يبدو أن تسونامي الأزمة الاقتصادية العالمية قد وصل لشواطئ المملكة رغم محاولة الجهات الرسمية التأكيد على أن المملكة واقتصادها في مأمن من التأثر بما يجري في العالم من انهيارات لأكبر الشركات و أمتن الاقتصاديات و هو ما أثبت انه مجرد كلام في الهواء لم و لن يثبت صحته و هو أمر خطير للغاية فقد صدق البعض و اعتقد بأنه و عائلته في مأمن من التأثر سلبيا بهذه الكارثة العالمية.
لن اذكر الأدلة التي تدعوني للقول بهذا الرأي (ليس الآن على أقل تقدير) و لكن من الواضح أن هذا التسونامي الذي أخذ بطريقه أقوى اقتصاديات العالم قد أخضع قادة الدول المهيمنة سياسيا و اقتصاديا بالقبول بتوسيع قاعدة المشاركة العالمية الساعية لإنقاذ اقتصاديات و مستقبل شعوب العالم المتقدم على حساب رقي و تطور دول العالم الثالث و الذي ينظر لهم على أنهم شعوب استهلاكية لا تستحق أن يكون لها صوت مقرر و إن تملكت مفاتيح المال و الموقع الإستراتيجي، و هو دليل بأن دفع ضريبة هذه الانهيارات ستدفع بالتساوي بين كل دول العالم و لن تقبل الدول العظمى أن تسقط وحيده بحيث تسمح للدول النامية بتجاوزها اقتصاديا و بالتالي سياسيا نظرا لعدم تأثرها بالأزمة.
نعم…… بدأ وقع الأزمة العالمية في التأثير على اقتصاد بلادنا و هو ما يبدو جليا بانهيار أسواق الأسهم لحدود لم تشهدها منذ سنين و بمستويات يصنفها المعنيون أنها قاع السوق، كما أن كثير من القطاعات الحيوية في البلاد بدأت تعيش مرحلة ركود واضحة ابتدأ من العقار مرور بمواد البناء و انتهاء بالاستثمارات المالية.
سأقول كلام هنا قد يراه البعض مبالغا و قد يعتبره البعض الآخر نظرة سوداوية للواقع و قد يعتبره آخرون مجرد تهويل ليس له مبرر، و لكل هؤلاء أقول لعل ذلك صحيح، و لكن في المقابل قد يكون الكلام التالي هو واقع مفجع و حقيقي قد يواجهنا في المستقبل القريب و علينا التجهيز نفسيا و معنويا لمواجهته.
هذه الأزمة اللعينة قد تؤثر على كل فرد منا بحيث قد يجد كل واحد منا في صباح يوم ما و أثناء دخوله للمكتب ما يفيد أنه قد فقد وظيفته التي اقتات منها لسنين و ذلك نتيجة عدم قدرة شركته من دفع الرواتب بسبب تراجع بيع السلع أو الخدمات التي تقدمها تلك الشركة، كما أننا قد نواجه بحقيقة أنه من أجل الحصول على وظيفة يجب أن نقوم بقبول العمل في مجال بعيد عن مجال تخصصنا و خبرتنا و ذلك فقد لمجرد الحصول على وظيفة نعيش من ورائها عيشة كريمة وفق مفهوم العصر.
هذا الأزمة قد تؤثر سلبيا على الحياة الأسرية و خصوصا لدى الأسر المفككة أو الغير مترابطة بالشكل التقليدي و تلك الأسر التي اعتادت على الحياة المرفه و المشبعة بكل ما هو استهلاكي، كما أن هذه الأزمة قد تدفع ضعفاء النفوس رجالا و نساء ممن يرفضون القبول بواقعهم الاقتصادي الجديد إلى اللجوء لطرق غير شرعية للتكسب في محاولة للإبقاء على مستوى دخل اقتصادي و مستوى معيشي مشابه لما كان عليه قبل الأزمة.
إن كنا في الماضي أقنعنا أنفسنا بأننا استوردنا و من ثم صدرنا ما يعرف بالإرهاب و اعتبرناه أقصى أوجه الإجرام التي يمكن لبلادنا أن تبتلى به، فربما هذه الأزمة العالمية التي لم يكن لنا أي دخل في نشوئها يدفعنا مضطرين للتعايش مع وقائع و حقائق اجتماعية لم نكن نتوقع في يوم أن نراها بين مواطنين بلادنا و الذين طالما أوهموا بأن لهم (خصوصية)، و هو الوهم الذي تكشف زيفه، فمجتمعنا هو مجتمع كباقي المجتمعات يتأثر سلبا و إيجابا بمحيطه القريب و البعيد، و التسونامي الذي ضرب أمريكا قبل شهر و نحوه لن يتوقف عند شواطئنا لأن لنا خصوصية بل سيجرفنا كما جرف أعظم المجتمعات و أضعفها.
