مافيا الإعلان

asasas1ينشر بالتعاون مع موقع (المفكرة الإعلامية)

ربما من أكثر المواضيع حساسية في صناعة الإعلام العربي هي قضية بحوث التحقق من الإنتشار و التي تجريها شركات بحوث تهدف للخروج بإحصائيات تساعد المسوقين و مخططي و واضعي الحملات الإعلانية على التخطيط السليم و العلمي لميزانياتهم المخصصه لترويج منتجاتهم و خدماتهم التي تستهدف إما الجماهير بعمومه أو شرائح معينة منها تختلف مهنيا أو سنيا أو قدرة شرائية أو شريحة إجتماعية…. إلخ.
 كثير من تلك الدراسات التي تقوم بها شركات بحثية عربية لها أجنداتها الخاصه كما يقول المتابعون، فمعظمها يخدم مصالح تكتلات إعلامية ترتبط بها مصالح تجارية و عقود تسويق حصرية في تقاطع للمصالح يجعل من تلك العلاقة مشبوهه وفق منطق الإستقلال المعمول به في الأسواق التي تخضع للرقابة و المسح السوقي المحايد, فهناك مثلا شركة بحثية تملكها شركة تسويقية إعلامية قابضة تملك أيضا شركة إبداع إعلاني تمثل منتج معين و في ذات الوقت تمثل هذه الشركة القابضة وسيلة إعلامية إعلانيا تعمل على إستقطاب المعلن للترويج عن المنتجات و الخدمات على شاشاتها أو صفحاتها، كم أنك تجد ذات الشركة القابضة تملك ما يعرف بشركات شراء الإعلان Media Buying Units و هي تلك الشركات التي تتفق مع وسائل الإعلام التي تبث الإعلان لتشتري مساحات بأسعار مخفضة فتقوم بالتالي ببيع تلك المساحات لشركتها التي تملكها و التي تمثل عميل معين و تحدد ميزانيته بناء على الدراسة التي وضعتها شركتها الشقيقة أيضا و التي تدفع وتشجعل الإعلان في تلك الوسيلة التي هي أيضا تمثلها إلخ إلخ, كل ذلك و الشركات الشقيقة و القابضة تحصل على العمولة فوق العمولة فوق العمولة من كل عملية شراء و بيع و إبداع و تخطيط و تحديد و طلب ……..إلخ.
لا بأس فالسوق يستوعب الأصلح و الأقوى و الأكمل وهذه هي سياسية السوق الحر, و لكن يبقى هناك تحفظ يتداوله جميع المشتغلون في السوق الإعلامي بما فيهم هؤلاء الذين يتبعون التايكون الإعلاني (إكس) أو التايكون الإعلاني (واي), فعندما يصبح المرجع الذي يفترض فيه الحياد و الذي يضع الدراسات السوقية التي هي أساس الصرف المالي في سوق الإعلان يتبع مصالح ذلك الفريق أو ذاك على حساب المصداقية و الحياد و الإستقلالية فهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه و تركه يمضي دون تسليط الضوء في محاولة حقيقة لكشفه و تعرية الأجندات المشبوهة.
ذكرت إحصائيات محايدة صدرت يوم أمس عن Nielsen Media Research أن قناة CNN إستحوذت على أعلى متوسط من مشاهدة من بين جميع القنوات التي قامت بتغطية مراسم تأبين مطرب البوب الشهير مايكل جاكسون و التي جرت يوم الثلاثاء الماضي حيث حققت متوسط مشاهدة في الفترة من الساعة الواحدة و حتى الرابعة عصرا 5.300 مليون مشاهد متقدمة على قناة FOX الأمريكية التي حلت في المرتبة الثانية بمتوسط مشاهدة بلغ 2.230 مليون، في حين حلت قناة MSNBC في المركز الثالث بمتوسط بلغ 1.393 مليون مشاهد.
لو سألت أي متابع للسوق الإعلامي العربي عن ما هي أكثر القنوات التلفزيونية متابعة من قبل المشاهدين السعودين أو المصريين أو المغاربة الذين تتراوح أعمارهم مثلا ما بين العشرين و الثلاثين لربما إتفق معظمهم على ذكر شبكة تلفزيونية بعينها بسبب كثرت القنوات التابعة لها و لتاريخها الذي يشفع لها تلك الريادة من الناحية النظرية على أقل تقدير، إلا أن الدراسات التي تقوم بها الشركات المتخصصه في بحوث التحقق من الإنتشار لربما تصعقك نتائجها فقد تظهر قناة حكومية او قناة محلية أو قناة متخصصه أنها هي التي حققت أعلى معدل مشاهدة أو متابعة من تلك الشريحة التي تم تحديدها لا لشئ سوى أنها قناة تتقاطع المصالح بينها و بين واضعي الأبحاث من الناحية إما القومية أو الطائفية أو فقط لمصالح تجارية مالية كما تم تبيانه أعلاه.
من المثير خلال الأيام و الأسابيع القادمة ما ستتمخض عنه دراسات التحقق من الإنتشار التي قامت بها شركات الأبحاث تلك في السوق السعودي و التي إستمرت لأكثر من شهرين عملت على مسح السوق الإعلاني للصحف اليومية و التي سيكون لنتائجها تأثير أساسي على وجهة الصرف الإعلاني في الصحف اليومية السعودية لمدة عام كامل, و هو السبب الذي دعى المؤسسات الإعلامية و الصحفية السعودية خلال الأشهر الماضية على القام بحملات ترويجية مختلفه منها ما عمد على زيادة نسبة التوزيع و منها ما سعى على زيادة نسبة الإشتراكات و منها من إكتفى بإعادة تصميم الصحفية و تبوبها علها تكتسب جماهير قراء جدد أكثر شبابا و قدرة شرائيه.
دراسات التحقق من الإنتشار في السعودية و العالم العربي في تقديري تحتاج لتقييم مستقل وجهد مؤسساتي كبير إن كان هناك نية حقيقية من كل من المؤسسات الإعلامية و المسوقيين في خدمة المعلن و السوق التسويقي بشكل يبتعد بكل معنى الكلمة عن الأجندات التي تخدم مصالح ضيقة لجماعات و مافيات الإعلان.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

8 responses to “مافيا الإعلان”

  1. limbnow201

    I happen to be commenting to let you be aware of what a superb experience my friend’s princess gained checking your site. She picked up a wide variety of things, most notably what it’s like to possess an excellent teaching spirit to make men and women smoothly know just exactly various multifaceted matters. You really did more than readers’ expected results. Thank you for presenting the effective, healthy, educational not to mention fun tips about this topic to Jane.

  2. service providers

    Hey I know this is off topic but I was wondering if
    you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates.
    I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time
    and was hoping maybe you would have some experience with something like this.
    Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.

  3. business growth

    I visited many sites but the audio quuality for audio songs current at
    this website is genuinely marvelous.

  4. custom writing company

    Thanks for your marvelous posting! I definitely enjoyed reading it, you’re a great author.
    I will remember to bookmark your blog and will often come
    back in the future. I want to encourage you to continue your great job,
    have a nice weekend!

  5. websites to buy research papers

    Thanks for another informative website. The place else
    could I get that kind of information written in such an ideal method?
    I have a challenge that I am just now working on, and I have been on the
    look out for such info.

  6. Felisa Balcorta

    I just want to mention I’m beginner to weblog and definitely savored you’re blog. Likely I’m going to bookmark your blog . You certainly come with good articles. Kudos for sharing your web site.

  7. king

    مقال جامد جدااااااااااااااااااا

  8. فاروق الزومان

    مقال رائع جدا.

اترك تعليقاً