بين صفقة الوليد ميردوخ و التجربة الدنماركية

d8a7d984d988d984d98ad8af-d988-d985d98ad8b1d8afd988d8aeينشر بالتعاون مع موقع “المفكرة الإعلامية”
دعوني في البدء أوضح بشكل لا يقبل التأويل فأنا هنا لا أقف لا في موقف المؤيد أو في صف المعارض لقرار الأمير الوليد بن طلال بيع حصه من شركته الإعلامية الفنية الترفيهية “روتانا” و التي تقدر بـ ٩،٠٩٪ لشريكه الإستراتيجي (روبيرت ميردوخ – شركة نيوزكورب) و الذي يشاع في الإعلام العربي في دليل على سطحية التناول و عاطفية الطرح بأنه
يهودي بينما في الحقيقة هو رجل متعاطف سياسيا مع المواقف السياسية للدولة العبرية و لم يكن في يوم من أتباع الدين اليهودي، فالأمران مختلفان و سخف على الإعلام المحترم أن يخلط بين الأمرين و يصورهما للعامة و كأنهما أمر واحد.

ظهر في اليومين الماضيين و بعد إعلان الصفقة عدد من الأصوات المنادية لأخذ موقف تجاه هذا القرار و ذلك من خلال ما أعلنته المجلة المصرية ” شاشتي” عن تدشين حملة إعلامية واسعة هدفها التحذير من تأثير هذه الشراكة على هوية ومستقبل الإعلام والتراث الإعلامي والفني العربي الذي تملكه شركة روتانا، و قد دعت هذه المجلة التابعة لمؤسسة الجمهورية الحكومية الجهات الإعلامية والفنية المصرية والعربية إلى دراسة تأثير ذلك نظرا للخطر الذي يحدق بهذا التراث من قبل ميردوخ الداعم ماديا و إعلاميا لإسرائيل.

و اليوم خرج عصام عبدالهادى رئيس شركة مصر للصوت والضوء والسينما في تصريح لجريدة الشروق المصرية ليعلن بأن الشركة لن تجدد عقد حق استغلال الأفلام المصرية الموقع منذ أربعة أعوام مع روتانا و الذي ينقضى العام المقبل و ذلك فى حال دخل الملياردير روبيرت ميردوخ فى شركة روتانا من خلال الاستحواذ على جزء من اسهم الشركة و هو ما سيأثر سلبيا من الناحية المالية علي شركة مصر للصوت والضوء والسينما على حد تعبير السيد عصام عبدالهادي.

أمام هذه المواقف “الوطنية” ( و أضع كلمة وطنية بين قوسي ) أتسائل .. ما هو المقصود من هذه الإعلانات الوطنية و ما هو الهدف و ما هي الرسالة التي يرغب الأخوة إيصالها للأمير الوليد و للسيد ميردوخ و للمواطن العربي و للإعلام العالمي و للإستهلاك المحلي و الإلكتروني ؟؟؟؟؟؟.

لا أدري إن كانت تلك الأصوات و من تحمس لها قد سمع بأن هناك دولا عربية وقعت إتفاقيات سلام مع الدولة العبرية و هناك دولا عربية هرولة لفتح مكاتب تمثيل تجاري و مكاتب تنسيق لكافة أنواع التقارب بين حكومات أو شعوب لا فرق، و هناك دولا عربية تتمنى أن تستثمر تلك الشركات العملاقة في دولها رغبة منها في تنشيط الإقتصاد و خلق وظائف لآلاف من العاطلين.

لا أدري كيف يمكن لتلك الأصوات أن تطالب إتخاذ مواقف من رجل أعمال ” سعودي” لا زالت دولته و شعبه و أنا منهم نرفض و بشكل قاطع أي تطبيع أو تقارب أو تهاون مع الدولة العبرية، أقول كيف يمكن لها أن تطالب إتخاذ قرارات تجاه رجل أعمال يهدف لتنمية إستثماراته الشخصية في وقت لا تسمعنا تلك الأصوات مطالبتها إتخاذ مواقف شبيهه تجاه من طبع و من هرول إقتصاديا و سياحيا تجاه الدولة العبرية تاره بإسم عملية السلام و تارة بإسم سياسة الممكن و تاره بحجة تبدل الزمان و الظروف.

