هل من الممكن أن نصل لمجتمع متكامل ترضى فيه جميع مكوناته بما قسم الله لهم من واقع مستسلمين في ذلك لحقيقة أن لا كمال في هذا الأرض سوى في كتب المنظرين و عقول الغارقين في أحلام اليقظه و كوابيس الثقافة المتداخله.
كنا في الماضي القريب لا نتجرأ في نقد موظف حكومي أو وزير أو رجل أعمال أو أمير و ذلك لأن النظام الرقابي المعمول به كان من أكثر الأنظمه صرامة و حدة و رفضا لقبول الرأي الخالف و إن كان هذا الرأي يصب في مصلحة المواطن، فقد كان الرأي المخالف مخالفا من وجهة النظر الرسمية و الشعبية لكل صواب إجتماعي و عرف سليم و رشيد و سديد.
و لكن من ثورات الفكر و النهج التي ولدتها أحداث سبتمبر وجدنا أنفسنا في السعودية نفتح على جميع الجبهات نقاشات كانت مكبوته لسنين و سنين و ليخرج علينا من ذلك المستنقع الراكد كثير من العفن منه الذي يقتل قتلا شنيعا وقليلا منه ما يعمل في الجسد الإجتماعي عمل الأنسلين في محاولة إصلاحية لما أفسده تهاون السنين و تكاسل العقول و خوف الأفئده و الأرواح.
لا أبرئ نفسي فأنا أحد هؤلاء الذين ركبوا و يركبوا بإستمرار تلك الموجه الغارقه في النقد العبثي لا لشئ سوى لكوني إبن شرعي لتلك الحقبة التي خرجت منتفضه غضب من سكون تلك الظلمات الموبوئه بغصيبة القبول بالواقع الغير مقبول منطقا، و شاهد على ما تصنعه منتجات الكبت الإجتماعي في أبنائها الحالمين بغد أفضل و الطامحين بواقع يليق بهم و بمن حولهم.
أعود لمربط الفرس من حديث هذا و ذلك لأقول بأننا في السعودية تحولنا من شعب صامت لا حراك فيه إلا من طرفين جدليين غير متساويين القوة و النفوذ أحدهم نعت لعقود بالـ(عقلاء) الذي يعد مخالفتهم مخالفه للدين و العرف و الحق و الطرف الثاني فهم بعض قليلة من الخارجين عن المنطق و العقل و النمطية و المشي بجانب الحائط، و ذلك لنصبح شعبا ناقدا لكل شئ و لأي شئ و من أي شئ، كما أننا أصبحنا نشكك في كل مسئول و كل مدير و كل أمير و كل وزير، كما إعتقدنا و لا أدري كيف بأننا أصبحنا نملك الحقيقة في كيفية بناء الدول و المجتمعات و ما هي أفضل الآليات للإرتقاء بالفكر الإجتماعي و أنجع وسيلة في تربية أجيال المستقبل و كيف علينا أن نتعامل مع إقتصاد العالم و كيف نحرر فلسطين و نحن و يا لسخرية القدر لم نستطع حتى الآن من تحرير عقول مجتمعنا من آفات النعرات و المناطقية و الخصوصية الكذابة.
أسأل نفسي كثيرا فيما إذا كان سيأتي اليوم الذي فيه أرضى عن حال بلادي أو قل يقل نقدي و شكواي بحق و في غير حق، فكثير من نقدنا الذي يملأ الصحف و المنتديات و العقول و الألسن ما هو إلا ردت فعل منتفضه لعقود من السكوت القسري و التكتيم الغير منطقي، و أقول هذا بعد أن تيقنت بأن المعارك الفكرية مثلا التي تدور بين الحين و الآخر بين التيارات في المملكة لن تنتهي لأن من أهم عوامل بقاء التيارات هو في خلقها لعدو حقيقي أو ورقي من أجل أن يستمر الصراع من أجل البقاء و لتبرير سبب الوجود، كما أن المنطق المعوج الذي يتملك كثير من مفاهيمنا الإجتماعية لا بد أن يستمر على الرغم من أنه مرفوض بالبديهيات الإنسانية و الدينية و ذلك لأنه يخدم مصالح تخدم التركيبة الأساسية لوجودنا كأمة.
