صدرت مؤخرا قائمة التصنيف العالمي 2007 التي يصدرها البنك الدولي و التي تصنف الدول حسب الناتج المحلي و معدل دخل الفرد السنوي إضافة إلى ترتيب الدول حسب التعداد السكاني، و قد لفت انتباهي هذا التقرير و الذي حلل جميع دول العالم و خصوصا فيما يتعلق بنا (السعودية) و الذي اوضح بأن المملكة لا زالت مستمرة في تصدرها للدول العربية من حيث الناتج المحلي و حلولها في المرتبة الـ 24 عالميا بناتج محلي لعام 2007م قدره 381.6 بليون دولار أي (1431 بليون ريال)، في وقت تتخلف به المملكة في ترتيبها الخاص بالدخل الفردي السنوي بالمقارنة ببعض الدول العربية حيث تأتي السعودية في المرتبة
الرابعة عربيا بعد كل من قطر التي حلت بالمركز الأول عربيا و المركز الثالث عالميا و الكويت ثم البحرين و هو ما يضعاها اي السعودية عالميا في المرتبة 54، في حين أن المملكة تأتي في الترتيب الـ 44 عالميا من حيث عدد السكان و الذي بلغ حسب التصنيف24 مليون نسمة.
عندما قرأت هذا التقرير تساءلت بيني و بين نفسي عن ماذا تعني هذه الأرقام و ما هي الطرق التي يمكن للدولة أن تقوم بها من أجل الرقي بالخدمات الأساسية التي تخدم الوطن و المواطن و كيف يمكن أن تكون هذه الأرقام عونا لنا في تأسيس مجتمع حضاري متطور يمشي و يتماشى من تطورات العصر و يندمج ضمن عالم بات اسمه العالم الجديد اسما و صفة.
و بدون سابق إنذار و أثناء تجولي في خيالي المحمل بتلك الأسئلة وجدت نفسي أمام خبر في احد المواقع الإلكترونية عنوانه (إقامة مسابقة ملك جمال الماعز بالرياض) فتداخلت موجات كهربائية مشوشة على عقلي المتعب و أنتجت فورة من تحلطمات و تذبذبات و قهقهات مجنونه، و كأني ذلك الذئب الكرتوني الذي وقع على رأسه حجر كبير ناتج عن مكر تلك النعامة التي نسميها جميعا(بي بي…………)، و بدل من أن استمر في محاولاتي للإجابة على تلك الأسئلة الاقتصادية المعقدة و التي هي أكبر من عقل مواطن لا يملك في هذه الحياة سوى محاولة التفكير، وجدت نفسي اقذف ببعض ما حملته أفكاري من آمال بعيد لتسقط في مزبلة مجتمع يرفض التقدم و يستهجن التحضر و يكره شئ اسمه أن نكون نحن كما نريد أن نكون، فكيف يمكن أن يخطط مجتمع يملك الاقتصاد الأقوى عربيا و الاقتصاد الـ 24 عالميا لمستقبله و هو يتباهى و يتسابق في جمال حيوان لا يستطيع أن ينفع نفسه و لا ان ينفع غيره، لماذا استمر في إجهاد عقلي بالتفكير و أنا أرى مجتمعنا يعمل على خلق جميع الأسباب الغير منطقية الداعية و الداعمة لغلاء الأسعار و وضعنا ضمن الدول الرائدة في مجال التخلف العقلي.
(ملك جمال الماعز) و (مزايين الإبل) و (مسابقة شاعر النفاق) و أختها (مسابقة شاعر معاني العنصرية) و (قلطة فلان) و (جلسة علان) ، ما هي إلا مظاهر ناتجة عن محدودية التفكير و سطحية الفهم و هي مظاهر ساهمت بخلق مجتمعات تُنتِج لنا أزمات اجتماعية متعددة من أمثال الابتعاد عن الولاء للوطن لصالح البديل الرجعي و أزمة لقمة العيش المتمثلة بارتفاع سعر الأرز و مشاكل غلاء الأسعار بشكل عام، فما دام الإنسان مستعد أن يشتري ماعزا بـ 120 ألف ريال فماذا تتصور ان تكون ردت فعل السوق إلا جنون من ذات الفصيل.
