كانت عبارة (لا تجادل) أكثر العبارات التي أسمعها من أساتذتي في المدرسة وبشكل مستمر وفي أي مناسبة أتجرأ فيها سائلا، حتى أصبحت بالنسبة لي تلك الجملة توازي في خطورتها القول بأن فلان لا يصلي أو أني شاهدت إبنت الجيران، جميعها تقع في باب المحرمات
و المنغصات اليومية التي قد تأخذني للدرك الأسفل من غرفة المدير و ما أدراك ما العذاب النفسي الذي سأخلد به يومي.
الجدل وهو كما تصفه المعاجم بأنه “فنّ المناقشة بطريقة الحوار” كان قمعه بالنسبة لأساتذتي حلهم السريع للتعامل مع سؤال طفل تجرأ أن يحاول أن يفكر خارج الصندوق أو أن يكون فنانا عقليا، طفل إعتقد أن له الحق في أن لا يقبل الأمور فقط من خلال الحفظ بل من خلال الفهم، و رغم أن الأسطورة الشعبية تحاول أن تقنعنا بأن هناك أمور تحفظ فقط و أمور تفهم و الفارق بينهما لا يلغي أحدهم الآخر، إلا أني كنت دائما أرى بأن الحفظ هو عمل الآلة مثل الثلاجة التي تحفظ الطعام بينما الفهم فهو مثل عملية هضم الطعام تحتاج لوعي و رغبة، فإن كنت أرى في نفسي إنسانا فعلي أن أفهم بإعتباري إنسانا واعيا و إن كنت سأسلم نفسي للحفظ فأنا بالتالي لست سوى آلة.
الجدل مفهوم معقد و بسيط في ذات الوقت، بساطته و تعقيده تعتمد على الطريقة التي نحاول نحن من خلالها أن نتعامل مع مكونات هذا المفهوم و تطبيقاته الفكرية و العملية، فإن قبلناه و جعلناه جزءاً من تكويننا الثقافي أصبح سهلا و مقبولا و إن تعاملنا معه بريبة و شك سيصبح رجس من عمل شيطاننا الداخلي و عقدة مذمومة لا يمكن التساهل و التعامل معها، و لفهم الجدل إبتداءاً علينا أن ننطلق من ما تثيره فينا تعريفات المعاجم ، فقول “إفترض جدلا أنني” تعني بالنسبة لي أن هناك إفتراضا ممكنا و إفتراضا بالمقابل غير ممكن، و بالتالي فالإحتمالية متساوية بين الفرضيتين إحداهما خطأ و الأخرى صواب، لا غلبة لطرف على آخر إلا لمن يقدم الحجة أو الدليل المنطقي الذي لا يقبل الشك، فالأمر الذي لا يقبل الجدل هو بطبيعته مسلم به، و عليه فما يقبل الجدل هو مختلف حوله و قابل لأكثر من رأي.
أما التعريف المستنبط من المراجع الغربية فيقول أن الجدل هو “السبب أو الأسباب المؤدية لدعم أو معارضة الفكرة أو الإقتراح،أو هي عملية شرح و إثبات هذه الأسباب” فالسبب هنا هو الدليل المنطقي المستخدم لإثبات أحقية تبني الرأي أو الموقف موضع الجدل، و الذي نشأ من محصلة تفكير ذاتي و تراكم خبرات حياتية و مواقف شخصية أنتجت قناعات راسخة بنيت على أساسها تلك الأسباب التي تعتبر الذخيرة المستخدمة في عملية الجدل.
لا يهمني كثيرا إجترار شرح أصل الكلمة لغويا فالمصادر متعددة و لكن من أجل التسهيل على من يرغب في معرفة ذلك سأقول ما يقوله المتخصصون حيث أن “أصل معنى الجدل مأخوذ من جدلت الحبل إذا فتلته، وأحكمت فتله، ومنه يقال درع مجدولة ومنه يقال للحبل الجديل، وذلك بمعنى مجدول كما يقال: قتيل بمعنى: مقتول”.
المهم بالنسبة لي في عملية البحث هذه و التي سأحوال من خلالها أن أصل لإثبات أن الجدل في حد ذاته أمرا محمود إذا ما نظرنا له من منطلق حيادي، فالإيمان مثلا في حد ذاته محمود ما دام موجها للقضية الصحيحة أما إذا كان إيمانا في شأن لا إنساني أو مضر بالمحيط فلا شك أنه تسقط عنه كل الأوصاف المحمودة عنه.
