الظاهرة الغير معترف بها

نشرت جريدة (اليوم) السعودية في تاريخ 23 أكتوبر الماضي خبر يشير إلى ارتفاع معدل الانتحار لدى الأمريكان في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش، و المفارقة الغريبة هو أن منذ أن قرأت هذا الخبر لا يمر يوم أو يومين إلا و اقرأ خبر في إحدى الصحف المحلية أو المواقع الإلكترونية يتحدث فيه عن انتحار شخص هنا أو محاولة انتحار آخر هناك،
و هو ما يثير كثير من التساؤلات حول المجتمع و متغيراته و الإعلام و أجندته، فمثلا لا بد من التساؤل هنا عن سبب تزايد حالات الانتحار في المجتمع السعودي في ظل ما نقرأه من انتعاش اقتصادي سعودي و استقرار للأوضاع الأمنية و المعيشة و تنامي الشعور الديني المعتدل، كما أني أجد نفسي هنا أتساءل عن السبب الذي يدفع الإعلام المقروء و الإلكتروني على وجه التحديد للحديث و بكثيرة ملحوظة عن مثل هذه الأحداث دون طرحها كقضية و ظاهرة اجتماعية، فجل تلك التغطيات تركز على أنها حالات لا تعدو من كونها فرديه منبعها إما الأمراض النفسية أو المخدرات أو ضعف الوازع الديني، و هو تهميش للقضية خصوصا في وقت أصبحت أخبار حالات الانتحار واضحة للمتابع و تتجاوز في مجملها ما يمكن اعتباره حالات فرديه و نفسية فقط.
في التالي بعض من تلك الأخبار التي لا يتجاوز تاريخ نشر أقدمها شهر واحد:
انتحار حاج سبعيني في مكة المكرمة
مواطن يحاول الانتحار برمي نفسه من اعالي أحد الجبال بمنى
انقاذ سيدة سعودية اشعلت النار في نفسها محاولة الانتحار
أنتحار 3 حجاج.. واحدهم شنق نفسه بمروحة سقف غرفته
إنقاذ شاب بعد محاولة انتحار فاشلة بصبيا
صحف: انتحار حجاج جزائريين.. وابتزاز السعوديات متواصل
انتحار تركستانية متزوجة من سعودي في مكة
شرطة جدة ترجح فرضية انتحار “صومالية” المستشفى
إحباط 25 حالة انتحار بنفسية الطائف
انتحار بنجلاديشي بدورة مياه مؤسسة بالقطيف
انتحار نزيل في مستشفى شهار بالطائف
انتحار خادمة هندية بعد 3 اشهر من وصولها للمملكة
جامعي الخبر يستقبل 5 حالات انتحار لخادمات خلال أسبوع

و يبقى السؤال مطروحا و  هو (هل الإنتحار في بلادنا ظاهرة حقيقية نعلم بوجودها و لكننا نفضل أن نتحدث عنها دون الإعتراف  بوجودها)، و بالتالي نؤكد مرة اخرى لأنفسنا قبل العالم بأننا افضل موطن يتنكر للحقائق التي يعلم وجودها من منطلق الخصوصية و  الخوف من كلام الناس!!!!

إقرأ ايضا:

التلفزيون و حق الموت


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

5 responses to “الظاهرة الغير معترف بها”

  1. range repair edmonton

    Hello just wanted to give you a quick heads up. The words in
    your content seem to be running off the screen in Safari.
    I’m not sure if this is a formatting issue or something to do with internet browser compatibility but I thought I’d post to let you know.
    The style and design look great though! Hope you get the problem
    solved soon. Thanks

  2. Hipolito M. Wiseman

    I just want to say I’m very new to blogging and absolutely savored this page. Probably I’m likely to bookmark your blog . You certainly have good posts. Appreciate it for sharing your website page.

  3. تميم

    حالات الانتحار المتزايد فعلا امر مقلق، ودائما افكر فيها هل فعلا نسبة حالات الانتحار ازدادت عن السابق واصبحت ظاهرة ام انها كانت تحدث في الماضي ولكن لا نعلم بها لعدم تسليط الضوء عليها من قبل الاعلام مثل ما يحدث الان؟ ايا كان يجب دراسة الظاهرة وايجاد الحلول فمن غير المعقول ان نظل دافنين رؤوسنا تحت التراب وبس !

    شكرا لك ياسر

  4. ليلى.ق

    هل الإنتحار في بلادنا ظاهرة حقيقية نعلم بوجودها و لكننا نفضل أن نتحدث عنها دون الإعتراف بوجودها؟؟

    نعم .. هي ظاهرة مقلقة ، مقلقلة للبيئة الإجتماعية ، تدرك سيدي مدى فظاعة ما يحدث .. عنما تجد حتى الأطفال ما دون المراهقة يتمنى الموت إنتحاراً ويعلن ذلك في كثير المواقف .. فما بال المراهقين المتذبذبين والبالغين من تمكنت منهم ضغوط الحياة ..
    قد تجد في مدرسة ابتدائية ما .. قبول غريب من الأطفال لفكرة للإنتحار ” ملل طفش حياة لا تستحق !!!” قد لا يدرك الطفل جرم ما يقول ولكن المشكلة إذا بقي هذا القبول يلازمة حتى الكبر ..
    ما الذي عزا بالطفل لهذا الميول هل هم الأهل أو مقوله يكررها الأب أو الأم أم الأفلام أو الأصدقاء أم هي رغبة حقيقية ؟
    وبالنسبة للكبار ..
    إذا لم يكن مجنون أو مصاب بالشيزوفرينيا … فأنا لا أعذرة .
    لأنه لم يفقد عقله الذي حباه الله للتفكير والعودة للطريق السوي ، وألومة لأني ترك الله وبعد عن الدين فلم يصبح له وازع ديني يردعة أبسطها الصلاة التي تريح النفس وتبقي الاتصال مع الله قائماً .. قال تعالى :{‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏} .
    أسأل الله أن يشفيهم ويردهم إليه رداً جميلا .
    حمانا الله مما إبتلاهم وثبتنا على دينه وطاعته.

    دمت ..

  5. بندر

    جات على الإنتحار بس ؟
    إحنا مو عارفين ولا حاجة !

    أغمض عينك و نام ..
    في سلام .. في سلام ..
    نحن نعيش في المدينة الفاضلة ..
    و هذا هو الكلام !!!

اترك تعليقاً