اعتدنا على القول بأن الإعلام الأمريكي هو الأكثر حرية من بين دول العالم نظرا لهامش النقد المتاح و الذي يصل في كثير من الأحيان لحد الاهانة و التوبيخ لرموز أمريكا السياسية و الدينية و التشريعية، و هو أمر صحيح إذا ما نظرنا إلى آلية تشغيل الإعلام كجزء من ماكينة سياسية أكبر و إذا ما نظرنا إلى مخرجات ذلك الإعلام على أنه مجرد صوت في الهواء لا يغير و لا يبدل ما تريده قوى خفية لهذا
السياسي او تلك السياسة و لا أدل على ذلك إلا ما واجهه الإعلام الأمريكي من عجز مفضوح من تنحية الرئيس كلينتون إبان فضيحة مونيكا لونسكي رغم الدعوات المتكررة للإعلام بضرورة إسقاط الرئيس نتيجة اقترافه ذنب الخيانة الزوجية و الكذب على الشعب الأميركي و الذي يصنف سياسيا على أنه أحد أوجه خيانة الشعب.
أقوم حاليا بكتابة بحث عن نظرية المؤامرة و دور الجماعات و الأخويات السرية في تحريك الأجندات السياسية و الاقتصادية و الحضارية العالمية تجاه خدمة أهدافها و التي قد تصعق البعض حينما نعلم أن أهدافها تتقاطع مع ما تنقله لنا كتب التاريخ و الدين و التنبؤات و التي يبدوا أنها تختلف من حيث اللغة و ماهية المنتصر و لكنها تتفق كلها بأنها تعمل من أجل الوصول إلى واقعة واحد ربما نتحدث عن تفاصيلها في مرحلة لاحقه.
و لكي نبدأ في فهم الإعلام الأمريكي على حقيقته علينا أن نعرف أن النظام الإعلامي الأمريكي قد أعيد صياغة أهدافه و مبادئه وفق تحالف نشأ في بدايات القرن العشرين بين المال و قادة الرأي كما يؤمن أصحاب نظرية المؤامرة، و الذين يحاولون تسليط الضوء على نظرية مفادها أن الإعلام الأمريكي منذ ذلك الحين قد تم تسيسه لخدمة مجموعة من المصالح الخفية يدير مصالحها مجلس تم تأسيسه لهذا الغرض و يقوم بالإشراف على تنفيذ السياسيات العامة التي تخدم أهداف تلك الجماعات الخفية، هذا المجلس الذي يعرف بـ ( مجلس العلاقات الدولية) The Council on foreign relations أسس عام 1917م حين سجلت وثاق الكونجرس ما كشفه عضو الكونجرس الأمريكي اوسكار كالاوي Oscar Callaway من أن جهات تدعم مصالح بنك (جي بي مورجان) J P Morgan قامت تكليف 12من مدراء و مسئولين في صحف أمريكية و ذلك لدراسة و تحديد أسماء أكثر الصحف الأمريكية تأثيرا على العامة و كم من الصحف هم بحاجة للسيطرة عليها من أجل السيطرة على السياسة الإعلامية للإعلام الأمريكي بشكل عام، حيث توصلت الدراسة إلى أنهم بحاجة فقط للسيطرة على 25 مؤسسة إعلامية مؤثرة لتحقيق ذلك الهدف، و بالفعل تم شراء السياسات الصحفية لتلك الصحف كما تقول أدبيات منظري نظرية المؤامرة و تم تعيين مسئولي تحرير في تلك المطبوعات لضمان أن جميع ما ينشر في تلك المطبوعات يتماشى مع السياسة العامة لتلك المجموعة التي كانت تسيطر عليها بنك (جي بي مورجان) و التي أصبحت تسمى فيما بعد ( مجلس العلاقات الدولية) و التي تعرف أيضا بـ CFR.
