من أهم الدروس التي يتعلمها الإنسان هي تلك التي يتلقاها من والديه في الصغر ، فهي دروس و عبر تنقش على عقل و جينات الطفل بحيث تصبح جزأ لا يتجزأ من العقل الباطن و الظاهر و ضابط أساسي لتصرفات و قرارات الإنسان في مراحل عمرة كلها.
أتذكر أن والدي كان ينبهني عندما كنت في سن المراهقة بأن لا أنجر عندما أتقدم في السن خلف مغريات الحياة و التي ستحيط بي فهي قد تدفعني
للاقتراض من أجل تلبية رغبات قد تكون كمالية لا فائدة منها على الإطلاق، فقد يحولني ذلك التصرف من شخص حر القرار إلى إنسان تطارده هموم الديون وعيون المقرضين التي يحرك معظمها الجشع و التكسب من ضعف و حاجة الناس، تلك النصيحة كان له الأثر الأكبر في حياتي حيث حرصت على أن لا أمنّي النفس في الحصول على أي أمر مهما كنت أتمناه ما لم أكن قادر على شرائه من حر مالي و أن لا ابرر لنفسي بأي سبب يجعل الاقتراض في عينيي أمرا مقبولا مهما كان السبب.
و قد كانت الفاجعة كبيره عندما كبرت و اكتشفت بأن الحياة من حولنا تعتمد جلها على أسس الاقتراض و كسب المال من الإقراض بحيث بنيت اقتصاديات أمم و مصائر شعوب من خلال إقناع الناس بأن يصرف ما في جيب غيره لينعم بمستقبل أفضل، في وقت كان ذلك المال الذي توفر من جيب الغير ما هو إلا حبل المشنقة الذي وضع حول رقبة الإنسان و بالتالي قام دون علمه بتسليم روحه و أصبح هو و أبنائه عبيدا لشيطان الدين (بطاقات الائتمان خير دليل).
ما يحدث اليوم من انهيارات في بنوك و مؤسسات و شركات عالمية ما هو إلا نتيجة طبيعية لنظام اقتصادي يتنافى مع منطق الاقتصاد العادل و طبيعة التكوين الاجتماعي والطبقي الطبيعي و الذي عاش لسنين طويلة عبر القرون بأسس تحث على الإنتاج الصناعي و التجاري و المعرفي و الذي يكون لمنتجه فائدة إنسانية متبادلة وفقا لحاجة المجتمع الحقيقة بدلا من إقناع الناس بحاجتهم لشراء ما لا يحتاجونه من منطلق تحريك الاقتصاد و تدوير المال و الذي لا يستفيد منه فعليا إلا من يأخذ العمولات على المال المحرك و الذي جله اقتراض دون أن يكون بالضرورة ذلك المال المقترض ذا إنتاجية حقيقية على الاقتصاد.
ما حدث من انهيارات في تقديري هو نتيجة افتضاح نظام مالي باع لسنيين طويلة الوهم لسوق فاق من سباته بين ليلية و ضحاها و اكتشف بأن المال الذي كان يتحكم بمصيره و مصير أبنائه طوال تلك السنين ما هو إلا شيطان من ورق يجب أن يحرق و ليذهب الجميع إلى الجحيم، و هو ما حصل من انهيار كل الشركات التي كانت استرزقت من جني الفوائد غير المنطقية من جيوب هؤلاء المقترضين بعد أن واجهوا انهيار قدرة السداد من قبل الناس لديون أصبحت مستحيلة السداد نتيجة الجشع الذي أعمى تلك المؤسسات.
و لكل من قال إن الاقتراض هي لغة العصر الاقتصادية و عليك اللعب وفق شروط اللعبة سأقول ( جعلني ما اصير Businessman و لا اعرف من النجاح إلا اسمه) فالعيش على باب الله و بدون ديون أفضل من أني أعيش مديون و رقبتي بيد غيري، و صدق من قال (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) فمهما كان الغيب كئيب لن يكون كمن صرف ما في جيب غيره و أصبح كئيبا و عبدا له.
I simply want to say I’m all new to blogs and seriously savored this page. Very likely I’m planning to bookmark your blog post . You actually have exceptional well written articles. Thanks for sharing with us your webpage.
احب اضيف
لما لاحظوا البنك كثرة المبالغ اللي اخذها منهم ارسلوا لي رسالة على البريد انهم ممكن يوفرون اخصائي مالي يساعدني في حل مشكلتي !!!!
طبعا مااعتقد ان الوضع راح يكون نفس الشي لو كنت ماارجع المبالغ في وقتها بالعكس !