و أخيرا،،، فإن كان جمعٌ غفير من شعب ارتضى أن يهلل و يشجع ماعزا على ماعز و مطهبل على مطهبل فجدير بذلك الشعب أن لا يجد الماعز ليأكله و بالتالي الأرز ليأكله و ليأكل التـ……ن حتى يأتي اليوم الذي نقيم فيه مسابقة اطعم و أشهى تـ………ن و يصبح التـ…….ن أغلى من الماعز ونصبح حينها فعليا مجتمع لا يجد إلا الـ……. ليأكله و سنحقق سابقة بذلك من خلال تربعنا على المركز الأول في قائمة البنك الدولي للدول الأكثر أكلا للـ ………… .<—- هذه نقطة آخر السطر.
إقرأ ايضا:
ملك جمال العالم .. يكرم بالسعودية : مدونة ممارس صحي
Have you ever thought about writing an ebook or
guest authoring on other websites? I have a blog centered on the same information you discuss and would really like to have you
share some stories/information. I know my viewers would value your work.
If you are even remotely interested, feel free to send me an e-mail.
I simply want to say I am all new to blogging and site-building and certainly liked this blog. More than likely I’m going to bookmark your blog . You definitely have impressive well written articles. Thank you for sharing with us your web site.
يابن الحلال … يعني تتوقع لو اهتمو بمشارق النجوم والبوتقه الشيوعيه المتناغمه مع الذات المسائيه … هل بينتقل ترتيبنا الى المرتبه الأولى في الدخل؟
🙂
ولكن اذا رجعنا على موضوع المزايين فالعلم عندي ..
هذا غسيل أموال وما جاك عندي 🙂
للاسف مجتمعنا لا زال امامه الكثير من أجل ان يرتقي و يصبح مجتمع حضاري.
نحن نسير بإتجاه الخلف،،، هذه هي حقيقتنا.
اعتقد وجود مثل هذي الشكيله في المجتمع امر طبيعي ..
الغير طبيعي هو زيادة عددها في المجتمع
عند مقارنتها بغيرها في المجتمعات الاخرى قد لا نجد عدد المهتمين نسبيًا مقارب لعددهم هنا
في النهايه لا اتوقع لهذه الظاهره بالزوال ، وانما اتمنى ان توجد ظاهرات
تنتشر اكثر منها وتغطي عليها وتكون اكثر عقلانية وتقدمًا ..
تشكرااتي
عزيزي فؤاد
لعلك تتفق معي لو قلت أن قيامنا بلوم غيرنا هو أسهل الطرق في تبرير إخفاقاتنا و عجزنا في الإرتقاء بأنفسنا و بمن حولنا لدرجات يمكن أن نفخر بها في يوم ما، و اتفق معك بأن هناك قوى رسمية تأجج هذه العصبية و هذا التخلف لتقول للعالم بأننا شعب لا زال في مهده و لا يستحق ان يمنح اي حرية في الإختيار.
و أنا لست الوم كل الشعب في نقدي أعلاه كما أني لست ابرئ تلك القوى الرسمية من هذا التخلف و لكني الوم بعض من هذا الشعب و هو ذلك البعض الذي إنجر لهذه المكيده و إتبعها قلبا و قالبا،رغم أنه علي أن اعترف بأني لم استغرب إنجرارهم هذا و الذي كان متوقع منهم كونهم مجموعه مؤهله إجتماعيا و ثقافيا لتقبل هذا الفكر العنصري السطحي،و كما يقال في المثل الدارج ( أنا فيني دشره بس ما لقيت اللي يوجهني 🙂 )، فهل الشرهه على ذلك الإنسان المستعد للدشرة أم على ذلك الإنسان الذي علمه الدشرة؟؟؟، ، هل فهمت قصدي:).
