ينشر بالإتفاق مع موقع المفكرة الإعلامية
تحدثنا في المقال الماضي عن خمسة حلول لخروج الصحافة الورقية من أزمتها التي تعيشها عالميا هذه الأيام، و التي أصبحت تبعاتها تهدد وسائل الإعلام التقليدية الأخرى من تلفزيون و إذاعة و ذلك مع تزايد إنعدام الثقة بين الجيل الجديد من متابعي و منتجي المواد الإعلامية بالوسائل التي يعتبرونها أنها أصبحت من الماضي لكون تلك الوسائل لا تتفاعل مع متطلبات الزمان و المكان و لا تلبي إحتياجات المتلقي لا من حيث النوعية و لا الكمية و لا الآلية.
هذا الإسبوع أكمل معكم طرح الحلول التي أراها قد تساعد وسائل الإعلام الورقية في الصمود و تجاوز الأزمة بسلام.
٦- هناك من يدعو و لست ممن يعارض هذه الفكرة إلى أن تتدخل المؤسسات الخيرية في تملك و إدارة الصحف كتجارة و صناعة و ذلك على إعتبار أن الصحف و صناعة الخبر تهدف أساس للإرتقاء بالوطن و المواطن و هي أهداف نبيلة تعمل علي تحقيقها كذلك مؤسسات المجتمع المدني و التي منها المؤسسات الخيرية التي تهدف من خلال جمع التبرعات خدمة قطاعات المجتمع و التي قد يكون الإعلام و الإخبار أحد أوجهها التنويرية، و بالتالي نقول أنه يمكن إنقاذ بعض الصحف من خلال بيعها لمؤسسات خيرية تقوم هي بإدارتها كصحف ذات أهداف خيرية من خلال تقديمها للمجتمع خدمة الإعلام و الإخبار و التنوير و تمويل نشاطاتها بالطرق التي طالما عملت من خلالها هذه الجمعيات و المتمثلة بمشاركة المجتمع في تمويل و دعم نشاطاتها و أعمالها الإجتماعية الخيرية.
٧- تأسيس لجنة بحث مستقلة للتحقق من الإنتشار ،تعمل على وضع الإحصائيات و الدراسات و الأرقام الحقيقة التي ستساعد شركات الإعلان في وضع خططها الإعلانية لعملائها و الحصول بالتالي على أعلى عائد لإستثمارهم الإعلاني، بدلا من الإستمرار في إدارة و توزيع ميزانيات إعلانية ضخمة في بييئة تخطيطة يشوبها فساد كبير أثر سلبا على مستوى الإستفادة المأمولة من الإعلان في الصحف الورقية حيث أصبحت تلك الدراسات البحثية تحكمها أجندات شخصية و مصالح فردية و خدمة تكتلات طائفية لا تخدم إطلاقا المعلن و لا تعطي الصحف الورقية حقها من الحصة السوقية و التي تستحقها وفق الواقع الفعلي لآرقام التوزيع و نسب القراءة و الإنتشار.
٨- لا بد من تأسيس تكتل سعودي أو خليجي أو عربي لشراء الورق من المصنعين العالميين حيث أن الورق الآن يباع للصحف و المؤسسات الإعلامية بأسعار عالية جدا كون صناعة ورق الصحف عالميا يسيطر عليها مجموعة محددة من المصنعين و الذين يملون شروطهم على المشتري الفردي، فلو كان التفاوض مع هؤلاء المصنعين من خلال تكتل موحد يضم أصوات و كميات كل المشتورين المحليين لأستطاع الشاري أن يملي شروطه على السعر و شروط الدفع و إمتيازات الدفع بالآجل.
٩-تتميز وسائل الإعلام و منها الصحف أنها تمتلك محتوى يمكن إعادة تغليفه كما يقال ليعاد بيعه لأكثر من مصدر و بأكثر من لغة، فبيع الحقوق يعتبر من أهم مصادر الدخل لكثير من الصحف العالمية، فمثلا الصور التي يلتقطها مصوروا الصحف نجدها تنشر في صحف أخرى و في دول أخرى حيث يحصل ذلك من خلال ما يعرف ببيع الحقوق و التي قد تكون حصرية لدولة أو لغة، كما أن المقال الذي يكتبه ذلك الكاتب الشهير أو الخبر الإنفراد الذي ظهر في الصفحة الأولى كلها مواد يمكن إعادة بيعها لصحف إقليمية أو عالمية، و بذلك يصبح المحتوى و الذي كان يباع مرة واحدة فقد من خلال نشره في عدد الصحيفة الورقي يصبح الآن مصدرا إضافية و مستمرا للدخل و بالتالي يصبح المحتوى هو رأس المال الحقيق للصحيفة و هو ما أشرنا له في الجزء الأول من هذا المقال و المتمثل في ضرورة أن تتحول عقلية الصحف الورقية من كونها وسيلة إعلام تنشر أخبارا و مقالات إلى عقلية المؤسسة الصحفية المصنعة للمحتوى إعلامي.
أخير أقول ….لا شك في أن الصحف الورقية تمر في أزمة حقيقة و لن تخرج منها على المستوى البعيد فقط من خلال تقليص المصاريف و زيادة الإنتشار الأفقي بل للخروج من هذ الأزمة يتطلب أساسا إعادة هيكلة في العقلية و البناء و الإستراتيجية التي أقيمت عليها صناعة الصحف الورقية، فإعتبار الصحف وسائل إعلام هو تعريف أراه أصبح من الماضي في حين أن التعريف الصحيح وفق التحول الكبير في صناعة الإعلام الذي نعيشه يدفعنا نحو تسمية وسائل محتوى، فرأس المال الحقيق لأي مؤسسة إعلامية أو صحيفة ليست الوسيلة ذاتها بل المحتوى الذي ينقل للمتلقي، و بعبارة أخرى نقول بأن القارئ سيبحث عن المحتوى و لن يكترث كثيرا بالوسيلة فكلما أصبح المحتوى هو بضاعتنا كمؤسسات إعلامية كلما كنا أقرب لفهم الزمان و المكان و متطلبات السوق و الظروف و بالتالي كنا أقرب لضمان الإستمرار و البقاء.
I just want to mention I am all new to blogs and truly enjoyed you’re page. Very likely I’m going to bookmark your blog post . You really have exceptional articles and reviews. With thanks for revealing your blog.
و يمكن لو نتركها تموت أحسن 🙂
و كل صحفي يفتح مدونة ..
و كل رئيس تحرير يفتح مكتب عقار ..
و ترتاح الشعوب من الإعلام الموجه ..
يمكن ؟