في السعودية .. انتحار فكري

بنقرات أصابع: شارع العطايف: لا ادري هل هو من حسن حظي ام من سوء حظي انني من المتابعين للساحة الفكرية في السعودية واني من اشد المعارضين لعملية التصنيف والاصطفاف التي تمارس بشغف لدى من يتداول الفكر كتجارة قد تكون مربحة
في حالات وقد تكون ممارستها نوع من تعبئة اوقات الفراغ لدى البعض الاخر .. وقد تكون لدى البعض رغبة في الثرثرة والظهور في الساحة واخذ مكان فيها

وما وصلت اليه الامور اليوم اجد نفسي مضطراً لاعلان وصولنا الى مرحلة الانتحار الفكري الجماعي لمرتادي الساحة الفكرية والتي اسمع رقصات وصرخات الانفاس الاخيرة فيها والاحظ التلذذ في السقوط في هاويتها وذلك يتضح في رواد المسارين والمسميان حسب كل فريق الليبراليين او التغريبيين او التنويريين والفريق الاخر هو الفكر الصحوي او السلفي او الاسلامي.

فسقوط الفريق الاول يكمن في تصديهم ودفاعهم بحدة عن الهارب حمزة كشغري هذا الطفل البائس الذي هو نتاج هذا الفكر الضحل الذي يرى في الغرب النور وحرية التفكير والمساواة حتى خيل له ان الرسول الاكرم ما هو الا مدرس الدين الذي تربى على يديه وقد افرزت تلك العقلية الساذجة ما قرأناه ونتبرأ منه لدى الله ورسوله، وما يغبنني هو سرعة وقوة التبريرات التي غرد بها رواد الفكر الليبرالي او التنويري وانه لم يكن يقصد الاستفزاز او ان التغريدات ما هي الا خلجات في النفس ويجب مراعاة شعور الهارب وعدم تخويفه واحتضانه وعدم بيعه وتقديمه الى الغرب كلقمة سائغة، والمضحك عندما ترى اطفال التنويريين وهم متفاعلين مع حمزة وقد بلغ ليهم مبلغ البطولة انه كسر حاجز المألوف وارتقى لمكانه يحلمون لو ان تغريداتهم تصل الى تلك المكانة وهم والله لا يدرون انهم بلغوا مبلغ الغي الفكر والانجراف الى هاوية لا نهاية لها وهي بالفعل تمثل الانتحار الفكري بكل معانيه سواء لروادهم او لاطفالهم.

اما الفريق الاخر السلفيين او الصحويين فلهم فرسانهم اللذين تقلدوا القيادة بعد غياب المرجعيات الدينية والثقات في المملكة وقد ابهرتهم المشيخة والاضواء وتصدير الفتوى بشكل اسبوعي او حتى يومي واغراهم حضور البرامج والتقرب من اصحاب الجاه بعد ظلمة السجون ووحشة التوقيف لسنين وما سقوط الشيخ القرني في سرقة سلوى العضيدان الا لمحة بسيطة جداً من المشاكل التي غمروا انفسهم بها ويأسى الواحد منا عندما يرى سعارهم حول المال واللعب بالعقود التجارية والسجلات التجارية والصكوك العقارية دون رادع او حساب الى ان تظهر لنا حالة مثل حالة القرني والعضيدان لنتأكد ان فرسان الصحوة ترجلوا عن صهوة صحوتهم وباتوا تجار الكلمة الرخيصة وانجرفوا ايضاً الى هاوية الانتحار الفكري.

في السعودية انتحار فكري نعم هو انتحار جماعي لمسارين لطالما تنافسوا على عقول الشباب والشابات ولطالما جددوا بضاعتهم بمقولات ومقالات واجتماعات ولكن دون عمل حقيقي او برنامج واقعي يعود على الفكر بفائدة او يعود على الانسان العادي في المجتمع بأي فائدة لم اتخيل يوم من الايام ان تصل الامور لان ينتهي المساران الفكريان في نفس التوقيت وبإرادة من.
بإرادة مرتادي كل فكر وبطواعيه دون حرب او جز الرقاب. والآن هل نحن امام ولادة مسارات فكرية جديدة تحمل نفس الصبغة ولكن برواد جدد كالفكر الاخواني مثلاً او هل يبعث الفكر القومي من جديد او الاشتراكية او الوجودية او الماسونية الصريحة.

بالنسبة لي فأنا فاتح كل القنوات .. المطبوعة والفضائية والالكترونية لاستقبال اول موجات المسارات الفكرية الجديدة اما الحالية فقد اصبحت بالية .. موضة اديمة يعني.

احسن الله عزاؤكم.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

One response to “في السعودية .. انتحار فكري”

  1. Andrew A. Sailer

    I simply want to mention I’m very new to blogging and seriously savored your web page. Almost certainly I’m planning to bookmark your blog . You amazingly have amazing articles and reviews. Thanks a bunch for revealing your website.

اترك تعليقاً