الحين صاروا ينزلون لي بونص ورفعوا المبلغ على البطاقة حقتي ! وصار حدها اعلى بكثييير
فطبعا نظام الفوائد معيش البنوك ولا سبب لها مشاكل ابد ! وحتى بنوك السعودية نفس الشي واولهم الراجحي
نظام القروض في امريكا هو المشكلة لأنه سهل جدا
أخوي ياسر المشكلة الأكبر ان الاجراءات جدا جدا سهلة !
على سبيل المثال انا الان في امريكا شهريا لما ينتهي المبلغ اللي في حسابي اخذ سلف من البنك بما يعادل 2000 ريال والفائدة تعادل تقريبا 120 ريال فقط !
المشكلة اني كل شهر اقول خلاص ماراح اعيدها والقى نفسي اخذ نفس المبلغ وزيادة على حساب البطاقة الائتمانية !
لكن هذا كله عموما مايضر البنك لأنهم ياخذون فائدة ومافيها اي مشاكل
اللي سبب الأزمة المالية هو نظام القروض مثل ماانت عارف
المشكلة هو سهولة نظام القروض وسهولة اشهار الافلاس ففي امريكا لما تشهر افلاسك جميع الديون تسقط عنك وتطلع من السالفة مثل الشعرة من العجين اعتقد سهولة النظام وشدة مرونته هو اللي سبب المشكلة ! بس الغريب مدري ليه توها تحصل المشكلة هذه…
نورة
لا أدري إن كان الإقتصاد الإسلامي هو الحل كما تفضلتي و إن كانت المقولة مريحة من حيث المعنى لنا كمسلمين، بصراحة لا أدري؟؟
ود
القناعة مع شئ من العمل المجتهد سينتج لنا عيشة كريمة و هنية، فقط على الإنسان أن يعقدها و يتوكل.
مدونة نبيل الشخصية
بطاقات الإئتمان ليس فيها اي شئ إيجابي فهي أول الخطوات التي تقود الإنسان نحو العيش وفق عقلية المقترض و المديون، و بالتالي فالقول بأنها جيدة في حالات معينة هو تماما ما قصدته عندما قلت (أن لا ابرر لنفسي بأي سبب يجعل الاقتراض في عينيي أمرا مقبولا مهما كان السبب).
صالح الدويس
الرابط الذي تتحدث عنه موجود و حقيقي و قد أشرت إليه في تدوينات سابقة، و لعل من يملك القدرة على قراءة معاني السطور و رموز المعاني أن يفهم ما ارمي إليه.
فهذا العالم و ما يدور فيه لم يأتي محض الصدفه بل لكل فعل ردت فعل و بالعكس، و لكن هل من مدرك ( الله أعلم).
العزيز محمد الجرايحي
الإقتراض من منطلق الحاجه شئ و الإقتراض من أجل العيش وفق مستوى أعلى شئ آخر، أنا اتفق معك بأن الإقتراض مقبول في حال كان الإنسان يعيش حياة مادية سيئة و لكن ما لا اقبله أن يقترض الإنسان من أجل أن يستطيع السفر للسياحة أو لشراء سيارة جديدة او لجوال آخر موديل.
ما قام به النظام الإقتصادي العالمي هو أن جعل هذه الممارسات جزء من طبيعة حياة الإنسان و أوهمه بأن العيش من دون جوال جديد او سيارة آخر موديل هو إنقاص من إنسانيته و مكانته في هذا العالم الإستهلاكي البغيض.
تحياتي للجميع
الأستاذ الفاضل: ياسر الغسلان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى بعض المجتمعات يتم الاقتراض من أجل تلبية رغبة فى الكماليات والتى أصبحت مغريات..
ولكن هناك مجتمعات يعيش شبابهاعلى الاقتراض من أجل بناء أسرة أو رجال من أجل تلبية احتياجات أبنائه الضرورية بعدما عجز الراتب الهزيل على تقديم حياة شبه كريمة
فما بال هؤلاء فى هذا الصراع الديناصورى
عزيزي ياسر
الوضع الحالي للإقتصاد العالمي اصبح مخيف جدا ..ومع الأسف لاتوجد صوره واضحه للضربات المتتاليه للعام 2008 والتي اصبحت اشبه بالكوارث ..ومع الأسف ايضا ان كل المحلليين على شاشات التلفزه لاتفهم منهم اي شيء سوى انهم مجرد منظرين ربما لايفهمون حتى ماذا يتحدثون عنها ..
الاتجد رابطا للأحداث المتتاليه :
أزمة غذاء عالمية
ارتفاع اسعار النفط بشكل خرافي ومتسارع
تضخم هائل في السلع على مستوى العالم
انهيار كامل للنظام المالي والمصرفي
كل ذلك في عام واحد او على الأقل ظهرت على السطح بشكل واضح في عام واحد
لا ادري ولكن في اعتقادي ان هناك شيء ما في عالمنا يربط هذه الكوارث ببعضها البعض .