كم كنت أتمنى أن يسمع أساتذتي ما قاله تعالى في الجدل قبل أن يرموني بسياط (لا تجادل) و بعبارات التوبيخ التي لم أكن أستحقها، فقد أقر الله عز و جل مبدأ المجادلة في سورة المجادلة و ذلك من خلال سماعه عز وجل لقول المرأة المجادلة و إستجابته لها، حين قال {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}، كما قال تعالى في سورة النحل {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} كما قال تعالى في سورة العنكبوت {ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، كما قال تعالى في سورة هود و في سياق إيجابي عن جدال الأنبياء {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} و قوله تعالى لسيدنا إبراهيم {فلما ذهب عن إبراهيم الروع و جاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}، و كل هذه الآيات و غيرها تدلل على أن عملية الجدل و المجادلة ليست في حد ذاتها منكرا أو حراما و خروجا عن الملة أو إتباعا لهوى، بل هي خليط من سؤال و حديث محمود في محتواه، لا يشوبه عداء ولا يحركه غضب و تعصب في رأي، و عليه فالتعاطي مع الجدل بٌإعتباره عملية تحريك للأفكار و إستفادة من المعلومة تعد في حد ذاتها مطلبا إنسانيا محمودا.
و لكن قد يعلق أحدكم فيقول أن الجدل ورد كذلك في مواضع النهي و الذم، وهذا صحيح و لا خلاف في أن المواضع المذمومة في القرآن لا يختلف عليها إثنان، فقد خاطب تعالى سيدنا محمد بأن لا يخاصم أو يجادل الذين يخونون أنفسهم بإرتكاب المعاصي في قوله تعالى في سورة النساء {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} كما نهى تعالى عن الجدال في الحج في سورة البقرة بقوله {ولا جدال في الحج} كما وردت آيات في القران الكريم تنهى عن الجدال المذموم و الذي تحركه دوافع إنسانية حددها الدارسون في تلك الجدالات التي تهدف إلى المنع والصد للدعوة لدين الله تعالى و تلك التي تعمل على دحض الحق واجتنابه و تلك التي تهدف إلى الاستهزاء والسخرية و تلك التي تستهدف حب الظهور والاستعلاء، و هذه كلها مواضع لن يحقق الدخول في جدال فيها أي منفعة و لذلك فإجتنابها أفضل، و المذموم هنا يتعلق بموضوع الشئ لا لأصله ، فالتحريم في الظرفية و الموضوع لا في الوسيلة المستخدمة.
ليس لدي شك في أن المكون الأساسي لما يجري من أحداث سياسية و إنعكاساتها الدامية فكريا و إقليميا ناتج عن إفتقار اللغة المشتركة بين مكونات المجتمعات الواحدة، فقد كان الإنطباع السائد و الممارسة الحكيمة تتخلص في عدم نبش الإختلافات بين طوائف و مكونات المجتمع المختلفة طائفية و قبلية و مناطقيا و فكرية و ذلك لكي لا يتأجج الحوار و يحتدم الجدال في بيئة لم تتعود على أدبياته، بل العمل على طمس تلك الإختلافات و الإيهام بأن المجتمع لون واحد، بينما التحرك الغير محسوب في المنطقة من أطراف خارجية و إقليمة كان له السبب في نبش ذلك المكبوت ليطفو في مجتمع فاقد لبوصلة الحوار جاهل لأي معنى للإختلاف و معادي لأي لغة سوى فلسفة (لا تجادل) كمنهج إستعلائي أصيل.
نحن بحاجة في ظل هذا العبث أن نعيد قراءة ما قاله التراث الإسلامي و ما سطره المنطق الإنساني حول الجدل بإعتباره محرك التفكير الأول و النظر لما يحدث حولنا من منطلق التفكير النقدي بدلا من الإكتفاء بنعت من يتجرؤن في ذلك و يدعون لجدال عقلي منطقي بأنهم مجرد مؤمنون بنظرية المؤامرة، فأسهل وسيلة لمن خابت حجته أن ينعت البشرية بالغباء.
في تراثنا الإسلامي كان الفهم لمبدأ الجدل متقدما جدا بالمقارنة بيومنا هذا، فقد كان هذا التراث لاعبا أساسيا في الجدل المتجاوز للحضارات عبر القرون و في علوم متعددة حتى أصبح لأبن رشد و إبن سيناء و غيرهم تلاميذ في جميع جامعات أوروبا والعالم القديم يتبعون منهجهم.
لقد وثق لنا التاريخ و كتبه العديد من الجدالات المشهورة في التاريخ الإسلامي مثل سجالات المعتزلة مع أهل السنة والجماعة حول خلق القرآن ومناظراتهم مع الشيعة والفرق الكلامية المختلفة حول الأسماء والصفات والعدل والتوحيد ومرتكب الكبيرة.
