بقلم: رقم
عندما تنظر إلى نفسك في المرآه، ماذا ترى؟
هل ترا طحالك؟ قولونك؟ أم زائدتك الدوديه؟
و لو رأيت طحالك، هل سلامته تغنيك عن سلامة قلبك؟ أو معدتك؟
لو اعتلّ جسدك ألن يتأثر جلدك و عظامك؟
نحن جزء من كل. نحن عضو من جسد. و نحن دولة من هذا العالم. فلن تقوم الساعة على أمريكا وحدها مثلاً بدليل ان الإحتباس الحراري يشوينا جميعاً، فلن تغرق ألاسكا وحدها لو انصهر الجليد.
لو رأينا الصورة بوضوح، نحن بالنسبة للعالم محطّة بنزين لا أكثر و لا أقل. مجتمع مستهلك بحت “يترفّع” عن ان يكتفي ذاتياً. كيف لا و نحن نأنف من ان نكون حرفيين و عمّال و مزارعين، و ان أرغمتنا المآسي على ذلك فإننا نصّر على الإستهتار بعملنا بشكل يجعل أي صاحب عمل مستعد ان يرشي بكل دخله في سبيل فيزة واحده لعمالة أجنبيه.
نحن مجتمع بدوي مخزونه الفكري آت من أغزو عليك و تغزوني. نحن لا نزوّج الصانع و لا نحترم المزارع.
نحن مجتمع آت من بلاد عديدة بعيده استوطن الأرض هرباً من أرضه الأم لبؤسه لا لخير تركه هناك لا يريد ان يعود إليه.
نحن مجتمع بحّاره لا يعرف سوا الصيد حسب تقاويمهم الفصلية و لا يخضعون لقانون.
نحن مجتمع اعتمد التهريب كباب رزق حلال.
نحن مجتمع عرقي خليط غير متجانس نشأ و تطوّر من هناك و لكنه يفتقد إلى الرابط الأقوى على الإطلاق و هو رابط الوطنية و الإنتماء إلى الأرض. أنا و أنت سعودي، فلماذا تبخل عليّ بصدر المجلس؟!
وهبنا الله أطهر البقاع على الأرض، أعطانا بقعة من الجنّة في صحرائنا القاحله. و لكن، أنتّفق جميعاً في مذاهبنا؟ و الأهم، هل نحترم اختلافاتنا؟ مذاهبنا جميعاً من تفاسير البشر، ألا يكفي أن نوحّد جميعاً إله واحد؟ و نؤمن بنبي واحد؟ و كتاب واحد؟ و نصلّي في اتجاه واحد؟
قال سبحانه في عزيز كتابه “لكم دينكم و لي دين” .. فكيف يرفض كل منّا فكر غيره بينما ديننا واحد؟ كيف أستتفه الأزهر و أنا ابن أمّة ذات مئة عام فقط؟ و كيف أجزم بأن غيري ضال و هو مالكي؟ لنا جميعاً ان نختلف مع من نشاء و لكن الله عز و جل قال “إنك لا تهدي من أحببت، و لكن الله يهدي من يشاء” .. فلماذا ترهبني في معتقداتي حتى اضطر إلى ان أعاديك؟
حديثي في هذا طويل و لكني أريد ان اصل إلى مربط الفرس، ماذا أنتج هذا المجتمع؟
يتشدّق الجميع بخصوصيتنا، أي خصوصية تعني؟ النجديه؟ أم الحجازيه؟ أم الجنوبية أو الشمالية؟! نحن نختلف اختلاف الصين عن تنزانيا! ما نتّفق فيه فقط هو أننا مجتمع متطرّف.
نحن إذ ضللنا نشرب الخمر علانية و ندوس الأرض بخلاخيلنا و نقلّد تقليد الضرير كل ما هو ليس من ديننا .. و نحن إذ اهتدينا نفجّر الأرض سخطاً و إرهاباً و تكفير .. قل لي يا مواطن، أين أخلاق المسلم منك؟ أين الإعتدال؟ أين التآخي و النصيحه؟ أين حب الله في حب خلقه باختلاف مذاهبهم و لم أقل دياناتهم؟ باختلاف أعراقهم؟
إني لأؤمن ان الدولة هي الوحيدة المعتدلة في أرضنا .. دليلي هو ان العالم ينظر إليها على أنها دولة متطرفة تصدّر الإرهاب، و ابنائها “المهتدين” يرون انّها دولة أقرب للعلمانية منها إلى الإسلام!!! عجباً ما رأيت دولة اجتمع فيها رأي الأضداد مثلها سوا أنّها فعلاً تمسك بزمام الإعتدال رغم شدة هبوب الرياح من كل اتجاه.
