عادت بي الذاكرة يوم أمس الأول لعام 1989م و في ذلك اليوم المشمس و المقتض بأوجه لازمني بعضها 12 سنة متتالية، ذلك اليوم الذي ودعت فيه المرحلة الثانوية بكل ما حملته فيني من تهور و ترقب و حب للنجاح و تحدي لما كان يقال لنا أنه المستحيل.
عدت قبل يومين لأسوار مدرستي
(مدارس الرياض الأهلية) ممثلا للشركة التي أعمل بها من أجل حضور حفل الافتتاح و المعرض المخصص للملتقى الخليجي الأول للقيادات الشابة و الذي تنظمه المدرسة و يرعاه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و الذي دشن فعالياته أيضا.
تعودت في أيام الدراسة أن أشارك سنويا في الحفل الختامي و الذي كان يحضره الملك فهد رحمة الله كولي أمر للطالب عبدالعزيز بن فهد، كما كان يحضر الملك عبدالله حفظه الله عندما كان ولي للعهد بصفته أيضا ولي لأمر عدد من أبناءه الذين كانوا يدرسون في المدرسة، و قد كان يحضر الآباء ليشاهدوا أبنائهم يغنون الأغاني الوطنية و يمثلون المسرحيات المدرسية الهادفة و يلقون القصائد الوطنية في وقت لم يكن لدى الطلاب و الشباب من وسيلة للتعبير عن إبداعاتهم أمام أبائهم سوى تلك الوسائل الجماعية التي صقلت في ذلك الجيل أشياء و أشياء، و لعل أهمها الرغبة في مشاركة المجتمع مشاركة فعاله و بعيده عن النمطية و اللامبالاة.
جلست اليوم في مكان كان في الماضي يجلس فيه والدي حفظة الله و تأملت المكان من زاوية جديدة رأيت من خلالها عمق الزمان الذي مضى و أبعاداً يبدو أنها لم تكن موجودة رغم أن المكان هو ذاته و رائحة الهواء هي ذاتها التي تذكرني بصباح كل يوم دراسة و ألوان الحوائط و وجوه الأساتذة و ملامح الحضور كلها تتلاطم في لحظات من عمر أجمل من أن يزول.
في زحمت الحضور لمحت بينهم الأستاذ موسى السليم و هو مدير مدارس الرياض لقسم البنين إبان فترة دراستي و قد كان المربي الفاضل الذي كنا نخاف طلته و نرتعش كلما نادى اسم أحدنا و هو الرجل الذي تخرج من تحت يده جملة من قادة فعليين لهذا البلد و شباب يتأمل الوطن فيهم كثير، و بعد أن قربت منه و سلمت عليه و ذكرته باسمي قام كمن التقى بابن له بعد فراق سنين و سحبني من يدي و اتجه بي نحو الأمير سلمان و الذي كان في حينه يقف أمام جناح شركة ارامكو حيث قام الاستاذ موسى بتعريف الأمير بي و وصفني بأني من خريجي مدارس الرياض القدامى و المتميزين، فنظر إلى الأمير سلمان بكل وجاهه و سمو و مد يده للسلام فقام باسترجاع معي و مع الأستاذ موسى ذكريات قصة تأسيس مدارس الرياض منذ أن كانت مبنى صغير في شارع العّصارات في مدينة الرياض القديمة و التي درست فيها حتى الصف الثالث الابتدائي كما استذكر سموه دور الملك فهد رحمة الله و الذي دعم المدرسة ماديا حيث يرجع الفضل له بعد الله في بناء مجمع المدارس الحالي و الذي افتتح في العام 1983م.
في الحفل الخطابي الذي أقيم بعد افتتاح المعرض تشرفت مجددا بالسلام على سموه و ذلك عند استلامي لدرع الجهات الراعية ممثلا عن المجموعة السعودية للأبحاث و التسويق، حيث اتجهت بعد ذلك للباب الذي دخلت منه مع بداية الحفل لأول مره و خرجت منه متمنيا أن لا تكون الأخيرة.
مدارس الرياض بالنسبة لي كانت و لازالت البيت الذي رباني خارج البيت و جدرانه و ملاعبه و فصوله و ممراته هي التي صنعت مني اليوم رجل أعشق الحياة على طريقتي و أحب الناس على طريقة ابتسم للناس يحبونك، و هي المدرسة التي جمعت شتات تفكيري و أعادة بعثرته من أجل أن أقرر أنا إن كنت أريد أن أكون ملموما في عالم نمطي أم أريد أن أعيش في حياة من شتات لأكتشف حقيقة الإبداع و معنى العودة في الزمان لماضي مدرسة لم تتغير وجوهها و لم تتبدل روائح المكان.
I just want to mention I’m beginner to blogging and site-building and actually liked your web blog. More than likely I’m likely to bookmark your site . You certainly come with impressive article content. Appreciate it for sharing with us your website.
