أعتقد بأن أكبر عار على أي وطن يدعي الإستقلال و الوحدة و الحق في الوجود أن يشرع لأي قانون أو نظام أو يتعامل بتفهم ممجوج مع أي ملمح من ملامح ما يطلق عليه الطائفية أو الطبقية أو الفئوية.
هذا و بكل بساطه لا تحتمل التفلسف أو التحليل أو محاولة فهم واقع يقول عنه البعض أنه معقد و من أساسيات اللعبه الساسية التي لا يجيدها إلا كبار القوم ممن تنطبق عليهم صفات القيادة ضمن تلك الطبقة أو لتلك الفئة أو الطائفه و التي تشكل كلها أضحوكة المجتمع الواحد المشتت.
غريبة أن يدعو البعض لإعطاء الطائفيه الأسبقية في قضايا الوطن و أن تكون الطبقية المقياس الأول في الحسابات و التوازنات و العلاقات الإجتماعية و السياسية التي تعمل على إدارة ما يمكن إعتباره كنتونات وطن و مناطق سيطرة فئوية أبعد ما تكون تكوينات داعمه أو قابلة لإمكانية تحقيق أي شكل من أشكال الوطن الواحد أو أي إمكانية لنشوء روح الوطنية و الولاء لكيان في أساسة متناقض التكوين و لكنه في صلبه هو متناغم التأسيس بفعل قناعة الوحدة و المصير المشترك.
الإختلاف في الرؤى أمر طبيعي و هي من أساسيات الممارسة السياسية في جميع الدول المتحضرة و القول بأن الشعوب التي تختلف في تكوينها هي شعوب ولدة لتموت هو رأي إنعزالي لا يمكن التعاطي معه في عالم تولد فيه لغة كل يوم و يظهر فيه مدعي رسالة إلاهية مجنون كل شهر، و هذا الإختلاف الظاهر في القناعات الدينية أو الممارسات الإجتماعية و الشعبية و الخلفيات الإثنية لا يمكن إعتباره ضعف أو عار ما دام وجوده يتكامل مع الآخر ليكّون الظاهر العام الذي نسميه “الوطن” و الذي طالما إدعى الإنسان حبه له و إخلاصه لأهدافه و ترابه في حين أن الوطن كما يفهمه الكثيرون هو كيان هلامي لا شكل له و لا طعم و لا رائحه إلا بمقدار إنجذاب و إخلاص و تفهم هذا الوطن بمحدودية مصالح تلك الطائفة أو تلك الطبقة و الفئة.
لا أكشف سرا حينما أقول بأن في لبنان يتحدث السياسيون جميعا عن الوطن و الحرية و الإستقلال و هم جميعا إلا العقلاء منهم و من رحم الله ممن لم يفتتن و ينجذب لرأي سياسييهم لا يفهمون معنى الوطن لا من قريب و لا من بعيد، و لست متحامل بأي حال على هؤلاء السياسيين الذين يقتتلون و يتصالحون بسرعة لا يمكن لمنطق السياسة أو العقل أن يتفهمها، بحيث تنقلب المواقف بقدرة قادر من طرف لآخر دون النظر لمصلحة الوطن الذي يدعون العمل من أجله، فكيف يمكن أن يقرأ موقف زعيم لبناني مثل “ميشيل عون” حينما يكون في البدء معادي شرس لسوريا و من ثم يصبح حليف شرس لها، و كيف يمكن إعتبار عمل كل من حزب الله و تيار المستقبل على حد سواء عملا وطنيا يضع لبنان و مصلحته في المقدمة و الأول يأتمر بطهران و الثاني مقيم دائم في الرياض، أين الوطن من كل هذه المسرحيات السياسية اللاوطنية.
في العراق نشاهد اليوم الفصل الثاني من هزلية العرب و وطنيتهم “المكنتنه” نسبة إلى كنتون، فلم نعد نعرف إن كانت هذه الدولة العظيمة بشعبها و تاريخها و إنجازاتها منذ فجر الحضارة موجودة فعلا أم هي أرض لدول مختلفه تتصارع فيها المصالح الفئوية و تتناطح بها الطموح الطائفيه و تتكالب عليها مطامع الطبقات المستغله و أعداء الإستقرار.
