بسام تويني : في ظل ثورة “صحافة المواطن” نحتاج إلى “فلتر” للحكم على موضوعية الأخبار المطروحة

d8a8d8b3d8a7d985-d8aad988d98ad986d98aينشر بالإتفاق مع موقع المفكرة الإعلامية

قال ” بسام توينى” – الرئيس التنفيذي لمؤسسة النهار نت في حوار خاص “بالمفكرة الإعلامية” أجراه معه الزميل ياسر الغسلان في مقر مؤسسة النهار في بيروت أن المحاولات التي جرت بالغرب لدمج الصحف الإلكترونية مع الصحف الورقية باءت بالفشل، فالخبر هو الخبر ولكن طريقة كتابته للصحيفة الورقية غير طريقة كتابته للصحيفة الإلكترونية ، وقد تطرق الحوار إلى واقع الصحافة الالكترونية العربية ، والسيناريوهات المستقبلية لها ، وهذا هو نص الحوار :

ياسر الغسلان : هل تعتقد أن دور النهار كموقع إلكتروني مكمل لدور الصحيفة أم منافس لها ( كمحتوى وليس كتقنية تكنولوجية)؟
بسام تويني: على الصعيد التحريري، طبيعي أن الصحافة المطبوعة عندها
وسيلة تعبير مختلفة عن الصحافة الإلكترونية وقارئ الصحيفة المكتوبة مختلف عن قارئ الصحافة الإلكترونية وطريقة الكتابة أيضاً مختلفة، وطريقة إبراز الخبر والمواضيع المهمة به تختلف عن الصحافة المكتوبة، فالقصة مثلاً بالصحافة المكتوبة من الممكن أن تمتد لصفحه كاملة أي 1000 أو 2000 كلمه، بينما الصحافة الإلكترونية تختصر القصة لـ 100 أو 200 كلمه كأقصى حد.

ياسر الغسلان : هل بالأساس صحيفة “النهار نت” صحيفة إلكترونية؟
بسام تويني : الطاقم الصحفي بالنهار نت كلهم متدربين بالصحافة ولكن ليس بالصحافة المكتوبة، إلا واحد منهم فقط و هو رئيس التحرير كان صحفي بالصحافة المرئية.

ياسر الغسلان : فهمت الصحف العاملة بالصحافة الورقية أن صحفييها قادرون على الكتابه في الصحافتين “الورقية والإلكترونيه” وكلامك الآن يثبت أنهما فكرين مختلفين، فهل أنتم في النهار نت مستوعبون هذه القضية؟
بسام تويني: المحاولات التي صارت بالخارج لدمج الصحف الإلكترونية مع الصحف الورقية بآءت بالفشل، الخبر خبر ولكن طريقة كتابته للصحيفة الورقية تختلف عن طريقة كتابته للصحيفة الإلكترونية، وثاني شئ هو كمية المادة وأهم من كل شئ توقيته، لأن من المفترض أن الصحيفة الإلكترونية عندما يحدث خبر ويصنع رد فعل هو أن تقوم بكتابته بشكل سريع مما بعني عدم القدرة على إجراء بحث متعمق عن الخبر أو توثيقه بشكل كافي، بينما الصحيفة الورقية أو “الصحفي الورقي” إذا كنت تحب إطلاق هذا الاسم عليه يأخذ وقته بالكتابة ويكتب الخبر في 5 أو 6 ساعات ثم يحضره للصحيفة في صباح اليوم الثاني، فليس بمقدورك أن تقول للصحفي الورقي أن يكتب الخبر بسرعة، ولذلك لابد أن يكون لديك فريقين، فريق للصحافة الورقية وفريق للصحافة الإلكترونية.

صحافة المواطن و مسألة الفلتر و الأجندات
ياسر الغسلان : هذا الحوار يذكرني بما حدث في أحداث إيران والدور الذي لعبه موقع تويتر”twitter” ، فهناك من يتحدث الآن على أن هل تويتر تعتبر صحافة أم لا، وهل يعتبر اليوتيوب “you tube ” صحافة مرئية بديله للتلفاز، أين تقف “النهار نت” من هذا النقاش؟
بسام تويني: أنت الآن تضع يدك على ما يسمى بالـ “Citizen journalism ” أو “صحافه المواطن” وانتشار الصحافة الإلكترونية بشكل واسع، فصار الآن مساهمه من العالم للعالم بمعنى أن دور الصحف المكتوبة والغير مكتوبة أن مجموعه من الصحفيين يروا الأخبار ويحددوا الأخبار التي يعتبروها مهمة ليعطوها للقارئ، وهذا معناه أن جزء مضبوط ومهم للقارئ لن يعرف عنه شئ، لأن الصحافة تقوم بعمل توجيه إعلامي، فكل صحيفة تحدد المادة التي من المفروض أن يعلمها القارئ، وهى بذلك تقرر عنه “كفلتر” وهذا شئ جيد و غير جيد بنفس الوقت، لأن القارئ لن يستطيع قراءه كل شئ ولكن هناك أيضاً مواضيع مهمة لن يعرفها، والصحف الإلكترونية الآن تعنى أن القارئ صار يكتب الخبر وذلك يعنى فتح الآفاق المعلوماتية لأخبار ما كان القارئ يملك الوسيلة ليصل إليها.