ياحلوها من دكريات والله يعيد لك ايامك الحلوه
يالله !
فعلاً ذكريات رائعة ..
شكراً ياسر ،،
ياسر .. لقد فتحت هاوية كنت اظن اني اغرق بها وحدي ، وقد اتخذت خطوه ترددت ان ابدأ بها علما اني اعددت ما امكنني اعداده من صور و مشاهد فيديو واوراق للبدء في سرد حلقات عن مدرستي عبر مدونتي كوني كنت اشعر داخليا انها جزء من تاريخي وتاريخ العديد من المتخرجين سواء في قسم البنات او البنين ، ولكن كنت احيانا اعود ادراجي قائلا لنفسي ومن سيهتم ، واشعر ان الموضوع شديد الخصوصيه واشبه بفرض موضوع شخصي في صفحة عامه ، لكن ما قرأته اليوم والاثر الذي تحرك بداخلي قد يدفعني للبدء بما تخاذلت عنه لوقت طويل ، شكرا لهذه الخطوه التي لمستني كثيرا و لا اخفيك ان بعض الغيرة تسربت لنفسي مرة لانك قضيت امسية بها ومرة اخرى لسلامك على المربي الفاضل والرائع الاستاذ موسى السليم حفظه الله دنيا وآخره .
على الهامش :
كنت احيانا اشعر بان تاريخ مدرستي قد يعد جزء من تاريخ وطني ، وتطورها عبر الزمن شاهد على حقبة حفرت داخل قلبي وروحي لكن الحياة تشابهت بعض الشئ مع وجه الاستاذ فواز ابو جبل وطريقة حديثه بشكل او بآخر ، والخلل لم يكن بالموضوعات التي من الواجب طرحها والاحساس بها لكن في الطريقة التي تطرح بها ، كانت فلسطين والمعاناة الفلسطينيه تاتي في الفصل عبر حديثه و كلماته لتقول دون كلمات مباشره اننا مدللين ونعيش داخل فقاعه ، للاسف هذه النغمة وجدتها من البعض في جامعة الملك سعود حين درست ولم احبها حيث كان بعض طلبة المدارس الاخرى والاساتذة يعطونك ايحاء حين تقول خريج مدارس الرياض بانك شخص اتيت من خارج الكوكب ، لذا فضلت ان احتفظ بالمشاعر الخاصة والجميله اتجاه هذا المكان بكل مافيه داخل نفسي لكن سطورك والصور التي شاهدت قد تجعلني اعيد التفكير بالموضوع مرة اخرى .
أتاني مثل إحساسك عندما ذهبت مع أختي لحضور حفل تخرجها .. وزادني نشوة بشاشة المعلمات عند رؤيتي وسلامهم الحار لي .. وذكري بكل خير أمام من لايعرفني .
أحمد الله أني تركت بصمة مشرفة خلفي ..
شكراً لمشاركتنا ذكرياتك .
دمت ..
جميل منك يا ياسر أن تشاركنا ذكرياتك
وننتظر منك المزيد .
مرحبا ياسر
ذكرتني ايام ما كنت صغير كان ابوي يقولي اذا نجحت نقلت لمدارس الرياض ههههه ما ادري ليه كان يحفزني بهالموضوع مع ان عمري ما اشتكيت من مدرستي وكنت دايم مبسوط مع ربعي وزملائي.
على طاري موسى السليم وانا اقرأ المقال تذكرت مدير مدرستي الاستاذ تركي الخليوي نائب رئيس نادي الشباب الحالي حيث الصرامة المتناهية والشخصية القوية والكلمة المسموعة كنا نحلم فيه يا شيخ
حفظ الله كل معلم علم واجتهد في هذه المهنة ورحم الله كل معلم غرس القيم الحميدة وخرج اجيال لخدمة اوطانها.
ايااااااااااااااام
هيجت الحنين .. سامحك الله ..
سبحان الله. تدور السنين يا استاذ ياسر وما تعرف ايش يمكن قابلك بكره…
فعلاَ مدارس الرياض خرجت اجيال واجيال كثيره. ومنهم انا وانت(مع فرق جيل كامل بيني وبينك). اتمنى تستمر المدرسه في الرقي وتخرج اجيال المستقبل.
ما اجمل ذكريات الطفولة
والدراسة يالها من ايام جميلة فيها براءة وشقاوة غير معهودة الا فى وقتها
ربنا يجعل ايامك كلها سرور
ورحم الله والدك وموتى المسلمين جميعا
ويارب دايما فى تألق ومن الصفوة بأستمرار
نهر الحب
حلوة الذكريات : D
ان شاء الله تروح لها المرة الجاية بصفتك ولي أمر طالب : D
ليش لا 🙂 ؟