فلنستعد لشد الأحزمة و القبول بالأمر الواقع دون مكابرة.
I just want to tell you that I’m newbie to blogging and certainly savored this page. Likely I’m going to bookmark your blog . You amazingly have terrific writings. Kudos for sharing with us your blog.
[…] التي إنطلقت مؤخرا و أطلق عليها إسم (خليها تصدي). و قد كتبت في السابق بأن تأثيرات هذه الأزمة الإقتصادية سيكون لها وقعها […]
بندر
بس انتبه لا يعصرك 🙂
مازن السيف
ردا على سؤالك ،، أعتقد أن الكل متضرر فالموطن العادي هو امتداد للمواطن الغني و العكس صحيح، فكما يقال يوم لك و يوم عليك.
خالد بن منصورالخنيني
شد الحزام المقصود هو المبني على مبدأ (القرش الأبيض ينفعك في اليوم الأسود).
طراد الأسمري
تأكد أني و للمرة الأولى أتمنى من كل قلبي أن أكون غلطان.
صارخ بصمت
لو كانت الشركات القوية قادرة على الصمود لما كان الانهيار العالمي بدأت من أكبر الشركات و البنوك العالمية في أمريكا و التي من بعدها ( فرطت السبحه)، صدقني.. الصغير هو من يصمد لأنه قنوع أما الكبير هو الذي سيتأثر فهو فردا كان أو شركة قد تملكه الجشع، و الله المستعان.
asma
طبيعي فذلك دليل على الحذر و عدم المجازفة بتقديم تسهيلات و التزامات مع جهات ربما لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها، إنه عصر الأباطرة الجدد.
روشانا
نعم لسه فيه روح ما دام في ناس بدون عقل 🙂
صالح الدويس
و لكن لا تنسى بأن اقتصاد البلد انفتح منذ سنوات قليلة و حاول مجارات دبي في المشاريع العقارية و الاستثمارية و هو ما يعني بأن المملكة ستتأثر من الطفرة التي ظهرت في السنة الأخير و ستقع على وجهها فهي لا زالت مشاريع على عظم.
قلي شركات الاستثمار و الوساطة التي بدأت في العمل في السعودية مؤخرا ماذا ستفعل بموظفيها في وقت لم يعد يرغب الناس في استثمار ريال خوفا من الخسارة، و ما الحاجة لآلاف التكنقراط الذين كان من المقرر أن يشغلون مدنا اقتصاديا و مشاريع عملاقه.
القرش اللي بيدك اليوم حضّن عليه لا يطير (هذه فلسفة العالم أخي العزيز)
فهد العتيق
هل اقتصادنا أعظم من اقتصاد أمريكا؟؟؟ هل البنى التحتية في بلادنا أمتن من البنى التحية في بريطانيا؟؟ هل نحن شعب منتج مثل أوربا أم استهلاكي مثل أفريقا.
إذا عذرا…. مستقبلنا الاقتصادي لا يطمن بخير مهما قال و طمأن و أكد و حتى لو بغى يستنكر و يعترض و يشجبن فالوضع راااااااااايح فيها.
مساعد
كل شئ على الله يا عزيزي.
تحياتي للجميع
الله يستر .. هذا نذير شؤم
سنشد الحزام وأمرنا إلى الله
الازمة الحقيقي بالنسبة لنا ليست ازمة الاقتصاد العالمي
ازمتنا الحقيقية في جشع كبار التجار وعدم قدرتهم على توظيف اموالهم بالشكل المطلوب وعجزواعلى ان يخططوا لاستثمار اموالهم في اوطانهم واهمها الجانب الصناعي.
اما ما يخص الدولة فمشكلتها ليست في السيولة او الاموال حسب التأكيدات الوضع مطمئن ولكن ما نواجهه من فساد اداري وتخطيط سيء وترهل على كافة الاصعدة هو ما سوف يدخلنا النفق المظلم ولكم ان تتخيلوا كمية الوزارات التي تعمل عكس التيار والمسؤولين فيها عينهم على اموال الدولة المخصصة للتنمية حتى ولو مشاريع صغيرة.
قارنوا ارقام السجلات التجارية مع سجلات الاحوال المدنية سوف تجدون كمية الزوجات اللآتي فتحن سجلات بأسماءهن لاستخدامها في مشاريع الدولة والتي يديرها الازواج.
