المرأة و حقوقها

من أهم محطات رحلتي الحالية و التي تشارف على النهاية هي محطة ثقافية إجتماعية سياسية إعلامية جمعتني مساء أمس مع عدد من الشخصيات السعودية و الخليجية و العربية في عشاء في أحد أشهر المطاعم اليابانية في لندن (نوبو) حيث إختلطت الأجواء بحديث شيق و مطول حول قضايا عالمنا العربي و السعودية بالتحديد ما بين ما يجري من تصالحات سياسية بين عدد من الدول العربية و ما بين ما تعيشه المرأة العربية و السعودية بالتحديد من تحديات تتعلق بكينونتها الإنسانية و مساعي الدولة و الجمعيات الحقوقية لحماية حقوقها الإنسانية بوضع آليات تحميها من العنف و تعطيها الحق في الإختيار وفق ما سمح به الدين و ليس العرف.

حديث حقوق المرأة هذا لم يكن نابعا من عقول رجال همهم تفسخ المجتمع و تمرد المرأة لخدمة أجندات علمانية كما قد يتوهم البعض و يقول، و لم يكن تنظيرا في فضاء المستحيل و عوالم الخيال و قصص الف ليلة و ليله بل كان حديث سيدات من المجتمع الخليجي و السعودي دأبو على أن تكون هموم المرأة  في مقدمة هموم المجتمع ككل مع الأخذ في عين الإعتبار كل العوامل الإجتماعية و السياسية و الثقافية التي تشكل هذا المجتمع المعقد في تراكيبه النفسية و في تكويناته البنيوية.

تحدثت إحدى السيدات و هي من أهم الشخصيات السعودية في العملين الإجتماعي و الحقوقي إضافة لكونها إمرأة ذات مكانة إجتماعية رفيعه عن حزنها البالغ عندما ترى بأن المرأة في السعودية تعامل في كثير من الأحيان كتابع لا حق لها و لا صوت و كيف أن المجتمع الذكوري بإمكانه أن يصل لحد النفاق الإجتماعي الغير مقبول و إن كان ذلك في كثير من الأحيان على حساب كرامته و كرامة نساء بيته، فكم من مشكلة تحدث بين الزوجين تنتهي بتعنيف الرجل لزوجته و قد يصل الأمر لتطليقها ظلما و بهتانا و تجد بعد ذلك إخوة المرأة المطلقة أو أباها يتعاملون في المجالس العامة مع ذلك الذي كان في يوم زوجا لإبنتهم و كأنه أحد المقربين و كأنه لم تلطخ أيديه بكرامة إبنتهم و كرامتهم هم.

إستمتعت كذلك بحديث ثقافي عن الأعمال الروائية المتميزة و التناقضات الإجتماعية المستفزه و الثقافة الدينية الحقة مع إحدى السيدات و التي بهرتني بحق مستوى ثقافتها الإنسانية التي تكونت في عقلها و أسرتني نفسيتها المتزنه و الرصينة بكل ما قالته و عبرت عنه من تجارب أثبتت لي بأن المرأة السعودية لديها من القدرة على العطاء في الحقلين العملي و التخطيطي الشئ الكثير و أن هذه السيدة التي تأتي من خلفية ثقافية سعودية بحته لم تشبها تدخلات ذات أجندات معادية للوطن كما يصفها البعض بإمكانها أن تسهم كفرد بكثير من ما نسعى إليه في وطننا من عمل في سبيل الإرتقاء بمستوى التفكير و مستوى العطاء الجمعي.

كما كان لي حديث عن ما يسمى حركة (الإنثوية العربية) مع إحدى السيدات من دولة الكويت الشقيقة و هي دكتورة متخصصه في دراسات المرأة الشرقية و محاضرة في إحدى الجامعات البريطانية  و التي سلطت الضوء على ما يمكن إعتباره حركة تحرر نسوية في العالم العربي وفق الضوابط الثقافية من منطلق مبادئ حقوق الإنسان و التي كفلتها كل الشرائع السماوية و على رأسها الإسلام و كيف أن هذه الحركة لا تعني بالضرورة معاداة المجتمع و التمرد عليه بقدر معناها إعادة الأمور لنصابها الصحيح و المبني على منطق تطور المجتمعات و مساعيه لخدمة نفسة و محيطة.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

9 responses to “المرأة و حقوقها”

  1. Lizbeth Vanderschel

    I just want to mention I’m very new to blogging and site-building and actually savored your web blog. Likely I’m going to bookmark your site . You certainly have superb writings. Kudos for revealing your website page.

