المقال منشور في جريدة الوطن السعودية: مع تزايد اعتماد الشركات التجارية على الإعلان في وسائل الإعلام باختلاف منصاتها وخصوصا الحديثة منها بما فيها الاجتماعية ظهر انحسار ملحوظ وانخفاض مؤثر في الصرف الإعلاني على وسائل الإعلام التقليدية (الصحف والتلفزيون)
وهو الأمر الذي دعا شركات التخطيط الإعلاني والتي تملك قرار الصرف وتوزيع ميزانيات عملائها إلى فرض اشتراطات صارمة على تلك الوسائل، تتلخص بضرورة العمل على زيادة نسبة المقروئية والمشاهدة لمستويات تجعل من الإعلان فيها يعود للمعلن بشكل يتناسب مع حجم الصرف، وإلا اتجهت تلك المبالغ المخصصة لها لوسائل ذات مردود على الاستثمار الإعلاني يتماشى مع تطلعات المعلن.
يبقى شهر رمضان المحرك الأهم لميزانيات صرف المعلنين، وبالتالي هو الشهر الذي يستنفر فيه جميع العاملين في هذا القطاع وذاك لاقتطاع أكبر قدر ممكن من الميزانيات الإعلانية التي تخصص للترويج عن خدمات ومنتجات استهلاكية تديرها شركات عربية، ولا أقول إسلامية، لصالح معلنين، جزء كبير منها عالمي مع وجود محلي يتزايد كل عام.
إذا مع هذه الإشكالية التجارية يقف صاحب القناة ومدير الإعلانات موقفا يحتم عليهما إقناع صاحب قرار محتوى القناة بأهمية تقديم منتج إما مثير للجدل لكسب أقبر قدر ممكن من المتابعين وفق فلسفة أن (كل ممنوع مرغوب) أو تقديم منتج يحاكي الغرائز أو يستغل التجاذبات الفكرية في المجتمع.
هذا العام قامت الدنيا وكما يبدو أنها لن تقعد لاعتزام قناة إم بي سي، بث مسلسل الفاروق “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه، وهي الحالة التي لم تعد جديدة، خصوصا بعد الجدل في العام الماضي والذي استمر لشهور والخاص بعرض مسلسل الحسن والحسين، والذي انتهى إلى لا شيء، حيث عرض المسلسل ولم ينتج عنه ما كان يثار حوله بين الأضداد، ونجد اليوم دعوات مماثلة تصرح بتحريم عرض مسلسل الفاروق وتدعو لمقاطعته، واعتباره تجاوزا غير مسموح.
بالنسبة لي أرى أن الموضوع له أكثر من وجه، أولا أن قرار إنتاج وبث المسلسل ينطلق أساسا بهدف تقديم مسلسل مثير للجدل وذلك للاستفادة التجارية من الإعلان والإفادة التسويقية للمعلن، ثانيا يتعلق بتحريم وتحليل عرض المسلسل والذي من الواضح أنه ليس قرارا يتعلق بفتوى أو رأي ديني بل هو قرار يتعلق بتفسير رسمي حول ما يمكن تمريره والتعاطي معه باعتباره أمرا مقبولا وفق التطورات الاجتماعية. منع عرض مسلسل الفاروق لن يكون مستغربا، وعرضه سيكون انتصارا للأجندة التجارية وفاتحة لإنتاج مسلسلات للخلفاء الراشدين الآخرين سيشهدها الإعلام العربي في القادم من الأيام، ليصبح التاريخ هو ما يحرك الإعلام التقليدي تجاريا.
من يمنع عرض “الفاروق”؟
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to mention I am new to blogging and actually savored this web site. Almost certainly I’m want to bookmark your website . You surely come with tremendous stories. With thanks for sharing with us your web site.