لا أفهم المطالبة بحماية ما يطلقون عليه الأرث الفني و الإعلامي من خطر متصهين و لا يقومون بحماية هذا الإرث الخارق من بوس الواوا و التجربة الدنماركية و ما أتى معها من ثقافة الهشك بشك و التي أدخلت هذا الفن و الإعلام في السينما العالمية بفعل الخلفيات الثقافية للسيدة هيفا و مقدمات الفاضلة إليسا و نيكول.

أذكر قبل عقد من الزمان ظهرت دعوات مشابهه و أصوات “وطنية” دعت حينها لمواجهة المال السعودي القادم لإمتلاك كل الإرث السينمائي المصري و ذلك حينما قام الشيخ صالح كامل بشراء مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية المصرية من مصادرها في الإعلام المصري لصالح شبكة راديو و تلفزيون العرب، و لا أدري إن كانت تلك الأصوات هي ذاتها التي تطالب اليوم أن يواجه الوليد و ميردوخ لإقافهما من إمتلاك هذه المكتبة العملاقة من الأفلام السينمائية التي لا تقدر بثمن كما يتخيلوا في سيناريو أشبه بمؤامرة ثقافية لطمس ملامح عبقرية لا مثيل لها.

حقيقة لا أدري إن كان الخوف الذي تغلفه كلمات هؤلاء هو على الإرث الفني و الإعلامي المصري أم هو الخوف من شئ آخر، هل هو خوف ( على ) أم خوف ( من )، كل ذلك و هذا الفن الذي تنظم الحملات من أجله و ترفع الأصوات الوطنية المدافعه عنه خوفا عليه من سيطرة المال الأجنبي العربي منه و المتصهين قد إتجه دون أن ينتبه هؤلاء لأحضان دافئه من الفن التجاري الذي لن يبقى في ذاكرة الجمهور لأبعد من باب دار السينما و لن ترسخ في أذهان المتذوقين له سوى ما كان حتى سنوات قريبه سببا مبررا لوجود رقابة أخلاقية.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

4 responses to “بين صفقة الوليد ميردوخ و التجربة الدنماركية”

  1. nh cooperative electric company

    excellent points altogether, you simply won a logo new reader. What might you suggest in regards to your put up that you just made a few days in the past? Any certain?

  2. Matthew C. Kriner

    I simply want to say I am new to blogging and site-building and definitely loved you’re blog site. Most likely I’m going to bookmark your blog . You definitely have fantastic stories. Thanks a bunch for sharing with us your web-site.

  3. سراج علاف

    المشكلة في وجهة نظري أن الوليد بعقده هذه الصفقة الشخصية (وركز على الشخصية) قد دغدغ المشاعر العربية كونه أمير يمثل الأسرة الحاكمة وصاحب مؤسسة إعلامية تخاطب الجمهور العربي.
    لا أظن أنه من المنطقي أن نقول أن صهينة هذه الشركة ستؤثر على المحتوى.
    ليس لسبب سوى أن المحتوى أصلا (منيل بستين نيلة)وخلفياته ومقدماته أصبحت مرسومة في امخاخ كل المراهين العرب
    شكرا أستاذ ياسر

  4. ثامر

    المسألة ليست عاطفية .. المسألة مسألة مواقف سابقة ومستمرة

    هذا المتصهين يجند كل امبراطوريته الاعلامية في سبيل خدمة اسرائيل متى ما احتاجت لذلك وله تأثير كبير على الراي العام في دول العالم الكبرى ، المشكلة هي ان هذا الخبر انتشر بشكل كبير ويعطي مدلولات سيئة فالكثيرين يعرفون بان للوليد تعامل تجاري كبير سواء مع ميردوخ او مع غيره من الصهاينة ولكن عندما تتصدر الاخبار اتفاقية تعاون بين رجل سعودي ومثل هذا الشخص ، فهو امر يبعث للكثير من الازعاج والاستهتار بعاطفة الشعوب .

    القضية بالنسبة لي هي اعلان خبر الاتفاق والا فامثال كهذا صفقة لا يمكن ان يجتمع عليها الا امثالهما ..

اترك تعليقاً