المجهول

2454604561_9996d307fd1-300x30011بقلم: رقم
لماذا نخاف من المجهول؟

و الأهم، لماذا نرفض المجهول؟

لماذا يصعب علينا تغيير ما نعرف المؤلم إلى ما لا نعرف الذي ربما يكون أقل إيلاماً؟

أخوفاً من أن يكون أكثر سوءا؟ …. سؤالي هو، هل المألوف المؤلم أفضل من المجهول الذي يحتمل احتمالين حقيقيين متساويين بإما ان يكون أسوأ .. و لكنه كذلك بالتأكيد يمكنه ان يكون أفضل؟!

ألا يستحق تغيير الحال البائس المجازفة مهما كانت النتائج؟ علنا نرود العالم؟!
قلتها من قبل و أقولها مرة أخرى، نحن قطيع من الغنم. نقطة.

عجباً أرى مريضاً أنهكه المرض لسنين و سنين و لكنه متشبث بالحياة بيديه و أسنانه خشية الموت! عجباً أرى رجلاً يخون زوجته ضجراً و نفوراً و يضيّع حياته تذمراً و تعاسة بينما هو المريض لاحقاً المتشبث بالحياة!!! أي حياة تبغي؟!!! أعاقل أنت؟!

أم امرأة ترتضي سياط نفوره و تذمره فوق خيانته و تعاستهم معاً و لا تجدها إلا و هي تدعو له بطول العمر!!! لماذا؟!!! ظل رجل و لا ظل حائط؟! … استغفر الله العظيم ………… غنم.

يفرض هنا السؤال نفسه: هل خلقنا لنحيا تعساء؟!
و ماذا بعد؟ ماذا ننتظر؟ إلى ماذا نصبو و نحن لا نريد، نعم، نحن لا نريد، إذ أننا قطعاً نملك ان نغيّر غدنا و حاضرنا. أنا لا أتحدث الآن من منظور معيّن و لكني أطرح فكرة التغيير بشكل أساسي و عام. لماذا نقبل فكرة أننا مسلوبي الإرادة عن رضا بدلاً من ان نتكبد عناء مسؤولية القرار؟ من التافه الذي قال ان التغيير سهل؟ و القرار المتفرد سهل؟ و الإصرار عليهما سهل؟

نحن شعب يحب التاريخ، نتحدث عن الفتوحات الإسلامية و كأن جد أمنا لأبيها هو صلاح الدين! و نفخر بالأندلس و اختراع الصفر و ابن سينا و ابن بطوطه و ثلاثة أرباع أبطال مقرراتنا الدراسية و كأنهم ماتوا في شوال الماضي! كأننا نقول نحن فعلنا ما علينا لندع الساحة لغيرنا قليلاً من باب الروح الرياضية!! إن ما بيننا و بين هؤلاء الرواد و آخر بطل مسلم عربي ما يفوق القرون! أسمعت إنجليزي واحد ينخر مخ أحد بتشرشل أو أمريكي يتحاكا بعظمة كولومبوس؟! التاريخ تاريخ و بالتأكيد أننا يجب ان نفخر بمن نحن أتينا منهم و لكن ألا ينطبق سوا علينا نحن العرب مقولة ان النار لا تورث إلا الرماد؟!

جامعة الملك عبدالله. نقطة.

إنني و الله لأحترم الرأي الذي يعارض الإختلاط. و إني و الله لا أرضى بأن تدرس بناتنا في مدارس متوسطة مختلطة و لكن ايعقل ان تدرس فتاة و تتفرد و تتعلم و تتفوّق و تلمع و تدرس الدراسات العليا ثم تأتي ببحث يستحق النظر إليه بجدية و تتعب كل هذا التعب لترسل بحثها علّه يُتبنى من قبل جامعة تعتبر من أرقى جامعات العالم لتقبل هناك بعد كل هذا العناء لتتعرف على شاب!!! أحقاً نحن بهذه السذاجة! بهذه التفاهة! يا أخي لتذهب و لتتوظف بشاهدتها الثانوية في اي مكان و تكفي المسلمين شر القتال! و الأهم من هذا، و لغرض النقاش ليس إلا، منطقياً على الأقل، لو ان فتاة واحدة من فتيات هذه البلاد المعصومات من الزلل استطاعت ان تصل إلى مرتبة من يُحترم عملها من قبل تلك الجامعة، يا أخي و ان فسقت عياناً، على الأقل تكون قد أضافت شيئاً إلى هذه البلد! أم فسوق بلا أمل أفضل؟! أيستطيع أحد ان يقول أننا مجتمع خالٍ من الوباء؟ أيعقل ان ندفن رؤوسنا في الرمل إلى حد ان نقول ان الصرح العلمي الذي سوف يجعلنا في مصاف العالم المتنوّر الجديد هو الذي سوف يقتل روح العفاف التي ترفرف حولنا! بالله عليكم ….. صه!