ياسر الغسلان : وهل هذا يلغى الأجندات الإعلامية التابعة للمؤسسات الإعلامية المُسيسه؟
بسام تويني: نعم، يقوم فعلياً الـ”Citizen journalism ” أو “صحافه المواطن” بعمليه فتح الأفق المعلوماتية للجميع.

التدوين و الصحافة الإلكترونية و المناخ السياسي
ياسر الغسلان : أحد أدوار الإعلام هو أن يكون له أجنده ترتقي بتفكير المجتمعات، ومع الوقت ربما نجد بعض المؤسسات الإعلامية ذات الأجندة يتم إلغائها من الوجود ليصبح الـ”Citizen journalism ” أو “صحافه المواطن” هو البديل، فهل تعتقد أن هذا مع تطور الإعلام أم ضده؟
بسام تويني : أنا لا أعتقد أن هناك تنافس بينهم أصلاً، فالصحافة الإلكترونية و صحافه الـ”Citizen journalism ” أو “صحافه المواطن” بهما مشكله أساسية وهى الموضوعية، فاليوم الصحافة أصبحت مفتوحة لمن كان أن يقول أياً ما كان، ولكن موضوعيه الكلام في هذين الصحافتين يحتاج للتنقية “filtering” ، ولكن هذا غير معروف كيف سيكون ونتمنى أن نتوصل لشئ يجعل القارئ يميز بين الخبر الموضوعي والغير موضوعي.
فاليوم الـ”Blogging” أو المدونات هي محاوله لإضفاء الموضوعية على المادة وهى بين الصحافة والصحافة الإلكترونية “online journalism”، فالمدونة يقوم بها شخص محترم تحبه الناس وتهتم بمعرفه رأيه فتدخل لتقرأ له على اعتبار أن رأيه الذي يضعه بالمدونة رأى صائب، وهى مرحله من مراحل الصحافة وسيتم التزاوج بين كل هذه المراحل، ولا أعتقد أن احدهم ستلغى الأخرى.

ياسر الغسلان : المدونات في العالم العربي…هناك من تكلم عن إحصائيات لها في الشرق الأوسط وتعجبت لأن لبنان ليس لها ثقل بهذه الإحصائيات بالرغم من أن لبنان مركز ثقافي سياسي حواري ديمقراطي مقارنه مع دول مثل مصر والكويت والسعودية، ما تفسيرك للقضية وخاصة مسألة المدونات؟
بسام تويني : الـ”Blog” هي وسيله للتنفس، وفى لبنان لا حاجة لها لأن هناك حرية تعبير في الصحافة و لست مضطر لتخلق “Blog” من أجل التعبير، أما في مصر والسعودية فهما متقدمتين بالمدونات عن بعض الدول وهناك بعض المحاولات الجادة بالأردن وسوريا ولكن لم أسمع بمحاولات جادة فى الخليج ولا اعرف شئ عن هل هناك بالكويت محاولات جادة أم لا.

ياسر الغسلان : محاولات الكويت جادة وجريئة ومن أجرأ مدونات الخليج، فما هو رأيك؟
بسام تويني: صحافتهم جريئة وعندما يكون هناك حرية بالصحافة المكتوبة أعتقد أنه تنتفي الحاجة للمدونات.

ياسر الغسلان : ربما بلبنان أيضاً هناك متنفس آخر غير الكتابة، فهناك الانتماء للأحزاب والتكتلات الطلابية، فما رأيك؟
بسام تويني : بالطبع، فهناك تنفس فكرى في التعبير يصير بعده وسائل.

النهار و المجتمع الإفتراضي
ياسر الغسلان : النهار نت، هل ستتبنى الخطوات التقليدية كاليوتيوب والفيس بوك؟
بسام تويني: سنستخدم كل الوسائل التعبيرية سواء كانت مكتوبة أو مرئية أو مسموعة للتواصل مع جميع الزوار، وبنفس الوقت فالمواد الإعلامية المكتوبة على النت مكتوبة من الزائر وموجودة من الوكالات، ونحاول الآن دمج المادتين ليكونوا بالنهاية شئ يحظى على اهتمام الجمهور الزائر للموقع.