والاخوان والاخوات والاباء والامهات والابناء واباء الزوجات وامهات الزوجات.
هنا يكمن الخطر وليس على الدولة ولا على مقدراتها اما التضخم فنعم معك كل الحق اذا اطل التضخم على اي مجتمع فسوف تتغير التركيبة الاجتماعية والتركيبة الاخلاقية له ولن تفيدنا خصوصيتنا العزيزة.
الله يسعد اوقاتك يابو عبدالعزيز
تداعيات الأزمة تتجلى يوم بعد يوم وفي دبي وقطاع العقارات بالذات بدأت تظهر فيه بشكل واضح . بالأمس استغنت شركة نخيل عن خدمات 500 موظف واوقفت مجموعة من المشاريع وذلك لتتفادى الخسائر.
في المملكة اتوقع ان التأثير سيكون بسيط جدا لأن معظم شركاتنا سوقها محليه في المقام الأول وانفتاحنا على العالم ليس كبيرا كما هو في دول اخرى مجاوره.
اتمنى ان لاتكون الأزمة قاسية على القطاع البنكي في السعودية لأنه ربما القطاع الوحيد الخاص الذي لديه نسبة سعودة عاليه جدا.
تحياتي
الله يستر وتعدي هالموجة
بأقل اضرار .. يارب ياكريم
بس سؤال سوق الأسهم لسى عايش ما مات
اخبره من سنتين وهو نازل لأقل مستويات
لسى فيه الروح (:
من يوم ماصارت الأزمة وانا يدي على قلبي!!
على الرغم من كثرة الأخبار اللي بتقول انه ماليزيا اضرارها قليلة لكن يظل موضوع تأثرها بالاقتصاد العالمي..
من خلال عملي لاحظت بعض التأثير من ناحية انخفاض أعداد العملاء والمرتبط بانخفاض عدد الاتصالات خاصة في ظل تمسك البنك بفتح باب الاستثمار فقط للشركات الكبيرة وبمبالغ مهولة!!!
والله يا أستاذ ياسر انا خلال الفترة الماضية جلست مع الكثير من الأشخاص على مختلف الخلفيات الثقافية والوظيفية منهم مسؤولين في شركة أرامكو دكاترة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتجار كبار سواء للسيارات او السلع الغذائية وحتى مدراء مشاريع كلهم أخبروني بأنهم متفائلون حول الأزمة العائلية وواثقون في قدرات الوطن
ولكن يا أستاذي الكريم ذكرو بعض النواحي التي استشهدت بها مثل تسريح الموظفين من أعمالهم وحسب رأيي الشخصي بأن هذا لن يكون الا في الشركات والمؤسسات الضعيفة اما القطاع الحكومي والشركات الكبيرة والمتوسطة ستصمد وتنجو
طبعا أنا معك بأهمية شد الحزام من باب الاحتياط أولا … ومن باب استغلال فرصة الصعود بمبالغ أكبر بعد الانتكاسة العالمية
أنتظر معرفة وجهة نظرك بالاسباب حينما تسمح لك الظروف
شكرا للتنبيه 🙂
نتمنى عكس ذلك .. ولكن حديثك فيه الكثير من المبررات التي تؤكد على أن أوان “شد الاحزمة” قريب وقريب جدا.
اقتصادي معروف .. لايتشائم .. راسخ على هذا المبدأ … الا في رؤيته لمستقبل هذه الازمة .. وتحديدا نهاية الربع الثاني من العام القادم … إلا إذا قدر الله غير ما تنبأت به الارقام والاحداث.
رؤية أثق فيها يا استاذنا العزيز … وأتمنى عكسها.
باقة ود،،
من مجال عملي (مجالي الوظيفي) لا أعتقد أن جميع قطاعات الصناعة والإستثمار مشمولة بما ذكرته في السوداوية (مع أنني لا أنكرها) موضوع حساس لكنه لايصل لمرحلة الخطر وشد الأحزمة ..
السلام عليكم ورحمة الله
استاذي الفاضل أبو عبدالعزيز ممكن سؤال يشغل بالي كثيرا من المتضرر الأكبر من الأزمة الإقتصادية هل هو المواطن العادي الذي على شاكلتي أم التاجر ذو الاستثمارات الضخمة ؟ لأني بصراحة فرحت قبل يومين لأني حصلت علبة النيدو بــ 49 بدلا من 65ريال . هل أنا متفائل شاذ عن المجموعة أم أنا لا أفقه شيئاً
شدينا الحزام