كل التحية و التقدير.
أخي ياسر،
وأنا معك أرفض أن احمل كل سقطاتنا الإجتماعية على الحكومة أو على مسؤول فهذا بعيد عن أي منطق. ولكن نحن نعرف من تبنى وروج ورعى تجمعات تحيي العصبية والتفرقة والفوقية مثل مزايين الإبل.
مشكلتي مع بعض الإنتهازيين الذين يحاولون الإستدلال بمثل هذه الحالات ويعممونها ويحاولون أن يوهموا الكثير على أننا لازلنا متخلفين ويحاولون تثبيطنا ورسم صورة قاتمة عن المجتمع. خذ مثلاً مقال صالح الشيحي الشهير الذي قال فيه بأنه يتساءل إن كان في السعودية فقراء؟ وقد خرج بهذه النتيجة عندما رأى الإزدحام في أسواق شارع التحلية ومتاجر التسوق وكأن الفقراء يتسوقون هناك! ردة فعل القراء على مقاله هي علامة صحية جداً بأن المواطنين لم يعودوا يتقبلون الكذب عليهم بمثل هذه الصفاقة.
للأسف أن هناك أناس يفرحون بظهور غرائب مثل هذه ليؤكدوا نظريتهم حول قصور ثقافة وفكر المجتمع. هناك قصور بالتأكيد ولكن المفروض أن ننتقد مثل هذه السخافات -مثلما فعلت أنت هنا- علناً ونتبرأ منها. ويجب على الأخر إن كان منصفاً أن يقرأ شجبنا هذا على أن هناك صوت آخر قوي ومؤثر ربما يكون أقوى من صوت المتبنين لهذه الأمور وأن الأمور هي للأفضل.
تحياتي لك
هههههههههههه موضوع فيه من جلد الذات الشيء الكثير تقدر تقول كوميديا سوداء بالمعنى الحرفي
يعني تضجك شوي وبعدها تبكي من القهر والالم
ما دام همنا الاول والاخير هو الاستهلاك فمن كذا واردى شعب كل همه مشكلة الرز بس محد قال تراكم يا جماعة راعين قرصان وجريش ومرقوق يعني بالراحة تقطعون الرز وتخلون الهنود يجون يحرجون عليه بربع سعره وعسانا نشتري
محد يبي يشتغل ومحد يبي يتعب ومحد يبي للامة ان تبلغ مكانتها الحقيقية
اما التيوس والبعارين فهي ببساطة عملية غسيل القصد منها غسل من متعلقات المخد…..ات والحش……ش والس……ح
يعنني ما ندري ومحد شاف
ولا يفوتك برنامج المقناص على قناة ابوظبي واسمع الكلام اللي يبط الكبد صدق
هههههههههههههه
لا اعرف متى نرتقي فكريا ونكف عن مثل هذه السخافات !!!
معاك حق استاذ ياسر في كل كلمة
الله المستعان
في إحدى الأيام دخلت إلى محل لبيع الحيوانات الأليفة.. كنت وقتها أرغب في شراء أرنب من أجل طفلي وبلغ الأرنب حوالي 150 وفوق بما أنه مستورد!! استهجنت فكري حينما فكرت في صرف 150 على أرنب! في حين لا أعرف إن كان سيعيش فترة طويلة أم لا!!
الآن أتساءل؛ ما الذي يفعلونه في المعيز والإبل الفائزة والتي تشتري بمئات الآلاف ماذا يفعلون بها? هل ستترك هكذا ويتباهون بها إلى أن تموت أم يأكلونها فيما بعد!