ياسر الغسلان : وما هي الشريحة التي تستهدفونها، هل هي الشباب؟ وهل سياساتكم التحريرية تحدد شريحة ثقافيه معينه أو منطقه معينه، بمعنى أوضح ما هي فلسفتكم التحريرية القادمة؟
بسام تويني: نحن نطوف من المغرب العربي للخليج، ويهمنا جميع الفئات العمريه.. فهدفنا خلق زوار دائمين كما أننا نهدف لتمويل أنفسنا فهدفنا أيضا المُعلن، وعملياً بدأنا نرى أى الأنواع التي يهتم بها المُعلن لنجذب هذا الجمهور، فمثلاً هناك معلنون يهتمون بفئات عمرية معينة وهناك معلن يهتم بالنساء لذلك يجب علينا صنع مواد إعلاميه للنساء لجذب أكبر جمهور للمعلن.

صحافة رأي أم صحافة خبر
ياسر الغسلان : هل الصحافة الإلكترونية في رأيك صحافة رأى أم خبر في الغالب؟
بسام تويني: هذا هو الفرق بين المدونات والصحافة الإلكترونية، فظاهره تويتر لا تسمح بأداء رأى والرأي الآخر لأن مبدأهم أن الخبر لا يزيد عن 100 أو 140 حرف، وبالتأكيد سيكون هناك إبداء رأى بشكل معين ولكن بالتأكيد ضمن المعقول والسقف، والسقف هو أننا لسنا مؤسسه إعلاميه هدفها مصارعة السلطة ولكن هدفنا إبداء الرأي الحر من دون التعدي على حرية الغير سواء كانت حرية أفراد أو سلطه، لأننا لسنا وسيله انتقاد للسلطات بأي بلد عربيه فهدفنا هو أن نكون وسيله إعلاميه لإبراز المعرفة والمعلومات بطريقه حرة وخلق مناخ للتعبير الحر.

مستقبل الصرف الإعلاني
ياسر الغسلان : أتذكر منتدى IFRA الذي عقد في القاهرة آواخر العام الماضي و الذي إلتقينا فيه سويا و ما أثير في جلساته حول مواضيع تتعلق و بالصحافة الإلكترونية والتمويل إستطلاعات الرأي والبحوث التسويقية وعلاقتها بالتمويل والإعلام و مستقبل الصرف الإعلاني على الصحافة الورقية، فما هو رأيك بهذا الموضوع؟
بسام تويني : عملياً الإعلان الموجود بالعالم العربي هو إعلان تقليدي سواء مرئي أو مسموع أو ورقى وللأسف الصحافة الإلكترونية لا تأخذ حصتها اللازمة من الإعلانات، واليوم بالغرب رغم عدم توافر معلومات وأرقام وإحصاءات لدي الآن عن حصة الإعلان في الصحافة الإلكترونية إلا أني أتصور أنها في حدود 10% أو 15% ، في مقابل نسبة لا يزيد عن 1% بالعالم العربي علما بأن مستوى النمو في العالم العربي يدل يبشر بالخير حيث أن ما صرف قبل نحو 4-5 مليون بينما ما يصرف اليوم كإعلانات في المواقع الإلكترونية يتراوح من40-60 مليون وهذا يدل على أن السوق الإعلاني يتطور ويكبر على مستوى الإعلام الإلكتروني العربي، و ذلك مرده أولا لكون المعلن أصبح يقدر قيمه الإعلان الإلكتروني، وثانياً لأن العالم يُقدر الآن انتشار الإنترنت وتوسع مجاله.

