كرم أهل قطر و سذاجة الفن المفرغ من معاني التواضع الإنساني.

*أنغام؟
-لا يمكن أن تكتمل اللوحة الصوتية الجميلة بدون أنغام، تلك الفتاة المصرية التي عطرت بصوتها أرواح المغرمين و الهائمين، فأتت للموعد الثاني لتغني “يا ترى وينك” و سلامة إرماحك” لتسأل الحضور عن معنى الشوق للصوت و الفن الأصيل و تحتضن بحب آذان المتذوقين و الذين أتوا من المشرق و المغرب لكي ترويهم أصوات ملائكية بكلمات هي بنات أفكار مبدع أمير لازال في عمر التميز الرائد الأول.

أصالة؟
– “ ماتغير شئ” غنتها أصالة نصري و التي لم تعد أصالة نصري التي كنا نعرفها سابقا، فالصوت هو الصوت الجميل و المميز و لا خلاف في ذلك و لكن يبقى هناك شئ في الأجواء لم يعد كما كان، شئ من التعالي و شئ من الرتابة في الأداء و شئ من اللاأريحية يلف المكان عندما تأدي معشوقة الجماهير لمقطوعاتها، و لعل الدويتو الذي جمعها على المسرح مع فهد الكبيسي في أغنية “عفوا سيدي” تجسيد لفكرة الأنانية، ففي وقت جمعها القدر في مامضى مع وجهها الأخر الذكري “صابر الرباعي” في المقطوعة الشهيرة ” على جرى” و التي إنفرد فيها الرباعي و ترك أصالة تأدي دور الكومبارس، قامت أصالة هذه المرة بتقمص ذات الدور مع الجنتلمان فهد الكبيسي و الذي أكتفى بالوقوف يجانبها يراقب السذاجة و الأنانية الفنية تتجلى أمام الجمهور.

*فارس الغناء الخليجي عبدالله الرويشد ؟
-كيف يمكن أن يكتمل جمال الحفل بدون أن يشدو صوت الكويت ” عبدالله الرويشد بأغنيتين من أجمل أغاني البدر ” صدقيني” و ” أنت الحلم”، فكان أبا خالد كما كان دائما تيرمومتر الفن المزيج بين الحاضر و الماضي و بين المستقبل و التاريخ، يأخذنا بآهاته التي تعلو في المكان ثم يبعثرنا على ضفاف المشاعر المفعمة جرح و حب و شوق.

بماذا تفسر غياب مشاركة نجوم الأغنية السعودية عن الغناء في الحفل؟
– أستغرب حقا لماذا كان الحضور السعودي ضعيف بالمقارنة بحجم الحضور الفني العربي و الذي تسابق كما هو واضح في تكريم هذا الهامة الثقافية و الأيقونة الشعرية، فمشاركة عبادي الجوهر و التي أتت بعزف منفد لأغنية المزهرية و بطلب من الأمير بدر كقمة المشاركة السعودية في تكريم شاعر الرومانسية السعودية الأول و مهندس الكلمة، في حين كانت مشاركة الفنان الشاب ” أنس خالد” في الحفل كقاعدة فنية لتقديم هذا الشاب للوسط الفني و الثقافي العربي من خلال تأديته و بشكل مميز أغنيتين للأمير بدر هما ” جفن الليل” و ” موت و ميلاد”.

*هل زعلت لعدم مشاركة فنان العرب محمد عبده و عبدالمجيد عبدالله و ..
– (مقاطعا) من وجهة نظري، لعل من حسن حظ المكان و الحفل أنه لم تشارك فيه أصوات فنية تتبع مدرسة الموسيقى التجارية مثل راشد الماجد و عبدالمجيد عبدالله، فرغم ما لهذين الفنانيين من مكانة جماهيرية إلا أن غيابهم عن المكان و عن التكريم يطرح مائة علامة إستفهام، فعلى الرغم من أن مشاركتهم لم يكن لها أن تضيف للأمير بدر أي شئ بل العكس فإن عدم وجودهم يعتبر كما أتصور خسارة لهم من الناحية الفنية من جهة و من الناحية الإنسانية من جهة أخرى، إضافة لكون النجوم الحقيقين يتكونون من مزيج فني و إنساني فإن غاب الإنسان لم يبقى سوى صدى الآلة الموسيقية.
غاب محمد عبدة عن الإحتفالية الأهم في مسيرته خصوصا و هي تعنيه هو بقدر ما تعني الأمير بدر، فمرر محبوا أبو نورة أن الأطباء منعوه من الغناء قبل تاريخ الثاني من نوفمبر، إلا أنهم بدون شك لم يمنعوه من السفر للدوحة كأضعف الإيمان لكي يكون قريبا من الشاعر الذي كان له الفضل بعد الله و بجانب شعراء كبار مثل عبدالله الفيصل و خالد الفيصل و فائق عبدالجليل في صناعة نجم فنان العرب و الذي لولا كلماتهم لما حقق نصف النجاح الذي أوصله للتربع على هرم الغناء العربي الحديث.

