أنا حر

بنقرات أصابع: (شارع العطايف)

شهركم مبارك وعساكم من عواده،
من عادات الاخ ياسر الغسلان التنغيص عليّ بين يوم وآخر وله طريقته في استفزازي لا يعرفها الا هو فقد اتصل بي يلح ان اكتب تدوينة حيث اني منقطع منذ فترة طويلة واذا به يحاول اقناعي وانا اجيبه كالعادة ان شاء الله الى ان وصلها معي وقلت له ياخي … أنا حر … واذا به يفاجئني ويقول خلاص … اكتب عن الحرية يا حر واقفل الخط في وجهي
حتى لا ارد عليه بالنفي. وقد قلت في نفسي والله جبتها يا ياسر، الحرية معنى رائع ومهم ولكن هل نحن أحرار فعلاً أو هل نحن نتمتع بالحرية كأفراد في المجتمع أو هل المجتمع مهتم بمفهوم الحرية كممارسة وواجبات أم لا … وعندها سرحت وآخذتني الافكار يمنة ويسرة بين الماضي والحاضر وتذكرت …

وانا صغير اللعب في بطن الحوي (هو الساحة التي تتوسط المنزل) وقد قررت ان اللعب مع الخروف الصغير الذي اهداني اياه خالي كي اللعب معه واطعمه واهتم به واذا بأمي تقول لي يا ولد لا تلعب مع الخروف عشان ما يتعب فتجاهلت كلامها واستمريت في اللعب معه واذا بها تنهرني ورددت عليها: بكيفي انا حر حقي وبلعب فيه، ولم اكاد اكمل الجملة واذا بصفعة تنهال على وجهي كدت افقد الذاكرة من جراءها وطنت اذني ولا اكاد اسمع سوى صوت امي وهي تقول: ما عاد الا هي ..  حر .. جعل الحرارة تقطع كبدك وبكيت بحرقة كبيرة تلك الليلة حيث انه خروفي وانا حر في اللعب معه لماذا اضرب لذلك.

وتذكرت آيضاً يوم ان تقدمت لديوان الخدمة المدنية للحصول على وظيفة حكومية وقد اخذتني الافكار في اني سوف احصل على الوظيفة التي تداعب احلامي وتطلعاتي وبالراتب المجزي، وقد قلت للموظف الذي استلم اوراقي اريد وظيفة في وزارة كذا وقال لي طيب وش تبي بعد تبيها في مكتب الوزير والا يمكن نخليك الوزير مره وحده وترتاح .. هي بكيفك الشغلة على بالك انت حر عشان تختار، اللي بيسهله الله بيطلع لك وين ما ادري تابع معنا … حرك السرا يخوي!!

السؤال هل أنا حر فعلاً؟!

ومنذ متى كنت حراً .. وهل كنت حراً ولم استخدم حريتي كما يجب من قبل .. وما هي مواسم الحرية لدينا .. وما هي حدود الحرية .. وأين ممكن ممارسة الحرية .. والى اي مدى ممكن أن أكون حر .. وهل الحرية ممارسة باللسان أو الجوارح أو هما معاً .. وهل الحرية شيء مسموح لسن معين ممكن ممارستها عند بلوغه .. وهل هي مرتبطة بجنس دون آخر .. وهل تخص معتقد دون آخر .. وهل العقل حر في طرح تساؤلاته والبحث عن ما يريد .. وهل مجتمعنا يحترم الحرية .. وهل القانون والدستور يكفل لنا الحرية .. وما هي أنواع الحرية هل هي حرية الفكر والمنطق أم حرية الممارسة أم حرية الفرد أم حرية الجماعة .. هل المواطن حر أكثر من المقيم أم العكس .. هل هناك حريات تمارس في العلن وحريات تمارس في الخفاء .. وما هو عكس الحرية هل هو الأسر أو العبودية أو الطاعة أو الرضوخ أو العناد أو الجنون أو التجريم أو الموت.

