أحب وطني .. و أكره ما في أبنائه

كما هو حق لكل إنسان أن يحلم في غد أفضل و يحلم بواقع أجمل و يحلم بخلود ذا نعيم و رضى ، فمن حقي أن أحلم في يوم ميلاد وطني أن أكون إنسان قبل أن أكون مجرد رقم في قائمة طويلة من أرقام يتعامل معها أرقام أخرى بتجرد لا معنى فيه و لا روح.
أحلم أن يكون وطني فيني كما أنا فيه، بعيدا عن مظاهر الإحتفال المفتعله و بدلا من تعابير المجاملة المفرغه من أي إحساس،
فما عدنا كما كنا مجرد أشباه بشر نردد و ننساق خلف من وصل أولا و نعتبره الأفهم و الأقدر، فحب الوطن يجب أن لا يكون وسيلة للكذب و إصطناع واقع يختلف عن ما هو عليه.
إنعزلت بعض الشئ عن هذا العالم الذي لا يشبه إلا صورة من ماضي و إن تبدلت الألون و لمعت الأطراف و الملامح، أقول هذا لأني لا أرغب في أن أكون في معمعه أثبتت لنا مجددا أن حليمة دائما ما تعود لعادتها القديمة، و أن الطبع يغلب التطبع مهما حاولنا أن نكون و مهما صدقنا بأننا نستطيع أن نكون كما كنا نأمل في أن نكون.
أحب وطني بكل ما فيه من معاني و لكن في ذات الوقت أكره ما في أبنائه من نفاق و فساد و إدعاء بالطهر و عنصرية ، لا أرغب أن يكون إحتفالي من خلال رسم إبتسامه تقبع خلفها صورة إخوه لنا محتاجين في أنحاء المملكة المختلفه، و لا أرضى أن تتمايل روحي مع لحن وطني في وقت توسد أحد الأطفال خلف سور ذلك الميدان حرقه قهر بعد أن شاهد والده ينقاد خلف القضبان لعدم قدرته سداد دين ما كان ليكون لو كان بمقدوره إشباع أرواح أبنائه بلقمة طعام حلال.
أعشق تراب وطني و أهوى رياح سماه التي أنبتت لنا عظماء و أخرجت لنا نبلاء و خلقت لنا رفقاء في الهم و الحلم و المصير، فهو وطن يستحقنا كما نستحقه، و هو معنى تصعب الكلمات على عتابه كما تدمع العيون عن مجرد فكرة فراقه، فهو الأنا و النحن و الهؤلاء و الكل فينا، و هو الماضي الذي كان و الحاضر الذي أصبح و المستقبل الذي سيكون كما نأمل أن يكون.
في يومنا الوطني أبعث لك يا وطني برسالتي المفعمه وطن لأقول لك:
تحياتي لك يا وطني، أتمنى أن تكون في يوم عيدك الثمانون أقوى و أجمل و أبهى، و أخبرك بأني قد إشتقت في أن أراك في المقدمة و أتوق أن أكون معك هناك حيث الفخر لا ينشأ من ماضي بل من حاضر و من مستقبل تصنعه عظمة وطن قرر أن يكون في المقدمة بين الأمم برجاله و نسائه مستعينا بالعدل في رؤياه و بالعقل في تخطيطه و بالضمير الحي في مخافته من الله في حق أبنائه.
أنت يا وطني لست أنا أو هو أو ذاك، بل أنت الكل في صورة الكل، و غير ذلك فهو إحتفال بوطن من شعارات و أغاني و رقصات تفرحنا اليوم و ننساه بعد اليوم بيوم.
تحياتي لك يا وطن، في يومك السنوي و تذكر في أنك في القلب رغما عن كل ما قلت و سأقول و ربما لن أقول، و لا تنسى أن توزع الحلوى التي تحمل طعمك على أطفال لا زالوا ينتظرون فهم معنى حبك الحقيقي.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

9 responses to “أحب وطني .. و أكره ما في أبنائه”

  1. Gregory Despain

    I just want to mention I am beginner to blogging and site-building and seriously loved your blog. Most likely I’m want to bookmark your blog . You amazingly come with amazing articles. Thanks a bunch for revealing your web-site.

