هل حقا المجتمع هو السبب خلف تحول الإنسان إلى مجرم يعيث في الأرض فساد أم أن الإجرام و السوء صفة تولد مع الإنسان؟، هذا السؤال الواضح و المباشر لعله من أكثر الأسئلة الأخلاقية إثارة و التي تناولها بالبحث جميع الأديان السماوية و الفلسفات الإنسانية و العقائد الوضعية و ذلك في محاولة لفهم ما إذا كان الإنسان هو طيب بطبعه أم مجرم بتكوينه.
لا زلت أتذكر ذلك الأستاذ الذي كان يردد أمامنا و نحن أطفال بأن الإنسان هو من يصنع مستقبله و كان يشجعنا في أن نحرص على التحصيل العلمي من أجل أن نكبر و أن نكون آفضل من بعضنا و أن نحقق نجاحات تصنعها أيدينا، إلا أن و مع مرور الوقت بدأنا نتيقن بأن ذلك التوجيه الإرشادي لم يكن أكثر من تشجيع أستاذ لطلاب دراويش ليحققوا درجات دراسية جيدة تثبت بأنه أستاذ قادر على التدريس و حريص على تخريج أجيال حافظه لدروسها، و سرعان ما بدأنا في التقرير بأنفسنا عن وعي ما نريد أن نقوم به و هو ما قادنا إلى أن نصطدم بحقيقة ذاتنا و التي إكتشفنا أن ما يحركها أساسا هي مشاعرنا الشخصية و ميولنا و شهواتنا و خيالاتنا و التي تكونت بفعل عدد من العوامل لعل التربية المنزلية و التركيبة الجينية و التجارب الإجتماعية هي أساسها و ليس ما ندرسه في المدارس و الكتب و بين غبار الطباشير
أحاول أن أفهم ما إذا كان الإنسان يملك قرار نفسه في أن يصبح إنسان صالح أو مجرم سفاح، فقد واجهتني الحياة بحقائق أقرب للخيال، فهذا هو أحد أصدقائى الذي درست معه و كبرت معه و الذي نهلنا معا من ذات المعين العلمي و الإجتماعي يتحول إلا ما يشبه الشبح بالنسبة لي فلا نتشابه في شئ و لا نتفق مثلا في معنى الأخلاق و لا معنى الشرف و لا معنى الحياة و لا معنى الموت، بل ربما لا نتفق حتى فيما إذا كانت الصداقه التي تجمعنا إسمها صداقه أم هي مجرد مصادفة زمانية و مكانية مكتوبه لنا بفعل دوران الكواكب و النجوم.
هل نحن مسيرون أم مخيرون هو السؤال بصيغة أخرى، و هو الجواب الذي ستجد له ألف لون و الف وجه، فما هو اللون أو الوجه الذي أقنعك؟.
المسّير .. المخيّر
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I simply want to mention I’m new to weblog and certainly enjoyed your web page. Almost certainly I’m likely to bookmark your site . You actually come with amazing articles and reviews. Appreciate it for sharing with us your blog site.
شرح العقيدة الطحاوية/قوله: (وكل ميسر لما خلق له)
شرح: تقدم حديث علي رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وعن زهير عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل ؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل ؟ قال زهير: ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه، فسألت. ما قال ؟ فقال: اعملوا فكل “ميــسر”.
هل نحن مسيرون أم مخيرون ؟
برأيي أننا مخيرون … وإستمديت قناعتي تلك من كتاب الله عز وجل … فالقرآن الكريم مليئ بالآيات الدالة على ذلك (وهديناه النجدين) (الأنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)فالله سبحانه وتعالى خلقنا على الفطرة السليمة ووهبنا عقلا للتفكر والتدبر ووضعنا في تحدي مباشر مع الفتن وحدد لنا مبدأ الثواب والعقاب والجنة والنار وتبقى أن نحدد أي الطريقين نسلك … هل نخضع النفس للهوى وننجرف وراء التيار ؟ أم نفكر في العواقب ألف مرة قبل أن نقدم على أي سلوك منافي للدين والقانون ؟ هنا تبرز مسألة النيات والسرائر فمن كانت نيته وسريرته نقيه سوف يسلك طريق الخير ومن كانت نيته فاسده سوف يسلك طريق الشر فقد قال عز وجل (فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل وأستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)ولعل أفضل من كتب في هذا الموضوع د/ مصطفى محمود في كتابه (الشيطان يحكم) , حيث قال: يمهد الله أسباب الشر للأشرار ويمهد أسباب الخير للأخيار ليخرج كلا منا ما يكتمه ويفصح عن سريرته ونيته ويتلبس بفعله وبهذا لا يكون التسيير الألهي منافيا أومناقضا للتخيير فالله يستدرج الأنسان بالأسباب حتى يخرج ما يكتمه ويفصح عن نيته ودخيلته ويتلبس بإختياره , الله بإراته يفضح إرادتنا وإختيارنا ويكشفنا أمام أنفسنا … ومن ثم يكون الأنسان في كتاب الله مخيرا ومسيرا في ذات الوقت دون تناقض , فالله يريد لنا ويقدر لنا حتى نكتب على أنفسنا ما نريده لأنفسنا وما نخفيه في قلوبنا وما نختاره في أعمق الأعماق دونما جبر أو إكراه وإنما إستدراجا من خلال الأسباب والظروف والملابسات ).