أسئلة من الكثرة بمكان لتدع الشخص يتأمل ويبحر في أفكاره عله يجد الوقت الكافي للرد عليها ومناقشتها مع الآخرين ولكن انطباعي الاولي أني لست حراً فأنا بالفعل املك شخصية مستقلة واملك وقتي ونفسي ومالي ومزاجي ولكني لا استطيع ان اجزم اني سبق لي وان كسرت الحواجز التي امامي ولم يسبق لي ان مارست جزء من حريتي في جدولي اليومي الا ما ندر فهل مكنون شخصيتي يرفض ان يكون حراً؟  من الممكن فأنا لم يسبق وان توفرت لي الفرصة لإختيار شيء مفصلي في حياتي ولم استطع يوماً ان ابوح بكل ما يراودوني من افكار وتطلعات، اتذكر هنا قطيع الخراف في المراعي فهي دائمة النظر الى الاسفل تأكل ولا تسرح بعيداً عن قطيعها أو تخالف أمر راعيها أو أمر كلبه مع ان الفضاء كله مفتوح لها ولا يوجد سياج يحبسها  ولكنها ترفض ممارسة حريتها أيضاً عندما تذبح لا تعترض ابداً ولا تناقش لماذا تم اختيارها مقارنة بغيرها والمضحك انه لا يذبح الا اجودها واجملها واسمنها اما السيء منها فيتمتع بحياته حتى آخر نفس. 🙂

قال حر قال .. ابشر يا ياسر متى ما بغيت تدوينة قلي بس ما جت عليك وأنا آخوك سمعاً وطاعة.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

9 responses to “أنا حر”

  1. Mitchell Kersey

    I just want to tell you that I am just very new to blogging and site-building and really loved you’re website. Most likely I’m going to bookmark your site . You actually come with amazing article content. Appreciate it for sharing with us your web page.

  2. Stacy Gregory

    لمعرفة درجة الحرية في مجتمعنا يجب أن نفهم ما إذا كان الفرد له حقوق بمعزل عن كونه جزء من الجماعه، بمعنى هل الفرد يسبق الجماعة أم العكس، فإذا كان الحق الجماعي أهم من الحق الفردي فتأكد بأن الحرية التي تتمتع بها ستبقى محدودة بمصلحة الجماعة، بينما لو كانت نظرة الجماعة للبناء الإجتماعي بإعتبار مكون من أفراد في أساسه و هو ما يعني بالتالي أن الفرد له الأهمية الكبرى في تطور و رقي المجتمع فإن الحرية عندها ستكون أوسع و حدودها سيعتمد على حركة التطور الفردي و فهمه لدوره الحقيقي في المجتمع من كونه المحرك المتبوع و ليس كما هو الحال الآن التابع المنقاد.

  3. حنان

    مقال حلو بس ترا منت حر عشان تتأخر علينا ماتكتب 🙂
    صراحه المجتمع اللي عربيتا عليه ما يعترف بحرية الفرد
    وللأسف ان الأجيال بدل ما تتطور تتوارث العادات الخاطئه بدل تعديلها
    تبون حرية حقيقية مارسوها بمحيطكم واسمحوا فيها وبالتالي تنتشر للمجتمع
    الله المستعان بس شكله بالأجيال القادمة ما بنلحق عليه 🙂

  4. الحمد لله اتنفس

    اتوقع انها تعتمد على فهمنا للحريه وفي النهايه المجتمع يأثر على نفسه
    اتوقع ان الحريه انواع واشكال وطرق والقوانين او الاوامر والافكار المغلقه
    المصاحبه لسلطه او تأييد هي نقيض الحريه بمفهومها الواسع

    والاغلبيه والنخبه الماليه او السياسيه او الاجتماعيه هي الي تعطي
    المجتمع شكله ولونه وطريقته اذا كانت توافق مفهوم الحريه او لا

    هنا يكون الفرق بين المجتمع المحافظ والمجتمع المفتوح ولكل منهم ميزات وسلبيات
    وطبعا الانسان يولد ما يختار مجتمعه وهذا قمة عدم الحريه < لا تشطح

    اتوقع ان الحريه موضوع اكبر من انه يكون لوحده في لو بنحلله ونقدر
    نخليه لحاله اذا بس نبي نكتب عن الحريه غصب عنا

    اذا كانت تسيطر عليك نفسك نزواتك او شرورك هل انت حر ؟
    مثلا تقدر تقول ايه نفسي وانا حر فيها !
    اذن هنا نكون عند حرية السلطه ! شعبي وانا حر فيه من مبدأ التحكم

    اتوقع ان الحريه واللا حريه تستمد من علاقة السلطه بالمجتمع والتعاطي معه
    فالسلطه بأسمها المنافي للحريه هي من يتحكم بنسبة الحريه في المجتمع
    فلا يوجد حريه بدون مساواه