الصحف الورقية و الفهم الخاطئ للصحافة الإلكترونية
ياسر الغسلان : في تقديرك الشخصي ما هي نقاط الضعف الأساسية في فهم الصحافة الورقية للصحافة الإلكترونية ، فالمؤسسات الصحفية الورقية حولت محتواها الورقي لإلكتروني واعتقدت أن ذلك تفعيل صحافتها الإلكترونية بينما الصحف العالمية نجد أن مواقعها لها مستقله عن النسخة الورقية حيث لها مدير تحرير وصحفيون، فهل هذا يطبق في العالم العربي وإذا كان لا يطبق فلماذا؟
بسام تويني: جوابي أن الصحف العربية غير مختلفة عن الصحف الأجنبية فجميعها لم يستوعب فكره أن الصحافة الإلكترونية مختلفة عن الصحافة المقروئة، بمعنى أنهم نقلوا المادة المقروئة من الصحيفة المكتوبة إلى الإنترنت بدون أن يطوروها، وأنا لا ألومهم لأن الصحافة الإلكترونية إلى الآن وبعدما اكتملت لا أحد يعرف هويتها، ففي الغرب قامت مؤسسة AOL -على ما أتذكر- و التي إعتقدت أنها وسيلة إعلامية بشراء Time Warner حيث إندمجوا بعد ذلك، مما أدى إلى أن المؤسسة الإعلامية الحقيقة و هي Time Warner تقوم الآن ببيع AOL كونهم لم يستطيعوا التعايش مع بعضهم البعض.
ومن ناحية أخرى أصبح موقع Google يكبر لدرجة ظن أنه وسيلة إعلامية و هو بالطبع ليس كذلك وفق تعريف الوسيلة الإعلامية التي تعمل على خلق الخبر بل هو محرك بحث و جامع للأخبار من مصادرها، كما ظهر موقع الفيس بوك و المواقع الإجتماعيه الإعلاميه و مواقع تبادل المعلومات، فمفهومنا للإعلام الإلكتروني هو في كونها تعمل على صنع المادة الإعلامية كما تعمل الصحافة التقليدية، ولكن المشكلة وهو ليس بخط أن وسائل الإعلام مثل New York Times والنهار والشرق الوسط أخذوا المادة الجامدة ووضعوها على الموقع وأنا لا ألومهم ولكن لا أعتقد أنهم يستطيعوا الذهاب للخطوة الثانية.

المحتوى الإلكتروني المدفوع الثمن
ياسر الغسلان : وهل تعتقد أنهم يستطيعوا جمع أموال من المحتوى الإلكتروني وليس عن طريق الإعلانات فقط، لأنNew York Times, economist بهما خاصية انك تستطيع أن تشترك بهم مثلاً ليصلك المحتوى، فهل تسمح البنى التحتية للصحف العربية بذلك؟
بسام تويني: القضيه الفلسفيه خلف السؤال تكم في هل نجعل القارئ يدفع ثمن المادة التي يقرأها، فمثلا هناك التلفزيون الذي يقدم لك المادة مجانيا، والمادة المقروئه الورقية يقوم المعلن بدفع نصفها والقارئ يدفع النصف الآخر، ولكن على الانترنت مطلوب من القارئ أن يقرأ المادة ويدفع ثمنها، وكل نماذج الماضي بينت أنه هناك مشكله في تحصيل الأموال عن طريق credit card وهذا عائق ولكنه ليس العائق الرئيسي، فنوعيه الجمهور الذي يدخل على الانترنت غالبا ليس لديه الرغبة ولا القدره على الدفع لقراءة صحف الإنترنت.

ياسر الغسلان : ولكنها ليست صحف بقدر ما هي معلومات، والشباب الآن يملك الـI-pod ويذهب إلى محل Apple ويقوم بتنزيل الأغاني على الـ I-pod الذي يملكه وكل ذلك بالنقود، فلماذا لا يدفع في الصحف؟
بسام تويني : هذه مواد ترفيهية ولكن ذلك لا يقلل من قيمه الأغنية كماده إعلاميه بغض النظر عن أهميه المحتوى، فليس كل محتوى له أهميه سياسيه.

ياسر الغسلان: من الواضح أن حقوق الملكية والحصول على نسبه من البيع بالغرب واضحة جداُ بينما لا وجود لها في العالم العربي، فما هو تعليقك؟
بسام تويني : بالطبع لا فحقوق الملكية موجودة هنا ونحن مشاركون بها، فهناك أحد أعمالنا التجارية الأخرى عبارة عن محتوى على المحمول نضع كل شئ سواء أخباري أو موسيقى على الأجهزة المحمولة.

جميع الحقوق محفوظة للمفكرة الإعلامية و يجب الإشارة للمصدر عند النقل أو الإقتباس.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

2 responses to “بسام تويني : في ظل ثورة “صحافة المواطن” نحتاج إلى “فلتر” للحكم على موضوعية الأخبار المطروحة”

  1. Mathew Cypher

    I simply want to tell you that I am just new to blogging and really loved you’re blog. Almost certainly I’m likely to bookmark your website . You amazingly come with amazing stories. Many thanks for revealing your webpage.

  2. rehab

    انني اري ان صحافة المواطن افضل من االصحافة الورقية في انها بها تفاعلية اكثر وحرية الراي متوافرة فيها الا انها لم تنتشر بالمساحة المطلوبة

اترك تعليقاً