عقبال ما يكون عندنا أوباما!

بقلم: فيصل عباس*

ايام قليلة تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي بصراحة لا تعنينا بشيئ سوى أننا سنرى وجها يتغير وننتظر ما سيترتب على ذلك من سياسات تمس قضايانا ومنطقتنا، وندعو الله أن يكون من سيجلس على عرش البيت الأبيض للسنوات الأربعة المقبلة أقل سوءا مما قبله، بحيث لا يغزو بلدين مسلمين خلال 8 سنوات ويتسبب بمصيبة اقتصادية عالمية بعد ذلك.

أقول ذلك بمزيج من الأسف والسخرية، أسف لأن العرب والمسلمين لا يستطيعون سوى التفرج، فيما للوبي الاسرائيلي قوة هائلة تستطيع التأثير على صناعة القرار في واشنطن.
أما السخرية فهي على كتاب صحافتنا الذين يكتبون عن الانتخابات الأميركية وكأنها انتخاباتهم، فتجدهم يحذرون من التصويت لمرشح وينصحون بالتصويت الآخر، ويحللون الشأن الأميركي بشكل يجعل من يقرأ يظن بأن الكاتب ضليع بالسياسية الأميركية وكأن بلاد العم سام هي “ديرته”، فيما هو لا يستطيع تعداد الولايات الأميركية لو طلب منه ذلك.
الواقع أيها السادة أنه لن يأتي ذلك الرئيس الذي يحلم به العرب، الذي سينصفهم وينصر قضاياهم بعد طول انتظار… ذلك لأن أميركا قائمة على نظام مصالح، و”جماعات الضغط” أو “اللوبيهات” ليست سرا في واشنطن، وطالما لا يوجد لوبي عربي من الوزن الثقيل قادر على العمل بشكل محترف فلا تنتظروا الكثير لا من باراك اوباما ولا من جون ماكين (وبما أن تأسيس لوبي عربي يتطلب أن يتوحد العرب، على الأقل في أميركا، فرأي أن تقولوا على المشروع السلام).
بالنسبة لي فباراك أوباما أقل الشرين، ذلك لأني أميل للديمقراطيين شخصيا، ربما لأن لا مصالح نفطية لي تجعلني أفضل الجمهوريين وأجندات أعمالهم، والأكيد أن ميلي للديمقراطيين هو أنني أرى في وصول باراك أباما إلى سدة الحكم حلما يتحقق، حلما جميلا أتمنى أن يتحقق في البلاد العربية… أن لا يكون هناك سقف لطموح الشخص، وان يكون المعيار الوحيد هو عمل الانسان، وليس حسبه ونسبه.
مبروك عليكم رقيكم وتقدمكم وسموكم عن الأحقاد السابقة اذا ما انتخبتم اوباما يالأميركيين، وعقبالنا!

* محرر ملحق الإعلام بجريدة “الشرق الأوسط” – خاص بمدونة ياسر الغسلان.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

7 responses to “عقبال ما يكون عندنا أوباما!”

  1. Andrew A. Sailer

    I just want to mention I’m very new to blogging and site-building and seriously savored your page. Probably I’m planning to bookmark your site . You amazingly have excellent writings. Cheers for sharing your blog.

  2. فهد المطيري

    أن لا يكون هناك سقف لطموح الشخص، وان يكون المعيار الوحيد هو عمل الانسان، وليس حسبه ونسبه.

    كلام يكتب بماء الذهب

    أشكرك عليه أخي ياسر

  3. مساعد

    لا تصدق أخي فيصل عباس ..
    سيكون حاله كسابقه أما أغتيال أو يعزل بتهمه ووو .. ولا يخفى عليك الخبر الذي نشر قبل ايام من القبض على شابين أمريكيين كانوا بنوون قتل عدد من السود ومن بينهم أوباما ..

