كنت أجلس عصر ذلك اليوم في مكتبي الكائن في الدور الثاني في المبني المجاور لإدارة الدفاع المدني في الرياض اتبادل الحديث مع زميلي مدير مبيعات المملكة حول خطته المتوقعه للنمو للعام القادم 2002م خصوصا و أن الإدارة العليا تطالبنا بنمو في الأرباح مقداره 15% رغم إنخفاض حجم السوق بنسبة قدرها 9% و إرتفاع نسبة القرصنة بحيث لازالت عند معدلها للأعوام الثلاثة الأخيرة و البالغة 80%، و أثناء محاولتنا إبتكار
طريقة منطقية و عملية لتحقيق ذلك النمو و إذ بهاتفي الجوال يرن.. احدق في الإسم الذي ظهر و إذ به ابن عمي عدنان .. فقلت لعله وقت موعدنا المعتاد لتناول القهوة في مقهى (كان) الواقع في شارع التحلية، فرددت محاولا ايهامه أني انتظره في المقهى قائلا: ياخي وش فيك تأخرت،، قاعد احتريك ،، وينك؟؟؟ قاطعني بصوت كله جديه و مباشرة: عندك تلفزيون، فرددت: ليه؟؟ ، فقال: أمريكا تتعرض لهجوم!!، قلت: يا شيخ ظف وجهك يا الفيلسوف، قال: أكلمك جد، طيارتين توها مصطدمه في برج التجارة اللي في نيويورك و طيارة ثانية في وزارة الدفاع ، قلت له و أنا أحاول أن لا اصدق: من جدك؟؟ وش السالفه، قال افتح التلفزيون.. كل القنوات قاعدة تنقل على الهوى. طيب طيب اكلمك بعدين قلت له و اقفلت الهاتف.
حدقت في زميلي و قلت: الظاهر إن الدعوه جد،، الله يستر!!، التفت صوبي و سأل: ماذا يجري، فشرحت له ما وصفه لي إبن عمي للتو، و قلت له و أنا مستعجل: أنا ذاهب للبيت فتلفزيون المكتب لم يشبك بعد بالستالايت ، و ودعته على الدرج الذي يأخني لمواقف السيارات.
وصلت البيت و إذ بأهلي جميعهم يتسمّرون أمام التلفاز و لا كلمات تعبر عن معاني الصدمه التي رأيتها في عيونهم و علامات عدم التصديق التي ارتسمت على وجوههم، و اثناء ما كنت أسأل ماذا جرى بالضبط، إذ والدتي و قد تعبت من شدة الصدمه تقول: هاهو البرج الثاني يتساقط ، فالتفت للتلفاز و قلت: هل هذه اللقطه إعادة؟؟،فقالت لا….بل هو يتساقط الآن حيا على الهواء، فجلست في مكاني مشدوها قرب الباب لا أملك كلمات و لا تعابير و لا منطق يمكنه أن يسعفني في محاولة فهم ما جرى للتو أمام أعيننا، إستمرت عيون المكان تحدق في الشاشه و في بعض ما تبقى لنا من روح نسأل بعضنا هل هو حلم هذا الذي يحدث امامنا، هل حقا ضربت أقوى بلاد الأرض، هل حقا هذا ما يسمى تحطيم الكبرياء، لف المكان اسئله ليس لها أجوبه و تلحف الهواء بقشعريره رهيبه.
ذهبت لغرفتي أملا في أن ينقل التلفزيون هناك خبرا يكذب ما شاهدته أعيننا، و تسمرت أمام ذلك الصندوق العجيب الذي وضعنا دون أن يكون لدينا أي رغبة في قلب أفضع حدث ينقل على الهواء مباشرة منذ أن اخترع النقل الحي، و في لحظات ايقنت بأن ماردا نائما سيصحى لا محالة و أن جحيم الارض قد إشتعلت و ستأكل الأخضر و اليابس و أن ثمن الإنتقام هذا ستدفعه كل شعوب الأرض المستضعفة و نحن منهم لا محاله.
بقيت يومين أمام التلفاز لم تذق عيني النوم، احاول فهم ما جرى، فأقلب القنوات من عربية إلى إيطاليه إلى إنجليزية، كلها تنقل نفس الصور و تقول نفس الكلام.. عمل إرهابي ضحيته أمريكا الحرية و الديمقراطية و مقترفه شيطان الارض و زعيم الكره بن لادن و جماعته، و بعد أن اعياني التعب قررت أن أنام على أن أقوم في الغد لأقول في نفسي (لقد ولدت من جديد بعد أن عشت يوما غير مجرى التاريخ).
