تحليل المخاطر كمنهج إنساني

حضرت مساء اليوم عرضا خاصا قدمه الكاتب السعودي الأخ عادل الطريفي حول ما يعرف بـ(تحليل المخاطر – Risk Analysis) و ذلك كمنهج علمي لدراسة العوامل المحيطة بهدف الخروج بتوصيات علمية تساعد متخذي القرارات في المجالات المختلفة و خصوصا السياسية منها على إتخاذ خطوات عملية تكون مدروسه تدفع نحو تحقيق النتائج المرجوة.

تحليل المخاطر هي وسيلة حسابية في الغالب تتبعها كثير من الحكومات في عملية بناء القرار السياسي و هي آلية علمية تساعد كثير من الشركات العملاقة في وضع سيناريوهات مدروسه لإستثماراتها المختلفه وفق المنطق الرياضي في
قياس العوامل السياسية و الإقتصادية المحددة و المؤثرة في النتيجة النهائية، فهي تدرس مثلا التحولات السياسية و قضايا الإرهاب و الحروب و الأزمات المالية و الإقتصادية و البئية، كما تعمل من أجل تحقيق ذلك بإستخدام عدد من الآليات منها التحليل المالي و التقييم السياسي و تحليل السمعه و إجراء الإستطلاعات الأمنية و وضع خطط إدارة الأزمات.

و قد تبادر لذهني أثناء متابعتي لهذا العرض الشيق و المفيد جدا ماذا لو حاول الإنسان أن يطبق بعضا من هذه الطرق العلمية في إتخاذ القرارات على المستوى الشخصي بحيث يعمل منذ مرحلة المراهقة في تحليل المخاطر و دراسة السيناريوهات الواقعية لحياته و محيطه و كيفية تحديد مستقبله الشخصي و المهني، و ماذا لو قام كل مسئول على تطبيق بعض من هذه الآليات على مسئولياته المهنية و الشخصية، أليست مخرجات الحياة بالتالي ستكون أكثر إنضباطا من جهه و أقل مخاطر من جهه إخرى.

 لا أدري لو كانت مسألة تحليل المخاطر من الناحية العملية قابلة بأن تطبق على المستوى الفردي، على أنها وفق المنطق النظري في تقديري قابله للنجاح، فدراسة و تحليل المخاطر المحيطة بالشاب مثلا من حيث شح الوظائف الإدارية و إنخفاض مستوى الرواتب لحديثي التخرج قد تدفعه منذ مراحل الإعداد للإتجاه نحو التخصصات المهنية مثلا و التركيز على بناء الخبرات أثناء مرحلة الدراسة من أجل حل إشكالية ضعف الرواتب المتوقع في السنين الأولى من العمل و من إجل إختصار سنين التأهيل العملي و بالتالي الإسراع في عملية الإرتقاء الوظيفي و المالي..

تحليل المخاطر كمنهج عملي إنساني أري فيه أهمية كبيرة في زمان مثل زماننا هذا الذي لا تتوقف فيه المفاجئات عن الحدوث علي المستويات جميعها، فبدون شئ من الإرشاد المحايد و العلمي ستستمر معظم قراراتنا إرتجالية تعتمد على الحدس من جه و على الحظ من جهه اخرى.  

للتوسع في موضوع تحليل المخاطر و إدارتها إقرأ (ماهية المخاطر – وكيفية إداراتها)


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

4 responses to “تحليل المخاطر كمنهج إنساني”

  1. Stephen Mulry

    I just want to tell you that I am just all new to blogs and honestly liked your page. Likely I’m going to bookmark your blog post . You absolutely come with great well written articles. Kudos for sharing your blog.

  2. أحمد

    كيف نستطيع مطالبة مريض في العناية المركزة بلغت فاتورته مليون ريال في مستشفى خاص

  3. ليلى.ق

    كلامك منطقي وسليم .
    ولكن ..
    علمنا الله الإستخارة ، ومنها نتفادى المخاطر قبل حدوثها وتنجينا من حيرتنا .
    خلال التاريخ الذهبي كان المسلمون يستعينون بالخيرة في كل شيء من أمورهم الخاصة والعامة وأمور الدولة ، فما المانع من الخيرة في القضايا المحك والعامة ؟
    لأن الخيرة ليست خاصة ، ولا تخص أمور الفرد بل هي لكل الحياة ..
    جميل بل رائع أن يمشي الفرد بهدى الله .

  4. محمد الجرايحى

    أستاذنا الفاضل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أكيد الحياة ستكون أفضل باستخدام المنهج العلمى فى الحياة والتخطيط لكل خطواتنا.
    شكراً لك على هذا الطرح الطيب والقيم
    وعلى الرابط القيم
    اخوك
    محمد

اترك تعليقاً