يستطيع أباك و أبي ان يحدثك عن أيام الفقر و الجوع و أكل الجراد .. فذاك لم يكن ببعيد. و إني لأعجب لوطنية المصري التي تفوق وطنيّتنا بألف مرّه و هو لا يعلم اليوم ان كان سوف يأكل وجبته التاليه! بينما نحن ضحايا الطفرة أخذنا ما وهبنا الله من نعم أتتنا فجأة على جهل و فاقة و بدون جهد إطلاقاً على أنه حق لا يستحق المحافظة عليه و لا الإعتراف بفضل هذا الوطن علينا. لا تجمع الشعوب و لا يزرع الوطنية سوا الحروب و المجاعات .. ألا تحمدون الله على ما أعطى دون ان تجاهدوا في وجه مستعمر؟ أو تشكروه لأنكم في أسوأ أحوالكم الإقتصاديه بقيتم تعدّون من الدول الغنيه؟
الأسوأ من هذا أن كلٌ منّا يعتقد بأنه الأحق بهذه الثروات من أخيه السعودي، هنا يفرض السؤال نفسه: لو افترضنا لا قدّر الله ان احتُلّ جزء من السعوديه، ماذا تستطيع ان تفعل نجد وحدها دون منافذها على البحر الأحمر أو الخليج؟ ماذا تستطيع الحجاز ان تفعل إذا انقطع عنها بترول الشرقيه؟ و ماذا تساوي كلاهما لو انتزعت مكة و المدينة الحجازيه؟
هل أفترض ان الجندي الحجازي في حلّ منك أيها النجدي في ان يدافع عنك لو اعتدى عليك أحد؟
أم أن الجندي الجنوبي لا يحتسب شهيد لو مات دون ارض الشمال؟
كل منا جزء من كل لا يكتمل إلا بجميع أقطابه. يجب أولاً ان نعترف بذلك و ان نوقن اننا لا نساوي شئ كل مئة كيلو على حده .. و كل عرق على حده .. و كل مذهب على حده .. .. إما ان نكون حزمة فلا نهزم و لا نكسر أو ان نقف أعواد في وجه عالم أساساً لا يأخذنا على محمل الجد .. يجب ان نسوّي خلافاتنا و تفاهاتنا و نصبح أمّة إخوه لا شراذم أعداء .. عندما تدافع عن طرش البحر كإبن قبيلتك .. و عندما تفرح بالطبيب ابن البدوي الجاهل ليأخذ ابنتك بنت مكة .. وقتها، و وقتها فقط نستطيع ان نقف في وجه العالم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فنكسب الإحترام و ندرك قيمتنا الحقيقيه و نبلغ المعالي.
إلهنا واحد .. و قبلتنا واحده .. كرّمنا رب الخلق بأرض من ذهب .. إن لم يعجبك من أنا أو من أين أتيت، فكن أنت أبي و عمّي .. و سوف أكون أنا خالك .. و لنكن كلّنا سعودي .. و كلّنا خيوط نسيج متجانس لراية خضراء أعزها الله باسمه .. راية لا إله إلا الله.
Because the admin of this web page is working, no hesitation very rapidly it will be famous,
due to its quality contents.
you are really a excellent webmaster. The website loading pace is amazing.
It kind of feels that you’re doing any distinctive trick. Also, The contents are masterwork. you have performed a magnificent task in this topic!
I simply want to tell you that I’m beginner to weblog and certainly loved your blog site. Likely I’m going to bookmark your site . You amazingly come with outstanding writings. Thanks for sharing with us your website page.
I just want to mention I am just very new to blogging and actually savored this page. Very likely I’m likely to bookmark your blog . You definitely come with great articles and reviews. Thanks a bunch for sharing with us your web-site.
أشكرك أخي ياسر على ما كتبت
وسوف أكون بعيد عن الالقاب لأبدأ بالتنفيذ لمبدأ الاجتماع
لأن أحد أهم العوامل التي تفرقنا هي الالقاب
أرى أخي ياسر بأن مشكلة الفرقة التي نعيشها هو بكل بساطه ضياع الهدف المشترك بيننا
سواء بدوي وحضري
أو جنوبي وشمالي
أو شرقي وغربي
حكومتنا أدامها عزا للاسلام ليس لديها الجرأه لقول هدفها واضحا لنعمل جميعاً لتحقيقه
مشكلة إيران كمثال الآن بدأنا نتكلم أنها عدونا المشترك
أعتقد أن الحكومه القويه تخلق أي شي ليجمع الشعب وليس تخلق ما يفرقه مثل مزاين الابل او غيره
أعاننا الله وإياك على خلق ما يجمع كلمتنا ويقوي شوكتنا ويجعل مننا على الأقل محطه وقود تغلق متى ما أرادت
[…] اقرأ مقالتي “لماذا تبخل علي بصدر المجلس” واكتشفت كم كنت حمقاء .. نحن قومٌ لا يفيد بنا القول […]
ياسر بكل امانه انت مبدع
ما أجمل الصفوف حينما تتوحد و تكون بجانب بعضها البعض
و الأجمل من ذلك القلوب حينما تصفى على بعضها البعض
رقم رائعة
كلام من ذهب
بالفعل كلنا مسلمون كفى عنصرية
للاسف مازال يوجد بيننا المتخلفين وبكثرة
فعلاً من أجمل ما قرأت
قمة البساطة وقمة العمق.
