لا بد أن أعترف بأني لم أتابع كل التفاصيل المحيطة بالقضية التي أثارت الوسط الإعلامي خلال اليومين الماضيين و التي تمثلت بقيام عدد من الإعلاميات السعوديات برفع دعوة قذف على صحيفة إلكترونية و ذلك نتيجة نشرها لتقرير تحدث عن إعلاميات سعوديات يقمن سهرات حمراء و هو ما وجده البعض تعديا سافرا و إتهاما خطيرا يجب أن لا يسكت عنه مهما كانت المبررات و المصوغات.
ما لفت نظري في هذه القضية ليست القضية ذاتها فهي قضية مشابهه لكثير من القضايا الإعلامية و المدنية التي ترفع بين الحين و الآخر في أروقة وزارة الإعلام أو الحقوق المدنية او او…….إلخ، و لكن ما وجدته مفاجئه بل تعداها إلى كونه وقع علي مثل الصاعقة هو
تعليق الأستاذ تركي السديري رئيس هيئة الصحفيين السعوديين و رئيس تحرير جريدة الرياض العريقة و عميد الصحفيين السعوديين بلا منازع و هو بالمناسبه أستاذي الذي له كثير من الفضل بعد الله في حبي و إحترافي للعمل الإعلامي منذ أن إحتضنني و أنا لا زلت في المرحلة الأولى من دراسة الصحافة في الجامعة، أقول أن ما فاجئني في هذه القضية تعليق أبو عبدالله حول الموضوع و هو الذي يتبوء كرسي الدفاع عن الإعلام و حرية الصحافة عندما صرح لقناة العربية مطالبا وزارتي الداخلية والاعلام وهيئة الاتصالات بوضع ضوابط على مواقع الانترنت، وفرض عقوبات “غير عادية” على كل من يستخدم المواقع للإساءة للمجتمع ونشر “كلام تافه” في بلد محافظ.
لست هنا مشكك أو مزايد على حرص الأستاذ تركي على رفعت و تطور العمل الإعلامي السعودي و لكن لا بد لي من طرح تساؤلات قتلني حبسها في عقلي محاولا كتمها و التغاضي عنها، أقول كيف يمكن أن يتجاوز أي إعلامي مطالبة إعلامي مخضرم أن تتدخل وزارة الداخلية في العمل الإعلامي، كيف يمكنني أن أتفق مع منطق إعلامي يرى بأن حامي الوطن من الرأي هم حماته من اللصوص و المخربين، و كيف يمكن أن نقبل نحن الإعلاميين فكرة أن يتم التعامل معنا على أننا نشكل خطرا يتطلب لمن سهر على حماية الوطن من المخربين و القتلة أن يكون هو رقيبنا و محاسبنا و مقرر ما يجب علينا أن ينشر و ما لا يجب.
حديث الأستاذ تركي حول رؤيته للضوابط لمنع تكرارا ما إفترض أنه تجاوز من ذلك الموقع قبل أن يتم البحث في مصادر التقرير و مسائلة الكاتب قضائيا و إستخدام كلمات مثل (فرض عقوبات غير عادية) و (الإساءة للمجتمع) و ( كلام تافه) و (بلد محافظ) هي مفردات بحق لا أستطيع فهمها في عصر الفيس بوك و اليوتيوب و المدونات و الصحفي المواطن و الفضائيات و التويتر و و و و، ففرض عقوبات غير عادية قد تعني السجن و الجلد و التعذيب و الغرامة لحد التحطيم كجزاء لجريمة الرأي و سلاح القلم، و الإساءة للمجتمع قد تعني دفع الثمن غالي نتيجة نقد شيخ أو التهكم على عنصرية المجتمع الدينية و العشائرية، و الحديث بكلام تافه قد يعني أن أدفع الثمن لو تحدثت منتقدا صرف ملايين ذلك النافذ لشراء خدمات ذلك اللاعب أو لإحياء تلك الحفله الوطنية، بينما بلد محافظ تعني أن لا نتحدث لا من قريب و لا من بعيد عن بلادنا التي تفشى فيها كل الأمراض الإجتماعية التي تصيب أي دولة عصرية من شذوذ و عصبية و تطرف و تفسخ و مخدرات و عنف أسري و و و، و نكتفي بالقول بأن بلادنا هي أحس بلاد الأرض و نحمد الله على نعمة الأمن و الآمان و (ترانا أحسن من غيرنا …… و إحمد ربك و تلايط).