هل سينقد في يوم الليبرالي نهجهه بنويا و هل سيفكك المحافظون مؤسساتهم من أجل إعادة بنائها من جديد، ربما إن حدث ذلك قد نرضى عن بلادنا ذات الكمال الغير منقوص.
Good post. I learn something new and challenging on blogs I
stumbleupon everyday. It will always be useful to read articles from other
writers and practice something from their web sites.
I just want to say I am beginner to blogs and certainly savored this website. Likely I’m going to bookmark your website . You definitely come with incredible articles and reviews. Thank you for sharing your web site.
[…] سنرضى في يوم عن حالنا ،،، هذا السؤال الذي سبق أن عنونت به أحدى التدوينات بعد […]
مقال اقل مايوصف بـ رائع في ظل هذه الأحداث والتغيرات السريعه
وما يدريك ، قد نستيقظ ذات صباح وقد تغيرت الأحوال و التاريخ يشهد على نفسه ، ولكنه سيكون التغيير الصعب كالخروج من عنق الزجاجة .
جميل وجدود التنافس وصحي في نفس الوقت لكننا نفتقر للوسطية و للأخلاق التي هي أساس الحضارات المعنوية تليها الماديه ، نحن نتناحر لا نتنافس ونكيل بمكيالين لم أعد أرى غير أنواع الكره والحسد و الضغينة ويتحامل الكل على الكل ، وليت بعد كل هذا الإضطراب نخرج بفائدة بل استخفاف بعقول الناس ومضيعة للوقت وتظل القضايا معلقة ، لو هذا التناحر يأتي بثماره لرفعت قبعتي لهم لكني أرميها أرضا وأدوس عليها قهراً .
كل يوم أُحْيي الأمل إرضاءً لذلك السلام الداخلي وتطمينا له بأن غدآ أفضل لكن هيت لك ، الواقع المرير يصرخ كل صباح بألمه فيعيد الخوف في نفسي وقلقي الذي لا يفارقني البلد فوق صفيح ساخن والوضع خطير .
وجواباً على سؤالك ،،
لا لن نرضى عن حالنا طالما الظلم قائماً وحقوق الناس ضائعة والتي بسببها ضاعت كرامتهم وإنهزت ثقتهم في أنفسهم يا سيدي إنهم يتألمون لذا يحقدون ، فالزوج العاطل المكبل بالديون لم يعد ينظر في عيون أبناءه لأنه لا يستطيع إشباع جوعهم و الشاب الذي كلما تقدم للزواج يرُفض بسبب راتبه الضعيف يتمنى يوم موته القصص كثيرة و في فمي ماء ، والوحيد الذي سيرضى من لا يستشعر ألم غيره ولا يرى أبعد من يده .
تحياتي
[…] This post was mentioned on Twitter by AshwaQ and Arwa, Yasser Alghaslan . Yasser Alghaslan said: هل سنرضى في يوم عن حالنا ؟ http://wp.me/plzT0-tU […]
من أجمل ما قرأت من مقالات…أغبطك على شفافيتك وصراحتك في الطرح والنقد الذاتي للنفس قبل نقد الآخر.
تحياتي
نظرتي للحياه تفائليه وايجابيه … لكن للاجابه على سؤالك اعتقد ان تظرتي سلبيه
لااتوقع ابدا ميلاد اليوم المزعوم لانه وبكل بساطه نسبه كبيره من المجتمع تتنفس الانتقاد الهدام والتذمر والشكوى من دون حراك لحل مشاكلهم
رضا الناس غاية لاتدرك
لب الموضوع وزبدته هي :-
هل سينقد في يوم الليبرالي نهجهه بنويا و هل سيفكك المحافظون مؤسساتهم من أجل إعادة بنائها من جديد، ربما إن حدث ذلك قد نرضى عن بلادنا ذات الكمال الغير منقوص.!!!!
