بواسطة ياسر الغسلان في 24 أغسطس 2008
مر أحد عشر يوما منذ ان وصلت أصيلة من أجل تنظيم منتدى عن الإعلام على هامش فعاليات مهرجان هذه المدينة الساحرة الذي يقام للسنة الثلاثون و شهد كثير من الأحداث منها السار و منها المحزن و كثير منه مفاجئ لم يخطر على بالنا حدوثه، مرت هذه الأيام لنصل اليوم لنهاية هذا المهرجان الثقافي الفني الفكري المميز و الذي استمتعت بكل لحظاته، تلك التي كنت اعمل بها منظما و متابعا لأحداث منتدى
الإعلام في افق القرن الواحد و العشرين او تلك التي قضيتها سائحا و ظيفا يوميا على طرقاتها و أهلها (الزوالش) كما يسمون و معجبا بأصالة هذه المدينة الأصيلة او كما كانت تسمى زايلة او زيلس بالنطق الإسباني.
يوم أمس السبت كان اليوم الختامي لفعاليات مهرجان أصيلة الثقافي السنوي و قد زادني إعجابا و تعلقا بهذه المدينة حفلها الختامي الذي تم تكريم عدد من أبناء البلدة الصغيرة في بادرة لم اراها من قبل في مهرجاناتنا العربية و التي تشهد دائما تكريم الأمراء و الوزراء و علية القوم و التي في غالبها تجد المواطن فيها يصطف للتصفيق و لإكمال العدد من أجل الصور و التلفزيون، اقول بأن هذه المهرجان اثبتلي بأن الإنسان البسيط هو من يستحق التقدير لانه وراء كل إنجاز حقيقي و خلف أي تطور و رقي مدني مهما كانت خلفية تلك المدينة او تلك الدولة.
لقد تشرفت بحضور حفل الختام و الذي حضره عدد كبير من أهل المدينة الصغيرة كما حضره الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإمارتي و الذين تجمعوا ليشاهدوا و يحتفلوا بفوز عدد من الزوالش بجوائز التمييز اولها كان للأم المثالية تلتها جائزة المرأة العاملة و التي فازت بها إمراة كبيرة بالسن و القدر عملت لأكثر من أربعين سنة في مهنة ( النقافه – المرأة التي تجهّز العروسة)، كما قدمت جائزة للصانع التقليدي و هو رجل مسن يعمل منذ سنين طويلة بإصلاح الأواني المنزلية، و بحكم أن الصيد هي المهنة الأولى للمدينة فقد قدمت جائزة صياد العام لرجل مسن أيضا يعمل صيادا في أصيلة منذ أكثر من 60 سنة، كما أن المدينة لم تنسيى أن تكرم الصيادين و البحاره الذين إغتالتهم أمواج البحر حيث قام الفنان معاذ شبالي برسم لوحة تعبيرية لأرواحهم وضعت تكريما لهم عند مدخل المدينة القديمة، كما تم تكريم أحد أبناء المدينة بجائزة رياضي العام.
وإعتادت أصيلة منذ سنين على تنظيم مسابقة تمتد تصفياتها على مدار السنة تهدف في نهايتها لتكريم صاحب أو اصحاب الحي الأنظف و الأجمل و اكثرهم أناقه و هي إحتفالية جماعية بالبيئة تنظمها و تشرف عليها لجنة مكونه من أبناء المدينة لتكريم سكان المدينة الذين يعملون على مدار السنة من أجل الإحتفاظ بأحيائهم و أزقتهم نظيفة و أنيقة و مخضرة، حيث تم تكريم عدد من هؤلاء بهتافات الحضور و إعتراف علني بفوزهم و تميزهم.
و آخيرا و ليس أخرا تم تكريم شاب و شابة بجائزة الدكتور إبراهيم العويس لحملة الشهادة الثانوية بإعتبارهم أفضل طلاب المدينة من حيث التحصيل العلمي في شهادة الثانوية العامة.
لا اود ان اظهر هنا كمراسل صحفي ينقل أحداثا و قصصا بقدر ما احببت ان اسرد لكم صفات المكرمين و ما قاموا به من أعمال و مهنهم التي تكرموا من أجلها لنفكر قليلا و نمعن أكثر بروح هذه المدينة الصغيرة النائمة او هكذا تبدو على ضفاف المحيط الأطلسي و المتشحه باللونين الأبيض و الأزرق و التي تفوح منها روائح الطاجن اللذيذ و أطباق السمك التي يسيل لها اللعاب و نعنشت النعناع الممزوج بالشاهي المغربي المخدر دون مخدر، و لكي نستوعب هذه المدينة التي تقع خارج إطار ما تعودنا عليه علينا أن نفهم أولا محركها الروحي و الإنساني و الذي سيقودنا لفهم معنى الجمال الرباني و معنى أن نكون مواطنين عاديين نؤثر و نتأثر و لو كنا إمراة إحترفت الأمومة و سهرت سنين طويلة لتربية أبناء و بنات سيكبرون و تكون لهم حياتهم، او صيادا جابه جبروت البحر من أجل لقمة عيش حلال او مجرد طفلة تحلم بأن تكون في يوم وزيرة مثل ذلك الرجل الذي وضع أصيلة على خارطة الثقافة و الفن و الجمال، ذلك الوزير الإنسان الذي تشرفت بالعمل معه و بالإستفادة منه و تمتعت بكل جلساتنا و نقاشاتنا منذ لقائنا الأول في لندن، السيد الوزير محمد بن عيسى، فلهو و لكل زيلشي و زيلشية كل حب و إحترام و تقدير و إلى اللقاء في العام القادم إن شاء الله.
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
Posted in ثرثرة رحلات, ثرثرة شخصية |
Simply a smiling visitant here to share the love (:, btw great pattern. “Justice is always violent to the party offending, for every man is innocent in his own eyes.” by Daniel Defoe.
I simply want to tell you that I am newbie to blogging and site-building and actually liked your website. More than likely I’m planning to bookmark your website . You really have perfect stories. Thank you for sharing your blog site.
وصفك خلاني احس و كآني موجود معكم..
ياليت دايم اللي يكرم في الحفلات و المؤتمرات الناس اللي تعبوا و كافحوا في حياتهم
لازلت فاغرة الفاه امام ما ذكرته
أعجبت حقا بمناصب التكريم رغم بساطتها
واكاد اجزم بأنها كانت بمثابة محفز كبير وبلسم على عناء السنين ..
هكذا هو التقدير والتكريم حقا ..
شكرا استاذ ياسر لانك ابقيتنا على علم بهم وبروعتهم 🙂
جميل أن يُلتفت لعامة الشعب بالتكريم , فهم العماد وأساس النهوض ..
راقتني فكرة بعض فروع التكريم ربما لأنها غير معتادة عندنا ..
ليس أجمل من لفتات الوطن للمواطن سواء كان شاباً في بداية مشواره أو مسناً أوشك على انهاء دوره في هذا الوطن ,
وماأكثر من يستحقون التكريم في بلدي وماأكثر من يكرمون مرات عدة وعملهم لايتعدى توقيع على الأوراق !
شكراً لك ..
العقبى لنا !
ترجع بالسلامة ياسيدي
رائع الوصف أخي ياسر ..
أتمنى أن تنتقل العدوى لدينا ..
حبذا لو كنت أنت الفيروس الناقل (اعذرني على المصطلح) 🙂
راقتني جداً فروع الجوائز والحاصلين عليها ..
موفق