الخلافة الإسلامية عام 2012

بنقرات أصابع: (شارع العطايف)

كمتابع للساحة السياسية أرى أنه يوجد تباين كبير بين الشعوب والقيادات أتحدث عن العالم العربي والإسلامي وذلك من خلال الأجواء الضبابية للمنطقة وتباين القوى وتعالي الأصوات المنادية بالحريات والديمقراطية والنزاعات المذهبية وغبار صيف الرياض.
حيث أرى أنه يوجد نسبة كبيرة جداً من الشعوب العربية وهي ليست بالقليلة لازالت تحلم وتعيش على رومانسية الإسلام هو الحل الشعار الأساسي
للإخوان المسلمين وتتعايش مع الشعارات المنادية بالجهاد ونصراء نظرية التكفير وهم ينادون بذلك بحذر شديد خشية أن ينقلب الجهاد على ممتلكاتهم وأرواحهم ودمائهم ناهيك عن شعارات الجبهة الشيعية المتصدرة سياسياً على المنطقة حالياً والتي تنادي بنصرة آل البيت عن طريق تصدير الثورة الإيرانية بين ذاك وذاك وإذا بي أرى شعار جميل بين شعارات مظاهرة جماهيرية في غزة لمناصري حماس وهو شعار ينادي بالخلافة الإسلامية (الخلافة الإسلامية هي الحل) وهو شعار برائي المتواضع يمثل قمة الرومانسية السياسية وأيضاً قمة المأساة الشعبية في آن واحد.
أعتقد من كتب هذه اليافطة أراد أن يغازل ويداعب أحاسيسنا كمتابعين ويريد أن يلمس عقلنا الباطن والذي دائماً ما يربط تصدر المسلمين الأوائل تحت لواء الخلافة الإسلامية ولكن لو افترضنا أننا كمسلمين اجتمعنا على أن نبايع خليفة للمسلمين فمن يا ترى يستحق هذا اللقب ويستحق أن يبايعه المسلمين من الصين وحتى لوس أنجلس وما هي الآلية التي سنتبعها لاختيار الخليفة ومبايعته هل لقوته العسكرية أم لفقهه في الدين أم لنسبه واتصاله بآل البيت أم لقدراته ومقدراته المالية وأين سيكون مقر الخلافة الإسلامية الجديد.
يغيب عن بال أكثر المسلمين الكثير من الأحداث السياسية التي حدثت في ماضينا التليد وبعض آثارها قائم إلى يومنا, في كتبنا التاريخية ومناهجنا الدراسية تسرد لنا القصص على هيئة قصص ما قبل النوم حيث الغزوات والفتوحات وخطط خالد وجسارة القعقاع وخبرة بن أبي وقاص ودهاء عمرو وفقه ابن العباس رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وعلى صاحبهم أفضل الصلاة والتسليم. ولكن لم تقرأ الروايات والأحداث ولم تحلل من منظورها السياسي وبعدها الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي.
ففي قراءات سريعة لبعض الأحداث الماضية لطالما وجد الخلاف على الحكم وتسيير شؤون المسلمين وليس خلاف سقيفة بني ساعده إلا أول الأمثلة على الخلاف السياسي في الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله وعليه وسلم ولم يحل النزاع إلا لوجود الصحابة ذوي البصيرة والعقل ولكن تطور الموقف سياسياً بين بعض الصحابة بعد استشهاد ذا النورين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وحدث ما حدث إلى أن تولى أمر المؤمنين بيت بني أمية ونشوء أول خلاف على ولاية المسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حيث ولى ابنه يزيد وهو أول خليفة للمسلمين يتم تعيينه إذن هنا تطور في المنظور السياسي الإسلامي.
وصولاً لثورة بني العباس وتوليهم مقاليد الخلافة بعد مجزرة بني أمية وهو خلاف إسلامي صرف بين أشرف وأطهر بيوت قريش على الخلافة والشأن السياسي. بعد ذلك حدثت طفرة سياسية في العصر الإسلامي حيث تولى أمر المسلمين خليفتان للمسلمين أميران للمؤمنين واحد في بغداد والآخر في الأندلس.
بعد ذلك مرت دويلات كثيرة ومسميات كمسميات ملك وسلطان حيث دخل للتاريخ الإسلامي هذه المسميات لينسي المسلمين المركز القيادي الأهم وهو الخليفة حيث لم يعد للمسلمين خليفة فترة طويلة من الزمن وللمعلومية لقب الخليفة يعتبر من أهم الألقاب في التراث الإسلامي وأعلاها على الإطلاق إلى أن أتت الخلافة العثمانية وهنا نتحدث عن طفرة نوعية في السياسة الإسلامية حيث أن بيت بني العثمان ليسوا من العرب وليسوا من آل البيت وليسوا قرشيين هم عائلة تركية مجاهدة وعالمة حلت لتملئ الفراغ السياسي الإسلامي.
وبعد ذلك فاض الناس على الخلافة العثمانية للأسباب عديدة وأتانا الاستعمار ومن ثم الثورات وأربابها إلى أن وصلنا للعام 2008م. بناءاً على ما تم ذكره ماذا يدور في مخيلتكم، أي النماذج الإسلامية المذكورة التي تصلح لعصرنا الحالي في ظل تنافسنا على الجنسية الكندية والاسترالية وفي ظل أزمتنا السياسية وفي ظل الفساد المستشري في أوساط الساسة والمال والعسكر وفي ظل طموحات بني فارس النووية، وتجبر القلة اليهودية وتأييد العالم من شرقه إلى غربه للدولة العبرية.
برأيي المتواضع يجب أن نعيد قراءة السيرة النبوية بمنظور حديث يتماشى مع مفاهيمنا الحالية ونتمعن في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ففيها شرح وافي عن ما يحدث الآن وما سوف يحدث فقط نحتاج لقناعة ذاتية داخلية وإيمان صادق ولا نريد إسلام مسيس وإسلام مشوهه وإسلام يستخدم كوسيلة دعاية وإسلام يجعل قادته يملئون بطونهم وجيوبهم بالمال ونبيت نحن على أحلامنا ورومانسياتنا التاريخية.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

