بكلمات مصاغه بذكاد دبلوماسي و حنكه سياسية إنتهى صراع المحاور العربية الذي إستمر لأكثر من ثلاثة سنوات بين السعودية و سوريا من جهة و قطر و مصر من جهة أخرى، إنتهي هذا الخلاف السياسي الذي خلق عالما عربيا منقسما علي ذاته و شعبا فلسطينيا متقاتل مع ذاته و محاور ذات مصالح لم تعد تتذكر السبب الذي دعاها في الأساس للإنضمام لذلك المحور أو ذاك، أقول بأنه إنتهى هذا الخلاف أو هكذا يبدو بكلمة خادم الحرمين الشريفين التي قالت للعالم دون أن تقوله صراحة بأن السعودية رغم كل الخلافات و التجاوزات بإمكانها أن تتناسى الماضي و تعمل على بناء عالم عربي جديد يهدف لخدمة الشعوب العربية و مصالحه الإقليمية و الدولية وفق مبادئ و قوى الهيمنة الإقليمية و توازنات الإنحيازات الدولية.
هذا هو الموقف اليوم كما يبدو و كما تنقله لنا وسائل الإعلام في طرفي المعادلة السياسية و التي تقدم لنا على أنها متصالحة و متجاوزه شخصيا و سياسيا أحقاد و ضغائن الماضي و هو ما يصعب تصديقه بهذه السهوله و السذاجة، و هو ما يدفعني لقراءة ما حدث بطريقة تتجاوز الحدث ذاته و معانية الجميلة إلى محاولة فهم ظروفه و منطق حدوثه بناء على التسلسل الزمني للأحداث و التي يمكن طرحها من خلال النقاط الثلاث التالية.
أولا: لا بد لنا من التساؤل عن السبب الذي أدى لتأخر حل الإشكال إلى يومنا هذا وقد كان الحل في متناول القادة و لم يكن يتطلب إلا تنازل طرف أو خطاب أبوي او زيارة مجاملة و تصفيه نفوس و ينتهي كل شئ، لماذا لم تتخذ هذه المواقف في الأيام الأولي من إجتياح غزة فتصفى الأنفس و يتحد العرب و بالتالي يمكن التركيز على موقف عربي موحد لإنهاء تقتيل أبناء غزة
ثانيا: هل هي مصادفه أن يتم الإعلان عن فتح صفحة جديدة و نسيان الخلافات بعد يوم من إنتهاء الحملة العسكرية علي غزة، و هل من هذه المصالحة الحاصله اليوم من فائدة فعليه لتغيير الواقع الذي كان سببا أساسيا في الإنشقاق و هو الحرب علي غزة، ما الفائدة من التصالح في هذا الشأن و قد إنتهى كل شئ في غزة، اليست هذه المصالحة الآن لا طعم لها خصوصا و إذا كنا لا نتأمل في أن يستمر هذا التصالح طويلا بسبب ما نراه خللا بنيويا في النظام السياسي العربي و الذي لا يمنع من تكرار ما حدث من إنشقاقات عربية جديدة قد تحدث عند أول أزمة حقيقية قد تطأ مستقبلا على العالم العربي.
