حكومة (بيلدربيرج) السرية

تفتقر المكتبة العربية لكثير من المراجع التي تتحدث عن التكتلات الإستراتيجية و التجمعات السياسية و الإقتصادية السرية و التي شغلت و أشغلت المحللين السياسيين الغربيين لسنين طويلة و الذين يرون في تلك التجمعات بأنها الحكومات الحقيقية التي تحكم العالم و التي تهدف لتحقيق أهدافها قصيرة المد من سيطرة فعليه على الاقتصاد العالمي
و منها التي تهدف لتحقيق أهدافها بعيدة المدى و التي تمتزج فيها الحقيقة بالخيار و تختلط فيها الأسطورة بالدين و العقيدة.
و كجزء من البحث الذي أقوم به حول (نظرية المؤامرة) قمت بجمع و ترجمة أهم المعلومات التي قد تفيد المهتم حول واحدة من أهم المجموعات السياسية و الاقتصادية و أكثرها تأثيرا على السياسيات العالمية في عالم اليوم و هي مجموعة تحوم حولها كثير من السرية و الخصوصية تسمى ( مجموعة بيلدربيرج – The Bilderberg Group) و التي يصفها المؤمنون بنظرية المؤامرة بأنها حكومة الظل و التي تحكم العالم فعليا و على جميع المستويات نظرا لأهمية أعضائها و لتخصصها في البحث و بسرية مطلقة عن كل ما له علاقة في الشأن الاقتصادي و السياسي المعاصر بهدف تطويعه لصالح تحقيق أهداف المجموعة و أعضائها.
أُسست هذه المجموعة في عام 1954م على يد الأمير الهولندي (برنارد) و هو والد ملكة هولندا الحالية (بياتريس) و ذلك بدعم من كل من رجل الأعمال الأمريكي الشهير (ديفيد روكافيلر) وأبناء عائلة (روتشيلد) الغنية صاحبة البنوك العالمية و التي ساهمت أيضا كما يقول المؤمنون بنظرية المؤامرة بتأسيس أهم المجتمعات السرية الأوربية في الثلاثمائة سنة الأخيرة ( الطبقة المستنيرة البافارية – The Illuminati) ، وقد عقد الاجتماع الأول لمجموعة بيلدربيرج في فندق ( بيلدربيرج) في المدينة الألمانية الصغيرة (استربيك) و ذلك لمناقشة أفضل السبل لتتمكن النخب الأوربية و الأمريكية  من السيطرة على مصادر الطاقة، و قد استمرت الاجتماعات منذ ذلك التاريخ و بشكل سنوي و دوري، حيث تقام تلك الاجتماعات في عدد من المدن الرئيسة حول العالم و ذلك لمناقشة القضايا التي لها تأثير على المشهد العالمي اقتصاديا و ماليا و سياسيا و علاقة ذلك بسيطرتهم على منابع النفط و الطاقة على وجه التحديد.
من المعروف أن المجموعة تعمل وفق أجندة غالبية أهدافها سرية حيث اعتادت على أن تتحفظ عن إعلان توصياتها التي تخرج بها من تلك الاجتماعات و لا تقوم بالتعليق على أي من التفاصيل التي تناقش و تدور بسرية تامة و خلف الأبواب المغلقة في الفنادق التي يتم حجزها بالكامل لاستضافة أعضاء المجموعة و جلساتهم الرئيسة و الجانبية.

و قد دفعت هذه السرية عدد من المؤمنون بنظرية المؤامرة باتهام المجموعة بأنها تهدف للسيطرة على العالم بكافة أوجهه من خلال سعيها لتأسيس دوله عالمية واحدة تبنى على أنقاض الأمم المتحدة، و يدللون على ذلك بالتأكيد على أن هذه المجموعة كانت المخطط الحقيقي الذي خلق الظروف المناسبة لتوحيد دول أوربا تحت لواء الإتحاد الأوربي والذي يحكم القارة حاليا، كما يضيف المؤمنون بنظرية المؤامرة بأن هذه المجموعة تقوم الآن و منذ سنوات بالتخطيط لتحقيق نفس الهدف في أمريكا الشمالية و ذلك بخلق و تأسيس إتحاد يتكون من الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و المكسيك و بالتالي هدم الولايات المتحدة الأمريكية كما نعرفها اليوم.
تتكون هذه المجموعة من 120 عضو من أوربا و أمريكا الشمالية ممن يحكمون العالم اقتصاديا و ماليا و سياسيا، و من أهم أعضاء هذه المجموعة (بياتريس – ملكة هولندا) و أبناء عائلة (روتشيلد) و عائلة (روكفيلر) و وزير الخارجية الأمريكي السابق (هنري كيسنجر) و حاكم نيويورك (جورج بتاكي) و الرئيس التاسع للبنك الدولي (جيمس ولفينسون) و (ريشتارد هولبروك) مندوب أمريكا السابق في الأمم المتحدة، إضافة لرؤساء الشركات العالمية الرائدة مثل كوكاكولا و مايكروسوفت و غيرها و رؤساء المؤسسات الإعلامية العالمية من أوربا و أمريكا و كندا.