و قد تكلم علماء كثر حول مسألة الجدل و المجادلة ،فوصف أبو الحسن الأشعري المجادل بأنه “مناظر و مفكر و مستعمل لما يؤدي إليه فكره” كما محص إبن خلدون بالمنهج الجدلي النصوص التاريخية و جردها من الأساطير والخرافات بإستخدام العقل والمنطق ومقارعة الرواية وبالرواية و بالحجة، في حين نجد اليوم أن الكثير من علماء هذا الزمان لا ينظرون للجدل بهذا المنظور النقدي التحليلي التقدمي بل ينظرون إليه من منظور سلبي تشككي معادي، يذكرنا كثيرا بالنهج الذي كان يتبعه القديس توما الإكويني في النظر للجدل و الذي كان يربطه دائما بأصداء سلبية، فأنتج لنا ثقافة تتعامل مع كلمة الجدل بإعتبارها وصفا للخطاب المعقد وغير المجدي أو المذموم.
وكما أن هناك من ساند و أصل لإيجابية الجدل في التراث الإسلامي هناك من عمل على وصفه و تعريفه بما سيكون له الآثر السلبي الذي نعيش إنعكاساته اليوم، فالجرجاني مثلا يصف الجدل بأنه “دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه” و لم يقل عن تبيان صحة رأيه هو، أو منطقية دليله أو إثباتات أقواله، فالمنحى هنا تصادمي، الهدف منه إثبات خطأ الآخر لا إثبات صواب الذات بالدليل المثبت عقليا و منطقيا، كما أنه قال في ذات السياق “الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها، المراء هو طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير”، و لن أغرق في الشرح هنا لأن أخر ثلاثة كلمات في العبارة السابقة توضح النظرة السلبية للجدل بإعتبار وسيلة حوار، فالهدف هو التحقير !
و قد كان لأبو بكر الرازي في مختار الصحاح رأي ينحو نحو تعريف الجدل بأنه شدة الخصومة، و لا أعرف ما كان سيكون موقفه لو شاهد مثلا أعضاء البرلمان البريطاني الذين يتجادلون في غرفة مجلس العموم و يعلوا صوت أحدهم على الآخر ثم يخرجون دون أن يكون بينهم الخصومة التي وضعها أساسا لمبدأه في الجدل.
و قد كتب الأستاذ المصطفى مرادا في هذا الإتجاه مقال قيمة بعنوان (مقارنة بين مفهوم المناظرة ومفهوم المحاورة) قال فيها “الطابع غير العلمي للمناظرة، كما عرفها العالم العربي قديما هدفها استعراضي يروم إفحام الخصم وإذلاله ضدا على أخلاقيات الحوار و من الأمثله على ذلك مناظرة البيروني مع بن سينا وكيف أن البيروني استعمل في رسالته لابن سينا كلاما جارحا، دفعت ابن سينا إلى التنزه عن الرد عليه، بل كلف أحد تلامذته بالرد، وهو أبو سعيد أحمد بن علي المعصومي، وغيرها من المناظرات”.
كما كان الجدل محور الحديث في الكثير من كتب التراث الإسلامي منها ” مقاصد الفلاسفة” و” تهافت الفلاسفة” و”فضائح الباطنية” لأبي حامد الغزالي، و”تهافت التهافت” لابن رشد، و “الصفدية” لابن تيمية و ” شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل” لابن قيم الجوزية، و “فضيلة المعتزلة” للجاحظ، إضافة لكتابات طه حسين حول الشعر الجاهلي وردود خصومه عليه.
و لكن يبدو أن مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام تأثرت كذلك بالرأي و التعريف البيزنطي للجدل، فأصبح كل جدل في رأي من يعادي التفكير النقدي بيزنطيا لا طائل منه، و الجدل البيزنطي هو الجدال الذي أطلق على الحوارات التي تعامل معها الأمبراطور قسطنطين الثاني بحزم و التي كانت تناقش قضايا في اللاهوت المسيحي و التي رأى أن لا طائله منها و لا فائدة من قبيل الثالوث وطبيعة الأب والابن، فأصدر مرسوما إمبراطوريا عام ٦٤٨م يحظر فيه الجدل اللاهوتي سعيا منه لطمس ذلك التلهب الذي إجتاح الأجواء بين البيزنطيين في حواراتهم، وهو مرسوم نراه اليوم يتقاطع ربما مع بعض الأراء التي تفضل مبدأ درء المفاسد و إنتشار أمثال شعبية مثل “الباب اللي يجي منه الريح سده و إستريح”.