واخيرا كل ما اتمناه من الأعماق هو ان لايتضرر الانسان العادي البسيط بهذه الكوارث اما رجال الأعمال سيجدون مخرجا ..
تحياتي
أنا ضد أن ينقاد الإنسان أمام مغريات الحياة بحجة أنه لايريد أن يقصّر على نفسه أو بحجة “عيش حياتك”.
وبطاقات الائتمان والقروض هي جيدة في حالات معينة ولكنها قد تضر الشخص إذا أراد استخدامها في شيء يعد من كماليات الحياة.
ما جت مد لحافك على قد رجليك من فراغ!!
.. للحين أعيش على كلام والدي ووالدك ..
وأكنسل أي رغبة لا يستطيع راتبي توفيرها
القناعة مطلب .. حتى ولو كنت قنوع وحدك ..
.
.
اما عن الازمة العالمية الاقتصادية ..
فما زلت أعتقد انها لعبة امرييكية وكأنها تعيش أحد افلامها .. حتى تنتصر في النهاية..!!
يا رب تحط حيلهم بينهم .. وتطلعنا منهم سالمين ..
هذه الأزمة المالية وأنهيار بعض البنوك أكبر شاهد على فشل الرأسمالية وأن النظام الإقتصادي الإسلامي هو الحل الأمثل وهذا بالفعل مابدأت تعترف به صحفٌ أميركية هذه الأيام !
odah
حكاية البنوك معقدة و أعتقد أن الكثير منا لا يفهم حقيقتها و إن كان يفهم بعض جوانبها.
تميم
ضع في الإعتبار بأن الإنسان الذي لا يعتمد على الإقتراض في حياته اليومية و يعيش حسب دخله لن يطوله الضرر مباشرة و لن تلحقه الدييانه، اما تاثره بشكل عام على إعتبار تأثر الإقصاد الوطني فذلك صحيح بشكل عام.
وهج السعد
صحيح، تحريم الربا له حكمة لا يعلمها إلا من فتح عقله و قلبه.
فيصل عباس
المشكلة تبدا من الأرصية السوقية الأولى، فو لم يكن هناك مجتمع سطحي مؤهلا لقبول بطاقات الإئتمان كبديل للنقد لما إستطاعت تلك البنوك و الشركات من إقناع المستهلك على شراء ما لا يستطيع شرائه، و ما كان للمؤسسات المالية و العقارية من سوق في إقناع الناس بشراء بيوت و منتجات لا يستطيعون فعليا تسديد قيمها ما لم يقترضوا المال.
الموضوع اصبح كبيرا بالفعل و لكن بدأ و سينتهي عندما يقتنع الإنسان بأن عليه أن يعيش وفق مستوى دخله الفعلي و ليس وفق ما يوفره له دائنه، (إنها مسألة قناعة فلسفية بحته يا صديقي).
تحياتي للجميع
أتذكر انني قرأت في مجلة نيوزويك قبل نحو 6 سنين عن ازمة الاقتراض في الولايات المتحدة، وكان التقرير وقتها بمثابة جرس انذار لما يحدث اليوم، واتذكر جملة تساءل فيها كاتب الموضوع الى متى سيتمكن الأميركيين من العيش على حساب بطاقات الائتمان؟
واكثر من مرة شاهدنا على برنامج اوبرا ود.فيل اشخاص يعانون من بطاقات الائتمان وديونها التي لا تنتهي… انه بلا شك مرض العصر.
لكن ما جرى في اسواق المال اكبر من كل ذلك بكثير.. نحن نتحدث عن شركات باكملها يمكن ان تنهار وديون بملايين الدولارات يمكن ان لا تسدد.. وللاسف وكما ذكر الاخ اعلاه فإنه حتى المواطن البسيط الذي لم يقترض عليه ان يسدد الان (اعتقد ان الحسبة هي 2000 دولار على كل دافع ضريبة في الولايات المتحدة)
((يمحق الله الربا ويربي الصدقات))
كل شيء في الدنيا له في كتاب الله منهج وقاعدة
هذةالاحداث تجعلنا امام هذا الاعجاز القرآني والأسلامي صاغرين..
شكراً لك..
صدقت والله يا ياسر، لكن المشكلة الان ان حتى من لم يقترض وحتى من لم يدخل في هذه اللعبة فإن الظرر سيطاله بشكل او بآخر.
“ويمحق الله الربا”
والله كلامك عين العقل
الواحد يعيش كريم احسله ولا يعيش ذليل تحت رحمتهم
بس صراحة انا عمري مافهمت حكاية البنوك كيف تشتغل
لكن سمعت بحكاية الانهيار الاقتصادي اللي حاصل
بعدين هذي نتيجة المال الحرام .. الله يبعدنا عنه