تصريح الأستاذ تركي السديري و الذي اكرر أني أكن له كل الإحترام و التقدير لشخصة و مسيرته المشرفة قد جانب الصواب تماما خصوصا إذا ربطنا القول بمطلق القول، فتصريحة قد يكون مفهوما لو كان صادر من مسئول أمني أو موظف رسمي أو محامي أحد المتضررين، أما أن يصدر عن رئيس تحرير صحيفة عريقة و مؤثرة و المسئول الأول و المدافع الرئيسي عن فكرة و حق حرية التعبير و حرية الصحافة و الرقابة و المحاسبة فهذه في قاموسي لا أملك تسميته إلا قمة التناقض و الإنفصام.
في مثل هذا اليوم ٣ مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة (اليوم العالمي لحرية الصحافة – World Press Freedom Day 2009)
حرية الإعلام في زمن الإنفصام
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I simply want to mention I am all new to blogging and site-building and certainly enjoyed you’re website. Most likely I’m want to bookmark your blog . You certainly have incredible writings. Kudos for sharing your blog site.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” خير نسائكم الودود الولود، المواسية، المواتية، إذا اتقين الله. وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم ” ، الغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء؛ لأن هذا الوصف في الغربان قليل
ألا تعلمين أيتها العفيفة بفعلك هذا تكونين في مرتبة الزانية، وللأسف الشديد
حكم المرأة التي تخرج متعطرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها ؛ فهي زانية » رواه أبو داود ، و النسائي
ألا تعلمين بأن هذا الجمال فاني لأن هذه الدنيا ومن عليها زائلون بإذن الله تعالى
ألا تعلمين بأن ملك الموت يأتي بغته على الإنسان فيخطف روحه، فلا ينفع شيء بعدها
ألا تعلمين بأن جمالكِ الذي تصنعيه بهذه الألوان الصبغية المصنوعة من قبل الكفار قد تجلب لكِ بعض الأمراض الخطيرة
ألا تعلمين بأن جمالكِ الحقيقي هو جمال روحكِ وعفتكِ وتمسككِ بدينك
ألا تعلمين بأن جمالك الخالد سيكون في الآخره، فهل عملتي لكسب هذا الخلود ؟؟
هل تنطبق على الصحفي جرائم الشرف في الدول التي تأخذ بالقوانين الوضعية مثلا؟
لا أعلم ما مدى حدود هذه الحرية، وهل تاهت الموضوعية في تقارير الاعلام
بالتأكيد أتأسف بشدة لما تعرضّت مجموعة الصحفيات له, و هو بدون شك مخجل و قميء و لا يفعل شيئاً إلا تعريف من يقوم بهكذا أعمال.
لكنني اتفق معك تماماً على أن الصداع لا يعالج بقطع الرأس, و ضوابط حقوق الأشخاص و حقهم بالدفاع عن أنفسهم ضد التشهير و المساس يجب أن يمر عبر جهات قضائية اختصاصية تعلم بخصوصية العمل الصحفي و تعرف القراءة و التمييز ما بين الخبر الذي يندرج ضمن حرية التعبير و التعدي على حقوق الآخرين (و الخط الفاصل بين الأمرين رفيع جداً و يحتاج لعين خبيرة لتراه).
لكن وضع الإعلام بيد الداخلية… فطبعاً لا أفهمه.. و اتفق معك ياسيدي فيما قلته
مع الاعتذار على الاطالة و التحية من اسبانيا
مهما كانت شخصية الأستاذ تركي السديري منفتحة على حرية الرأي كما تقول ، فإن كرسيه يوجب عليه أن يصرح بتصريحٍ كهذا حتى لا يسلب الصحافة الورقية هيبتها التي تتآكل شيئاً فشيئاً وفي نفس الوقت يبرهن على قدرة الجهات الحكومية على التدخل في الإعلام الإلكتروني الحر ..