ثالثا: هل هي المصادفة كذلك أن تتم هذه المصالحة قبل يوم واحد من تنصيب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية و هو الرئيس الذي سيحكم العالم وفق ما اعلنه من رؤية جديدة للعالم و التي ستشهد سياسيات دبلوماسية جديدة تأخذ في الإعتبار تبدل الظروف الزمانية و المكانية و تجدد التحالفات السياسية و المصالح الإقتصادية وفق متطلبات المرحلة القادمة، أليست هذه المصالحة هي ضرورة حتمية لمرحلة باراك اوباما في حكم العالم مثلها مثل الواقع الميداني الجديد لغزة و التي مهدت لأرضية جديدة لحوار سلام بين الفلسطينين الإسرائيليين سينطلق خلال الشهور الأولي من تولي اوباما الحكم و الذي سيكون مبنيا على حسابات الربح و الخسارة المحققه من هذه الحرب الأخيرة بكل ما افرزته من تحييد حماس سياسيا و تهميش إيران إقليميا و هي النتائج الواضحة أو الثمن الحقيقي لهذه المصالحة التي شهدناها اليوم و التي كما سماها أحدهم إنها إنتصار القوى البرغماتية في العالم العربي على القوي الثورية العسكرية، و بالتالي فباراك اوباما سيدخل البيت الأبيض يوم غد ليس كوريث لسياسات و إخفاقات جورج بوش بل كمؤسس لواقع سياسي جديد مهده هو ليتناسب مع فلسفته القادمه في حكم المنطقة.
بعد ٢٢ يوم حرب و ١٢٠٠شهيد فلسطيني و ٤ قمم عربية ينتهي كل شئ بقرار من إسرائيل بوقف الهجوم من طرف واحد، في وقت لم تتمكن الدول العربية مجتمعه بقممها الأربعه من إيقاف شئ على الأرض سوى بكلمة دبلوماسية صيغت بذكاء شديد آنهت حرب كلامية دارت رحاها دون فائدة.
I simply want to say I am newbie to blogs and really liked this web-site. Probably I’m planning to bookmark your blog . You really have superb posts. Thanks a lot for sharing your web site.
تقول كتب التاريخ:أن العرب العاربة انقرضوا.
ويقول الحاضر :إن العرب المستعربة في طريقها للانقراض .. ويقول المستقبل:لم يبق إلاالعرب”المستمركة”
إن الكذب وحده يصنع في قممنا القرار
ما حدث في الكويت لم يقنعني بتاتاً ..
دائماً ما أقول لا توجد مصادفات في السياسة وانتهى عصر المعجزات
خطاب الملك عبدالله كان بالفعل ماسح وماحق لآمور كثيرة، للحظة احسست ان الوضع سيتجه للأسوء واذ بصاحب اليد الرفيعة والقلب النابض يتكلم ويغسل الانفس امام الجميع بشجاعة سياسية يندر ان توجد في ظل التأزم الحالي وطغيان الانشقاق.
ما حدث في القمة ونوعية واسلوب الخطاب السعودي كان فريد من نوعه ولكن السؤال ماذا بعد وكيف ستتجه البوصلة في الايام القريبة القادمة.
عندما قلت سيكتمل المشهد العربي الاخير في الكويت كنت اظن وافكر بأسوء الاحتمالات ولكن لم يخطر ببالي ما اتحفنا به ملك الانسانية ورجل الحوار الوطني والعالمي
حقيقة لا أدري هل يجب أن أتفاءل بالكلمة أكثر من اللازم ؟
فتعقيدات الواقع أكبر من كلمات خادم الحرمين الشريفين ،
وأنا شخصياً والله كلي أمل أن تجد كلماته صدى عند القادة العرب.
لكن للأسف مجرد الكلام لا يدفع بالأمور إلى الأمام ، وإن كان يؤثر في سيرها بشكل محدود.
نريد أن نرى جهداً دبلوماسياً حقيقياً يوازي خطاب الملك حفظه الله، وإلا فلا قيمة للخطابات.
وأنا واثق أن الجهود الدبلوماسية سوف تتحرك عما قريب في هذا الاتجاه إن شاء الله.
نسيت أن أقول أن هذا الخطاب ربما يكون بشكل غير مباشر عبارة عن ردة فعل تجاه قمة غزة الطارئة المعقودة في الدوحة ، واستجابة للضغوط الشعبية بتقديم مشروع ذو شأن تجاه قضية فلسطين.
وقد ذكرت هذا مفصلاً في تدوينتي وتنبأت بمثل هذا التحرك.
– دموع على الخليج
http://www.som1.net/?p=700
شكراً ياسر.