عدت مساء اليوم من رحلة العمل التي إستغرقت عشرة أيام إنتقلت فيها ما بين بيروت و لندن و ذلك لمتابعة بعض الأعمال التجارية التي تخص الشركة التي أدير و من أجل الإلتقاء في ذات الوقت مع عدد من الأشخاص و الجهات و التي أتطلع للعمل معهم في مشاريع قادمة.
كانت الرحلة مزيج من الإجتماعات الصباحية المكتبية المكثفة و اللقاءات الجانبية التي عقدت بين فترتي العصر و المغرب في مقاهي تلك المدينة أو تلك، و رغم إختلاف المحيط و المزاج المرافق في تلك الحالتين إلا أن الهدف بقي دائما الإنجاز ثم الإنجاز ثم الإنجاز، رغم أن الأجواء تلونت بذبذبات لنفحة إشكال هلامي الصميم لم يتوقف من بث شحنات سوداوية لمخيلتي المتعبه من برد قارص لم أعتد عليه و من هم متراكم لم أكن أعي منشأة و من حالة ترقب لم تكن لتخف رغم رحابة صدر المحيطين بي و رغم إنسيابية و إيجابية مخرجات تلك اللقاءات، فلم يكن لي رغم ذلك ما يريحني و تضعني في مستقري الهادئ المطمئن.
لم أكن أعلم بأن الحياة و إن كانت جميلة من حولنا و ميسرة و مستقرة فإنها لا تعني بالضرورة أن تكون الحياة في محيطك الداخلي بذات الوجه، كما أن الحزن الظاهر على كثير من الناس قد يغلفه من الداخل قناعة و سعادة ربما تحيط بذراعيها قلبا بحجم السماء.
القول بأن السعادة هي هدفنا في الحياة هو كلام جميل و لكنه في ذات الوقت هو هدف هلامي مبني على الحالة الداخلية للذات و بالتالي يصعب قياسها، و القول بأن تحقيق هدف السعادة يأتي من خلال الإستقرار الذهني و العاطفي و الإجتماعي هو كذلك كلام فيه من الجمال ما يثلج الصدور و يريح الأروح و لكنه رغم ذلك ما هو إلا كلام في الهواء و أنفاس لمعاني لا معاني لها سوى ربما التخدير أو التبسيط أو لمجرد لرفع المعنويات و شحذ الهمم.
المال .. الإستقرار .. الوظيفة .. المكانة الإجتماعية .. حب الناس .. الرضى الذاتي .. .. .. .. ..، كلها في نهاية المطاف لا تعدو من كونها أشياء لها معاني و محددات و تعريفات تنتج لنا و فينا مشاعر و أحاسيس و قناعات، و لكن يبقى السؤال الجوهري هو كيف ؟
و لكن مهلا .. ربما السؤال الأمثل يجب أن يكون ( لماذا ؟ )، نعم لماذا؟؟ لماذا تريد أن تحقق المال، لماذا تريد أن تصل لمرتبة إجتماعية عالية، و لماذا تريد حياة مستقرة، و لماذا تريد حب الناس، و لماذا تريد أن تصل للرضى الداخلي، و لماذا و لماذا و لماذا.
لا بأس .. فـ ( كيف ؟ ) أيضا يبقى سؤال مشروعا في ظل هذا الكم من المعاني المتلاطمه المبعثرة بين هذه الأفكار الواضحة في مخيلتي وضوح زرقت هذه الصفحة التي تحتضن بلهفة حروفي الذاتية هذه، و لعل كيف و لماذا هما المعضلتين الفكريتين اللتان كنت أبحث عنهما في أجواء بيروت الساحلية و ضباب لندن الغامض.
(كيف) هذا السؤال المحير وجدت له ترنيمة كشفت في عيني الجواب حيث تمتمت بدون تردد بالقول (بأن أعمل ما أحب و فقط ما أحب) و لم أبحث بعيدا و طويلا لتصلني بعد ذلك و عبر موجات ذهني المترقب جواب لمعضلتي الثانية (لماذا) لتأشر بذبذبات سهلة القراءة تقول (لأحقق ذاتي)، و بعد ذلك صمت كل ما حولي و إرتسمت على شفتاي شبه إبتسامة.
لتكون أكثر أسئلتنا المحيرة و هواجسنا الداخلية سببا في أن تضاء لنا مصابيح عقولنا، و لتكن تلك التجليات المتمردة مبعثا لنكتشف حقيقة ما في أنفسنا.
شبه إبتسامة
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to mention I am new to blogging and site-building and absolutely liked you’re blog. Very likely I’m going to bookmark your site . You surely come with really good stories. Thanks a bunch for sharing with us your blog.
ربما فقدت الروح الإيمانية ..!
العميقة !
جرب ان تستبدل هذه الأسئلة التي امتزجت بنوع من الحزن وعدم الرضا ..
( بالتفكر ) بما حولك وكيف أن ربك صنع لك كل هذا .. رغم ضعفنا نحن كـ بشر !
وقدر لنا كل ما نريد وما لا نريد !!
جرب هذا
أعلم أنها ستفتح لك أفاقا ً أوسع واعلى وأسمى !
* “عشرة” ايام :$
مرحبا..
يبدو انك كتبت تحت ظرف معين؟شعرت بحزن ممزوج بين العمق والدقة!!
بصراحة أول مره أقرا لك بهالشكل؟؟؟
..يارب ياياسر اوصل للرضا الداخلي..
مرحبا اخ ياسر..
حمدلله على السلامة ثرثرتك اليوم رائعة زي سابقاتها ولكن اليوم غيير انت بتكتب كلمات ذات طاقةعالية او مثل ماكتبت ترددها عالي،وهذا له تفسير عند علماء الطاقة الحيوية انوانت انسان قوة الجذب عندك مرتفعة(TELE PATH)الي تفكر فيه تجيبه وهذاشيء مرررة راائع.
الانسان ياخيي يصنع حياته بنفسه اذا ارادها سعيدة او تعيسة،بس مثل ماقلت لازم يعرف هو ماالذي يريده او لايريد ويركز وراح يجيه الي يبغاه لانها حياته هو وبس.
وتحياتي (: