لا ادري ماذا كان يدور في تفكير معدي برنامج (International correspondents) الذي يبث على قناة الـ CNN عندما قرروا إستضافة إحدى ضحايا دارفور و هي ترتدي الحجاب الكامل الذي لا يظهر أي ملامح لوجه او جسد بحيث لا يمكن التثبت من كون الإنسان الذي يجلس تحت ذلك القماش الأسود هو فعلا السيدة حليمة بشير الدكتورة السودانية الهاربه من جحيم التطهير العرقي في
دارفور لجنة تنقذها و تعيد لها حياتها في ربوع بريطانيا العظمى.
و قد تبادر لذهني عندما شاهدت هذا اللقاء عدداً من الأفكار المتضاربة و المتضاده و التي يلف بعضها سيناريوهات العداء المبطن و التي تستهدف تنشيط الكره للإسلام و العرب لدى الغرب و ما إلى ذلك من نظريات المؤامرة الغربية التي طالما كنا افضل من يستخدمها لتفسير ما نعجز على فهمه بخصوص ما يدور حولنا من أحداث، و لكن ربما كان أكثر ما لخبطني و أثار إلتماسات في مخيّخي الأيسر و بعض من المخيّخ الأيمن هو تطابق الرساله في عقلي المنهك بين ما اثير في هذا اللقاء و ما بين ما كنت قد سمعته و شاهدته و نقلته لكم قبل ثلاثة أيام في تدوينة بعنوان (هيفاء المنصور و غطاء الوجه) و الذي تضمن لقاء اجرته قناة الجزيرة الإنجليزية مع المخرجه السعودية هيفاء المنصور و الذي تركز جله في محاولتها إثبات أن غطاء الوجه للمرأة ليس إنسانيا و أنه يفقد المرأة حريتها و كيانها و كينونتها، و هو ما قرأته ضمنيا في قيام الـ CNN بإستضافة تلك السيدة في إستديوهاتها في لندن بهذه الهيئة، و كأني بهم يريدون القول بأن الحكومة السودانية و ما تقترفه في حق البشر في دارفور قد أنتج لنا إمرأة تعيش خوفا فضيعا إضطرها أن تلتزم هذا اللباس رغم بعدها عن مواطن البطش و القهر فقط لتحمي نفسها و هويتها و هو التبرير الذي قدمته مقدمة البرنامج لإستضافتها سيدة ترتدي لباسا مستنكرا كهذا.
لا أقول جديد حينما اصرح بأن الإعلام قام و يقوم بإستمرار في توجيه رأي الجماهير نحو قناعات تكون موجهه سياسيا او عقائديا او دينيا او لمصالح تجارية و ما إلى ذلك، و لكن المفارقة الغريبة و التي قرأتها بمخيّخي الملتمس هي في أن تقوم كل من قناة الجزيرة الإنجليزية و الـ CNN و في الأيام الأولى لشهر رمضان في إثارة أحد المسائل الخلافيه بين المذاهب الفقهية خصوصا الحنبلية المطبقة رسميا في السعودية و باقي المذاهب التي يدعوا لها العالم الإسلامي الأكثر إعتدالا وفق التوصيف الغربي، و بالتالي فكأني ارى تحالفا إعلاميا جديدا بين وسيلتين إعلاميتين متنافستين تتفق ضمنيا في مهاجمة ممارسه دينيه في أقدس شهور الإسلام، و بالمقابل فربما هي محاولة إعلامية لتلك الوسيلتين في أن تقول بأن الإسلام جميل و منتج و لا ينقصه إلا قليل من الإنفتاح و المرونه تجاه ممارسات إجتماعية و مظاهر سطحية تحد من إحترام حقوق الجنسين و خصوصا المرأة المعطله إنتاجيتها في الدول الإسلامية و العربية.
و يبقى التفسير ملتمسا في العموم لأن لكل تفسير منطقه الخاص، فهو إما وفق النظرية التحليلية التي يؤمن بها كل إنسان أو هي وفق قناعاته الدينية و السياسية و الإجتماعية التي في الغالب ستفكر نيابه عنه،، و لا ضرر في ذلك ( أدي الله و أدي حكمتو).
إليكم اللقاء كاملا من موقع الـ CNN
I just want to say I am just very new to blogging and site-building and truly savored your website. More than likely I’m want to bookmark your website . You really have impressive stories. Thank you for sharing with us your web site.
شيء طبيعي أن يستنكر الغرب فكرة (غطاء الوجه ) ويرى فيه نوع من إخضاع المرأه وسلب حقوقها …خاصةً اذا رأينا أن (المسلمات ) أنفسهن يتحدثن عن غطاء الوجه بهذه الصوره أمثال هيفاء المنصور ويكرسن هذه الفكره في العقل الغربي !
حسد من عند أنفسهم وهم يظنون بأن المرأة لديهم معززة مكرمة وهي في الحقيقة حمامات متنقلة الا من رحم الله .
ش
ك
ر
لك على هذا التحليل الجميل
ما أدري ليش حجاب المسلمات يمثل لهم و(لنا) غالباً مشكلة!
ربما كانت المرأة متدينة يا ياسر.. هل يعني هذا أنها تتستر خوفاً?
بريطانيا ماعمرها كانت المكان الآمن لأحد.. ومافي مكان في الدنيا آمن لأحد إلا الكعبة! يعني تسترها خلف الحجاب ماهو شي مهم!!
غطت أو ما غطت.. تحجبت بمنديل أو بشرشف أسود.. لا يهم! كلها شكليات يقوقع الانسان داخله فيها! 🙂
لا أعتقد ذلك يا ياسر , الموضوع مثار منذ أزل.
لكنه و بمعزل عن مسأله التحالف هذه موضوع شائك عرض بطريقة سقيمة في الـ CNN .