  4. فهد الحازمي

    أؤيد رأي أخي ياسر
    يعني ليس هنالك فرق كبير في السياسة الخارجية والله أعلم

  5. فيصل عباس

    على العموم كلها يومين ونعرف من يفوز… شخصيا اتمنى فوز اوباما، وان كنت لا اتفاءل خيرا بجميع الاحوال

  6. ياسر الغسلان

    عزيزي فيصل
    أصبحت مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بأن السياسة الأمريكية تجاه قضاياها الداخلية و الخارجية بما فيها قضايانا العربية و الإسلامية لن تتغير إطلاقا مهما تغير اتجاهات الرؤساء الذين يأتون لتنفيذ تلك السياسيات التي تم تحديدها منذ سنوات ماضية، و التي بنيت على مصالح تمتزج فيها السيطرة الاقتصادية بالقناعات العقائدية و الدينية.
    القضية الحقيقية في تقديري هي في التركيز على القضايا ذاتها التي ينادي بها المرشحين و ليس موقف المرشحين منها، فكما قال أحد المحللين للسياسة الأمريكية واصفا طبيعة الخطاب السياسي في الحملات الانتخابية حين قال ( من قال بأن موضوع الإجهاض مثلا يشكل أهمية لعامة الشعب و له تأثير على حياة الإنسان الأمريكي العادي، و من قال بأن مسألة زواج المثليين تعني شئ لعامة الشعب، إنه الإعلام الذي يوجه الناس و يحدد ما هو المهم لديهم ليخدم أجندات محدده سلفا تعمي العامة من التفكير بالقضايا الحقيقة التي تمسهم)، هي قضايا خلقها السياسيون ليختلفوا حولها أمام الناس، بينما القضايا الحقيقة التي تمس الناس بشكل حقيقي لا تجد بين أراء المترشحين أي اختلاف حولها، و ذلك كما تأكده تقارير بأن السياسة الضريبية لدى كل من ماكين و اوباما هي ذاتها و هي ذاتها المطبقة الآن في عهد الرئيس بوش.
    الاختيار بين المرشحين هنا كمثل من يسألك (هل تريد أن تصطاف في جدة أم في الرياض؟؟)، علما بأن السؤال كان يجب أن يكون (أين تريد أن تصطاف ؟؟؟؟) نقطه أول السطر.
    فكل من اوباما و ماكين ليسا إلا وجهان لعملة واحدة.
    تحياتي

  7. فهد العتيق

    مرحبا فيصل
    طالما سعدت بإطلالتك في مدونة ياسر وموضوع الانتخابات الرئاسية الامريكية هو فصل جديد من الدوامة العربية.

    شخصياً أتذكر أول مناظرة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية التي اشاهدها على الهواء مباشرة كانت في عام 1992 بين بوش الاب وكلينتون وقد اعلنت عنها محطة ام بي سي حيث اتذكر اني كنت في الصف الثالث متوسط وكنت متشوق للمناظرة وسهرت حتى ساعات الفجر الأولى بإنتظارها وعندما شاهدتها واصررت على انهائها صدقني لم افهم شيء ولم ارى في اي مرشح سوى استمرار في النهج الامريكي من الرئيس السلف الى الرئيس الخلف.
    وشعرت بالصدمة لأني لم اسمع شيء عن دعم القضية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين الفلسطنيين وعن دعم العرب بالسلاح لمجابهة العدو الصهيوني خصوصاً من بوش الاب الذي كنت من مؤيديه على خلفيت حرب الخليج الأولى.
    وها هو السناريو يتكرر وانا اجد نفسي تقول لي يابن الحلال ترا زيد اخو عبيد واكل متحمس لأوباما ولنظرية التغيير ولكن ثق ان الناخب الامريكي سوف يحكم الاعراف والتقاليد في هذه المرة وسوف يرشح ماكين وجزء من مؤيدي اوباما في الظاهر سوف يرشحون ماكين في الخفاء.

    صعبة يا اوباما

اترك تعليقاً