يقال أن الشعر ديوان العرب و سجله الذي يوثق تاريخ أمه بكل أفراحها و أتراحها، و اعتادت كثير من الأمم على توثيق تاريخها كجزء رئيسي من عملية كتابة مستقبلها و الذي يؤمل بأن يكون أفضل على اعتبار الاستفادة التي جنيت من القراءة النقدية لأخطاء الماضي.
كتب المؤرخون العرب و الأجانب كثير من التفاصيل
حول أهم الأحداث التي واجهها البلاد و العباد من حروب عقائدية و نزاعات سياسية و أطماع توسعية و أمراض اجتماعية، كما احترف بعض من كتّاب التاريخ و بإجادة تامة تزوير أجزاء من تاريخ مخزي بأن جعلوه أنصع من البياض بقليل، كما قام هؤلاء الذين حركتهم أموال السلاطين و إغراءات الحياة بتلميع بعض من الحقائق القبيحة بأن أعادوا رسم أحداثها و تواريخها بحيث سجلت للأمم التي أتت من بعد ملاحم خالدة و إعجازات بشرية قل مثيلها، كل ذلك من أجل تحقيق أهداف سياسية في حين و دينية عقائدية في حين آخر.
لا أدري لماذا لم تنتشر بعد في العالم العربي المعاصر ثقافة المذكرات بين من قاموا فعلا بلعب أدوار هامة في حقب حساسة من تاريخ عالمنا العربي، على الرغم من وجود كثير من الكتب التي كتبت من أشخاص أجانب عاشوا في المنطقة و لعبوا دور رئيسي في التغيرات و التقلبات التي حدثت، إضافة لكثير من الكتب التي نقدت مجتمعنا برؤية أجنبية و التي أصبحت في كثير من الأحيان مصادر موثوقة نتيجة انعدام المصادر المحلية المحايدة أو غير المسيسة و التي يمكن الوثوق بها من وجه نظر الباحث، فمعظم الكتب التي توثق أحداث عاصرتها المملكة خلال العشرين سنة الماضية كتبت من أجل تحقيق أهداف سياسية لأصحابها و وسيلة لتصفية حسابات و صراعات سياسية غير معلنة، تتلاشى أهميتها بل ربما تسحب من الأسواق عندما تعود المياه إلى مجاريها.
ليس لدي مشكلة في أن يكتب ذلك المسئول عن دوره البطولي في حرب تحرير الكويت او ما قام به ذلك الأديب من دور مهم في تحليل فلسفة المعجزات التي ظهرت في الصحراء أو قراءة ذلك البروفيسور لعبقرية القرار السياسي و الإستراتيجي السعودي، و لكن أتمنى أن أجد في يوم ما كتاب كتبه أحد الجنود الذين كانوا يقفون على خط النار و قد تم أسرهم و تعذيبهم من قبل المعتدي فقد تكون العبر التي نستخلصها من تلك الأحداث أقرب للإستفاده لنا كمواطنين عاديين و التي لا توفرها لنا قصص عنتريات ذلك المسئول المعجزة، كما أتمنى أن أجد مثلا كتابا خطه أو رواه أحد موظفي مصلحة الزكاة أو الجمارك او التعليم أو……… إلخ ممن عاشوا أحداث مفصلية في تاريخ البلاد السياسية و الاجتماعية يشرح فيه تراكيب و تعقيدات و قصصا و ملاحظات و أحداث مرت عليه في عملة تكون مجتمعه وسيلة إثبات في أن النظام الإداري الذي عاصره هو الأفضل في العالم أو ربما هو الأكثر فساد بين أنظمة الإدارة المحلية التي يعرفها.
أعلم أن ما أتمناه هنا يتطلب حماية لحقوق الإنسان و نظاما قضائيا يحمي ذلك المغلوب على أمره و الذي يعرف الكثير و لكنه لا يستطيع قول شئ حيث أن قيامه بمثل هذا العمل قد يعتبره البعض خروجا و مؤامرة و خيانة للوطن، و ما هي بخيانة في تقديري بل هي في الحقيقة حق المواطنة في المساهمة من أجل كتابة تاريخ حقيقي غير (ممكيج) تتعلم منه الأجيال القادمة دروسا من وحي روحه بدلا من كتابة تاريخ مشوه كما فعلت أمم خلت، و الذي إن فعلنا فلن يبقى هذا التاريخ متداولا لأكثر من سنين عمر كاتبه، و لن يستفيد منه مستقبلا سوى هواة جمع الكتب القديمة و الباحثين عن مصادر تراثية لكتابة تاريخ التاريخ المشبوه.
حق المواطن في كتابة التاريخ
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I simply want to say I am just newbie to blogging and actually loved you’re blog site. Most likely I’m planning to bookmark your website . You really come with amazing posts. Kudos for sharing with us your web-site.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل: أ/ ياسر الغسلان
التاريخ هو ذاكرة الأمة ، وأمة بلا تاريخ
مثل من يهيم على وجهه فاقداً ذاكرته…
وهذا هو حالة أمتنا تتخبط مشتتة تائهة وسط العوالم لاتعرف لها مرفأ لأنها بلا ذاكرة وفى أسوأ الأحوال ذاكرة مزيفة….
asma/خالد بن منصورالخنيني
لا أدري لماذا و لكن عندما اقرأ التاريخ العربي المعاصر أجد نفسي دون إرادة أشك في كل كلمة و في كل تحليل و في كل حادثه يرويها لنا الكاتب، فغالبية من كتبوا تاريخنا المعاصر هم ممن كانت و لازالت لهم مصالح في بقاء الأخطاء مستوره و الخيانات مكبوته فقد يضر كشفها مكانته الإجتماعية او مميزاتهم الوظيفية.
في الغرب يحق للمسئول و المواطن أن يبدي رأيه فيما حدث و (الميدان يا حميدان)، أما ليدنا فهناك إعتقاد بأن الرأي المطلوب سماعه هو فقط ذلك الذي يصدر من ذلك المسئول المقدس، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
تحياتي
تاريخنا العربي يحتاج لأكثر من أن يكتبه المواطنون ! . لا زالت الأحداث تتكشف عن إختلافات في التوثيق في نفس الزمان لغير المكان ؛ فالخونة هنا تجدهم أبطالاً هناك والعكس . أعجبني بحثك عن “الجنود الذين كانوا يقفون على خط الناس” فكم مات تحت بناء الأهرام من البشر والباني هو الفرعون !!
كتابة الأحداث أو التجارب التي عاشها الفرد ثقافة لم تصل إلى عالمنا بشكل كبير بعد!
بمجرد أن تعرف أنك كاتب فأنت في خطر! وتصنف على أنك رومنسي ومحلق بعيداً عن الأجواء!
نحن يا أستاذي درسنا مادة التعبير أو الانشاء على أساس أنها نقل من كتاب أو صف كلمات (خربوطية) لاداعي لها غلباً.. أو أنك تجد خطب رنانة محفوظة عن ظهر قلب أو مقروءة من ورقة كتبها أحد الكتاب وباعها لذلك المسؤول!
هناك خلل ما؛ في أطرافه القراءة قبل كل شيء والكتابة وجرأة البوح..