يحدد المجلس أهم أهدافه على أنها (زيادة وعي و تفهم العالم لأمريكا)، إلا أن هناك إثباتات كما يقول مؤمنوا نظرية المؤامرة في الإعلام بأن هذا المجلس يهدف إلى خلق نظام عالمي خاص من أجل السيطرة المالية و جعلها في أيدي مجموعة صغيرة من المتنفذين من أصحاب البنوك و أبناء الطبقة الارستقراطية ذات الأصول الأوربية من أجل السيطرة على النظم السياسية قي جميع دول العالم لكي يتحقق هدفهم الأساسي و الذي يتمثل بسيطرتهم الكاملة على الإقتصاد العالمي و بالتالي السيطرة على العالم بأكمله.
تتكون عضوية هذا المجلس من أهم الشخصيات و أكثرها نفوذا في القطاع المالي و التجاري و السياسي و بالأخص القطاع الإعلامي حيث يوصف هذا المجلس بأنه المنظومة المؤسساتية التي تحكم فعليا الولايات المتحدة الأمريكية، فمثلا أعضاء المجلس من الشخصيات الصحفية المرموقة هم حقيقة لا يعملون على نقل ما يحدث من أخبار و أحداث حول العالم كما يقول أصحاب نظرية المؤامرة بل هم في عضويتهم لهذا المجلس يقومون بالمشاركة في صنع الأحداث من خلال المخططات التي يشاركون في إعدادها مع باقي أعضاء هذا المجلس.
من أهم أعضاء المجلس من الأسماء الإعلامية المعروفة نذكرا لمذيع التلفزيوني (توم بروكوف) و المذيع التلفزيوني (دان راذر) و المذيعة التلفزيونية (باربرا والتر) و (وليم إف باكلي) مؤسس المجلة السياسية الشهيرة National Review، و إمبراطور الإعلام (روبرت ميردوخ) و رئيس ديزني (مايكل ايزنير) و رئيس شبكة ABC التلفزيونية ( توماس ميرفي) و رئيس CNN (توم جونسون) و رئيس Time Warner (جيرالد ليفين).
يدلل المشككون في حرية الإعلام على أنه لا يوجد حرية حقيقة في الإعلام الأمريكي حيث يضربون أمثله على ذلك من قبيل دور الصحافة الحقيقي في حرب العراق الأخيرة و التي تثبت بأن الإعلام الأمريكي بكل أوجهه مسيّس لخدمة أهداف الحكومة و خير دليل على ذلك قبول الإعلام بأن يكون خاضع للرقابة العسكرية في نقله للخبر من خلال لعب دور أساسي في الماكينة الدعائية الحكومية عبر ما سمي (Embedded Journalism)، و أن الإعلام بكل ما صبه من غضب على كلينتون لم يستطع إسقاطه رغم الكذب و الخيانة العلنية، و المثبته، و أن انتصار بوش الأب في حرب تحرير الكويت لم تشفع له بإعادة انتخابه رغم دعم الإعلام له، و أن الفضيحة التي فجرها الإعلام و سميت (وتر جيت) و التي أسقطت الرئيس الأمريكي نيكسون ما كان لها أن تتحقق لولا أن نيكسون هو الرئيس الثاني و الأخير في تاريخ أمريكا الذي لم ينظم أبداً لعضوية أي من الجماعات السرية التي حكمت و تحكم أمريكا منذ تأسيسها، و لمن يرد معرفة من هو الرئيس الأول …………. فهو جون إف كيندي،، هل هي مفاجئه؟؟؟؟، فأحدهم أُسقط من الحكم و الثاني أُغتيل!
اكذوبة الإعلام الحر
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to mention I am just newbie to blogs and really savored your website. Most likely I’m want to bookmark your site . You definitely come with exceptional well written articles. Bless you for revealing your blog site.
أبو عبدالعزيز أسعدت صباحاً ،
في الحقيقة شدني العنوان لقراءة هذي التدوينة حرفاً حرفاً ، خصوصاً و أني أتفق بشكل كبير مع ما ذكرت ؛ ليس بسبب أننا أمة ضعيفة و ننظر لما يدور حولنا بعين الريبة فقط ، بل لأن من يملك النظرة الفاحصة و القراءة التحليلية للأدلة المتاحة يستطيع أن يتوصل لتلك نتيجة.
و أنتظر بفارغ الصبر لنسختي من البحث الذي ستقوم به 🙂
خالص تحياتي ..
عرض جميل وننتظر بحثك عن نظرية المؤامرة والمزيد