يقول الأستاذ المصطفى مرادا في مقاله سابق الذكر “إن الجدل يطور الأفكار، يخلخل الاعتقادات، والأهم هو أنه يجعل المتحاورين يتعلمان أشياء جديدة، يتشاركان فيه، وفي نفس الوقت لا يفقد فيه كل طرف مكانته الاعتبارية، لما لا وهو يعتبر مشاركا في استنتاج الحقائق، كما أن كل الفلاسفة المسلمين، وحتى بعض فقهاء اللغة والأصول، كانوا متأثرين بالجدل كما يظهر عند الحكيمين، وخاصة عن أفلاطون، فقد مارسه ابن سينا، وخاصة في رسائله في “أحوال النفس”، وأيضا في كتابه التعليمي “النجاة”، وفي كتابه الضخم “الشفاء”، كما استعمله أيضا الفارابي في شتى كتبه، ففي كتابه “السياسة المدنية”، إلا أن ربما الفقيه الوحيد الذي يمكن القول أنه أسس منهجا علميا “بديلا” للمنهج المنطقي الأرسطي انطلاقا من منطق المناظرة هو ابن تيمية”.
في الفلسفة اليونانية كان ينظر للجدال بإعتباره إمتداد للحوار و أن الحوار و الجدال هما أمران مترابطان لا يمكن فصلهما، فقد كان أفلاطون يستخدم كلمة “اللوغوس” و التي تعني الحوار بذات السياق الذي كان به يعبر به عن الجدل للوصول إلي الحقيقة وهي في تلك الحالة مناهضته لتعاليم السوفسطائيين الذين كانوا يستخدمون الجدل لذاته، في حين أتى بعد ذلك أرسطو ليستخدمها بمعنى “المنطق” وهو الذي كان قد ألف كتابا مدرسيا في الرد على السفسطائيين عد من أولى إنجازاته الفلسفية حمل عنوان ( دحض المواضيع السفسطائية ) و الذي ضمنه اول تحليل لأسلوب الجدل ، وصاغ فيه الأسس التي يجب اتباعها للنجاح في هذا المجال، كما أنه قال بأن الجدل يرمي إلى الاستدلالات العقلية التي تتناول آراء محتملة على عكس التحليل الذي يرمي إلى البرهان.
و لعل من أدق ما قرأت في وصف الجدل هو تعريف الجدلية أو الديالكتيك في الفلسفة الكلاسيكية و التي توصف بأنها “تبادل الحجج والجدال بين طرفين دفاعًا عن وجهة نظر معينة، ويكون ذلك تحت لواء المنطق” إذا الجدل هنا للدفاع عن وجهة نظر صاحبها لا تحقير وجهة نظر خصومه الفكرية و الشخصية، كما أنها تعتمد على لواء و لغة المنطق لا على منهج “الباب اللي يجي منه الريح”.
إن كنا نريد أن نحيا بسلام لابد لنا كمجتمعات أن نقبل بالجدل و الحوار بإعتباره أساس جوهري لإستمرار المجتمعات، فالرأي الأحادي لم يعد له مكان في ظل هذا التلاقح الغير مسبوق للأفكار و تدفق المعلومات و الأراء، و التعاطي مع الإختلاف بإعتباره عدو قادم ليفتك بوحدتنا أقول، لم تكن هناك من أساسه وحدة عبر الناريخ كله، فالعالم خلقه الله شعوبا و قبائل لنتعارف و لم يخلقنا ليتغلب أحدنا على الآخر، فالمعركة كما أصبح معروفا اليوم هي معركة أفكار في الأساس، و الإرهاب الذي يفتك بمجتمعاتنا لم يحقق هذا التمدد الموبوء إلا لأنه حورب بالسلاح و لم يجتث بالمنطق و جدال أسسه الفكرية الباطلة، و منهج أساتذتي السابقين (لا تجادل) يجب أن لا يكون هو المنهج الذي به نربي الأجيال القادمة، فبذلك لا ننشئ إلا عقول مثل الآلات تحفظ مثل الثلاجة طعاما إن لم يتفاعل مع مكونات الطبخ مصيره في يوم ما أن يتحلل و يخيس.
Great website you have here but I was curious if you
knew of any message boards that cover the same topics talked about in this article?
I’d really love to be a part of online community where I can get
suggestions from other experienced individuals that share the same interest.
If you have any recommendations, please let me know.
Thank you!
Unquestionably believe that which you said. Your favorite reason seemed to be on the web the
easiest thing to be aware of. I say to you, I certainly get annoyed while people consider worries
that they plainly do not know about. You managed to hit the nail upon the top as well as defined out the whole thing without having
side-effects , people could take a signal. Will probably be back to get
more. Thanks
دائما مبدع فى كل كتاباتك احسنت
احسنت دائما فى ابداع وننتظر جديدك
احسنت فى اختيار كلماتك
احسنت النشر