جمال خاشقجي .. إستقالة تتمرد على روبن هود

ينشر بالإتفاق مع المفكرة الإعلامية:

بحثت في المراجع المختلفه لتعريف إحدى الشخصيات المعروفه التي كان و لازال يدور حولها الكثير من اللغط حيال إيجابيتها كمثال يحتذى بها و حيال سلبيتها التي لونتها الرومانسية الأدبية بحيث صنعت منها متمردا عادل، فتقول ويكابيديا عن هذه الشخصية أنها” شخصية تمثل فارسا شجاعا، مهذبا، طائشا وخارجا عن القانون، عاش في العصور (الوسطى) و تمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام، و تمثل هذه الشخصية في العصر الحديث أسطورة لشخص قام على سلب وسرقة
الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، بالإضافه لذلك حارب الظلم والطغيان من خلال عمله مع مجموعته المكونه من أبناء الطبقه المتوسط”.
تذكرني هذه الشخصية المثيرة للإهتمام بالإعلامي المشاكس و الصحفي المهذب وفق تعريفي الشخصي و الطائش وفق تصنيف البعض و المراسل الميداني الذي نقل عن الخارجين عن القانون عندما كانوا داخله كما يحلوا لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر وصفه، هذا الصحفي الذي عين ثم أقيل بعد ٥٢ يوم فقط ثم عين و من ثم أقيل أو إستٌقيل لا نعرف الحقيقة حتى الآن، روبن هود الصحافة السعودية حامل سهام الإزعاج و المدافع عن كل ما هو ضد التيار السائد و المسبب الأول للتناقض الحاصل حول دور الصحافة التقليدية و وجهها الجديد و صاحب السيرة الذاتية التي وضعته في المرتبه الأولى ضمن قائمة المناكفين للمؤسسة الدينية الرسمية، الصحفي السعودي رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية المستقيل الأستاذ جمال خاشقجي.
فقد أعلن مساء اليوم قبول إستقالة السيد خاشقجي من رئاسة تحرير صحيفة الوطن حيث نشر الموقع الإلكتروني للصحيفة  خبرا مختصرا يفيد بأنه قدم استقالته من رئاسة التحرير و ذلك للتفرغ لاعماله الخاصة، و أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر الأمير بندر بن خالد الفيصل وافق على استقالته،و أنه قام بإصدار قرار بتكليف نائب رئيس التحرير سليمان العقيلي رئيسا مكلفا للتحرير.
ربما يفهم القارئ الكريم من العبارات السابقة بأني أحاول أن أصنف السيد خاشقجي ضمن أبطال هذا الزمان و حماة الحق و الصوت الحقيقي للإعلامي السعودي، و لكي لا يحدث أي لغط أو خلط فيما ذهبت إليه في المقدمة، فأنا هنا أوضح بجلاء موقفي و الذي له وجهان أولهما هو أني أحترم هذا الشخص كصحفي و كمهني أثبت بأنه رقيب و مشاكس و صوت مزعج و ألم في أسفل الظهر لكل من يرى في أن كشف الحقائق ليست من حق المواطن و لكل من يعتقد بأن دور الصحافة هو نقل الخبر كما يأتي من المصدر و لكل من يرى في عمل الصحفي أنه مجرد صورة منمقة لرجل التسويق الباحث  عن لقمة العيش لأجل أن يعيش حياة مرفهة كريمة و لو أدى عمله الصحفي كتاجر أخشاب أو بياع معدات مطبخية.
أما الوجه الثاني لموقفي هو أني أستغرب من رئيس تحرير يعمل من أجل إعلاء شأن مؤسسته الصحفية أن يقدم إستقالته من أجل ما قيل لتفرغه للأعمال الخاصه، هذا إذا إفترضنا بأن التبرير كان حقيقيا، فكيف يمكن أن تكون الأعمال الخاصة لصحفي متميز كالسيد خاشقجي أهم من مكانته و مكانة صحيفته في عملية التغيير الإجتماعي الحاصل  بكل أوجهها الإيجابية و السلبية، أما إذا كان التبرير على وزن (إستقال بناء على طلبه) فلا بد لي أن أقول بأني كنت أتوقع من السيد خاشقجي و من مؤسسة عسير أن تستمر بالشجاعة و الشفافية التي عرف عنها و أن لا تغيير منهجها في الشفافيه في التعاطي مع الحقائق و تعترف بكل صراحة بأن السيد جمال خاشقجي قد أقيل أو إستقال إما لإختلاف وجهات النظر أو لتجاوز رقابي أو إختلاف مالي أو مهني أو أو أو، أو لكون السبب الحقيقي مرده كما يقول البعض أنه تمهيدا لإعلان تعيين السيد جمال خاشقجي في منصب قيادي في المؤسسة الإذاعية (ألف ألف) و التي فازت مؤخرا بالرخصة الأولى المشغله للإذاعات الـ(FM) في السعودية و التي تملكها إستثمارات مؤسسة عسير الشركة الأم لصحيفة الوطن.
أمام هذه الأراء و الأقول المختلفه و التي قد تصدق و قد تكون مجرد تكهنات أقف شخصيا أمام خبر إستقالة السيد جمال خاشقجي متشككا للأسباب و المبررات و محبطا نوعا ما من بيان إعلان الإستقالة و الذي أخل في الصورة الإيجابية التي أحملها للسيد خاشقجي كصحفي شفاف و جرئ و مهني حقيقي، رغم تحفظي تجاه كثير من آرائه و توجهاته الإجتماعية و السياسية و الفكرية.
التفاصيل الحقيقية للإستقالة ستظهر بلا شك في الأيام القليلة القادمة و تأكد لنا ما إذا كان جمال خاشقجي قد بدل سهام و طيش روبن هود ببشت هامور الصحراء و رزانة معالي الوزير المفوض.

أخيرا و بمناسبة تزامن إعلان إستقالته بإحتفاله الليلة بعقد قرانه على الدكتورة آلاء محمود نصيف أتمنى للأستاذ جمال التوفيق في حياتك الزوجية و الله يسهل عليه في حياته العملية.

المقال خاص بالمفكرة الإعلامية و يرجى الإشارة للمصدر عند النقل