  2. حنان

    أنت يا وطني لست أنا أو هو أو ذاك، بل أنت الكل في صورة الكل، و غير ذلك فهو إحتفال بوطن من شعارات و أغاني و رقصات تفرحنا اليوم و ننساه بعد اليوم بيوم.

    يكفيني هالمقطع من مقالك اتفق معك
    الوطن غالي بس ياشين البعض فيه

  3. مشاعل

    برأيي الي يحتفلون الان في مساء العيد الـ 80 ..

    هم فقط ” حابين يهيصون ” *_*
    الله يهنيهم 🙂 يعني لاشعور وطني ولاغيره ..

    الله يصلح حالك ياوطني بس 🙂

  4. الهيام

    الوطن .. الأرض ، المجد ، العرض ،الإخلاص….. وليس الأشخاص

  5. Shaden

    أعجبني العنوان كثيـــراً ..

  6. فهد العتيق

    وحدة وطن وحدة ثرى وحدة قلوب
    وحدة ولاء وحدة غلاء وحدة دروب
    اما كذا والا فلا تحيى الشعوب

    ٨٠كل عام وانت بخير يا وطني وعام وانت ارفع واعلى واقوى واجمل وحفظ الله ولات الامر

    اما الاحتفال ما عليه خلهم يحتفلون ومصيرهم بيكبرون ويتعلمون معنى اليوم الوطني

  7. لولو

    المبدع الرائع ياسر..في كل مناسبة أو حدث اجتماعي أوسياسي قلمك يعبر يصرخ ويكتب وينقل ويفجرأحاسيس مكبوتةومحبوسة في صدورنا،ماعندي اليوم أي احساس بالفرح أوسعادةزعلانة ممكن عتبانة على وطني الغالي(والعتب على قدر المحبة )،وطني المحبط المثخن بالجراح الي كل يوم مسؤول أومواطن فاسد يطعن فيه،وطني أنت أكبر من الجروح وأكبر مننا كلنا أرضك ذهب وشعبك طيب وتاريخ مجدك طويل،أحبك وأعشق ترابك لأنك بيتي الكبير ورب العزة والجلال بيحفظك لنا، أنا أملي بوطني ورجاله ونسائه وأطفاله كبير ومتفائلة ان بكرة أجمل لأن اليوم أجمل من الأمس.
    وأشكرك (:

  8. Safar.Ayad

    يسعد صباحك أستاذ ياسر .
    وش سالفة الشعب عندنا كل التدوينات , حتى الكومنت في الفيسبوك , أيضا تويتر ..كلها تتكلم عن اليوم الوطني كأننا في حالة عزى , قليله هي التي كانت تحتفل أو تشعرك بجو الفرح 🙁

    أعتقد ‘ ثقافة الإحتفال ‘ عندنا ناقصة ,كيف عاد الإحتفال بيوم الوطن اللي يعتبره البعض بدعه , المشكلة أننا لم نتفق على الإحتفال حتى .

    سنقضي ليلة الوطن في مسيرة سلمية للتعبير عن حبنا , نريد أن نفرح حتى لو لم يعطينا هذا الوطن كل مانريد أو حرمنا ‘ فساد ‘ بعضنا مما كنا نريد .

    المهم أن نفرح , ونمارس الفرح ولو ليلة .

  9. Alaa

    كوننا لم نكن نعرف متي يجيء اليوم الوطني -في طفولتنا- لن نعرف حتماً كيف نحتفي به لذلك كله مازالت مشاعر الاحتفال بطور الطفولة, -قد -تنضج يوماً ما, أعني حين يعرف المواطن ماله وماعليه !دون أن تبث فيه الوطنية لمجرد سماعه عبارة “مامثلك بلد ” وتخفت بعد ذلك -سواء وجد مثله بلد أو لم يوجد !
    أضف إلى ذلك إلى كون الشباب في وطننا يتوقون لمسوغ للاحتفال ولفت النظر واليوم الوطني بما فيه من أعلام خضراء وملابس خضراء وأصباغ خضراء..إلخ كفيلُ بذلك .

    أشكرك .

اترك تعليقاً