*الفيلم الجديد Fabled Enemies والذي يحكي قصة أحداث سبتمبر برؤية مغايرة عن الرؤية الرسمية، و قد طرح في السوق قبل عشرة ايام.
*الطائرة الأولى
*الطائرة الثانية (كل القنوات تنقل)
*الإنهيار الأول
*الإنهيار الثاني
I just want to tell you that I am just beginner to blogging and site-building and really loved this website. Most likely I’m likely to bookmark your blog post . You actually have wonderful articles and reviews. Bless you for revealing your web page.
[…] إقرأ أيضا:يوم غيّر مجرى التاريخ […]
مازن الرمال
كلامك صحيح، و شكرا للرابط 🙂
sultan989
شكرا على تعليقك و،، و نعم شاهدت فيلم Fahrenheit 9/11 و الذي أخرجه مايكل مور، و على الرغم من كونه يحمل كثير من الحقائق إلا انه يتضمن ايضا كثير من المعلومات التي هدفها فقط الإساءة، إلا أنه بالمجمل فيلم يستحق المشاهددة و التفكير بما تضمنه من معلومات.
طبيعة عملي يا عزيزي السابقة و الحالية يمكن إطلاعك عليها من خلال الرابط في أعلى المدونة IعنيI و إن كنت في المجمل اصنف كإعلامي.
تحياتي
في الحقيقة لم تخطئ توقعاتك أبدا
على العموم أنصحك وبشدة بمشاهدة الفلم الوثائقي لمايكل مور
Fahrenheit 9/11
http://en.wikipedia.org/wiki/Fahrenheit_9/11
الذي أثار الكثير والكثير من التساؤلات
سؤال خارج الموضوع ماهي طبيعة عملك يارجل؟
ففي كل مرة ازور بها مدونتك افترض أنك تعمل في مجال جديد
من مدير أعمال الى موظف في نادي الهلال أو ربما رعاية الشباب
وبالنظر الى استيائك من القرصنة التي افترض فيها قرصنة الافلام اعتقادي أنك تعمل في مؤسسة اعلامية
اذا كنت تعتقد أن هذا تدخل في خصوصياتك أرجوك تجاهل هذا السؤال
وياليت تكثر من قالو وقلنا 🙂
عفواً .. هنا
http://rammal.wordpress.com/2008/08/10/220/
أخوي ياسر ذلك اليوم غير مسار كثير من البشر
والتاريخ يعيد نفسه فهتلر عملها من قبله، هل ألقيت نظرة على فيلم زيتجست؟
http://rammal.wordpress.com/2008/07/
نورة
لا شك أن مرور كل هذه السنين له تأثيره على كيفية رؤيتنا لتلك الأحداث، فالعمر يختلف و التفكير ينضج و المحيط يؤثر إيجابا و سلبا على قناعاتنا.
عثمان
شكرا جزيلا على الرابط ، موضوع التشكيك سيبقى لسنين ما بين مؤيد و معارض و السيناريوهات ستتنوع، و الله يعلم فقط ما هي الحقيقة.
coolksa
“الإسلاموفوبيا” هو البديل الذي اختلقه الغرب او من يقف ورائهم من أجل البقاء على إستعداد تام و حذر دائم خوفا منه و هي الفلسفه الأمنية التي تدار بها الشعوب الأكثر تطورا، فما دام الخطر موجود فالعمل على تطوير الذات و الإرتقاء بأسلحة الدفاع و الهجوم يبقى واجبا و ضرورة.
ابو لارا
شكرا على الرابط، فقد تركت لك فيه تعليقا.
يونس
شكرا على مرورك، سرني رؤية تعليقك هنا و الله يعينكم هناك على التعايش و التعامل مع تبعات تلك الأحداث.
تحياتي للجميع
يوم غيّر تاريخ العالم وقسّمه إلى معسكرين! .. إنه اليوم الذي لا يمكن لأي إنسان أمريكي أن ينساه أو حتى يتناساه!! إن حجم الصدمة وتأثيرها وتداعياتها كانت أكبر من أن يكون هذا اليوم مُجرد حدث يختفي خلف صفحات التاريخ ويطويه الماضي! ..
thanks for the very interesting film (Fabled Enemies)
موضوع أكثر من رائع أبو عبداللعزيز .. تقبل تحياتي
اعتقد انه افتعل ذلك اليوم لتغيير مجرى العالم
http://abulara.wordpress.com/2008/09/11/11sep
تقبل تحياتي
يا ولد الغسلان ، إش تبغى من وارء الموضوع ؟؟
قولها بصراحة وريح نفسك وبطلك كذب ، واحد مثلك داخل التدوين ليش ، إنت شغال عند أكبر مؤسسة إعلامية وتجي تدون !!