برنامج أحمد الشقيري جيد و لكن ما هذه الثياب العجيبة التي يلبسها؟! ما لكم و ما يلبس الرجل؟!! أيجب ان يكون خروف نسخة طبق الأصل لنحترم محتوى فكره و ما يطرحه من رؤى تستحق التفكير أكثر بكثير من شماغه؟!

فلانة و فلانة خرجن سافرات على التلفزيون! ألأنهن معروفات العم و الخال قامت الدنيا و لم تقعد؟ أيذكر أحد لماذا كرّمن من قبل العالم؟ لا! أنعلم ما الذي يجعل فلانة قادرة على ان ترفع و ان تهوي بسوق الأسهم وحدها بإصبع يدها الصغير؟ ليس لأنها الأغنى بالتأكيد، فهذا أتفه الأسباب، و من الرجال من هو أغنى منها بكثير. أو ما الذي منح فلانة شرف ان تمثل الدولة في محفل عالمي؟! لا يهم! المهم أنهن سافرات الوجه! طيب و الاتي يتمخطرن في كل مكان سافرات متبرجات بمحتوى فكري يساوي الصفر و الجميع يعرف بالتحديد من هن، لماذا لا يعترض عليهن أحد من نفس الفئة التي استنكرت ظهور هاتان السيدتان و من مثلهن؟!! أحلال الجينز الضيق في السوليدير و حرام الحجاب في محفل عالمي محترم؟! و لنفترض ان جميع بنات الأمة محجبات، ما الفرق بين ان تزهو بحجابها في مطعم في لندن و ان تخرج إلى العالم لتزهو بعقلها و عملها عندما تستحق فعلاً ان تزهو بأي شيء من مضمونها؟؟؟ أم أننا لم نتعوّد ذلك في مجتمع الخراف؟ إن كان الحجاب في مفهومنا الجديد هو العزلة عن مسارات الحياة بكل أشكالها هو شرط لإثبات عفافنا؟! فماذا نفعل بهبة الله الأهم و هي عقولنا؟! و نساء المسلمين اللاتي خططن التاريخ رايات؟ أهناك خلل في حجابهن و عفتهن؟ بالله عليكم …. صه!

الإختلاف و التفرد و الإيمان بفكرة أو قضية باهظ الثمن جداً. نحن مجتمع ينكر الإختلاف مهما كانت تفاهة دلالاته. فلو لبست نقاب كامل ساتر و لكنه كحلي اللون أو بني لأكلني من حولي عظمة عظمه! و لو خرج خطيب الجامع بعمامة خضراء منقطة بالأحمر يوم الجمعة لأحرقوه رافضي! و إن قلت رأيي و هو لا يطابق فكرك تماماً و لا يدعمه فإني أنتقدك جذرياً لذا يجب ان تعاديني. حرية الرأي لدينا منفية فمن يخرج عن القطيع يجب ان يأدب فمن أنت ليكون لك رأي؟ أتفهم أكثر مني؟! أنا فكرت عنك و قررت فليس عليك سوا ان تقتنع و تتبع و تردد ..

لذا أعزائي القراء رددوا بعدي .. (فلست أرى من هو أحق مني في أن يأمَّن على حديثه! و لما لا؟!) رددوا معي .. اليوم .. و اليوم فقط سوف أفعل كل شيء بشكل مختلف. سوف لا أحترم سوا اثنين لا ثالث لهما، دين الله سبحانه و تعالى ثم عقلي. نقطة.

