كان لدى والدي موظف لبناني مسيحي منتمي سياسيا لما يعرف بالقوات اللبنانية التي أسسها و تزعمها و لا زال “الحكيم” كما يسمى الدكتور سمير جعجع، كان هذا في أواسط الثمانينيات الميلادية و في عز الحرب الأهلية التي قطّعت أوصال جنة الشرق و حولتها
إلى جحيم أرضي ما يزال إلى يومنا هذا يحاول أن يعيد و لو شئ بسيط مما كان
عليه في السابق
تذكرت جوزيف و الذي بقي في ذاكرتي رجل من أرقى الرجال أخلاقا و أكثرهم حرصا على العمل و أكثرهم قدرة على التفاؤل خصوصا كلماته التي كان يرددها لزملائه الموظفين المسلمين و الذين كانوا يحاولون دعوته بين الحين و الآخر إلى الإسلام مستخدمين في ذلك وسائل العتاب و التوبيخ و الوعيد، حيث كان يردد عليهم جملة
“كل واحد على دينو .. الله بيعينو” واضعا بذلك حدا لذلك النقاش المبني على عدم قدرة الأول على الإقناع لفجاجة إسلوبه و عدم رغبة الثاني على الإقتناع بحكم ترسخ قناعاته، و عليه فما الداعي للإستمرار في نقاش و تبادل أفكار و تراشق إتهامات فكاهيه في حين و جارحه في حين آخر دون إمكانية في تحقيق هدف مشترك.
ما يخيفني في هذا الزمان “الأغبر” كما يقول المصريون أننا أصبحنا قوم لا نعي من دروس التاريخ إلا أسماء و مواقف نسطرها في كتب لا تلبث أن تصبح زينة في مكتبة مركزية، و ما زلنا نتجاهل بغباء أو بتآمر أو بجهل أن التاريخ يُصنع لتستفيد منه شعوب الأرض فتلك هي حكمة التاريخ، فلا فائدة من شعب لا يفقه دروس التاريخ و لا يتعلم من تجارب الغير.
أخاف على وطني من غباء أبنائه و من تآمر من أسميهم أحاديي العقل و من جهل ما تبقى من قوم لا يستخدمون من العقل إلا بحدود ما تسمح لهم محافظهم المالية أو عقولهم المتحجرة، فما حصل للبنان في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي ما هو ببعيد عن ما تدور ملامحه في محيطنا القريب و الداخلي من تشتت فئوي و عنصري و مذهبي، و إنها لطامه أن نكون اليد التي رفعت عن تلك الجنة الإرضية ما لحق بها من خراب لنعيد بعد عقدين من الزمان و نشعلها في وجه أرضنا نارا لم تكن في يوم رماد، لنكون بمحدودية تعاطينا مع من نختلف معه أشبه بمن يحاول أن يقتل كل من حوله ليقول لنفسه أنه البطل الصامد.
كما قال جوزيف
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
Hello everyone, it’s my first go to see at this web site, and post is really fruitful
designed for me, keep up posting these articles or reviews.