في وقت وصل التفاؤل حده الأقصى بعد التغييرات العديدة التي جرت في البلاد و التي أشرت جميعها على أن الإجراءات الإصلاحية في البلاد بدأت تأخذ شكلها على الأرض، خصوصا مع المجموعة الكبيرة من التغييرات الوزارية و الرسمية و القرارات المتعددة التي بدأ تطبيقها كآليات عمل في عدد من المؤسسات الحكومية المتصله بالمواطن و هي إجراءات تفائل بها الجميع و بإختلاف رؤاهم الشخصية حول مفهوم التغيير و التحديث و التطوير.
و لكن و علي الرغم من هذه التغيرات الإيجابيه أصبح من الواضح أن هناك عدد آخر من الإجراءات التي تم إتخاذها من منطلق إدارة الأزمة الناشئة عن روح التطوير هذه و ذلك مع مجموعة من المنغلقين تمثلت ببعض القرارات الحكومية التي قد تعيد النظر لدي المتابع بخصوص جدية ذلك التطوير و التغيير، و لعل أكثر تلك الأوجه وضوحا هي ردت فعل الدولة تجاه الهجمة الكبير التي بدأت من قبل عدد من المنغلقين على دور المرأة في العمل التنموي خصوصا في دورها الإعلامي و الإجتماعي و الخيري، و كأن تطوير و تمكين المرأه من العمل كمواطن فعّال و بأريحية أكبر هو أعظم ما تواجهه البلاد من مشاكل و أسوأ ما يمكن أن ينتجه هذا الإنفتاح و الذي لا زال خجولا بالمقارنة بما توصلت إليه دولا سبقتنا رغم تميزنا عنها بعدد السكان و الإستقرار السياسي و الإقتصادي.
لا أعلم السبب الذي يدعو الدولة حتي الآن في مجاملة هؤلاء الذين لا هم لهم سوى أن يبقى الوطن جامدا غير متحرك لا يعي من الحضارة إلا تفسيرات كتب التاريخ و لا أقول كتب الدين، هؤلاء الذين لا يشكلون في الوعي العام الوطني إلا قلة قليلة نظرا لأصواتهم الرافضة لكل أوجه التمدن و التحضر التي تبنى على أسس و ثوابت هذه البلاد و التي لا يزايد بخصوصها أحد فهي إسلامية عربية أصيلة ممارسة و إيمان.
العقل المحافظ في بلادنا كان و لا زال هو المحرك الأول و الأساسي لحركة التقدم و لكن هناك فرق بين العقل المحافظ الذي يعتمد علي مبادئ الدين المتجدده و الصالحة لكل زمان و مكان و بين هؤلاء الذين لا يفقهون من الدين سوى ما يجعله ثابتا منغلقا لا يقبل القياس و الإجتهاد و ذلك من باب سد الذرائع و الإبتعاد عن الشبهات و العيش دون بدع، فكل جديد لديهم بدعة و رجس من عمل الشيطان.
في هذا الوقت الذي تتطلع الحكومة بزيادة جرعة التطوير في مجالات التقنية و الإقتصاد و الصحة و التعليم هناك متطلبات ضرورية لتحقيق تلك التطلعات المستقبلية و هي أن لا تكون البلاد و مؤسساتها الحكومية مسرحا لصراعات فأوية و مناطق سيطرة و هيمنة ذلك التوجه أو ذاك، فلا نريد وزارات تطبق الإنفتاح بأقصاه الغير مقبول من الأغلبية و لا نرضى أن يسيطر المنغلقون على مؤسسات حكومية عامة يشرعون و يعملون و يحاسبون الناس بناء على تفسيراتهم و تقييماتهم لولائات و معتقدات ذاك الرجل أو تلك المرأة.
عندما تمنع المرأة من الإحتفال بالطريقة التي تناسبها في ملتقيات نسائية ١٠٠٪ فأليس هذا تدخل الرجل فيما لا يعنيه و إن كانت المرأة إدرجت كجزء من عملية إتخاذ القرار (للإستهلاك الإعلامي)، و كم كنت أتمنى أن أري أحد هؤلاء الشجعان يخرج علينا ليطالب بمنع الإحتفال بمهرجان الجنادرية و أوبيريته السنوي بنفس الطريقة و ذلك لكي نعلم هل الموضوع هو فقط إستقواء على الحيطه المايلة كما يقال أم هو موقف مبدئي لا يحيد عنه هؤلاء (الرجال) .
I just want to mention I am all new to weblog and really loved your blog site. Likely I’m likely to bookmark your blog post . You certainly come with outstanding writings. With thanks for sharing with us your website.
تدوينة مميزة…و لكن استغربت جدا مقولتك هذه:
لا أعلم السبب الذي يدعو الدولة حتي الآن في مجاملة هؤلاء الذين لا هم لهم سوى أن يبقى الوطن جامدا غير متحرك لا يعي من الحضارة إلا تفسيرات كتب التاريخ و لا أقول كتب الدين، هؤلاء الذين لا يشكلون في الوعي العام الوطني إلا قلة قليلة نظرا لأصواتهم الرافضة لكل أوجه التمدن و التحضر التي تبنى على أسس و ثوابت هذه البلاد و التي لا يزايد بخصوصها أحد فهي إسلامية عربية أصيلة ممارسة و إيمان.
أحقا لا تعلم؟ أم انه سؤال استنكاري؟
عموما مدونتك ثرية جدا ما شاء الله و سوف يكون لي فيها وقفات بإذن الله…
تحياتي
القضية أكبر مما قد نتوقع أستاذي العزيز القضية أن الدولة ملتزمة مع السلطات الديننية العليا بالتزامات منذ تأسيس الدولة مما جعل الأمر أكثر صعوبة, شيء يسوء ولا يسر أن نرى نصف المجتمع خاملاً من أجل آراء فردية أو مذهبية وحيدة, ولكن تلك الرواسب بدأت بالتحلل وتدريجياً لم يكن الأمر قبل عشرة أعوام بهذا الشكل..
استاذ .. ياسر
نفس السؤال دار في عقلي . لمصلحة من إستمرار مجاملة السلطة للتيار المتشدد؟ !!!! وعلى حساب من؟!!! ومن المستفيد من سياسة شد الحبل؟ !!!!. وإلى متى.؟ حتى يتصدع الحبل !! لاأدرى !!!
في روتانا خليجيه من كم يوم شاهدت برنامج حول منع ظهور المراه متبرجه في وسائل الاعلام وانه يوجد قانون عمره خمسين عام لم يلغي ولم يطبق كما هو (!) مما جعل الجدل دائم ( حسب كلام احد الضيوف ) وان بعض العلماء رفعوا خطاب لوزير الاعلام كي يطبق ، ما استطيع قوله كل انسان يتشابه مع قضاياه وقضايا العالم العربي اليوم بعضها يحرجنا حتى امام بعضنا البعض .
هناك كثير من القرارات التي سمعنا عنها و لم تظهر الى النور. ولا أدري هل الأصل أنه كانت هناك جدية في القرارات و لكن التدخلات أوقفتها في آخر لحظة أو أنها من الأساس حبر على ورق.
ما أراه أن المجتمع يحتاج الى فترة لكي يصبح بإمكانه أن يغير، و لكنه في الأتجاه الصحيح.