8 responses to “الخلافة الإسلامية عام 2012”

  1. manicure

    When I initially left a comment I seem to have clicked the -Notify
    me when new comments are added- checkbox and from now on every time a comment is added I get 4 emails with
    the exact same comment. Is there a way you are able to
    remove me from that service? Thanks a lot!

  2. Sammy Naidu

    I simply want to tell you that I am beginner to blogging and seriously loved your page. Almost certainly I’m want to bookmark your website . You absolutely come with fabulous well written articles. Thank you for sharing your web page.

  3. محمد حافظ

    الاسلام قادم والخلافة قريبة باذن الله
    – لم اجد علاقة بالتاريخ 2012
    – الخلافة ليست حلما بل واقع
    يمكن زيارة http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/3111/
    -http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_23
    -http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/category/categ_125/page_10

  4. محمد

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً إن أول دينكم نبوة و رحمة و تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي…

  5. abdalali

    الان انت تشمت باللي رفع الشعارو وتقول تأملو التريخ وأحاديث الرسول!!!!

    لو تأملنا التاريخ لوجدنا أنة حتى مئتين سنة خلت كان الأصل هو وجود الخلافة الاسلامية – بغض النظر عن طريقة تولي الخليفة عليها- ايش الغريب والرومانسي بهذا الكلام؟!!

    برائي ان أفضل حل في العصر الحالي هو الوحدة الاقتصادية ومن ثم كل شي بكون تبع لها…

    على فكرة ايش دخل عام 2012 بالموضوع؟

  6. عصام

    إذا نظرنا للإتحاد الأوربي نظرة سريعة وخاطفة ..

    وجدناه قفز قفزات طويلة في هذا المجال ..

    فالعمل واحدة وليس هناك جماارك ووووو

    والعرب بوضعهم الحالي حقيقة لا يؤهلون للخلافة ..

    شكراً ياسر ،،

    والله المستعان

  7. ميقات الذاكرة

    عزيزي ولد الإسلام غريباً

    وسيعود كذلك .

    الوضع الحالي لا يوحي بثمة توحد في الافق . إلا ماسيكون في اخر الزمان ، وليس هذا بتشائم مني – لا سمح الله – بل هذا ما وصلتنا من نصوص . وماهو ظاهر للعيان .

    ليس ثمة دولة لا تريد لنفسها العزة والسؤدد . الوضع في الاقليم الخليج ليس ثمة توحد غير المسمى المتعارف عليه .

    دول الإسلام تتنازعها التحزبات والمذاهب والطائفية المخيمة عليها .

    من حين ٍ لآخر نستمع للكثير مِن مَن ينادي بمثل هذه الشعارات البارقة . ليدغدغ بها مشاعر المسلمين ليس إلا لغاية ما .

    ودمتم ..

  8. بندر

    كلام يستحقّ التأمّل ..

اترك تعليقاً