في هذه المدينة كل شئ يتحرك وفق نمط حياتي واضح، فسائق التاكسي سيكون على ناصية ذلك الطريق كلما حل وقت ذلك و البائع المتجول ينادي بين الحين و الآخر بصوت مهاجر يدعوك لتشتري منه نقانق تفوح منها رائح البصل و التي تناسب ذوق و مزاج هؤلاء الغارقين في ذلك الليل المفعم ضجيج ملاهي ليلية و الغارقين بين أمواج اللانهاية، و بين ذاك و ذاك تقف تلك الفتاة الإيطالية الأصل و التي تعمل مشرفة على نوادل ذلك المقهى الشهير الواقع على الزاوية
الشمالية من تلك الساحة المزدحمة بأوجه بعضها سعيد و بعضها الآخر لا يعي معنى المكان و جماله الدفين، تقف لتحي قبل حلول المساء كل من صبغ على جبينه أنه إبن شرعي للسفر المباح لتقول بلهجة إيطالية (ويلكم سير).
لندن في أيام الصيف هي أشبه بلوحة سريالية رسمها فنان مريض بداء العظمة ورث مرضه هذا من أرواح الأقوم التي زارت ثم رحلت ثم إنقلبت على ضفاف نفسها لتخلق لنا تجربة إنسانية ربما هي الوحيدة التي تعني في ذهن من شوشته الأيام بقدر ما تعنيه لمن إعتقد في نفسه جمالا إنسانيا و روحا أجمل من كل محيطه السحيق.
أسمع ألحان راقصه من تراث الأمازون و أجلس بجانب فتاتين من إحدى دول إتصف أهلها بروحهم و شعرهم المصنوع بل المخلوق ذهبا أصيلا ، بينما شاب بريطاني يحاول مد جسور التواصل بين شعب متسامح و شعب إنهكته هموم الإنتقال من واقع لواقع و أرغمته الأيام أن يكون شامخا بإنكسار و طريا لدرجة أن الخيال في روحه الإنسانية المنسية تلك لا معنى لها سوى صورته و لغته و بعض أحاسيسه الغرائزية.
لندن أحبتي هي المكان الذي إن حللت به ضيفا كما هو حالي هذه الأيام يتوقف الزمان في نفسي مع كل قطرة مطر تنهمر على مقدمة وجهي المتعب عناء و هي اللوحة التي تتلون بها الألوان و تتمايل فيها الأغصان و تتحرك فيها روح الإنسانية البديعة و التي هي فينا جميعا نعي وجودها أحيان و ننساها أحيان أخرى.
Very nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I’ve truly enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your rss feed and I hope you write again soon!
I just want to tell you that I’m all new to weblog and certainly enjoyed your website. Almost certainly I’m planning to bookmark your site . You actually come with great stories. Appreciate it for sharing your web site.
كهرمان
شكرا جزيلا على تمنياتك.
الرياض رغم كل شئ تبقى مدينة المتناقضات الجميلة منها و القبيحة، هي اللوحة ذات اللون الواحد المتدرج ألف درجة و درجة.
تحياتي
الاستاذ ياسر
اولاً اتمنى لك التوفيق والنجاح والفوز بجائزة هديل للاعلام انشاء الله
ثانياً
في ردك على تعليق الاخ مصطفى قلت
هناك مدن تعشقها دون أن تدري لماذا،،
نعم صحيح ولا ادري لماذا
تحياتي لك
كهرمان
مصطفى
هناك مدن تشحنك و تحركك عاطفيا و فكريا و هناك مدن تعشقها دون أن تدري لماذا،، الأول لندن و الثانية محبوبتي المغرورة الرياض.
فهد العتيق
أهم شئ لا تكون تكعيبية … ثم تورط 🙂
مازن السيف
إشتقنا لمرورك عزيزي و شكرا لكلماتك المجاملة و التي تنم عن روحك الجميلة و أخلاقك الرائعة،، تقبل تحياتي الخاصه.
تحياتي للجميع
لا أجد أجمل ولا أروع من لندن عندما يحاكيها المبدع ياسر الغسلان
الأخ مصطفى إبداعات ابو عبدالعزيز بكل مكان ولكن الأجواء تختلف فهل هناك مقارنة بين ساحة البيكادلي وممشى الحوامل ؟
لا أظن
ولكم الشكر
نقطة نظام …
جاري احالياً العمل على مخطط اجازة هذا العام وستكون بإذن لله مزيج بين السريالية والانطباعية
لم أعلم أن الرياض قد ملئت ابداعاتك بكل هذه الكلمات ولكنها لم تستطع اطلاقها بل قامت بذلك لندن!
زيارة موفقة ومكللة بالنجاح ، أما أنا فالرياض هي عطلتي لهذا الصيف.
مصطفى