أستاذي العزيز ياسر
اليوم الذي تتحدث عنه سيأتي لكن سيطول.
نحن شعب ناقد بلا حلول همنا الأساسي النقد لا إيجاد الحلول
تحياتي
أخي ياسر…
في كل مكان وكل زمان تجد اشخاصا لهم مبادئ واهداف في حياتهم فهولاء هم من ينتقدون بشكل مثمر وذلك لجني الثمار. وتجد في الضفة الاخرى اشخاص يفتقدون للمبادئ والاهداف فهولاء الاشخاص هم الغير راضون عن انفسهم لان ليس لهم وجهه في حياتهم فتجدهم تارة نقاد رياضيين وسياسيين وادباء و مسرحيين وتارة تربويين.
صاحبي العزيز النقد الهادف في بلادي شئ محضور اما مادون ذلك فهو شئ مستحب وذلك لشغل الرأي العام. لايحق لك ان تنتقد وزيرا معينا في قراراته لايحق لك ان تنتقد وزير العمل الفاشل ولايحق لك نقد وزير التعليم العالي في قراراته الفاشلة في الابتعاث الخارجي.
سيدي العزيز انا مؤمن بكتاب الله انا مؤمن ببشارات النبي انا مؤمن بان فلسطين ستحرر كما امن الصحابة ببشارة النبي بملك كسرى وقيصر عندما كانوا محاصرين يوم الخندق. انا مؤمن ان الوضع سيتغير ولكن للافضل حيث نحافظ على قيمنا حيث نطمح ونعمل حيث ندافع عن تراب الوطن هناك في وطننا المستفبلي.
وشكرا………………
أخي العزيز ..كلماتك تدعو إلى اليقظة والتأمل ..ولكنك قلتها {نفتح على جميع الجبهات نقاشات كانت مكبوته لسنين و سنين و ليخرج علينا من ذلك المستنقع الراكد كثير من العفن منه الذي يقتل قتلا شنيعا وقليلا منه ما يعمل في الجسد الإجتماعي عمل الأنسلين }
الامر اشبه بزجاجة مليئة بماء الينابيع الحارة مشبعة بالغازات تم تحريكها بقوة وفتح الغطاء ليندفع المحتوى بسرعة صاروخية في كل الاتجاهات ..وتخشى ان لا يتبقى في قعر الزجاجة شيئ لتشربه ..!!
انا شخصياً اقع في فخ التعميم أحياناً..واستعجال التغيير احياناً اخرى ..واجد نفسي شريك في الخطاء بشكل او اخر …هذا عدا اخطائي وعيوبي.
استخلاف الله لنا في الارض يعني ان نحاول باستمرار لنجعل الحياة افضل بكل انواع الافضل الممكنة .
ووعد الله لنا أما الجنة او النار ..يجعلنا
نستغفر الله ذنوبنا ونراجع اخطاءنا ونلتمس الاعذار لذوي الاخطاء الشخصية او الاخطاء ذات الاثر المحدود.
تحدينا هو التجاذبات فينا بين سمو الروح والدم الشيطاني الذي ينساب في عروقنا .. و موقفنا و حكمتنا في التعامل مع ذوي الاخطاء / الخطيئة .
يا عزيزي لن نرضى يوماً عن حالنا ..ولكن الافضل ان نتعايش مع ذلك ليسكن الغضب فنستطيع ان نتبين الطريق ونصلح الحال باستمرار ونبني من جديد بدل ان ننتقد ونهدم .
أعتقد يا ياسر أننا في ورطة جاااااامدة.. وللأسف أنني أحاول بكل ما أستطيع أن أكون متفائل ولكن في نفس الوقت الحقيقة أنني مرعوووب من المستقبل
جمييييييييل جداً أعجبتني هذي القراءة لمجتمعنا
أعلم أن هذا اليوم سـ يطول كثيراً
ولكن أعلم أيضاً أنه سيأتي !