(و لمن عاش ليقرأ هذا المقال بعد ان نشنق جميعاً على رؤوس النخل، أنا من كتبت، و هو من نشر، و هم من صدقوني و اتبعوا كلامي .. لك مني خالص التحية و الإبتسام


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

6 responses to “المجهول”

  1. Leland Zadrozny

    I just want to tell you that I am just new to blogging and truly savored your web site. Very likely I’m planning to bookmark your blog . You absolutely come with superb article content. Kudos for sharing your blog.

  2. نوف بنت ابراهيم

    نخاف من المجهول لاننا شعب تربى منذ صغره على تجنب المجازفه والمغامره
    ولم نلقن بان مايخفيه المجهول قد يكون افضل ممانحن عليه
    ولم نلقن بان المستقبل كله مجهول…حتى لو وضعنا خطه أ او ب …عواقبها تظل مجهوله يخفيها الزمن

    جوابا على سؤالك …
    المألوف المؤلم افضل من المجهول…
    ليس لدي انا شخصيا ولكن نعم للأسف لدى الكثير منا
    اراه بعيني في الناس القريبه من حولي
    والا لم يظل موظف يكره وظيفته ويتذمر يوميا لدى اصحابه وعلى صفحات الجرائد الالكترونيه بسب معاملة رئيسه اوقلة الراتب على نفس الوظيفه سنين؟
    ولم تبقى زوجه تعاني من سوء معاملة زوجها له وخيانته على نفس الحال سنين قبل ان تنفجر؟

    مثل ماذكرت: الحمدلله والشكر….غنم
    قد يكون الوصف بالغنم جاف…لكن الغنم هو البهيمة التي دائما تنتظر راعيها ليوجهها
    الحياه واحده ورب العباد لاينسى احد من خلقه فلماذا نخاف المجهول ونحن نحلم علم اليقين انه لن يكون امرا خارج عن حدود الكون او امرا لن يحتمله مخلوق؟!!
    ولماذا لا نغامر؟!

    من تجربه شخصيه وبعد مغامرتين مصيريه رغم صغر سني: الحمدلله الحياه تستحق المغامره واكتشاف المجهول
    وعلى قدر المغامره تأتي المكافأه

    دار حديث بين الدكتور والطلبه وانا من بينهم في الجامعه مراده تجنيس صفة “التغيير change ”
    تجنيس = تحديد الجنس: ذكر ام انثى؟
    طبعا كعادة زملائي الانجليز الجميع صامت حتى نطقت وقلت من وجهة نظري “التغيير” صفه مؤنثه وبررت بان السبب ان الانثى تميل الى التغيير اكثر من الذكر
    جميع الطلبه عارضوا وقالوا مذكر وتمسكت انا بوجهة نظري حتى الان

    ماأريد قوله هو ان شعبنا الذكور يخافون النتيجه المجهوله بعد التغيير اكثر من الاناث
    والادله كثيره
    منها معارضه تأنيث محلات الملابس النسائيه

    كلامك جميـــــل ولايسعني الا ان اقول يسلم فمك يأخي ياسر

  3. سليمان المحمد

    قلتها من قبل و أقولها مرة أخرى، نحن قطيع من الغنم. نقطة.

    منذ ان قرئت هذه العباره ونا غاسل يدي وما قريت الباقي^_^

    احترامك لنا كبشر امر واجب عليك لكي نقراء قلمك

  4. سدرة

    عسى ما شر يا قلم
    مابه جديد عشاق ليلة تفارقو صارو بعيد
    أقصد بالعشاق المجتمع والتقدم الحضاري السليم
    أنا أعتمد على الله ثم على طاقات التغيير وأنت يا قلم منهم .. قلم كأنسان. وقلم كرمز التعلم
    ب الحفاظ على التفأول والثقة بالتغير
    كلماتك المعبرة.أقلقني الغضب الطاغي على حروفك التي اعتدها أكثر تعقلا
    وتسألت مالذي حرك كل هذا الغضب فيك
    الايجابية هي حصاننا الرابح
    لطالما تابعتك يا قلم .. وقراءتك باستمتاع
    احترامي

  5. نوني

    احترامي لعقلك المرن يا استاذي تفوق أعداد المجمّده عقولهم في محيطي !

  6. منال

    ومني للكاتب والناشر :)و!
    :)بقالب الإعجاب بما كتب..
    علامة!فيها ضحكة سخرية(طبعاً على وضع مجتمعي)

اترك تعليقاً