يقول البعض بأن التكوينات السياسية في الكويت ما هي إلا النواة الأولى لما سيكون في المستقبل القريب أحزاب سياسية كاملة النمو و التكوين، و أقول ما قاله أحد الأصدقاء الكويتين و الذي لخص رأيه ببساطه بكلمة “عسى”، و لكني رغم تفائل صديقي الحذر أجد نفسي أقرأ الواقع لأقول أن الأحزاب و القناعات السياسية ذات المنحى الوطني لا يمكن أن تنبع في صلبها بناءاً على الخلفية العرقية أو الطائفية أو الطبقية، لأن الأفكار السياسية هي نتاج تلاقح و تمازج بين الرؤى الإنسانية المختلفه و تشّرب لخلفيات و قناعات وليدة من الثوابت العقائدية بهدف خدمة الوطن و المواطن و الوحدة و المصير المشترك، فهل هذا منطبق على التجربة الكويتية؟
أما في بلادي السعودية فلا يمكن القول بأننا أفضل من غيرنا، فمحاولة إسترضاء جماعة على أخرى ما كان له أن يسهم في تثبيت الوطنية بمفهومها الذي يخدم هذا الكيان الكبير في قلوب أبنائه، و ما قول الملك عبدالله في حفل آهالي تبوك على ما أذكر بأنه ليس في بلادنا من مواطن درجة أولى و مواطن درجة ثانية إلا إعتراف شجاع من أعلى مسئول في الدولة بأننا للأسف ننحى في ممارساتنا كدولة و كشعب نحو هذا التعاطي البغيض مع فكرة الوطن و لا بد من عمل شئ لتغيير هذا الوضع الغير وطني.
الوحدة الوطنية هي نقيض لا يقبل الجدال لمفهوم العمل بفكر الطائفة و الفئة و الطبقة، و أي مجهود سياسي كان أو شعبي أو فئوي تجاه ترسيخ و تثبيت و تمييز هذه المفاهيم المحدوده ما هو إلا محاولة واضحة لطمس مبدئ الوطنية في قلوب أبناء الوطن، و لست هنا أدعو لإلغاء تراث أو ممارسه مبنية على قناعة دينية أو ما شابه بقدر ما أدعو لأن تكون تلك الممارسات جزء مكمل للصورة الكاملة التي نسميها الوطن، فلا بأس أن يكون لدينا محافظون و مجددون و إصلاحيون و لكن من العار أن يتم تقسين المجتمع في ولاء أبنائه و وطنيتهم بناءاً على الخلفيات الطائفيه أو العرقية أو الطبقية، و لنتذكر جيدا بأن الأوطان لم تبنى بأيدي طبقة أو فئة أو عرق أو مذهب بعينه و عليه فليس لأي منهم الحق في أن يدعي الخصوصية بمعزل عن كونه جزء من وطن كامل التكوين و في ذات الوقت له كل الحق في أن يكون جزء من كيان أشمل بوجوده هو فقط تكتمل الوحدة الوطنية.
كنتونات وطن
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
لا توجد امة نقية في هذا العالم، ولايوجد اي شعب في اي مكان بالعالم نستطيع ان نعتبره من نسيج واحد، فإن لم تختلف القوميات اختلفت المذاهب او الاديان وهكذا. تولد الامم وبها الاختلاف وهذا وهو الطبيعي وليس العكس.
من نجاح الشعوب هو تقبل اختلافها والافتخار به. العداله الاجتماعيه هي اساس وضمان الامم فإن انعدمت غلبت الطوائف والقبائل والمذاهب والعرقيات والاديان..على مفهوم الوطن.
I just want to tell you that I am all new to blogging and site-building and honestly enjoyed this web page. Most likely I’m likely to bookmark your blog post . You absolutely have impressive articles and reviews. Kudos for sharing with us your web-site.
انا في رأيي قبل الحديث عن اي وحدة وطنية , نتحدث عن وحدة مع انفسنا , مع ديننا مع الأقرباء منا .. ثم نتاول الخارج
و لكن دائما العاجز يحاول ان يلقي بالحمل على غيره ليبرأ نفسه .. انا لا اقصدك ولكن اعتبر نفسي و كلنا نعتبر عاجزين لاننا من داخلنا مازلنا نتعامل بهذه الطريقة لا نلم الآخرين على ما نراه في انفسنا ..
لو استطعنا فعلا ان نخلص انفسنا من مبادئ العصبية و الانتماء غير الواعي و اننا دائما على حق و الآخرون على باطل , و لو غرسنا ذلك في ابنائنا و من حولنا عندها فقط علينا ان نلوم حكامنا
المشكلة لا تكمن في الوطن و لا في من يحكم هذا الوطن , المشكلة تكمن في من يكون ما يسمى “وطن” ما يعيش هذا الوطن من يبني من يصنع من يكتب من يداوي ..
لا ادري ان كانت فكرتي قد وصلت و لكن هذا رايي و انا اتقبل الآراء .. 🙂
الوحدة الوطنية ….
من أكبر المعوقات فى أقطارنا هى هذه الكنتونات .
منها من صنع نفسه بنفسه ، ومنها من وجد نفسه فى معزل عن الآخرين….
ولاأعرف كيف تستقيم الأمة وهى تعانى هذه المعضلة ؟
طرح يحتاج إلى قراءة واعية
حتى مدينة اقتصادية ماعندهم دلوع بابا يشوفهم مايستاهلون وهو جالس يبني قصر تحت البحر ..الله لنا.