يعني مش فارئة .. صحيفة ألكترونية .. صحيفة مطبوعة .. وراكم وراكم 🙂
كنت أنتظر تحليلك أستاذي يعجبني دائماً نظرتك للأمور
و الله أستاذي أنا السديري طاح من عيني من فترة
لأني حسيت أنه أرائه تختلف تبعاً لعلاقته مع بعض الصحافيين
و الكتاب اللي قهرني في هالموضوع أنهم أغلقوا صحيفة
الرياضيين أو الرياضة ما أتابع صحف ورقية بسبب
كلام كتبة محرر عندهم و في هالصحيفة الإلكترونية
تغير كلامه لأن المديرة امرأة 🙂
يعني وش تفسير فعلته هاذي أبي أعرف حمل كاتب التقرير الغلط
و مديرة الصحيفة لا غير كلامك أنه يقول لازم يتم
معاقبة اللي يكتبون بأشد العقوبات غير ان عندنا كبت
يبون يكبتونا زيادة لا حول و لا قوة الا بالله
[…] “ما لفت نظري في هذه القضية ليست القضية ذاتها فهي قضية مشابهه لكثير من القضايا الإعلامية و المدنية التي ترفع بين الحين و الآخر في أروقة وزارة الإعلام أو الحقوق المدنية او او…….إلخ، و لكن ما وجدته مفاجئه بل تعداها إلى كونه وقع علي مثل الصاعقة هو ….” أكمل قراءة الموضوع وعلق على ياسر في مدونته […]
صديقي ياسر
ربما لدي نظرة تفسيرية لما تناوله تركي السديري
وهي نظرته للإعلام الجديد؟
أعتقد أن أبو عبدالله يظن بأن الإعلام يقف عند النقطة التي وصلوا إليها، ولم يسمع بالإعلام الجديد والذي يعني انفتاح الباب على مصراعيه، وسقوط كل الأنظمة الإعلامية مثل نظرية حارس البوابة وغيرها من النظريات والدراسات التي تؤكد أن لوسائل الإعلام سلطة في بث أو حجب الأخبار بما يتوافق مع سياستها.
يحتاج أبو عبدالله لإطلاع في هذا المجال، مع انه يسحب له انشاء إدارة للخدمات الاليكترونية تواكب التقنية بالجوال والموقع الاليكتروني.. لكن المشكلة هي في الفكر والأسلوب الذي يمكن أن يتم التعاطي معه في هذا العالم الإعلامي الجديد
أمر آخر
فهمت كلامه بالمعنى السيء .. هل الصحفيين يتعرضون لهذه المواقف الحاسمة والصارمة من وزارة الداخلية والإعلام؟! الإعلام يحجب والداخلية تعاقب؟!
كم هو سيء الإعلام لدينا !
خصوصية المجتمع أو نحن كبلد محافظ”
أكثر كلمتين أكررهما … والتي توازي لدى البعض بباب سد الذرائع.
مع إحترامي للجميع مكانته ولكن يجب أن يعرفوا أن الإنترنت في البداية وسليلة ليس بالسهل السيطرة عليها لا من أشخاص ولا قطاحات ولا حتى الحكومات…
تقنياً … أهم الأسباب لنجاح شبكة الإنترنت .. هي طريقة تكوينها فهي .. لا تخرج من مصب واحد … فكل معلومة صغيرة لها ملايين لطرق .. وتمر عبر تريولنات الموجهات (الراوترز)
جميل أن يتم الإعتراف .. بجرائم الإلكترونية بأنه جرائم لا تقل قدرا عن الجرائم الطبيعية …
وأعتقد ان متابعة قطاع امني للشبكة سيكون مكلف ومرهق وغير مجدي تقنياً…
ولكن الحل هو ملاحقة من ثبت تورطهم سواء قذف او فبركة او نشر أسرار شخصية … وسن قوانين وعقوبات أقسى وأشنع من العقوبات للجرائم الطبيعية …
لأن الجريمة الطبيعية من الممكن السيطرة عليها وإقفالها بكل سهولة
ولكن الإنترنت … لا
رئي شخصي ….
قراسيس