ما تسري أحسن لك ..
شوف المدونيين على نياتهم وطيبين صدقوك لما قلت رجل إستيقظ متأخر ، ما أحد سألك ( ليه إنت كنت سكران زمان ) .
المهم علم جاك وتعداك بطل شغل الكمونجيويات لأنها مي جيده ، زي مي غصوب الله يرحمها ولا يرحمك قول أمين .
تحياتي لك ياولد الغسلان
بالفعل ومع بالغ الأسف تغير منحى التاريخ في ذلك اليوم وبالتحديد في علاقة المسلمين بكافة شعوب الأرض, ففي ذلك اليوم وتلك اللحظات ولد وتبلور مفهوم “الإسلاموفوبيا” وليته لم يولد!
الكثير جنى ويلات تلك الولادة فقيرا وغنيا عالما وجاهلا ابيض واسود لا يهم طالما انه يحمل تلك الملامح العربية و يدين بذلك الدين الذي (طيح عمارتنا)!
تحياتي لك يا استاذي
حبيبي ياسر
ارجوا الاطلاع على هذا الخبر المهم في موقع قناة الجزيرة.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EEBEEFAA-5AC7-4DE1-902D-F79642BBF455
لازلت أذكر ذلك اليوم ، كنت في غرفتي أحل واجباتي في أمان الله , تحديداً كنت في الصف الثاني المتوسط بعقلية لايمكنها أن تستوعب الحدث ! حينما أتصل خالي الذي لاتفارق عيناه قناة الجزيرة
– نورة أبوك عندك ؟
– لا لسا فالدوام .
-طيب افتحي على التلفزيون فيه انفجار بأمريكا . وكان يقولها بحماس
– أهااا . وكنت أقولها بكل برود .
فتحت التلفاز ورأيت البرج الثاني وهو يسقط تحمست قليلاً لكني ظننتها ( عمارة طاحت وخلصنا ) ولم تستوعب أو تتصور عقليتي الصغيرة ماذا سيأتي بعد ركام البرجين هذا !
لدرجة أني بعد أنهاء واجباتي شغلت الفيديو وشاهدت فلمي المفضل وكأن العالم لايحترق الآن !
شكراً على المقاطع ، لأول مرة أراها بعد الحدث .. وكانت الرؤية مختلفة !
فهد
يا رجال عقب ذاك اليوم المشؤم ما شاف العالم خير، تخيّل تصرفات رئيس مبتدئ مثل بوش في ظرف حساسه مثل تلك الأحداث من المؤكد انه سينتج عنه فوضى عارمه او كما يحلو لهم وصفها بالخلاّقه.
اوده
زعيم الكره هو الوصف الذي كان بن لادن ينُعت به في تلك الأيام، أما كون هل كان بن لادن هو فعلا وراء تلك الأحداث فهو تماما ما يحاول الفيلم (Fabled Enemies) الذي نقلته في هذه التدوينه قوله من خلال التشكيك بالأدله حول صدق إدعاءات الحكومة الأمريكية بذلك.
اقترح عليك مشاهدته هذا الفيلم على الأقل أجزاء منه فهو سيخلق كثير من التساؤلات المنطقية لدى المشاهد.
تحياتي لكما
استاذي صحيح هو كان يوم صعب بالفعل بداية لتغيير غريب واتهامات أغرب لنا ..
لكن ..
حين ذكرت ” و زعيم الكره بن لادن و جماعته، ”
توقفت كثيرا هنا ..
لا اعلم .. هل بن لادن بالفعل مسئول عما حصل !!
لاتوجد ادلة تثبت ذلك قطعا ..
فهناك أقوال حتى الان تذكر بأن الامر برمته ربما يكون بصنع امريكا نفسها او احد حلفاءها حتى يكون لها سبب في شن الهجوم على العرب ..
لا احد يعلم الحقيقة .. حقيقة الحادثة الغريبة والفريدة من نوعها ..
لا اعلم .. هكذا ارى !
هلا بو عبدالعزبز تراها في 2001 اذكر لأني توني راجع من السفر ومريح في البيت واذا الدنيا مقلوبه والطيارات شغاله صفق. يا ولدي وش قاعد يصير.
نفس الكلمة قلتها اليوم بتتغير خريطة العالم.