* إحتفالية تكريم البدر كان محددا لها أن تقام في تاريخ سابق، هل كشف سبب تأجيلها حتى أقيمت هذه الفترة ؟
نعم كان مقررا لها أن تقام قبل الصيف و تأجل لأسباب قيل حينها أنها بسبب عدم إكتمال الترتيبات ثم بسبب مرض محمد عبدة، و قد قال المقربون للجنة التنظيم في وقت سابق أن السبب الحقيقي وراء التأجيل كان من أجل ضمان مشاركة فنان العرب في الإحتفالية خصوصا و أن محمد عبدة و عبر مسيرته الفنية الطويلة غنى من كلمات البدر عشرات القصائد و كان من المهم تواجده من أجل التكريم المتبادل و الذي شمل كذلك المرحوم “طلال مداح” و الذي حضر إبنه عبدالله لإستلام التكريم بجانب الملحن الكبير سامي إحسان و الفنان عبادي الجواهر و الملحن الكبير محمد شفيق في حين غاب الملحن سراج عمر عن التكريم.

* ما الحفاوات الآخرى التي أقيمت على شرف الأمير بدر بن عبدالمحسن خلال وجوده في الدوحة على هامش تكريمه هناك؟
-السفير أحمد بن علي القحطاني أقام مأدبة عشاء في اليوم الثالث لزيارة الأمير للدوحة حضرها الأمير محمد بن فهد بن عبدالله و الأمير خالد بن محمد بن خالد و عدد من شيخ دولة قطر و رجل الأعمال الإماراتي خالد الفهيم و الشيخ الوليد البراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط إضافة لعدد كبير من السفراء العرب و الضيوف من إعلاميين و أدباء من قطر و السعودية و باقي الدول العربية، كان فيها البدر يتجلى بفرح و جمال إنساني لم يكن حينها يدرك بأنه و بعد سويعات قليله سيرده كما وردنا جميعا خبر محزن و مصاب جلل تمثل في فقدان أرض الوطن لسلطان الخير ولي عهد المملكة العربية السعودية، و هو الأمير القائد الذي كان يحب البدر حبا خاصا و يسأل عنه دائما و يحرص على لقائه ليعامله رحمه الله بالقدر الذي يستحقه البدر من تكريم لشخصه المبدع و تقدير لقيمة البدر الإنسانية .

*أخيرا: ماذا تقول عن البدر عبر زهرة الخليج ؟
-لا شك في أن البدر الشاعر و الفنان و الإنسان هو الوحيد القادر على جمع هذا الكم من الإعجاب و التقدير والإحترام،من فنانين و أدباء و الشخصيات البارزة التي لبت نداء الإحتفالية، فقد رأيت في عيون الحضور لمعت الحب و الشوق و رأيت في أعين البدر بارقة التواضع و الرضى، فهو الوحيد القادر على أن يسحر بشعره و و حضورة أنفس المتذوقين و أرواح الهائمين بمعاني الرومانسية و العشق الأبدي.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

One response to “نجوم إحتفالية البدر في الميزان .. و الغسلان “شاهد شاف كل حاجة””

  1. Gregory Despain

    I simply want to mention I’m very new to weblog and absolutely liked you’re website. Likely I’m want to bookmark your site . You absolutely come with excellent article content. Many thanks for sharing your website.

اترك تعليقاً