طرح جميل ورائع يا أستاذ ياسر..
أذكر في السنة الأولى عندما درست علم الإجرام والعقاب تناولنا هذه المواضيع بشكل مبسط جدا ولكن قد استفدنا، لانه على أساس هذا التساؤل يتسنى لنا أن نسئل شخص ونعاقبة، فإذا كنت مسير في جميع أفعالك فمن الظلم أن نعاقب أصلا.
لذلك الآراء التي جاءت بمبدأ الحتمية اصفرت أرواقها وأصبحت في للتقسيم الأكاديمي لا غير.
هذا الموضوع الكل سوف يدلوا بدلوه من زاوية،،، ولا نعلم ماهو القادم
تقبل مروري استاذ ياسر
حتى في كتب العقيدة كان هناك جدال صعب حول فكرة القدر والتسيير والتخيير ..
لكن :
الأنسان مخير في كل شيء , هو من يختار ويحدد مصيرة وقراراته بيده ,” مع ” علم الله الغيب المسبق بأن فلان سيفعل ويفعل وسيختار كذا وكذا ..
يعني الأنسان ليس مسير لان الله كتب في السماء ان ياسر سيحدث له كذا او انني سانتحر او ساطبع كتاب او او
لا انا اخترت ذلك وياسر ايضاً أختار , والله لديه علم مسبق بما سنختار من علمه للغيب ولذلك كتب قدرنا ..
هذا ماعرفته و أمنت به و ارتحت اليه ..
من الامور التي تحدث بها والدي معي كثيرا ويقول دوما الانسان مسير ليختار !
الانسان مبرمج بجيناته..ظروفه الحياتيه..زمانه
من امتع ما قرأت حول طبيعة الانسان ضمن منظومة المجتمع بين الخير و الشر, مسير او مخير.. كتاب صغير اسمه رسالة في الاستبداد للدكتور خالص جلبي
أخي ياسر، مجرد أن يسأل الإنسان إذا كان مسيرا أم مخيّرا يعني أنه مخيّرا.
نحن مسيّرون في بعض الأمور و مخيّريون في بعضها الآخر. النوم الأكل المشرب و أشياء أخرى لا نستطيع أن نتغلب عليها، لأن الطريقة التي خلقنا الله بها تحتّم علينا التصرف فيها في حدود معيّنة.
أما باقي الأشياء، خاصة المتعلّقة بالإيمان و الأخلاق… فتلك لنا الحرية في إتخاذ أي قرار نشاؤه فيها.
أن يكون المجتمع هو من يحد من الخيارات التي يمكن أن نختارها لا يعني أننا مجبرون على أن ننصاع لخيارات محددة.
ها هو سيدنا إبراهيم يربى في مجتمع مختلف عنه كثيرا، و يكون هو الوحيد الثائر. كان بإمكانه أن يكون كغيره -نعجة تُساق- و لكنه رفض ذلك، و لهذا الأنبياء كانوا لنا عبرة على أن اللإنسان حُر، و لا يجب أن تحد من عزائمه و حريته أي قوّة بشرية.
هذا رأيي المتواضع، و دُمت كاتبا متميزا يثرثر بعد الإستقاظ متأخرا.
الإنسان مسيّر مخيّر ..
لا يموت ابن آدم حتى يستوفي رزقه و عمره ..
أي أين نولد .. و أين نموت .. و ما لنا من الله من رزق سواء من ذرية أو مال .. كلّه مكتوب و منتهي ..
ما نحن مخيرون فيه باعتقادي هو كيف نجلب هذا الرزق؟ بربا؟ سرقه؟ منحه! عمل .. الخ
و كيف نذهب إلى الموت؟ هل نسكن في غانا مثلاً لو ان موعدنا هناك؟ أم نزلت الطائره بشكل إضطراري و دهسنا أوتوبيس؟! هل وافتنا المنيه هناك و نحن في ذنب؟ أم و نحن خارجون من المسجد ….
الصدقة تطفئ غضب الرب .. و الدعاء يمنع القضاء .. قد يمنعك الدعاء من الموت في معصيه مثلاً و لكنه لن يأجله ..
و بما أنه سبحانه بيده مفاتيح خزائنه فإنه يزيد بالدعاء أو لعلم عنده فيما كتب و انتهى و لا ينقص ..
