أحرص كثيرا عندما اقرر أن أقرأ كتاب أو أن اشاهد فيلما او برنامجا وثائقيا أن تكون المحصله التي سأخرج منها من تلك التجربة الثقافية المعرفية جديدة من حيث الفكرة و الخلاصه بحيث لا أكون قد أضعت وقتي في قراءة معلومات و أفكار لا تضيف لتجربتي و لمخزوني المعرفي شئ جديد، و قد كان لمتابعتي و قرائتي بعضا من ما كتبته الكاتبة الأمريكية (نيومي ولف – Naomi Wolf ) مؤلفة كتاب (نهاية أمريكا – The End of America ) الأثر
الكبير في خروجي بفكرة جديدة كليا تتمحور في كون أن الديكتاتورية قد تتلبس أشكالا و ألوان و إن كان منها ما قد يظهر للعين المجرده على أنها حرية و ديمقراطية، فقد كشفت الكاتبه حقائق ساعدتني على فهم طريقة عمل الأنظمة السياسية الساعية لتحويل أنظمتها و تراكيبها و آلياتها لتشكل نظاما سياسيا مغلقا و ديكتاتوريا و إن كان في الظاهر يبدو مثالا للحرية و الديمقراطية.
و قد وضعت (نيومي ولف) في كتابها الآنف الذكر عشرة مؤشرات و تكتيكات تنبئ بقيام الدول بعمل مؤسساتي يهدف تحويل المجتمعات الحرة إلى مجتمعات تتبع نظاما تكتاتوريا مسيطرا عليه يماثل تجارب مختلفه من التاريخ تشكلت من سيطرة أنظمة تنفيذية و تشريعية و قضائيا منبعها دساتير الأحزاب الواحدة مثلما جرى في المانيا النازية و إيطاليا الفاشية و تشيلي بكل مواصفات الإجرام التي جلبها رئيسها السابق (بينوتشي).
و لنفهم كيف يمكننا أن نستقرئ ما إذا كانت الدول تتجه نحو التضييق على مواطنيها و تحويل المجتمعات الحره أو الشبه حره لتجمعات إنسانية تعيش مثل قطعان الماشية لا تملك قرارا و لا صوتا على الرغم من كونها تعتقد أنها تملك الدنيا بما تملكه من كومة الشعير التي يملأ كرشها طعاما به يستعبد بها الراعي مصير تلك الشاة الجميلة لينحرها متى شاء.
إليكم الخطوات العشر كما صنفتها (نيومي ولف) و التي تتبعها الدول لتحويل المجتمعات الحرة إلى مجتمعات مغلقة خاضعة لسلطة الديكتاتور:
١- الإستحضار في كل مناسبة الأخطار التي قد تصيب المجتمع من أعداء الداخل و الخارجها.
٢-إنشاء سجون سرية و سجون خارج البلاد لا يعلم عن وجودها أحد و لا تخضع لقوانين البلاد الرقابية.
٣-خلق و تمكين قوات عسكرية أهلية للعمل كمساند للقوات الرسمية الحكومية.
٤-مراقبة عامة الناس بكل الوسائل الممكنة.
٥- التغلغل بالجواسيس في كل التجمعات البشرية العاملة في الشأن العام.
٦-القبض على المواطنين العاديين و إطلاق سراحهم دون أسباب حقيقة.
٧-إستهداف شخصيات عامة مشهورة معارضه للنظام و العمل على التضييق عليهم و التشكيك بوطنيتهم.
٨-التضييق على وسائل الإعلام و السعي لتطبيق أنظمة رقابية أكثر صرامة.
٩-إعادة تعريف دور المعارضه على أنها مرادفه للتجسس و الخيانة.
١٠-تقويض سيادة القانون.
هذه النقاط العشر و مدى تطبيقها في المجتمعات تعطي مؤشر حقيقي عن مدى سيطرة الأنظمة على الشعوب بصرف النظر عن طبيعة الحكم و النظام السياسي، فلو تمعنى جيدا في تلك النقاط العشر لفهمنا جيدا لماذا عنونت (نيومي ولف) كتابها بـ(نهاية أمريكا) فكل تلك النقاط العشر تنطبق على النظام السياسي في أمريكا، إبتداء من إستحضار خطر القاعدة و إيران و ما يسمى (إرهاب) في كل مناسبة و مرورا بإنشاء السجون خارج البلاد (غوانتانامو) و تمكين قوات عسكرية أهلية (بلاك ووتر) و إنتهاء بتقويض سيادة القانون بحجة الأمن الوطني من خلال توقيع الرئيس الأمريكي السابق بوش لأكثر من مائة قرار رئاسي نافذ لم يخضع لموافقة و مصادقة الكونجرس و الذي إعتبره الأمريكيين تقويضا فاضحا لسيادة القانون و الدستور
و للعلم فإن كتاب (نهاية أمريكا) تم تحويلة كذلك إلى فيلم وثائقي تتحدث في (نيومي ولف) في محاضرة ألقتها عن هذه النقاط العشر و إسقاطاتها على أمريكا مع مقارنات من التاريخ القديم و الحديث مما يثبت بأن الطغاة يختلفون في الأشكال و المسميات بينما يتفقون جميعا في لغة الظلم و الطغيان.
نهاية أمريكا
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
My partner and I stumbled over here different web
page and thought I might as well check things out.
I like what I see so i am just following you. Look forward to
exploring your web page yet again.
I simply want to mention I am new to blogging and definitely loved you’re website. Likely I’m planning to bookmark your blog post . You really have superb posts. Cheers for sharing your website.
مشكور أستاذ ياسر ..
إن قناع الفضيلة من أخطر الأقنعة التي يصل بها الشخص إلى مبتغاه …
يقابلها في الجانب الآخر تلك الشعارات المنفوخة التي تتغنى بها أمريكا كالحرية ، والديموقراطية ، وحقوق الإنسان إلى آخره من ذلك الهراء …
إنها فقط تحاول تغطية وجهها القبيح الذي لا يعلم مدى قبحه إلا ذلك الآخر التي تنادي بحقوقه في حين أنها أول من يسلبه تلك الحقوق ..
المشكلة العويصة … والمظحكة والعجيبة في نفس الوقت أنها تكذب الكذبة وتصدقها وهذا غاية البجاحة …
يبدو كتاباً رائعاً لعلي أقنيه ..
شكراً مرة أخرى على النبذة الرائعة عن الكتاب ..
وهل هناك دولة ديمقراطية برأيك!!!!
كتاب جميل وتلخيص أجمل لما قرأت..
دمت بود أستاذي:)
يبدو كتابها رائع جداً الكل يعلم بان أمريكا
بلد غير ديموقراطي رغم ديموقراطيتهم مع شعبهم
شكراً لهذا العرض ربما أتعرف على الكتاب أكثر
مستقبلاً بإذن الله
تسجيل حضور … سوف أعود قريباً …