“ما نتّفق فيه فقط هو أننا مجتمع متطرّف”
وغيرها الكثير من الحكم
لا أعرف أي رقم أنت، ولكن متأكد بأنك في المرتبة رقم واحد
سلمت وسلم قلمك .. ايها القلم
طرح وفكر ومنطق جميل . مزيد من المواضيع الهادفة التى تناقش هموم وطن مثقل بالخوف والخنوع والتبلد واللامبالات . بموضوعية وصدق .
ملاحظة:
لاداعى للإسم المستعار فأنت مشروع قلم حر .. ناجح
تحياتي
سلمت وسلم .. قلمك ….. أيها القلم
طرح وفكر ومنطق جيد .. مزيد من المواضيع
التى تناقش هموم الوطن ومسألبه بموضعية وصدق بهدف التغيير نحو الأفضل .
ملاحظة:
لاداعى للإسم المستعار فأنت مشروع قلم حر
تحياتي
رقم،،
ليس بوسعي أن أضيف هنا إلا ما قلته في الماضي و الذي يعبر عن منطق و عقل طفل فقد بدون إرادة طعم الوطن لسنين طويلة
http://alghaslan.me/tofolat-watan
تحياتي
بارك الله فيك اخي ياسر
نحتاج ان نفتش عن الجامع بيننا ونكثر الحديث عنه
ونجنب الخلاف جانبا
بصراحة اهنيك على الموضوع
وما أدري متى بنرجع لعقلنا ونبطل ذي السوالف
والله يحمي لنا وطنا الغالي بس
ويبعدنا عن 505 , 507 … وذي السوالف اللي مالها داعي :d
تقبل احترامي وشكري الشديدين : )
إلى كل من علّق على موضوعي .. شكراً.
أنتم الإثبات القاطع أننا لن نضطر لانتظار غد مجهول بينماانتم هنا اليوم و الآن.
أما شكري الحقيقي فهو للأستاذ ياسر الغسلان الذي أعطانا نحن صغار الكتّاب المساحة و الحرية و الثقة في ان نعبّر عن آرائنا بلا خوف أو رقابة صمّاء و إن اختلف معنا .. ليس من السهل دوماً طرح مبدأ الحرية كأساس و الإلتزام به فعلاً.
لذا أرجو من الله ان يبقي أفقه الواسع نافذة نطل منها على العالم .. كما أرجو أن يستطيع تغيير العلم الملصق في كل ما أكتب من علم الإمارات الشقيقه إلى علم بلادي لا حرمني الله من ظلاله، ليس تعصباً و لكن غيره! فأنا أنقد بلدي و أهلي و أنا أولى به، فأنا خلاصتهم قلباً و قالباً و لا أقبل تجرّؤ أحد عليهم .. “كلّن عليه من زمانه واكف” .. ولاّ لا؟
أعجبني مقالك عن نفسي أكره العنصرية و أحاول زرع
هذا الكره في قلوب من حولي و لله الحمد أنجح و لكن
هناك الكثير ممن يرى الآخرين أقل منه شأناً
سلمت يمناك يا رقم 🙂
قوية يا ياسر باشا ..
قوية ..
في الصميم فعلا…
مقال جامع يلخص مشكلة الشعب: من العنصرية الى الطفرة الى الدين. أحيانا مع تصوري للوضع أراه مستحيل الحل!
أنا رأيي الدائم حتى نحل المشكلة هي أولا في أن تقوم الدولة بمفاجأة شعبها بمشاكله بطريقة رسمية علنية… و نلغي بذلك اتكال الشعب على الدولة في تغطية اخطائه ، غير ذلك لا أرى حلا
رائع.. ولكن ما نفعل إن كان من ينشر الكراهية والتفرقة يقرب ويمكن !
رائعة، حقيقة لا خيال…
إلا انتو يالغسلان وش ترجعون له؟
أمزح 🙂
ابو عبدالعزيز ..
قبل يومين كنت اتكلم مع واحد الشباب عن موضوع السعودي وغيره من الجنسيات .. ما ادري على ايش شايفين نفسنا؟ محد عاجبنا من جنسيات شرق آسيا ولا من العرب ونعذرب في الكل … ويوم خلصنا من الكل قلبنا على بعض لا الحضري عاجبه البدوي ولا البدوي عاجبه الحضري و لا القبيلي عاجبه القبيلي الثاني …
ياخي شئ يقرف ..
وأنا أرجع هذا الشئ لاننا شعب ما عندنا اهتمامات ابد .. والفضاوه تسبب هالشئ
الله يوحدنا على طاعته ويا عسانا نخلص من هالشئ ..
وذكرتني بهالنكته ..
بدوي يقول أنا فيه شغلتين ما احبها.. اللي هي العنصريه والعبيد !!!
من أجمل ما قرأت هذا العام كامل 🙂
متى نتخلص من العنصرية ؟
اخي ياسر فعلا لمست الجرح
والله اخي الكريم لو فعل كلن منا ماهو مناط به على امل وجه ولم ينظر لتقاعسات الاخرين لكنا بالف نعمه وخير
ولكن هو تقليد الاعمى الذي غطى اعين الجياد الاصيله
متى نقشع عن اعيننا هذه العشاوه ؟؟
مودتي ….