كنت قد تكلمت قبل أيام عن الأشياء التي يمكن أن نقوم بها في هذه الأيام التي نجد أنفسنا مضطرين للبقاء في بيوتنا نتيجة تزايد إنتشار فيروس كورونا، وقد كان حديثي كما هو الحال في مقاطع السناب شات إرتجالياً و تلقائيا و ناتجاً عن تجليات لحظية، إلا أنه بعد مرور الأيام والإطلاع على نصائح الآخرين تبين لي أن هناك العديد من الأمور التي يمكن لنا أن نقوم بها إضافة لما ذكرته في السناب لتمضية الوقت في البيت بطريقة تدخل علينا البهجة وتفيدنا ذهنيا وجسديا ونفسيا، وهي أمور أحببت مشاركتكم أياها هنا لعلها تفيد البعض مِن من لم يعتد البقاء في المنزل لأيام متتالية.
إليك عشرة نشاطات بإمكانك أن تقوم بها و أنت في البيت خلال الأيام القادمة
١- حاول أن تقرأ كتاب في المجال الذي تفضله، حتى و إن كنت لم تعد القراءة أو لا تفضلها حاول أن تجبر نفسك على الأقل من باب التغيير، فقد تجد في القراءة هواية دفينة في داخلك لم تكن تعلم بوجودها فقط لأنك استسلمت طوال السنوات الماضية للبدائل المتاحة خارج البيت والتي جعلتك تعتقد أنك لا تحب القراءة.
٢- إن كنت مشترك في نتفليكس أو أمازون أو حتى يوتويب قم بالبحث في قائمة المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة خصوصا تلك التي تعتمد على القصص الحقيقية أو التي تتحدث عن موضوع تجده جاذباً لذوقك، فمن المؤكد أنك ستجد مسلسلاً جاذبا يفتح لك أفاق التفكير والمتعة، كما أنه بإمكانك البحث في القائمة الطويلة من البرامج الوثائقية أو الأفلام الشيقة التي تتنوع موضوعاتها، واحرص دائما على أن تشاهد الفيلم الذي قد يضيف لك الجديد، فلا تتردد في الإبحار في الأفلام الأجنبية أو تلك التي تتحدث عن مواضيع لم تعتد عليها، فقد يعجبك شئ جديد و يصبح جزء من ذائقتك الفنية.
٣- ممارسة الرياضة اليومية داخل البيت إن كنت تسكن في شقة أو في الفناء إن كنت تسكن في فيلا، فلممارسة الرياضة فوائد عظيمة على الصحة الجسدية والنفسية لا أعتقد أنك في حاجة لأن اشرحها لك، فهي معروفة للجميع، كما يمكن ممارسة اليوغا و رياضات التأمل المختلفة.
٤- إجلس مع الأبناء ومع الوالدين وتبادل معهم الحديث حول حياتهم و ناقشهم في المواضيع التي ربما اعتدت مناقشتها مع الأصدقاء و لكن لم تعتد ولم تتجرأ أن تناقشها مع أفراد عائلتك، قد يكون الموضوع خاصة بقضية سياسية أو رأياً فلسفياً أو موقفا من عادة إجتماعية أو ممارسة عائلة، كن صريح و لا تفرض قيود في التعبير عن الرأي، إمنح الأمان للأبناء في تعبيرهم عن آرائهم و تأكد من والديك أنهم سيقبلان صراحتك لكي لا يتحول النقاش لأزمة عائلة لا سمح الله.
٥- حتى و إن كنت لم تتعود على الكتابة و التعبير على الورق، حاول أن تمسك القلم أو مفاتيح الجهاز و إبدأ في التعبير عن رأيك حول أي موضوع تعقد أنه يؤرقك أو مسألة تأمل في تحقيقها أو ملاحظة تتمنى أن تتعدل، ليس بالضرورة أن يقرأ ما تكتبه أي أحد ما لم تكن مرتاح من ذلك، فالهدف هنا هو أن تخرج أفكارك و آمالك و تخوفاتك على الورق لتكون وسيلتك لتبقي أفكارك الشخصية حية خارج إطار عقلك أنت فقط.
٦- تعلم هواية جديدة، فإن كانت لديك فرصة مزاولة الزراعة فقم بالتشمير عن اكمامك و إبدأ في التجريب في الحديقة الخلفية، فالزراعة تعلمك الصبر والمثابرة في إنتظار المحصول وتقربك أكثر من الطبيعة التي كلما تعلمنا أن نرأف بها ستبادلنا في يوم بخيراتها الدفينة.
٧- إن كانت الزراعة هواية لا تحبذها أو ليس بمقدورك مزاولتها، فبإمكانك تجريب إمكانياتك في صيانة ما يحتاج البيت من أعمال، فمن منا ليس في بيته باب يُخرج ذلك الصوت المزعج عندما نفتحه أو مجموعة من الأنور المحروقة في أحدى أركان البيت أو بلاطة غير مستقرة أو ماصورة تقطر ماء في الحمام أجلكم الله أو في الحديقة، ولكن تذكر إن كنت ستقرر أن تمضى بهواياتك الجديد في صيانة منزلك أن تتوخى الحذر و أن تقرأ أو تشاهد عل اليوتيوب مقاطع إرشادية عن كيفية الإصلاح والتنبه لإجراءات السلامة.
٨- استفد من فترة البقاء في المنزل و ساعد أهلك في تنظيف البيت أو القيام بمتطلبات البيت اليومية، حتى وإن كان في منزلكم عاملة منزلية فإن المشاركة مع جميع أفراد العائلة في تحمل مسئولية إبقاء البيت مكاناً مؤهلاً للعيش يعد نموذجاً ممتازاً للمشاركة العائلة في تحمل المسئولية ودليل على وعي و تكاتف أفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم.
٩- مارس أي من هواياتك التي كنت تمارسها أيام الطفولة أو تلك التي كنت تتمنى أن يأتي اليوم الذي تجد فيه الوقت لتمارسها، ومن الصعب كما تعلمون أن يتم حصر كل الهوايات و لكني سأورد هنا ما يتبادر لذهني من هوايات أراها في محيطي، فهناك مثلا هواية الرسم بكافة أشكالها و فنونها وهناك هواية تعلم و ممارسة برمجيات الحاسب الآلي أو تصميم الغرافيك أو إنتاج الفيديوهات المتخصصة في المجال الذي تبرع فيه أو الخياطة و المشغولات اليدوية أو الطبخ أو تصميم المواقع الإلكترونية، ولا يمنع من أنك تقوم بإطلاق مدونة شخصية على أي من مواقع التدوين المجانية ك”وورد برس” تقوم بكتابة و نشر كتاباتك التي تريد مشاركتها مع الناس بخلاف ما تنشره في مواقع التواصل الإجتماعي.
١٠- التزود بالمعرفة من خلال الإشتراك في الدورات المختلفة التي تقدمها العديد من المواقع الإلكترونية في مجالات مختلفة والتي يمنح بعضها شهادات بإمكانها أن تفيدك في القادم من الأيام في مستقبلك المهني، فالكثير مما يقدم ستجده مجاني وغني بالمعلومات المفيدة و المعارف المتخصصة، والتي دائما ما أجد فيها ما لا أجده في مواقع الإنترنت أو قنوات اليوتيوب.