  2. سوسو

    العاطفة مشاعر من السهل السيطرة عليها وكما هو معروف أن المرأة ( الأنثى ) تتميز بعاطفة كبيرة لذلك دائماً تنساق نتيجة هذه العاطفة لأن الرجل قليل العاطفة ويعرف نقطة ضعف المرأة ويحاول دائماً استغلال هذه النقطة لمصلحته دون التفكير بما يترتب عليه من مشاكل عند الأنثى سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو حتى جسدية 0
    المرأة مهما أصبحت متحررة وقوية يبقى دائماً عندها هذه النقطة التي اعتبرها سلبية التي تجذبها للخطأ 0
    وحتى نصبح قادرين على التحرر بشكل كامل من سلطة الرجل علينا أن نكبح مشاعرنا وعواطفنا عند التعامل مع الرجل بشكل مباشر لأنهم جميعاً لا يستحقون إلا أن يعاملوا دون مشاعر لأنهم لا يملكونها فبالتالي لا يقدرونها ولا يحترمونها فالأحسن أن نحتفظ بها لمن يستحقها فعلاً 0
    ولكم الشكر

  3. hamza

    merci pour cette information

  4. sultan

    ياقلب لاتحزن

  5. Nouf

    الحقوق التي تطالب بها (المرأه) النساءوالفتيات الواعيات والمثقفات لاتخرج عن الضوابط الدينيه بل هي حقوق اوجبهاديننا الاسلامي وامر بها فيمايخص المرأه..
    رغم ان المجتمع يعلم بهذه الحقيقه الا ان الاغلبيه يتعمدون في انحراف فهمهم “خوفا من التغيير للافضل” و”سدا للذريعه”
    ردود فعل الرجال من ناحية هذا الموضوع بظني ثلاثه:
    1. رجال فيهم نفاق اجتماعي
    2. رجال يخافون من منافسة المراه لهم (وهذول بظنب الاغلب)
    3. رجال يعطي المرأه حقوقها بجرأه ولكنهم قله وغلبت الكثرة القله

    سلمت يداك

  6. نوفه

    أستمتعت بقراءة المقال

    أنا أؤمن جداً بحقوقي كامرأة و لكني مؤمنة اكثر

    بأن ما يجعل الناس يعزفون عن الإيمان بحقوق المرأة

    هو بعض النساء اللاتي تشذ عن التيار السائد من ناحية

    الحجاب و اللبس ثم تطالب بالحقوق فيظن الكثير

    بأن الحقوق التي تريدها المرأة هي الخروج عن

    الأعراف السائدة كالستر و إلتزام الحجاب

    و الرفض طبعاً هو النتيجة الحتمية لهذة المطالبات

  7. وهج السعد

    المجتمع الذكوري بإمكانه أن يصل لحد النفاق الإجتماعي الغير مقبول و إن كان ذلك في كثير من الأحيان على حساب كرامته و كرامة نساء بيته، فكم من مشكلة تحدث بين الزوجين تنتهي بتعنيف الرجل لزوجته و قد يصل الأمر لتطليقها ظلما و بهتانا و تجد بعد ذلك إخوة المرأة المطلقة أو أباها يتعاملون في المجالس العامة مع ذلك الذي كان في يوم زوجا لإبنتهم و كأنه أحد المقربين و كأنه لم تلطخ أيديه بكرامة إبنتهم و كرامتهم هم.

    :(ايه ويعزمونه ويتفاخرون فيه واذا سئلهم احد عنه خاطب عندهم يمدحونه ولاكنهم ذاقو منه الامرين..بس لانه رجال قدام الناس ما يعيبه غير جيبه..

    جد عندنا الرجال فيهم نفاق اجتماعي مو طبيعي..

    كني حبيتها ذالانسانه جابتها على الجرح..

  8. Arwa

    لا نريد الخروج عن الشرع ولا عن العقل والمنطق ولكن كل ما نريده هو أخذ حقنا كامل
    تماما مثل (حركة الأنثوية العربية)
    ليس معنى المطالبة بحقوق المرأة هو الخروج عن الضوابط أي ما كنت سواء اجتماعيه او شرعيه او حتى ثقافيه
    ولكن هو وضع ضابط وحد للتخلف الحاصل وبجعلهم اسم الشرع والدين شماعه لهذا التخلف..

    تشكر أستاذي على ما كتبت..

    يعطيك العافيه 🙂

  9. ليلى.ق

    أعجبتني طريقة تفكيرك ..

    من ناحية قبولك برضى وقناعة أن للمرأة حق يجب أن تحصل عليه لا يتعارض مع الدين ، أهنيك .. هذا هو المطلوب من الرجل الشرقي .

    إن الإسلام كرم وعزز المرأة وأعطاها حقوقها كاملة ، لكن من ظلمها هم الذكور المقيدين بالعادات والتقاليد الرجعية والمتخلفة التي لا يقبلها لا الدين ولا الإنسانية .. السؤال من أذن لهم أن يستعبدوها ؟

    كم أتمنى أن تتكون حركة (الإنثوية
    العربية) هنا أيصاً ، نحن بحاجة لمثلها في ظل هذا التصعد في الظلم والجور على المرأة .

    تدوينة مية مية ..
    تحياتي .

اترك تعليقاً