حرية الإعلام أم حرية الأحذية

d985d8b1d983d8b2-d8a7d984d8afd988d8add8a9-d984d8add8b1d98ad8a9-d8a7d984d8a5d8b9d984d8a7d9851ينشر بالإتفاق مع موقع المفكرة الإعلامية

نقلت عدد من المصادر الصحفية خبر مفاده أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي و الذي إشتهر و ذاع صيته بعد أن رشق الرئيس الأمريكي السابق بوش بحذائها أنه سيقوم بجوله على عدد من العواصم العربية و ذلك للحديث عن تجربة الحذاء تلك، حيث إبتدئها بالفعل بزيارة العاصمة السورية و التي سيجري فيها فحوصات طبية للتأكد من صحته
بعد أن قضى تسعة أشهر في السجون العراقية جراء قذفه لحذائها بإتجاه الرئيس الأمريكي أثناء مؤتمر صحفي في بغداد جمعه برئيس وزراء العراقي نوري المالكي.
في الحقيقة لست هنا للحديث و تقييم تجربة الحذاء الطائر فقد كتبت عن ذلك في حينه و لكني هنا أتسائل و لعل السؤال يسبقه تعجب و يلحقه إبتسامه صفراء لا معنى لها، فأقول و ليس قولي هنا تقليلا أو تجريحا في شخص الزيدي و الذي لا أعرفه و لم ألتقيه أبد لأقيمه شخصيا و لست من متباعي نشاطه الصحفي لكي يكون نقدي أكاديميا أو مهنا لقدراته الصحفيه و التي قد تكون خارقه من حيث المهنية و قد يكون كذلك شخص رائع و شهم و فيه كل الصفات الإيجابيه و لكن كل ذلك لا يهم هنا فقولي و تسائلي ليس شخصي بل أكبر و أشمل من فرد و حذاء متطاير و رئيس نص كم لأعظم دولة في العالم.
لا أدري ماهو السبب المنطقي الذي يدعو “مركز الدوحة لحرية الإعلام” أن يوجه الدعوة للزيدي ليأتي محملا بتجربة الحذاء و ذلك ليحاضر أمام مجموعة من المهتمين بقضايا الإعلام الثائر وفق منطق مظفر النواب و الذي ثارت حروفه لتضع كل الحكام العرب في مزبله تاريخه المشبعه كلام و كلام و كلام.
نعم السؤال هنا يتجاوز الزيدي فهو سؤال يحاول أن يفهم ما علاقة الحرية بالأحذية و هل أن هذه التجربه الطائره التي إستغرقت ثلاثة ثواني معقده و متداخله لدرجة أن يتطلب فهمها و تحليلها جلسات و جولات بين المراكز الإعلامية التي إستبدلة منطق القلم و الحجة برسائل الأحذية و صرخات الثوار و لعنات الناقمين على كل شئ،  و كأن ذلك هو الدليل بأحقية الحق و ظلم الظالم.
أتمنى فهم علاقة الحرية كمفهوم إنساني نبيل بهذه الحرية التي يروجها هذا المركز عبر الأحذية، كيف يمكن لهذا المركز أن يستقبل هذا الصحفي السجين و يروج لبطولاته و هو المركز الذي كان قد قام في السابق بإحتجاز رئيسه السابق “روبير مينار” في مدينة الدوحة و منعه من السفر مما دعاه لإرسال رسائل إستغاثه عبر تويتر للعالم يخبرهم بإقامته الجبرية و ذلك في سابقه يعلم عنها المهتمين في الشأن الإعلامي حتى قبل أن تصبح تويتر وسيلة ثوار إيران.
لم أزر في حياتي مركز الدوحة لحرية الإعلام و الذي يتبع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع و لكن لست في حاجه لزيارته لمعرفة أو على الأقل التكهن بماهية هذه الحرية و التي تعني في أبسط أشكالها التمرد و الخروج عن المألوف، لأن التعبير الذي قام به الزيدي ليس بعمل الصحفيين و لا الأحرار كما يخيّل لهذا المركز بل هو عمل الثوار و الغاضبين و المتمردين، فهل هذا المركز و الذي يصنف نفسه حامي و رقيب و مدافع عن الإعلاميين المهنيين غيّر إتجاهه ليصبح مرتعا لكل من خرج عن النظام العام و حاضنا لجميع المتمردين على البروتوكولات الرسمية و ملتقى للمعبرين عن الأراء بأسلحة لم تخط في يوم حرف.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

4 responses to “حرية الإعلام أم حرية الأحذية”

  1. Tod Joles

    I simply want to say I’m beginner to blogs and seriously liked this web-site. Likely I’m likely to bookmark your website . You really come with perfect writings. Many thanks for sharing with us your web page.

  2. 4H

    المركز استضاف الرسام الذي رسم الرسوم المسيئة للرسول صلى عليه وسلم والقى فيها خطابا …

  3. فهد العتيق

    اذا عجز الصحفي عن التعبير عن قضيته بالقلم وحارت الافكار في مخيلته واختنق واحتنق وثارت ظنونه وشكوكه هنا فاليكسر القلم لأن لغة الحجة والحوار قد غابت وليستخدم الحذاء الثوري المجيد.
    وليت منتظر قد ركز قليلاً حتى يصيب بوش عندها وربي سيكون بطل العروبة الاول وسيمجد الحذاء ويرفع ويمكن ان يقبل.

    اما المحاضرة المنتظرة فأعتقد انها ستكون عن كيفية رمي الحذاء والدروس المستفادة مع دراسة زاوية الانطلاق للحذاء على مستوى الافق القريب عند درجة الانكسار العامودي. وهل حذاء الباتا افضل ام النايكي. واي لون ممكن ان يموه بين القاذف والمقذوف.

  4. مواطن بسيط

    يا استاذ خالد
    هل انت ضد العنف والحذاءالذي رمى على بوش؟
    فأين الكلام عن صواريخ الباتريوت والقنابل على اطفال وامهات عزل تنزل عليهم فتمسحهم عن بكرة ابيهم
    أهذه السطور والكلمات لأجل حذاء
    وكان الحذاء رمية من دون رامي.

    هل وصل الامر بالصحافين ان يغارو فيما بينهم لاجل شهرتهماالإعلاميه!!!
    عجبي
    أنسيتم اناس سجلو انفسهم بالتاريخ وضحو لاجل وطنهم وقضيته كأمثال غاندي
    آآآخ كم اتألم
    آآآخ كم احزن
    ولاكن هنالك بصيص امل اراه من بعيد
    فهو امر قادم لا محاله.

    يا آمة ضحكة من جهلها الاممِ.

اترك تعليقاً