    وهذا التعليق طويل مثلا بس عادي انا حر !
    من قال مافيه حريه

    الله يخلي بو متعب بس

  5. ياسر الغسلان

    لمعرفة درجة الحرية في مجتمعنا يجب أن نفهم ما إذا كان الفرد له حقوق بمعزل عن كونه جزء من الجماعه، بمعنى هل الفرد يسبق الجماعة أم العكس، فإذا كان الحق الجماعي أهم من الحق الفردي فتأكد بأن الحرية التي تتمتع بها ستبقى محدودة بمصلحة الجماعة، بينما لو كانت نظرة الجماعة للبناء الإجتماعي بإعتبار مكون من أفراد في أساسه و هو ما يعني بالتالي أن الفرد له الأهمية الكبرى في تطور و رقي المجتمع فإن الحرية عندها ستكون أوسع و حدودها سيعتمد على حركة التطور الفردي و فهمه لدوره الحقيقي في المجتمع من كونه المحرك المتبوع و ليس كما هو الحال الآن التابع المنقاد.

  6. هذيان قلم

    صبحك الله بالخير والرضى

    أخوي شارع العطايف
    قبل ما أجاوب على بعض التساؤلات المطروحة بحاول صياغة تعريف إجتهادي لمفهوم الحرية ( بأنه قدرة الإنسان على الاختيار لا الإجبار ) حطيت هذا التعريف لأن مفهوم الحرية يختلف من فيلسوف إلى عالم دين إلى رجل سياسة إلى رجل اقتصاد وهذا الاختلاف يرجع لاختلاف الأرضية الدينية والفكرية والظروف المكانية والزمانية لكل واحد فيهم ، وحرية الإنسان شيء ضروري ومن دونها راح يكون الإنسان عبد ولا راح تكتمل إنسانيته لكن هذي الحرية لازم يكون لها ضوابط تحكمها حتى ما تتحول إلى حرية مطلقة ما يحكمها حدود ولا تعترف بما هو مقبول أو ممنوع . هنا ما راح أتكلم عن الحرية بمفهومها العام أو الحرية بمفهومها الثوري إلى تستخدمه بعض التيارات أنا راح أتكلم تحديداً عن الحرية في التعبير عن الرأي من خلال تجربة مريت فيها شخصياً في مجال عملي هذي التجربة خلتني أخسر عملي لمجرد أني عبرت عن رائي بكل حرية ومصداقية بعيداً عن التزيف والنفاق إلى يستخدمه بعض الموظفين لإرضاء روؤسائهم ومحاولة مني لرفع الظلم إلي تستخدمه إدارة العمل في سياستها وتجبرني على تطبيقه على الموظفين ممن هم تحت إداراتي .
    فكنت أنا كبش الفداء 🙂
    ليه ما نتخلى عن مبدأ ( أن لم تكن معي فأنت ضدي ) ، أنا هنا ما أقيم من الصح ومن الخطأ أو من الظالم ومن المظلوم لكن أتسأل لهذي الدرجة صارت حرية الرأي والاختيار معدومة الوجود في مجتمعنا؟؟.

    يعطيك العافية

  7. لولو

    سلام موضوع لطيف جداوعميق جدا جدا (: قال أنا حر ،الكلمة هذه تربيت على أنها عيب بنت الناس تقولها(ماادري ليش)لا لحرية التعبير لا لحرية المشاعر بالحب او الكره لشيء معين(موعلى كيفك)حتى حرية الاكل والشرب واللبس والضحك والنوم مقيدةوووو.
    حريتنا الكاملةان شاء الله بتكون لما ندخل الجنة باذن الله.

  8. لولو

    سلام موضوع لطيف جداوعميق جدا جدا (: قال أنا حر ،الكلمة هذه تربيت على أنها عيب بنت الناس تقولها(ماادري ليش)لا لحرية التعبير لا لحرية المشاعر بالحب او الكره لشيء معين(موعلى كيفك)حتى حرية الاكل والشرب واللبس والضحك والنوم مقيدةوووو.
    حريتنا الكاملةان شاء الله بتكون لما ندخل الجنة باذن الله.

    ز

  9. shaden

    وماذا عن حرية المرأه ..؟

اترك تعليقاً