عزيزي فؤاد
المصيبه أننا لم نأخذ من الغرب إلا مثل هذه المظاهر الغريبة و التي تنم عن محدودية العقل و المنطق، و على الرغم من أني مقتنع بأن الموضوع له جذورة السياسية و خلفياته المختلفه كما المحت انت في تعليقك إلا أني ارفض ان احمل كل سقطاتنا الإجتماعية لذلك النظام او ذلك المسئول.
المشكلة أخي العزيز هي في العقل الجمعي لشريحة كبيرة من المجتمع التي وجدت الولاء في مكان آخر غير الوطن و أصبحت تحتفل بالبهائم بدلا من التوحد في حب الوطن و لا اقول حب المسئول و العمل من أجل الإرتقاء بهذا البلد مهما كانت التحديات و الصعوبات.
في الغرب عندما يختارون بهيمتهم المفضلة يقومون بتحكيم العقل و تطبيق معايير واضحه تقيس الجمال المفترض، أما لدينا فهم يختارون وفق اللون و الجنس و الأصل، و المفارقة أن ذلك المقياس هو ذاته مقياسهم في نظرتهم لحق الإنسان في الإنتماء.
تحياتي
أختلف معك أخوي ياسر بعض الشيء..
في أمريكا وغيرها من البلدان الأوروبية يقيمون حفلات لأجمل كلب ومسابقة فئران ويجتمع عليها أناس ويغطيها الإعلام وتظهر أخبارها في القنوات التلفزيونيه. ومع ذلك فلهؤلاء الناس الذين يجتمعون على هذه السخافات الحق في التصويت لإختيار أعضاء البرلمان وعندهم دستور وغيرها من الوسائل والحقوق. نسمع بين الحين والآخر عن مليونيره ماتت وتركت كامل الورث لكلب أو قط تملكه. هذه الغرائب ليست حكراً على مجتمع وأمثال هؤلاء السخيفين موجودين حتى في أكثر الدول تقدماً.
سيبقى الفاضين والسخيفين من هؤلاء الناس الذين يصرفون ببذخ على هذه الأمور موجودين لأن هذه طبيعة الحياة. الغير طبيعي هو السماح لتجمع مثل هذا وتشجيع جهات معينة على مثل هذه التجمعات وعلى حفلات مزايين الإبل وغيرها من التجمعات التي تساهم في زرع التعصب ونشر الروح القبلية “السلبية”.
الأخ ممارس صحي سأل السؤال الصحيح وهو “من المستفيد من هذا التخلف؟”. بالنسبة لي فأنا أعرف الجواب وأعرف من هو المستفيد من محاولة إظهارنا كشعب متخلف ليس همه إلا تفاهات مثل هذه..
مع الأسف الشديد .. في بلدي العزيز ” الدبش أولاً ”
اعجبتني هذي !!!:))
أستاذي العزيز .. ياسر
أتوقع أن تكون المعيز يوماً أغلى من الأنسان ومن حضارة الإنسان ،
سؤالي : من المستفيد؟ من هذا التخلف؟
دمت بود
جبتها عالجرح ..
مع الأسف الشديد .. في بلدي العزيز ” الدبش أولاً ”
وتغيرت القاعده الإفتراضية التي يجب ان تكون ” الإنسان أولاً ”
بلد جل اهتمامه أن ينتج بعير جميل ، وناقة تتمايل على استحياء وماعز صاحبة خصر رائع وجذاب
ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس وترصد الميزانيات في سبيل توفير الراحة للبهائم ” اقصد المزايين ”
ووصل بنا الحال .. اقصد التخلف لصنع مستشفى تخصصي لغريب الاطوار اقصد البعير
بينما الإنسان لا يجد له سرير .. والفقير المسكين يموت دون تعويض .. ومن تجد انها تستطيع ان تلد طبيعياً تلد في البيت لتوفر مكان للولاده المستعصية وتطبق كلام الوزير .
بلد متخلف بجميع المقاييس .
تحياتي