المجرمون كالصالحون .. دوافع و ميول .. تنقش الأيام على أرواحنا آثار كل يوم من مولدنا حتى ننضج و ننشف و تشتد جدراننا .. أي النقوش أقوى و أيها أعمق و متى حدثت، في ضعف أو قوة، هو ما يشكل بالتحديد نتاجنا الأخير .. طيبون أم أشرار.
ما يجب ان نعرفه ان هناك جنة و نار و هما اختيار قطعاً و إلا لنجونا أو هلكنا جميعاً
أشكرك على إصرارك على ان لا تعطّل هبة الله العظمى لنا .. العقل
دون أدني مجاملة .. من أجمل مواضيعك
سيدي الكريم…
عودة لذي بدئ حينما نتحدث عن الإنسان ككائن حي خلق في الكون وأوكلة له مهمة الإعمار.
ففي دورته الطبيعية هو مسير فهو يأكل وينموا وتنموا معه شهواته وينجب ويتكاثر .. ثم تنتهي مهمته ويفنى.
أما الجانب المخير فيه فهي افعالة افكارة معتقداته فهو بمباركة البيئة التي وجد فيها
أما مسألة هل سيكون صالح أم غير صالح فالإنسان كأي كائن حي مسالم إجتماعي مع أقرانة مالم يشعر بالخوف
فالخوف والذي يندرج تحته عدم الإحساس بالأمان أو سلب أحد حقوقة يتحول إلى عدواني وتزداد نسبة عدوائيته طردية مع خوفه …. فدائما أخطر الأشخاص هم الذين لايوجد لديهم شيأ ليخسروه أو لا يجدون أفسهم في أي شكل من أشكال الحياة.
نعود للمعتقدات والديانات أو العلاقات الروحية التي بينه وبين المجهول المعلوم فقد قال فيها ماركس بأن الدين هو أفيون الشعوب..
فكل دين سماوي أو وضعي من أساسياته هو السلام وحب مثيلة…. ولكن المشكلة من هم يضعون الدين في مرتبه متساوية للحياة.
فمن المتعارف عليه بأن الدين هو حالة روحانية بين الإنسان والمأمن به سواء كان الله أو البقر أو النار أو او .. كافة أشكال الريلجس
تبدء العلاقة بخضوع الإنسان لما يعبده وتنتهي في نقطة نفسه.
أمر آخر وهو مصطلح الإنسان المجرب و الإنسان الصالح ليس سوي لدى الناس فكل دين يحدد شكل الصالح منه والمجرب.
فمن الأشخاص الذين نطلق عليهم مجرمين أو أشرار أو تلطيفاً بغير صالحين هم في معتقداتهم أنهم هم الأخيار إذا طغى الدين على الحياة.
تحرر الإنسان وإبداعه يبداء بمحاولة السباحة في عكس التيار أوالرؤية من منظور مختلف تماماً.
فالأخوان رايت .. كانوا يريدون أن يحلقوا في السماء من أجل أن يصلوا القمر فتوفت أحلامهم بإختراع الطائرة
الأمثلة كالموضوع غاية في الشربكة إن صح التعبير
الف شكر على هالطرح
قراسيس
البيئة والاستعداد الوراثي..كلهما ايضا كما درسوناعوامل مؤثرة في سخصية الفرد..
ولكني أقتنع تماماً بتجارب الحياة التي قد
تحول شخصية احدنا الى اخر هو نفسه لا يفهم كيف كان والى اين وصل..
في فترة من حياتي شغلني هالسؤال كنت أقول طالما كل شيء مكتوب لي ليش أسعى وأفكر وأخطط خلاص بأنتظر القدر في غرفتي , ماني عارفه أفرق بين هل نحن من نملك العقل ونقرر أم أن قدرنا قد كتب وليس لنا إلا أن ننفذ !
جميل هذا التساؤل
باعتقادي اننا مسيرون بعلم وتخطيط مسبق من الخالق وهو يعلمه بنسبة 100 %..اما نحن بني البشر فبامكاننا فقط توقع فقط ماهو مكتوب لنا في المستقبل وقد يصيب توقعنا وقد يخيب..ولكل مجتهد نصيب
وايضا نحن مخيرون في حياتنا في اتباع مايناسبنا ومانراه صوابا..
هناك من يعجبه الاجرام والتدمير..ويراه صوابا لاعتقاده انه استطاع تجاوز بعض العقبات بجرمه فيعتبره نجاحاً 😉
وهناك عوامل قد تضيق الخيار لدى بني البشر منها البيئة والرغبة والاهداف..فيكون توقعك لمستقبل من امامك اقرب للصواب..عندها ترجح كفة (المسيّر) على (المخيّر)
لاضيف الى عقلك اثاره فوق تساؤلك دعني اسألك هذا السؤال..
هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم..مخير ام مسير؟ 😛
حسام الغامدي