إدارة “المؤخرة” الإعلانية

d985d986d8b5d988d8b1-d8a7d984d8acd8a8d8b1d8aad98a1 بقلم: منصور الجبرتي*

مقال منشور بالتعاون مع موقع (المفكرة الإعلامية).
كمجتمعات عربية لم نعتد أن تبادر الفتاة بـ “الغزل” بل جل ما كنت تفعله هي أن تمنح إشارات لـ “الصيد المنتظر” تخبره من خلالها أنها جاهزة لتقبل غزله واستلام “رقم هاتفه” على الطريقة الأثرية قبل عصر “بلتثني” عبر “البلوتوث” تاركةً لخيال الشاب “الجامح” اختيار الطريقة المناسبة للتواصل معها، ورغم قناعة الكثيرين بأن الفتاة تختار الشاب الذي سوف يختارها إلا أن الفتاة العربية لم تبلغ إلا شذراً
حال شقيقاتها في أصقاع العالم “الأخرى” بالمبادرة بالتواصل مع الفتى التي أُعجبت به وهذا هو السائد مهما كان هناك من متغيرات أو حالات نادرة.
أسوق هذه المقدمة واسبق تعليقي بمقولة قرأتها ولا أذكر بالضبط في أي كتاب لأحد الأكاديميين تقول بأنه من الممكن أن تعرف ثقافة الشعب من خلال “الأعلانات” التي تبثها الجهات التجارية له” والسبب أن هذه الجهات تبذل جهداً خارقاً للمقاربة مع المستهلك والتماشى مع توجهاته المرحلية المتسارعة التي يعيشها.
الآن تذكروا معي إعلانين  “مزيل العرق” بدأت القنوات العربية البارزة ببثهما عبر شاشاتها للمنتج ذاته، الأول: فتاة فاتنة تتجه نحو شاب وتطلب منه هاتفه الجوال ثم تتصل بجوالها لتكتشف أنه في الجيب الخلفي للجينز الذي ترتديه ثم تمايل “مؤخرتها” لتخرج هاتفها وتشكر الشاب مشيرةً إليه بطلب الاتصال بها على أعتبار أن رقم هاتفها أصبح في هاتفه “الخلوي”، أما الإعلان الثاني: فهي لنفس الفتاة الفاتنة وهي تعمل في محل لبيع الوجبات السريعة ويأتي الشاب “الطموح” طالباً وجبة عاجلة مع “الكاتشب” لتقوم الفتاة بكتابة رقم هاتفها الجوال على شريحة الخبز بإستخدام الكاتشب.
ومن خلال الإعلان المذكور وبالعودة إلى صاحبنا صاحب نظرية معرفة ثقافة المجتمع من خلال الاعلانات نستطيع أن نقول أن ثمة تغير تلمسه “المنتج” في المجتمعات العربية والخليجية وبالطبع السعودية على أعتبار أنها جزء من السوق المستهدف في طبيعة “الفتاة” ومعيار “جرأتها” وتحولها من كائن “خجول” و”منضبط” بفعل العوامل الاجتماعية المحيطة إلى كائن “جامح” لديه الاستعداد للبدء بـ “المغازلة” ليس على استحياء فحسب بل وبـ “بجاحة” إدارة المؤخرة وكتابة الرقم على “العيش”.
أتمنى أن لا أُغضب “الجنس العربي الناعم” بما أوردته في هذا المقال لكنني سأعيد السؤال علني أسمع من الجانبين “الخشن” و”الناعم”: هل تغيرت الفتاة العربية والخليجية والسعودية؟، مجرد تساؤل والحكم لكم أنتم وأنتن.

رئيس القسم الرياضي بجريدة الحياة*
aljabarty@yahoo.com


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

4 responses to “إدارة “المؤخرة” الإعلانية”

  1. Hipolito M. Wiseman

    I simply want to tell you that I am newbie to blogging and honestly loved you’re web page. Most likely I’m want to bookmark your website . You absolutely come with amazing stories. Thanks for sharing with us your web-site.

  2. أحمد عبدالله

    الموضوع ما هو الا جرعات حتى نتقبل امور اسو منها.

    حتى اصبحنا نشاهد اعلان ( المستلزمات الخاصة جداً بالنساء ) تروج بشكل اباحي تثير التساؤل لمن لا يعرف من الصغار.

    اصبح هناك فكر موجه حتى يجعلوا منا مجتمع منفتح يتقبل جميع الافكار والسلوكيات حتى اذا خالفت العادات والقاليد والدين.

    والاستاذ ياسر واخي بندر هل تذكرون اعلان شركة كاكولا عام 2002 اثناء كاس العالم في اليابان كان الفرق وقتها ان الفتاة محجبة والشاب مراهق والفرق الوحيد كان يتم كتابه الرقم على نفس القارورة ( كاكولا ) ام الان اصبحنا نرى المؤخرات ولا اعلم ماذا نرى في المستقبل

    اخي بندر
    قلت الشرهة ليست على المنتج أو شركة الدعاية .. بل على المنحط الذي سمح بعرض إعلان كهذا في قناته

    ماذا تقول اذا علمت ان الاعلان يعرض اكثر من مرة على قناة / قنوات يملكها رجال اعمال سعوديون

    ثم نتسال بخبث كيف اصبح حال المجتمع.

    تحياتي لك
    استاذ ياسر

  3. بندر

    رأيت ذلك الإعلان المنحطّ .. وعندها تذكرت فتوى ( قتل ) مالكي القنوات الفضائية ..

    و قلت في نفسي : ( ربّما تلك الفتوى .. في محلّها ! ) ..

    الشرهة ليست على المنتج أو شركة الدعاية .. بل على المنحط الذي سمح بعرض إعلان كهذا في قناته ..

    و الشعوب العربية .. بريئة مما فعله هؤلاء السفهاء ..

  4. vflh

    أخالفك الرأي أستاذ منصور ..
    الإعلان لا يلعب على وتر تطوّر بجاحة البنت السعوديه أو العربيه، بالعكس .. الإعلان يلعب على وتر سذاجة الشاب السعودي الذي يمكن ان يُخرج البنت السعوديه او العربية المحافظه عموماً عن طورها و يجعلها تفقد السيطرة على نفسها فتذهب و تعرض هي رقم هاتفها على الفتى بسبب رائحة مزيل عرقه!
    أولا ….. يع!
    ثانيا .. يؤسفني ان أقول اني أراهن بنصف راتبي إن نص الشباب، لولا الحيا، بيموتون يجربونه!

اترك تعليقاً