معن بعد طلعت ،، هشام قبل الراجحي

أُعلن اليوم عن إفلاس شركة جنرال موتورز الأمريكية (عملاق صناعة السيارات) وفقا للفقرة الحادية عشر من القانون الأمريكي للحماية من الدائنين، و ذلك نتيجة تأثر الشركة العالمية من الأزمة الإقتصاية التي صعقت العالم، و ربما كما قد يقول بعض المتهكمين أنها نتيجة الحملة الوطنية الشبابية التي إنطلقت مؤخرا و أطلق عليها إسم (خليها تصدي).
و قد كتبت في السابق بأن تأثيرات هذه الأزمة الإقتصادية سيكون لها وقعها السلبي على بلادنا و أننا لم و لن نكون
محصّنين من هذا الداء الذي أصاب العالم نتيجة أنظمته المالية الفاسدة و التي تضع الأقوى في وجه الضعيف ليقطعه إربا إربا، إلا أن هذه الأزمة العالمية بدأت في التشكل و أخذ ألوان أكثر تنوعا في عالمنا العربي و الذي تتلاقح فيه السياسية بالإقتصاد بالعار بالعادات بالمصالح المبنية على الروابط الأسرية و الخلافات الأسرية و النفوذ المستتر المكشوف للناس.
أمثلة ثلاثة مرت في السعودية و العالم العربي في أقل من إسبوع تأكد في نظر البعض بأننا بدأنا في دفع ثمن هذه الأزمة اللعينه من خلال نقاط الضعف في تراكيب هذا المجتمع العربي المعقد و المنفصم علي نفسه، فهامور الإقتصاد و السياسية المصري و إمبراطور العقار و التعمير (هشام طلعت مصطفى) يُتهم ثم يدان بقضية قتل الفنانة اللبنانية (سوزان تميم) ليواجه حكم القاضي بالإعدام ، و هي القضية التي هزت الرأي العام العربي و المصري و التي إختلطت فيها سيناريوهات أعطت للعلاقه بين الفن و السياسية وجه أخر مع أن القضية قد تجاوزت في حقيقتها التأثير الإعلامي إلى ما قد تعنيه القضية لإستثمارات و مشاريع هشام طلعت مصطفى و آلاف العائلات التي تعمل و تسترزق من تلك المشاريع المليارية في دول متعدده من العالم العربي و مصر على وجة التحديد.
في السعودية بدأ التأثير يأخذ شكله من خلال الظهور للعيان لمشاكل تحدث بين أبناء العائله الواحدة في وقت كانت دائما تبقى مدفونه في سراديب المحاكم خوفا من الفضيحة و العار، فقد شهدت وسائل الإعلام السعودية في الأيام الماضية تفاقم القضية العائلية الشائكة التي رفعها الشاب عبدالرحمن بن محمد الراجحي المدير السابق لمجموعة حديد الراجحي والتي يطالب فيها بالحجر على والده الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات محمد بن عبدالعزيز الراجحي فور حدوث جلطه أثرت علي صحته. وهو الأمر الذي دفع أبناء الشيخ إلى طرح إعلان تحذيري في عدد من الصحف للتحذير من التعامل معه باسم العائلة، مشيرين في الإعلان بأنه لا يمثل العائلة ولا القصار بأي شكل من الأشكال.
و لا شك في أن ما حدث و يحدث لرجل الأعمال السعودي معن الصانع و الذي أُعلن اليوم تجميد إرصدته في المملكة و البحرين و التي أرجعها البعض لأسباب تتعلق بإنخفاض السيولة لشركته (سعد) و بسبب تعرضها لمخاطر القطاع العقاري، أو لأسباب أرجعها البعض الآخر لتهربه من السلطات البريطانية و التي طلبت منه تبيان مصادر تمويلة لعملية الإستحواز على ٣،١ ٪ من أسهم بنك (أتش أس بي سي)، أقول لا شك في أن ما يجري لأحد أغنى رجال الأعمال السعوديين و هو الذي ذكرت مجلة فوربز مؤخرا أنه يمتلك ٨،١ مليار دولار لهو دليل قاطع على أن رجال الأعمال السعوديين ممن إستثمر في الداخل أو الخارج سيضطر لدفع نصيبه من الفاتورة العالمية التي تعمل الدول العظمى الأكثر تأثرا على جمع مساهمات متعددة النسب و القيم بهدف تسديد خسائر نظام مالي عالمي يرفض التنازل على نمط عمله الجشع و الذي يدعم سيطرة الأقلية على الأكثرية رغم كل الشعارات التي سمعناها مؤخرا من رؤوساء و مسئولين دوليين و التي فيها من التعابير الجوفاء ما يجعل فكرة تجارة المواشي في سوق الغنم أجمل من صالات الأسهم و ردهات المؤتمرات الإسثمارية الكاذبة.
هذه الأسماء الثلاثة ( هشام طلعت مصطفى – محمد بن عبدالعزيز الراجحي – معن الصانع) هي فقط بداية التسونامي الإقتصادي العربي كما يقول البعض، و لا زالت الأزمة قابلة لتستوعب أسماء أكثر خطورة و تأثيرا على المستويين الإقتصادي و السياسي، فهناك من هم أمام الكاميرات ممن يعشقون الفلاشات و المجاملات و نشر أخبارهم الإجتماعية في المجلات و الصحف المحلية، و هؤلاء هم الصيد السهل، بينما من ستتلذذ الأيدي الصائدة و الجامعة لفاتورة الإقتصاد العالمي الجديد من إصطيادهم هم هؤلاء الذين يملكون من خلف السواتر و القابعون في قصور خرافية في تلك الجزيرة أو تلك المدينة، لا أنت و لا أنا نعرف أسمائهم و لا أشكالهم و لكن نعرف يقينا أنهم موجودون، فرستعد لتسمع بأسماء قد تصعق عند معرفتك بأنهم من أصحاب المليارات.