أكثر من ١٤٠ حرف (١)

أعلن قبل يومين عن شراء الأمير الوليد بن طلال لحصة في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” قيمتها ٣٠٠ مليون دولار تمثل ما قدر بثلاثة بالمئة من إجمالي قيمة الشركة، علما بأن هذه الحصه لا تمنحه وفق ما أعلن حق التصويت.
تحليلي الشخصي لهذه الصفقة يرتكز في كون الأمير أيقن بأن الجمهور الحقيقي المحرك لشعبية رجل الأعمال موجود الآن في هذا الموقع  حيث لم يعد من يحقق الشعبية هؤلاء الذين يتابعون الصحف الورقية كما كان سابقا.
ما أقصدة بـ( المحرك لشعبية رجل الأعمال) هم هؤلاء الذين طالما عمل الأمير الوليد على خلق صورة إيجابية في أذهانهم لقناعته بأن نجاح أي رجل أعمال ترتكز على أن يكون إسمه مرتبط بالنجاح و الإيجابية لكي يمكن من إسقاط ذلك الصيت على أعماله،، و كما يقال المثل الشعبي (الصيت و لا المال) إلا أن الوليد من الواضح أنه إستطاع أن يبدل ذلك المثل بأن حوله إلي (الصيت يجلب المال).

نقل الموقع الإلكتروني السعودي “سبق” واسع الإنتشار اليوم خبر عنوانه ( الأخضر السعودي يتقدم للمركز 96 في الترتيب العالمي .. بعد شهرين من بقائه في أسوأ مركز في تاريخه) و بعد قراءة العنوان و تحمل لحظات الضغط التي تلت أثناء قرائتي الخبر، تذكرت تفاخري أنا و بعض الأصدقاء أمام صديق أمريكي لنا عام ١٩٩٤ حينما صنف منتخبنا ٢٤ عالميا متقدما على المنتخبات العربية العتيدة (مصر المغرب الجزائر)، و في هذه اللحظات التي شعرت بالخزي، لم أجد نفسي إلا و أنا أدعو الله أن يرحم روح الأمير فيصل بن فهد و الذي في أيامه حققت المملكة مجد رياضي و سمعه تجاوزت قروش و دراهم ذلك الشرفي و ذلك المترزز و ذلك الأمير الذين جميعا إعتقدوا أنهم قادرون على تحقيق طموح هي دون شك أحلام العصافير،، و كتبت في لحظة غضب و تحطم ( تصنيف منتخبنا السعودي عالميا (((( ٩٦ )))) …. يلعن أم أم أم الفشيله، قال إحتراف قال … ياشيخ إقلب وجهك )

كتبت مقالا هذا الإسبوع في جريدة الإقتصادية تحت عنوان (عام المحتج) حاولت فيه أن أسرد و بلمحة تاريخية سريعة أهم محطات ما يعرف بـ(شخصية العام) و التي تصدرها سنويا مجلة التايم الأمريكية، و قد صارعت بين عقلي الذي يدفعني نحو إبداء الرأي في الموضوع و بين رغبتي في السرد الصحفي من خلال مادة هي أقرب للتقرير القصير لأكتشف بعد أن فرغت من الكتابة أن صراع الصحفي و الكاتب الذي يسكنني قد تجلى في تلك اللحظات مع إنتصار مرحلي للصحفي و على الأقل في هذا الإسبوع.
صديقي العزيز رعد البركاتي علق علي عنوان المقال (عام المحتج) بـ (وعندنا عام الحجب)، و لاشك بين عامهم و عامنا فرق شاسع أحدهم يحرر الصوت من قفصه و آخر يعيد إدخاله في غرفته خوفا عليه و ربما منه.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

One response to “أكثر من ١٤٠ حرف (١)”

  1. Marion Moonsommy

    I just want to tell you that I’m very new to blogging and site-building and truly liked this web-site. Most likely I’m want to bookmark your blog post . You really have outstanding articles. Cheers for revealing your web site.

اترك تعليقاً