متحدث الفيس بوك

 ينشر بالتعاون مع موقع (المفكرة الإعلامية)

في يوم واحد يصدف أن تعلن وزارة الثقافة و الإعلام عن تعيين الأستاذ عبدالرحمن الهزاع متحدثا رسميا لوزارة الإعلام السعودية و يتم إفتتاح صفحة شخصية علي موقع الفيس بوك لوزير الإعلام السعودي و الذي أجرى معه من خلالها الزميل الصحفي المتميز (عضوان الأحمري) من جريدة الوطن لقاء صحفي على الماشي تمحور حول سبب رفتتاحه لحساب شخصي في موقع الفيس بوك إضافة لنقاش حول معنى حرية التعبير و إرتباط ذلك بالثوابت.
لا بد أن أنوه في هذه العجاله أولا بقرار تعيين المتحدث الرسمي للوزارة و التي من مهامها في الأساس أن تكون متحدثه رسميه بإسم الحكومة السعودية في جميع القضايا خصوصا ما يصدره الديوان الملكي من بيانات و ما يصدر عن مجلس الوزراء من قرارات إضافة لقراءة الكلمات التي تلقى نيابه عن ملك البلاد في المناسبات الوطنية و الشعبية و الدينية، و هو تعيين له من المعاني الإيجابية الشئ الكثير خصوصا فيما تعنيه من أن التعبير عن المواقف الحكومية قد أصبح جزء لا يتجزء من العملية الإدارية و وسيلة ضرورية في عملية الإدارة الحكومية تجاه العلاقة التي تربطها مع القاعدة العريضة من أبناء الوطن و مع كافة الشرائح المقيمة على أرض هذه البلاد.
كما أن تعيين متحدث بإسم الوزارة و التي أصبحت في الآونة الأخيرة تلعب دورا أساسيا في عملية التكوين الثقافي و الإجتماعي بعد إدراج مسئولية الثقافة لها يحتم عليها أن تكون أكثر إتصالا مع الناس و قادرة على تبيان مواقفها و التي لها مؤيدوها علي المستوى الشعبي بقدر ما لها من معارضين يجدون في عمل هذه الوزارة تحديا حقيقيا للثوابت الدينية و وسيلة لتغريب المجتمع و الدفع نحو إعادة صياغته ثقافته ثقافيا و فكريا.
صفحة الفيس بوك التي أطلقها الوزير تأتي في تقديري إمتدادا طبيعيا لما خطط له بإعلان تعيين المتحدث الرسمي و هو ما يجعلني أتسائل هل إن هذه الصفحة التي صادف إطلاقها إعلان تعيين المتحدث الرسمي هي نتاج لشئ واحد، و بمعنى آخر هل أن المتحدث الرسمي الجديد الذي عرف عنه الخبرة الطويلة في العمل الإعلامي و الفهم الواسع للخطوط العامة للسياسات الإعلامية السعودية هو نفسه من يسير هذه الصفحة لصالح الوزير في عمل يعرفه المشتغلون في الإعلام بإنه أحد آليات و تكتيكات التخطيط في مجال العلاقات العامة، و هل أن القرار الذي أخذه وزير الإعلام في الدفع نحو الإرتقاء بالعمل الإعلامي من خلال مؤتمر الإعلام الدولي الأخير الذي أقيم في الرياض قد بدأ في التطبيق فعليا و بخطوات حقيقة على أرض الواقع و ذلك في سابقه ربما هي الأولى في تحويل مخرجات التوصيات و النقاشات المهنية و المتخصصه في المجال الإعلامي لواقع العمل و التشريع و التنفيذ الحكومي.
لا بد من التسائل حول ما إذا كان توقيت إطلاق الصفحة و تعيين المتحدث الرسمي أتى من باب المصادفه أم إنها عملية مقصوده هدفها إيصال رساله ضمنية لم أستطع أن أستوعبها بعد، أم أن هذه المصادفه لم تكن محسوبه كونها أنتجت لنا إستفهاما ربما يتبلور و يكبر و يستفحل بعقل المشككين و المؤمنين بنظريات المؤامرة مفاده أن من يسير صفحة الفيس بك الخاصة بالوزير هو ذاته من تحمل مسئولية التحدث بإسم الوزارة و بالتالي فإن اللقاء الذي أجراه زميلنا عضوان كان مع من يمثل الوزير و ليس مع الوزير، و بالتالي تقع الوزارة في المحظور الذي طالما كان سبب تشكيكها بمصداقية و مهنية وسائل الإعلام الإلكترونية من خلال قولها أن من يكتب إلكترويا هو خيال مستتر لا نعرف مصداقيته و إجندته، و بالتالي نقول هل لا زالت وزارة الثقافة و الإعلام مقتنعه بما نعتت به في السابق الصحافة الإلكترونية و إعتبرته عيب يتطلب تشريعا رقابيا أكثر صرامة؟